الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإعداد للمعركة بقلم:أ .عبد القادر ضرار مهنا

تاريخ النشر : 2014-09-19
الإعداد للمعركة بقلم:أ .عبد القادر ضرار مهنا
الاسم:أ .عبد القادر ضرار مهنا
عنوان المقال
الاعداد للمعرك
ماجستير في القانون الدستوري الفلسطسيني
ا(( الإعداد للمعركة ))

إن الحديث عن العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني ، يفتح لنا الباب كي نتناوله بشئ من الجدية والاهتمام ، وما سأعرضه ليس إلا وجهة نظري تجاه هذا الموضوع ، وقبل التطرق إلى الموضوع ، سوف انوه إلي أن ما يجري في غزة ما هو إلا عدوان من جانب واحد وهو الجانب الإسرائيلي ، وليس بحرب ، فهناك فرق بين المصطلحين ، الحرب تكون  بين دولتين أو أكثر ، وتمتلك هذه الدول قوى عسكرية ضاربة تتمثل في سلاح الجو والبر والبحر ، أما ما يجري في غزة فهو اعتداء من جيش الاحتلال  على شعب أعزل لايمتلك إلا الأسلحة الخفيفة والصواريخ المصنعة محليا ذات الأثر المحدود للدفاع عن نفسه ، وبفضل الله وبفضل صمود هذا الشعب ، مازلنا ندافع عن أرضنا  وعن كرامتنا وكرامة العروبة.
إن هذا الكيان المختل يسير على خطى الكيان النازي ، وما يسعى اليه هو إبادة الشعب الفلسطيني وهذا ما نلاحظه في كل عدوان على غزة ، فيأتي العدوان تلو الآخر ، لضرب صمود شعبنا والقضاء على روح المقاومة، وبالرغم من الصمود وإلحاق الضرر بالعدو من قتل جنوده وتدمير آلياته ، إلا أننا نتكبد الكثير من الخسائر، ففي كل عدوان يسقط العديد من الشهداء والجرحى ، وتسفك دماء الأطفال الأبرياء ، وتدمر البيوت والمساجد والمستشفيات ، وما يسعى إليه العدو هو ضرب البنية التحتية للقطاع، وهذا ليس نتيجة العدوان الغاشم فقط ، بل يجب أن نتحمل بعضا من المسؤلية ، فإعدادنا للمعركة يقتصرعلى الجانب العسكري فقط ، فقد أهملنا الكُثير من الجوانب الأساسية لدخول المعركة، والتي من دونها لن نستطيع الصمود أمام هذا العدو.         فقد قال المولى في هذه الآية الكريمة  (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ )) سورة الانفال ـ أية 60  ، فلا يقصد منها إعداد السلاح فقط ، بل  يقصد منها تقوية جبهتنا الداخلية بكل جوانبها ، لتجنبنا الكثير من الخسائر وتمكننا من الصمود لأطول وقت ممكن أمام هذا العدوان النازي .
 كل معركة تمر بثلاث مراحل ومن خلال هذه المراحل سوف اعرض الجوانب التي يجب علينا اعدادها والتجهيز لها.
أولا : المرحلة الأولى - مرحلة ما قبل المعركة (العدوان).
وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد ، وتقوية جبهتنا الداخلية وإصلاحها ، وللأسف الشديد هناك الكثير من المشاكل التي نعاني منها، ويجب علينا تلافيها ، وهذه المرحلة تحدد مستوى صمودنا أمام العدو،  وتجنبنا الكثير من الخسائر في المعركة، ومن وجهة نظري سأقوم بتوضيح بعض الجوانب كالآتي :
1- الجانب البشري.
ويقصد به الثروة البشرية ، التى من دونها لا وجود للمعركة ، وبقوتها تقوى المعركة والعكس صحيح، فشبابنا  يتعرضون للقتل بسلاح أخطر من القصف ورصاص العدو ، فيقتلون بسلاح المخدرات التي دمرتهم على مر السنين ،وسلاح البطالة ، وسلاح المحسوبية ، التي أفقدت الكثير من أبنائنا الأمل في الحصول على عمل ، لتأمين حياتهم البسيطة ، وأرغمت الشباب في التفكير في ترك الوطن، والبحث عن فرصة عمل في مكان  أخر، لذلك يجب علينا حمايتهم من هذه الأخطار، والعمل على مساندتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.
2- جانب الاحتياجات الأساسية.
يجب أن تخصص الجهات المسئولة أماكن للجوء المتضررين أثناء وقوع المعركة ، وتجهيزها بحيث تصلح للمكوث فيها لأطول فترة ممكنة ، ويجب أن تخصص ميزانية لحالات الطوارئ لتوفير الطعام والشراب أثناء العدوان، فالكثير من  هؤلاء الناس  يتركون منازلهم حينما يفاجئهم العدو بقصف منازلهم ، فلا يكون هناك الوقت الكافي لكي يأخدوا ما هو ضروري وأساسي، فيجب تجهيزخطة لتوفير أكبر قدر ممكن من مواد الغداء ومياه الشرب وتوفير الغاز والكهرباء في حالات الطوارئ.
3- الجانب الصحي .
إن هذا الجانب هام جدا لما يقدمه من خدمات طبية للمواطنين في أوقات السلم ، وكذلك في أوقات العدوان فيقدم الكثير والكثير من إسعاف الجرحى وإنقاد أرواح أبناء الوطن ، ولا ننسى رجال الإسعاف والدفاع المدني وما يقدموه من تضحيات ، إلا أنه يؤخذ على هذا الجانب عدم تطوير الكادر الطبي مهاراته  الطبية ، وقلة الكفاءات الطبية، وعدم توفر الأجهزة الطبية الحديثة في أغلب المستشفيات ، وكذلك عدم وجود رقابة جادة في محاسبة المقصرين في أعمالهم ، وما قد يتسببوا به من إلحاق الأذى لأرواح المواطنين ، وهناك حوادث تقع في المستشفيات بدون رقابة ، وهذا يجب أن تتحمله الجهات المختصة ، وهذا ما يقع في أوقات الرخاء ، فما بالنا في أوقات الحرب ؟!؟!
فيجب على الجهات المختصة تطوير أقسام الطوارئ في كافة المستشفيات ، حتى تصبح كافية لتلقي أكبر عدد ممكن من الإصابات التي قد تنجم عن أي عدوان ، أو كارثة لاقدر الله .
  4- الجانب الأمني .
يجب أن يكون لرجال الأمن الدور الأكبر في حماية الجبهة الداخلية للوطن ، ومواجهة كل ما يهدد الاستقرار الداخلي ، ويجب أن يكونوا على استعداد تام في مواجهة جميع الكوارث ، وأن يكونوا على علم بأكثر الأماكن المعرضة للأخطار أثناء وقوع العدوان ، وكيفية إخلاء قاطنيها، إلى الأماكن المخصصة لذلك .
ويجب على رجال الأمن ملاحقة المتعاونين مع العدو ، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم ، وكذلك ملاحقة مروجي الإشاعات ، وكذلك نشرالتوعية بين المواطنين بأهمية تعاونهم مع رجال الأمن ، ويجب على الجهات الأمنية المختصة ، ملاحقة التجار ومحتكري البضائع ، الذين يسعون لاستغلال الأزمات والأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا الصامد.
 5- الجانب السياسي .
يجب أن يكون رجال السياسة على أكبر قدر من المسئولية في تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، وزيادة تماسكه ، ومحاربة الفرقة والانقسام ، والابتعاد عن التجاذبات السياسية ، والعمل على خدمة الوطن لا الأحزاب ، وكذلك على المستوى الخارجي ، ويجب عدم التدخل في الشئون الداخلية لدى الدول الأخرى ، وعدم معاداة أطراف لحساب أطراف أخرى ، فيجب أن يكونوا لنا حلفاء لا أعداء ، يتخلون عنا في وقت الشدة ، فنحن بحاجة التأييد العالمي لصد العدوان وإيقافه عن التمادي في عدوانه وكسب الشرعية الدولية لقتلنا .
6- الجانب العسكري .
إن هذا الجانب هو أداة الرد على العدوان ، ولا خلاف عليه ، والجميع يلاحظ أن هذا الجانب  يزداد تطورا ملحوظا في كل عدوان نشهده ، ويلحق الخسائر بالعدو، وكذلك أسلوب القتال أصبح أكثر قوة وتنوعا ،وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله هم رجال بذلوا أرواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل الله ودافعوا عن الوطن ، ولكن ما يؤخد على هذا الجانب ، غياب التنسيق الأمني بين الفصائل ، وعدم وجود غرفة عمليات واحدة لإدارة المعركة ، وكذلك حالات تبني الفصائل لأعمالها الجهادية ، مما ينتج عنه استهداف العدو لقادتهم.
7- الجانب الإعلامي .
يجب أن يسخر هذا الإعلام لخدمة الوطن لا لخدمة الأحزاب ، ويجب أن يبذل جهوده لتحقيق الوحدة بين أبناء الشعب ، ونشر الوعي لدى أبناء الوطن ، ويرسخ روح الانتماء للوطن ، ويجب أن يحرص على ألا يكون هناك تضارب في نقل الأخبار وخاصة في أوقات العدوان ، مما قد يفقده المصداقية لدى المواطنين ، وهذا ما يحصل في بعض الأحيان ، فنجد أن إذاعة ما تعلن أن فصيل قام بعمل بطولي ، وأخرى تنسبه الى فصيل آخر تنتمي إليه !!! .
 ويجب على الجهات المختصة أيضا أن يخصص إعلام حربي على مستوى عالي من الكفائة ، لنقل الوقائع الصحيحة ، وبث الطمأنينة ورفع الروح المعنوية للمواطنين ، ومحاربة الإعلام الحربي المضاد.
ثانيا : المرحلة الثانية - مرحلة المعركة ( أثناء العدوان ).
هذه مرحلة وقوع العدوان الغاشم على أبناء شعبنا الفلسطيني ، وهي مرحلة الصمود والتحدي ، مرحلة التصدي ومقاومة هذا العدوان النازي ، فإعدادنا الجيد في المرحلة السابقة ، سيمكننا من الصمود في وجه العدو ، وسيجنبنا الكثير من الخسائر  في صفوفنا  أثناء وقوع العدوان ، وسيجنبا ارباك جبهتنا الداخلية.
ومن وجهة نظري ، يجب العمل على وجود غرفة عمليات واحدة لإدارة المعركة ، ولا يجب أن نفصل الكادر السياسي عن الكادر العسكري ، لأن المعارك تدار سياسيا ، كما تدار عسكريا ، لنكسب التأييد الدولي ، وعدم ترك الفرصة للعدو في الحصول على التأييد الدولي في اعتداءه على شعبنا ، ويجب أن يسعى هذا الكادر على  دعم وحدة صفنا في ظل العدوان ، ويجب ألا يتمادى قادة المعركة في الاشتباك مع العدو في ظل وجود تهدئة من شأنها أن تحقن دمائنا ، وكذلك لا يجب على أفراد المقاومة الاشتباك مع العدو في المناطق المأهولة بالسكان ،أو أماكن لجوء المتضررين ، حتى لا  نعطي العدو مبررا في ارتكاب المجازر ضد أبناء شعبنا .
وأيضا يجب على أبناء الوطن أن يتكاتفوا جنبا إلي جنب لتوفير كافة الاحتياجات للمتضررين ، وعدم استغلال هذه الأوقات للمصالح الشخصية، فجميعنا في خندق واحد ، ولا ننسى الإعلام فيجب أن يكون موحد وصادق وعدم تناقضه في نقل الأخبار ، ويتجنب تضاربها الذي يؤدي الي فقد مصداقيته ، ويجب عليه أن يبذل جهده في رفع الروح المعنوية وبث الطمأنينة ، وأيضا يجب عليه أن ينشر تعلميات خاصة بالطوارئ ، ومثال على ذلك في حالة التعرض للغازات .....الخ .
ثالثا : المرحلة الثالثة - ما بعد المعركة (ما بعد العدوان ).
بعد انتهاء العدوان النازي  ، وبعد ارتواء أرضنا الطاهرة بدماء شهدائنا وجرحانا ، وبعد الدمار الذي خلفه العدو ، وبعد الصمود الذي قدمه أبناء الوطن ، يجب علينا لملمة جراحنا  ، وإعادة إعمار ما تهدم من بيوت ، وتعويض جميع المتضررين من العدوان دون تمييز حزبي أو أي تمييز آخر ، ويجب علينا أن نتعلم من أخطاءنا  ، وأن نتحرى مواطن الضعف التى  قد تؤثر علينا مستقبلا ، وألا نسمح للعدو أن يفرق بيننا مهما كانت الظروف والمحاولات ، فوحدتنا هي قوتنا ، ويجب على الكادر السياسي ألا يسمح لأي طرف كان أن يستعمل قضيتنا لصالحه ، فنحن قضية أمة بأكملها ،  بغض النظر عن تقاعس هذه الأمة ، وإن ركعت هذه الأمة لن نركع إلا لله وحده ، فعلمني وطني أن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن ، وربي  خلقني وأحسن تكويني  وزادني شرفا أني فلسطيني والحمد لله على هذا الشرف ، وحسبنا الله ونعم الوكيل على هذا العدو الغاشم وعلى المتقاعسين، ومن خلال ما سبق وما ذكرنا يتضح لنا أن هذا الموضوع من المواضيع الهامة المؤثرة في قضيتنا ، فيجب الاهتمام به حتى نرتقي ونتقدم بوطننا العزيز (( فلسطين الغالية)) ، والمجد والخلود لشهداءنا الابرار، والشفاء العاجل لجرحانا ، والحرية لأسرانا البواسل ، والنصر والعزة لأبناء فلسطين الذين يقاتلون عن شرف العرب المتخاذلين . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف