مع انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ، و نتيجة لفقدان الأمل في استمرار الحياة و غياب الأمن و مقومات العيش ، و انعدام الرؤية الإيجابية للمستقبل أو امكانية تحقيق أي من الانجازات التي كان من المفترض تحقيقها للنهوض بالوضع المتدهور والمدمر فى غزة، كل تلك العوامل لم تترك خيار أمام الشباب و العائلات معدومة الحال سوى الهجرة من القطاع متجهة إلى مصير مجهول في دول ما وراء البحار ، لكنها لن تكون اسوأ بالتأكيد من وضعهم السابق ، و بناء على ذلك انطلق الشباب بهجرتهم غير الشرعية عبر البحر ومن خلال جماعات التهريب التى ساعدت الشباب في إخراجهم من غزة مقابل حصولهم على المال ، دون أي اهتمام لمصيرهم المجهول الذي سيواجهونه في وسط البحر، و لا يخفى على أحد التسهيلات المصرية للقوارب المنطلقة من الإسكندرية ، على خلاف ما يبديه المصريين من عرقلة حركة الفلسطينين على المعابر الأخرى ، أما ما حدث بعد ذلك فهي جميعها أنباء متضاربة و لا تأكيد حول حقيقة ما حصل لتلك البواخر و القوارب المحملة بالمئات من الغزيين، ولكن الأقرب للحقيقة هو أن قراصنة و عصابات ساهمت في حدوث مأساة غرق العديد منهم ، و انقطاع أخبارهم منذ أسبوع تقريبا ، و لا أحد يعلم ما إذا كان جزء منهم محتجز في مصر أو ايطاليا أو بعض السواحل الأخرى ، و هنا في غزة العديد من العائلات لا تعرف أي خبر عن أبنائهم و أقاربهم بعد أنقطع الاتصال بهم ، و ينتظرون أي تحرك سياسي من المسؤولين لمعرفة مصيرهم ، و المثير للقلق أن التحرك السياسي يكاد يكون منعدم و أن كان هناك من تحرك فهو لا يرتقي بمستوى حجم المأساة ، و هنا لابد من ان تتحرك السلطة في هذه القضية ، على الأقل لمعرفة أسماء الناجين و من هم في عداد المفقودين أو الموتى ، لا يعقل أن يتم الصمت حيال الأمر و كأن هؤلاء المهاجرين لا ينتسبون إلى دولة أو سلطة تنظر في أمرهم، مع العلم أن مأساة هؤلاء الشباب المهاجرين من غزة مسؤولية أطراف عديدة فلسطينية و دولية ، وما حدث لهم أشبه بمؤامرة شبيهة بمؤامرة العدوان الأخير الذي لم يكن ابدا ضد حزب معين بل ضد الوجود الفلسطيني و معاقبة لأهل غزة بشكل خاص ...
الكاتبة و الناشطة السياسية :
وئام عزام أبو هولي
الكاتبة و الناشطة السياسية :
وئام عزام أبو هولي