الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حركة حماس والتفاوض مع إسرائيل بقلم:د.أشرف الفرا

تاريخ النشر : 2014-09-20
حركة حماس والتفاوض مع إسرائيل بقلم:د.أشرف الفرا
حركة حماس والتفاوض مع إسرائيل د.أشرف الفرا

كانت حركة حماس تعارض جميع الحلول السلمية الخاصة بالصراع مع إسرائيل، باعتبار أن هذه الحلول تتناقض مع رؤية الحركة مبدئياً وواقعياً سواءً على المدى المرحلي أو الاستراتيجي، وذلك انسجاماً مع مواقفها المبدئية من التسوية السلمية والطروحات السياسية لحل القضية الفلسطينية، وتمشياً مع رؤيتها لسقف هذه المفاوضات ومضامينها التي تقوم على الاعتراف بدولة إسرائيل من جهة والتنازل عن كثير من حقوق الشعب الفلسطيني من جهة أخرى، إضافة إلى ظروف توازن القوى الفلسطيني والعربي والدولي وعوامله الذي يميل لصالح إسرائيل في التفاوض.

وبناءً على ذلك ظلت الحركة ترفض أي صيغة للتعامل مع إسرائيل، معتقدة أن ذلك سيقودها إلى الاعتراف بالأخيرة، علاوة على تأكيدها على حرمة التفاوض معها. غير أن السنوات الأخيرة التي عايشتها الحركة جعلتها تتجه إلى تغيير مواقفها تجاه عملية السلام والصراع العربي الإسرائيلي، ومن أهمها:

-      قبول الحركة المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006م، وهو ما يدل في ذاته على تغير نوعي في مقاربة واستراتيجية الحركة، باعتبار أن هذه المشاركة تعني القبول بقواعد اللعبة الديمقراطية كما قننتها اتفاقات أوسلو-حتى ولو لم يعجب ذلك الحركة- فانخراطها في الانتخابات ألزمها بجملة شروط وضوابط، ومن أهمها اعتماد مبدأ الحل السلمي والتفاوض لحل الصراع مع إسرائيل. كما شكل تحولاً سياسياً هاماً على صعيد مواقفها التاريخية والتقليدية من النظام السياسي الفلسطيني، الذي طالما عارضته ورفضت المشاركة في مكوناته.

-      تركّز رفض الحركة للتفاوض مع إسرائيل على أسباب سياسية وليست أيديولوجية، ويتضح ذلك كثيراً في تصريحات قياداتها، من قبيل اختلال موازين القوى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا موقف سياسي وليس ديني، حيث 'لم يقل أحد من الفقهاء بتحريم التفاوض مع الأعداء تحريما مطلقاً'. وهو ما دعا بعض قيادات الحركة ومنهم 'محمود الزهار' للإعلان 'أن المفاوضات ليست حراماً'، وأيضاً 'محمد غزال' بقوله ' أن ميثاق الحركة ليس قرآنا'ً. ولعل كانت أخر تلك التصريحات التي تؤكد ما نقول تصريح عضو المكتب السياسي لحركة حماس 'موسى أو مرزوق قبل عدة ايام بقوله: ' من الناحية الشرعية لا غبار على مفاوضَة الاحتلال، كما نفاوضه بالسلاح نفاوضه بالكلام'.

وهو ما يوضح أيضاً أن حماس مستعدة على الأقل السماح بالتفاوض، رغم أن ذلك يتضمن شروطاً متشددة أكثر من شروط منظمة التحرير، وبأنها ستعمل على توجيه أهداف المفاوضات ومراقبتها بشكل رسمي، ورفع سقف التفاوض، واعتماد لغة جديدة، وأن يكون التفاوض على قاعدة التبادلية، وتحسين شروطه، وكل ذلك إما عن طريق تسليم ملف المفاوضات إلى المنظمة بعد إصلاحها، أو تفاوض إسرائيل من خلال أطراف ثالثة. حيث لا يوجد لديها صعوبة في التفاوض لأفق سياسي، إذا ما رأت أن ذلك يحقق مصلحة الشعب ومن خلال أطراف ثالثة.

-      أعادت حركة حماس التأكيد على مواقفها السابقة القاضية بضرورة إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967م، مقابل هدنة، وقد جاءت مواقف حماس الجديدة بعدما أدركت الحركة أن خيار زوال دولة إسرائيل غير متاح الآن، وأنها لا تستطيع تدميرها أو إزالتها من الوجود؛ فهذه – بحسب الحركة- ليست مهمة حماس وإنما مهمة الأمة الإسلامية.

ويمكن القول أن الهدنة وما أحيط بها من تصريحات متبادلة تعبر عن مرحلة جديدة من المراجعة والتطور الذي تمر به حماس من حركة مقاومة ذات خطاب أيديولوجي- ديني للصراع تقوم أفكاره على أساس السعي لتغيير الواقع وعدم الرضوخ للوضع الراهن كما جاء في ميثاقها، إلى فصيل سلطة يتكيف ويستجيب للواقع القائم ويناور للحفاظ على وجوده في السلطة.

-      يبدى توجه عريض داخل حماس اعترافه بإسرائيل كأمر واقع، هو ما أكده 'خالد مشعل' بقوله: 'أن حماس تعترف بوجود إسرائيل كحقيقة على أرض الواقع، مضيفاً بأن الاعتراف الرسمي بها لن يكون إلا بعد قيام الدولة فلسطينية'، ومع ذلك لا تخفي قيادات أخرى داخل الحركة معارضتها الواضحة حتى للاعتراف بإسرائيل كأمر واقع، غير أن طرح الحركة لفكرة الهدنة استنتج البعض منه، أن الهدنة هي لفظ مقابل لكلمة التسوية، وأن توقيع الهدنة مع إسرائيل هو بمثابة اعتراف بالأخيرة، وألا فسيّوقع الاتفاق مع من؟ وإن استعداد الحركة للالتزام بتهدئة أو هدنة طويلة الأمد، يساوي استعداد الحركة لإنهاء الصراع'.

-      احترام حماس لقرارات الشرعية العربية والدولية، وقد ظهر ذلك واضحاً في تغير موقف الحركة تجاه المبادرة العربية لسلام، حيث أقرت الحركة بجوهر هذه المبادرة وهو الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران لعام 1967م. أي تطبيق حل الدولتين على أرض الواقع، ولكن دون الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها. وتبرر الحركة ذلك بان المملكة السعودية التي أطلقت هذه المبادرة لا تعترف بإسرائيل ولا تقيم أي علاقات معها، وأن الاعتراف بإسرائيل مشروط، فلماذا لا نوافق نحن(حماس) على هذه المبادرة.

-      في تطور آخر يمكن رصده على مواقف الحركة من عملية السلام يتمثل في مواقفها البراغماتية تجاه بعض القوى الفاعلة والمؤثرة في السياسة الدولية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا، حيث أظهرت الحركة مواقف معتدلة تجاه القوى الفاعلة في عملية السلام والتي كانت الحركة تعتبرها جزءاً من القوى الاستعمارية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، وقد ترجم رئيس المكتب السياسي لحماس 'خالد مشعل' هذا الخطاب الجديد في حديثه لصحيفة 'كوريري ديلا سييرا' الايطالية بتاريخ 20/12/2006م، حين عبر عن أهمية الحركة في عملية السلام وأنه يمكن الاستعانة بها في تحقيق السلام، كما أن السبيل الوحيد– حسب مشعل- لإحلال السلام يمر عبر حماس؛ ومؤكداً قبول حركة حماس لهدنة مدتها 10 سنوات مع إسرائيل وخلال هذه المدة سيتم تشكيل دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة الفلسطينية عام 1967م، وبعدها سيكون الأمر عائداً للأجيال القادمة لاتخاذ القرار حول المستقبل.

-      أصبح هناك توجه لدى حركة حماس نحو القبول بالمقاومة الشعبية، بحيث باتت غير مضطرة لاعتماد العمل المسلح كخيار أول وجعلته خياراً ثانياً دون إسقاطه أو حتى تجميده، كما أن الحركة استفادت جداً من أحداث التغيير والثورات الحاصلة في الإقليم العربي وشكلت هذه الأحداث بمجملها أوراق قوة كافية لتجعل من مقاومة الاحتلال من خلال المقاومة الشعبية خياراً يُجمع عليه أكبر عدد ممكن من قطاعات الشعب الفلسطيني.

ومما سبق، تستطيع القول إن حركة حماس شهدت تحولات كبيرة قادتها لأن تتخذ العديد من المواقف البراغماتية تجاه عملية السلام والتفاوض مع إسرائيل، وهو ما يتطابق مع مواقف وتوجهات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، ولا نجد مبرر من وجود تناقض وخلاف بينهما، وبالتالي لا يوجد ما يمنع من تحقيق المصالحة وتوحيد شطري الوطن، ووضع استراتيجية فلسطينية موحدة للتعامل مع دولة الاحتلال، وأن نبتعد عن عبارات التخوين وبيع القضية الفلسطينية من قبل أحد الاطراف، وبدلاً من إهدار الوقت - والذي يصب في صالح إسرائيل لتزيد من سلب الاراضي وبناء المستوطنات وتهويد القدس- في التناحر على سلطة لا زالت تحت الاحتلال، ولا تتمتع بسيادة حتى على مستوى التحرك اليومي لقياداتها، التوجه نحو تثبيت مصالحة فلسطينية حقيقية، ودخول معركة تفاوضية جادة ترغم إسرائيل على تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.

-
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف