الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجريمة وصرخة الدم بقلم:سعدات بهجت عمر

تاريخ النشر : 2014-09-20
الجريمة وصرخة الدم بقلم:سعدات بهجت عمر
الجريمة وصرخة الدم
سعدات بهجت عمر

    غياب الشهداء ليس إلا حضوراً من نوع جديد، وما أكثر القضايا التي عاناها شعبنا الفلسطيني طيلة أكثر من ستة وستين عاماً، وما أقل ما فيها من جديد،وهي الرسالة الاكثر امتلاءا لهذا العالم.
إن الكيان الإسرائيلي هو القوة الضاربة التي تتسلط بشكل مباشر على جماهير شعبنا الفلسطيني، وعلى أي نمو ثوري عربي، وهو الجرح النازف الذي يستنزف معنويات شعبنا في الداخل والشتات وقواة النضالية، ويُبقيه في ظروف التشتت والتخلف مما يضمن للصهيونية بكل ما في الكلمة من معنى إستمرار إستغلال المنطقة براحة واطمئنان.
إن هذه المهام التي يؤديها الكيان الإسرائيلي يجعله بمكان بالنسبة لأمريكا، وهي ستحافظ عليه بكل ما لديها من قدرة خصوصاً بعد التجييش الضخم الغير جدّي بحجة ضرب الارهاب لاعادة صياغة الشرق الاوسط و لمعاودة إحتلال المنطقة العربية والهيمنة عليها بعد تصاعد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية لأنها المصدر الرئيسي في الإنتاج والاحتياط للبترول في العالم ولفك عزلة الأنظمة العربية الدائرة بفلك أمريكا من قبل شعوبها.
قضايانا ليست كمشكلاتهم، ليست قصة كفاح بين أنانيات، وحكاية الأطماع في كل مكان، ولولا أننا نعيش عالمنا، ومن طبيعة الأشياء أن نتكلم بما نسمع، وأن نأكل مما بين أيدينا لمررنا بما يعترينا كالراهب الذي يمر بمواطن الفحشاء أو كالناسك الذي يحاذي موائد الترف فلا الراهب يزاول الفحشاء، ولا الناسك يُقاسم التخمة.
إنها أمانة للتاريخ إنها أمانة الأجيال، وما أثقلها، وما أعظمها من مسؤولية كبيرة، والتنفيذ دقيق يشترك فيه اكثر من طرف، واكثر من عدو، واكثر من عميل، ولكن شعبنا يتصدى للمؤامرة، وسيتصدى للمتآمرين، وشعبنا يعلم مُسبقاً أنها مواجهة صعبة، ومواجهة خطيرة، ولكن منذ الرصاصة الأولى لم يتوقع شعبنا أن يكون طريقة مفروشاً بالورود والرياحين، وهو يعلم أن الطريق صعب وشاق ومرير طريق الشهداء والتضحيات طريق الدماء والمتاعب، ولكنه طريق العزة والكبرياء طريق البقاء والحرية والنصر.
لقد ظنوا أنهم من خلال تدمير قطاع غزة وقتل الآلاف، ومحاصرة مدن وقرى الضفة ومخيماتها، وقتل واعتقال الكثير ونسف البيوت على رؤوس ساكنيها، وتكرار تهديد الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية التي اصدرت مؤخرا بيانا هاما على هامش مؤتمري جدة و شمال فلسطين حول الارهاب و خصوصا حول العنصرية الاسرائيلية التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني سيجهضوا مسيرة النضال والثورة في شعبنا، ولا نريدهم أن ينسوا أن شعبنا الخلاّق الذي ذاق حلاوة الجهاد والنضال مصمم على متابعة المسيرة. لذلك لن تستطيع المؤامرة ولن يستطيع المتآمرون أن يحجبوا شمس الحق وشمس الثورة ونور الثوار فطوبى لهذا الجيل جيل المعاناة جيل التضحيات.
جيل الصمود الجيل الذي يصنع التاريخ بأحرف من نور ونار، طوبى لهم حيث هم يكافحون، ويناضلون طوبى لهم حيث هم صامدون محاصرون، ومثابرون، وليكن الشعار أمام التحدي الكبير مزيداً من التحديات، مزيداً من التلاحم والوحدة والتراص مزيداً من المحبة بين الثوار والشرفاء. ولتكن أرواح الشهداء الأبرار في عِلييّها شاهداً ودافعاً لنا على درب المسيرة والثورة والدولة.
المستقبل يعني النصر والرؤيا طريقنا إليه والستة والسنين عاماً ونيف التي مضت فاق شهداؤنا عدد أيامها مضروباً في رقم مطلق، وعلى أي جنب، وفي أي أرض وبأي سلاح لم يحدث أن واجهنا شهيد وعلى وجهة علامة حزن أو تعبير عن ندم فقبل أن يسدل جفنية على آخر ما سيراه قطعة من أرض الوطن أو وجهاً لعدو قبيح أو بيتاً أو مخيماً مُحرقاً أو طيفا أو حبيبة أو فلذة كبد.
ليس من السهل أن يذهب الإنسان الفلسطيني لمواجهة الموت وهو يعلم أن عدوه يعدُّ ويعدّ، وخلف آلات الموت قابع إلا أن يكون واثقاً بالنصر بالمستقبل، والفلسطينيون كلمة منسوبة الى فلسطين، وما كان للشعب الفلسطيني أن يجمع في هذه المزايا فكراً، وخلقاً ومقاومة لولا أنه قد تلاقت في نسيج هذا الشعب الفكري والثوري والنفسي رحلتان عابقتان بأسمى المعاني والقيم والدلالات رحلة التاريخ الثوري بكل محطاته، ورحلة الجغرافيا حيث التواصل لم ينقطع يوماً بين الشعب وفلسطين.
   فكما عاش شعبنا الفلسطيني حياته مسكوناً بتلك المحطات التاريخية الثورية الشديدة الحضور في تكوينه الشخصي والعقائدي بل بذلك الإرث الفلسطيني الجهادي من بداية الثورات في بداية العشرينات من القرن الماضي وحتى إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في بداية 1965 فإنه مازال مشدوداً الى تلك الآفاق والمسافات بين رام الله وغزة، وعلى إمتداد فلسطين لأنه لا يمكننا أن نختصر الإنسان والارض كما فعل أمير الشهداء والخالد الراحل أبو عمار حيث لا يمكننا أن نقول أنه صوت الصحراء إنه فعل تاريخي ومحدد حوله أي شعبنا الفلسطيني أخذت الأشياء حجمها أي أن بينه وبين القضية وبين فلسطين علاقة متبادلة تؤثر عليه ويؤثر فيها لأنه شعب من فلسطين شردوه حمل فلسطينيته كما حمل المسيح صليبه وراح يزرعها رصاصاً وبنادق وفكراً ورجالاً في الشتات ، وفي القلب في فتات الخبز اليومي . في العقيدة في فلسطين المشردة، قاوم هذا الشعب النفي جسداص وروحاً وعقلاً وحركة، صار المنفى والوطن وغدا العقيدة والرصاصة في ثورة يُحاول أصحاب الإنقلاب الأسود أن يدفنوها، ولكنها تقاوم وتقدم الضحايا بلا توقف قرباناً لحياة كل يوم حتى لحظة العودة الى كنف السلطة واعلان الدولة المستقلة الجامعة بين جناحي الوطن لأنها ليست لعبة رياضية بل صراع الحياة والموت، والآن يصرخ الدم في شرائح شعبنا جميعاً وبلا إستثناء أن واصلوا بلا كلل بناء وحدتكم الوطنية، وارتفعوا عن العُقِد والحساسيات، وغلبّوا تناقضكم الرئيسي مع العدو على التناقضات الفرعية التي لا مفر منها في كل حركة وطنية ثورية تتعدد منا بعها الفكرية، وشدّدوا على قاعدة الثورة والدولة الجوهرية العتيدة أبو مازن الوعي السياسي الوعي الفلسطيني، ولا تقتنعوا بموقف المتفرج أو النائح من رزم الثورة الفلسطينية الخالد ياسر عرفات فالمتفرج او الناتج شريك في الجريمة، والجريمة منا عامة شاملة للجميع.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف