الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عن الدعوات للاقتتال الطائفي..عذرا لهذه الاسباب اليمن اتجاه خاطئ بقلم : إبراهيم السراجي

تاريخ النشر : 2014-09-19
عن الدعوات للاقتتال الطائفي..عذرا لهذه الاسباب اليمن اتجاه خاطئ بقلم : إبراهيم السراجي
عن الدعوات للاقتتال الطائفي..عذرا لهذه الاسباب اليمن اتجاه خاطئ

بقلم : إبراهيم السراجي

فشلت قوى النفوذ باستخدام "الجمهورية" كعنوان فاشل لمواجهة الثورة الشعبية التي لايمكننا انكار او تجاهل أن انصارالله هم من يتصدرونها وهم من انبروا ليكونوا الحاملين لمطالبها .
الفشل الذي جنته تلك القوى في استخدام الجمهورية والخطر المحدق بها جاء بسبب أن تلك القوى لم تمتلك قاعدة منطقية لاستخدام ذلك العنوان في مواجهة الثورة،إذ لايوجد مقاربة ولو بعيدة بين ذلك العنوان ومطالب الثوار المتعلق بلقمة العيش المتمثل برفض الجرعة،بالاضافة إلى ان استخدام شعار "الجمهورية في خطر" يتناقض تماما ولايصلح لمواجهة المطلب المتمثل بـ"تنفيذ مخرجات الحوار الوطني"،كما أن المقام لايتسع لتناول تلك العناوين التي استخدمتها قوى النفوذ وتناقضها مع الارتهان للخارج والترويج للتدخل الامريكي او السعودي عسكريا في اليمن.
أصبح عنوان الجمهورية مستهلكا وغير نافع للاستمرار به ولذلك برزت دعوات طائفية بديلة عن ذلك وهي اختيار خاطئ أكثر من سابقه لأن تركيبة اليمن الاجتماعية غير قابلة لاذكاء الصراع على أساس طائفي وليس هناك من سيستجيب لهذه الدعوات سوى من لديهم الاستعداد للقتال تحت أي عنوان تستخدمه تلك القوى.
قد يسأل البعض ما الذي استدعى الكاتب إلى هذا الموضوع؟والاجابة تكمن في بعض الأخبار التي نشرت اليوم في المواقع الكثيرة التي يمولها حزب الإصلاح والتي تعمل بصيغة عشوائية تحريضية لا علاقة لها بمهنة الإعلام.
قرأت اليوم خبرين يحملان دعوات للقتال على أساس طائفي حيث يقول الخبر الأول :" ﺍﻧﺒﺎﺀ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﻧﻲ ﺳﻴﻌﻠﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ"
بينما يقول الخبر الثاني :" برلماني وقيادي في حزب الإصلاح يوجه نداء استغاثة"
والبرلماني المقصود في عنوان الخبر هو محمد الحزمي حيث ينقل الخبر عن المذكور دعوته لما اسماهم "أهل السنة" في اليمن ودعاهم فيه إلى بلورة مشروع لحماية انفسهم ودينهم قبل أن يتحولوا إلى سنة العراق الذين فعل فيهم الروافض الافاعيل فجاسوا خلال دياره".
وبالاشارة لتلك الأخبار أقول أن اليمن بلد غير قابل لاستضافة أي نوع من الصراع الطائفي وقد فشلت في السابق كل دعوات المشبوهة المماثلة.
ولكن أحب هنا أن أفسر بعض تلك الاسباب التي تؤكد فشل مثل هذه الدعوات ولنأخذ العراق مثالا على ذلك كبيئة صالحة لذلك النوع من الصراع بشكل مناقض لليمن.
في العراق تاريخيا السنة هم السنة والشيعة هم الشيعة أي من ناحية التركيبة الاجتماعية العراقية ولكن تغير موازين القوى بين الحين والاخر بالعراق هو من يجعل احدى الطائفتين تضطهد الأخرى والعكس،بمعنى أنه وبمرور الوقت لم تكثر قاعدة السنة في العراق وتتقلص الطائفة الشيعية هناك والعكس صحيح ايضا،وبشكل أوضح فإن مرور الوقت بالعراق لم يجعل السني يتحول إلى شيعي أو الشيعي يتحول إلى سني،بل بقي السني سنيا،وبقي الشيعي شيعياً.
ومن يلاحظ انطلاقة جماعة أنصارالله في عام 2004 لم تكن سوى مجموعة بسيطة التفت حول السيد حسين بدرالدين الحوثي وتأثرت بفكره ورؤيته السياسية والدينية ولم يكن هناك أي مجال للمقارنة بين الجماعة وحزب الإصلاح.

خلال وبعد ثورة 2011 اكتسب أنصارالله قاعدة شعبية واسعة بعد الخيبة التي أصيب بها كثير من الثوار من الصفقة السياسية التي عقدها اللقاء المشترك بقيادة الاصلاح مع المؤتمر وحلفائه تحت عنوان "المبادرة الخليجية" وقابله ثبات في مطالب "أنصارالله" الثورية ما أكسبها شعبية واسعة.
وخلال هذا العام تضاعفت بشكل كبير قاعدة انصارالله بسبب تبني الجماعة مطالب شعبية تتعلق بالفقراء ومعيشة الناس وشهد لهم الكثير من المثقفين اليساريين،ولاننكر ان هناك قوى انتهازية تقترب من الجماعة باعتبارها اصبحت قوة كبيرة وتملك مستقبلا مهما جعل تلك القوى تميل إليهم بغية تحقيق مكاسب سياسية وهي عادة عرفناها في اليمن كلما انقرضت قوة وبرزت أخرى.

قدرة أنصارالله على حشد الجماهير في صنعاء بشكل يومي وبالمحافظات باعداد تتجاوز ما استطاعت السلطة بكل قواها أن تحشده في صنعاء وبشكل اسبوعي لاداء صلاة الجمعة والعودة للبيوت.

وبالمقارنة بين قاعدة انصارالله اليوم مع ماكانت عليه في 2004 هل نستطيع القول أن الشعب اليمني بكل المحافظات التي لبت دعوات السيد عبدالملك الحوثي للخروج كانت بالأمس شريحة من "أهل السنة" وتحولت إلى الطائفة "الشيعية"،وهل يستطيع المالكي في العراق أن يجعل ابناء الطائفة السنية للخروج في مسيرات معه؟لايمكن ابدا أن يحدث لأن التحرك السياسي والشعبي في العراق يقوم على أساس طائفي الى حد كبير،وليس المقام هنا للحديث عن الاستثناءات في الحالة العراقية.

لذلك كله لم يحدث أن استجاب اليمن على مر تاريخه للدعوات الطائفية بل وقد اسهب الكثير في قول أن اليمن متعايش مع كل المذاهب بشكل طبيعي لدرجة ان يختلف افراد الاسرة الواحدة في مذاهبهم وانتماءاتهم الدينية والسياسية،باستثناء المذهب الوهابي الوافد الى اليمن كحالة طارئة لم تنجح في جر اليمنيين للاقتتال الطائفي حتى لو استطاعت ايجاد بعض الحوادث غير المؤثرة في المجتمع اليمني.
أخيرا فإن استخدام العنوان الطائفي في المرحلة القادمة سيبوء بفشل كبير أكثر من فشل استخدام عناوين الجمهورية وخطر الإمامة لمواجهة مطالب شعبية تتعلق بالأكل والشرب .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف