" .. مجرد رشفة شاي ؟؟!! "
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة "
===================
تنويه :
هذه الصورة القلمية الواردة في النص .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
----------------------------
" .. مجرد رشفة شاي ؟؟!! "
بين القبور تجري هنا وهناك .. تصرخ .. تولول .. تبكي .. تئن.. في يدها تحمل وعاء الشاي .. تدور بين القبور دورات سريعة متعاقبة يصاحبها صوت الصراخ والنداء المتكرر .. لم تلبث أن تقف عند أحد القبور .. تهدأ قليلاً عن الحركة .. وعن الصراخ .. تـتأمل القبر بتمهل .. تتمتم بكلمات هامسة رقيقة .. فيها نشيج البكاء .. ونبرة الألم والحزن ..
- هيا ابنتي .. هيا طفلتي .. انهضي .. قومي .. اخرجي من القبر .. فها أنا قد أتيت لك بما تطلبين .. أحضرت لك ما تريدين .. ها هو " إبريق" الشاي .. هيا انهضي .. هيا .. لتشربي الشاي ..
كان القصف قد اشتد بشكل جنوني .. يطال كل الأماكن .. كل الأشياء .. كل الأحياء .. تلوت الطفلة من الخوف .. لجأت إلى صدر أمها عله يحميها من شبح الموت الذي يدور في كل مكان .. ضمتها الأم إلى صدرها بحنان وحب .. علها تحميها .. جف حلق الفتاة .. طلبت من الأم كوباً من الشاي .. علها تطفئ الظمأ وشيئاً من الخوف وجفاف الحلق .. أخبرتها الأم بأن الشاي قد نفذ منذ زمن بعيد .. والغاز .. والبترول .. فكيف تستطيع أن تلبي مطلبها ..؟؟!! .. كررت الطفلة الطلب عدة مرات وهي تبكي بألم ومرارة .. تأوهت الأم .. تحركت من مكانها لتبحث عن إناء الشاي علها تجد به شيئاً .. وجدت به بعضاً من الشاي ... مجرد بقايا البقايا .. مدت أصبعها في الإناء .. أخرجت منه تلك البقايا .. وضعتها على فم طفلتها علها تهدأ .. زاد صراخ وبكاء الطفلة .. راحت تطلب الشاي من جديد بإلحاح غريب ..
قصف مدمر أصاب المنزل .. جعله ركاماً .. حطاماً .. أصيبت الأم ببعض الإصابات .. أخرجوها من بين الركام والأنقاض .. ولم يلبثوا أن أخرجوا الطفلة .. كانت إصاباتها بليغة قاتلة .. ألقت الأم بنفسها إلى جانب طفلتها .. فتحت الطفلة عينيها المغرورقتين بالدموع والدم .. هتفت بالأم :
- أمي .. أرجوكي .. أريد كوباً من الشاي ؟؟؟!!.
بين القبور تجري هنا وهناك .. تصرخ .. تولول .. تبكي .. تئن.. في يدها تحمل وعاء الشاي .. تدور بين القبور دورات سريعة متعاقبة يصاحبها صوت الصراخ والنداء المتكرر .. لم تلبث أن تقف عند أحد القبور .. تهدأ قليلاً عن الحركة .. وعن الصراخ.. تـتأمل القبر بتمهل .. تتمتم بكلمات هامسة رقيقة .. فيها نشيج البكاء .. ونبرة الألم والحزن ..
- هيا ابنتي .. هيا طفلتي .. انهضي .. قومي .. أُخرجي من القبر .. فها أنا قد أتيت لك بما تطلبين .. بما تريدين .. ها هو " إبريق" الشاي .. هيا انهضي .. هيا .. لتشربي الشاي ..؟؟!!
http://www.youtube.com/watch?v=sy6wxhlYZAU
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة "
===================
تنويه :
هذه الصورة القلمية الواردة في النص .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
----------------------------
" .. مجرد رشفة شاي ؟؟!! "
بين القبور تجري هنا وهناك .. تصرخ .. تولول .. تبكي .. تئن.. في يدها تحمل وعاء الشاي .. تدور بين القبور دورات سريعة متعاقبة يصاحبها صوت الصراخ والنداء المتكرر .. لم تلبث أن تقف عند أحد القبور .. تهدأ قليلاً عن الحركة .. وعن الصراخ .. تـتأمل القبر بتمهل .. تتمتم بكلمات هامسة رقيقة .. فيها نشيج البكاء .. ونبرة الألم والحزن ..
- هيا ابنتي .. هيا طفلتي .. انهضي .. قومي .. اخرجي من القبر .. فها أنا قد أتيت لك بما تطلبين .. أحضرت لك ما تريدين .. ها هو " إبريق" الشاي .. هيا انهضي .. هيا .. لتشربي الشاي ..
كان القصف قد اشتد بشكل جنوني .. يطال كل الأماكن .. كل الأشياء .. كل الأحياء .. تلوت الطفلة من الخوف .. لجأت إلى صدر أمها عله يحميها من شبح الموت الذي يدور في كل مكان .. ضمتها الأم إلى صدرها بحنان وحب .. علها تحميها .. جف حلق الفتاة .. طلبت من الأم كوباً من الشاي .. علها تطفئ الظمأ وشيئاً من الخوف وجفاف الحلق .. أخبرتها الأم بأن الشاي قد نفذ منذ زمن بعيد .. والغاز .. والبترول .. فكيف تستطيع أن تلبي مطلبها ..؟؟!! .. كررت الطفلة الطلب عدة مرات وهي تبكي بألم ومرارة .. تأوهت الأم .. تحركت من مكانها لتبحث عن إناء الشاي علها تجد به شيئاً .. وجدت به بعضاً من الشاي ... مجرد بقايا البقايا .. مدت أصبعها في الإناء .. أخرجت منه تلك البقايا .. وضعتها على فم طفلتها علها تهدأ .. زاد صراخ وبكاء الطفلة .. راحت تطلب الشاي من جديد بإلحاح غريب ..
قصف مدمر أصاب المنزل .. جعله ركاماً .. حطاماً .. أصيبت الأم ببعض الإصابات .. أخرجوها من بين الركام والأنقاض .. ولم يلبثوا أن أخرجوا الطفلة .. كانت إصاباتها بليغة قاتلة .. ألقت الأم بنفسها إلى جانب طفلتها .. فتحت الطفلة عينيها المغرورقتين بالدموع والدم .. هتفت بالأم :
- أمي .. أرجوكي .. أريد كوباً من الشاي ؟؟؟!!.
بين القبور تجري هنا وهناك .. تصرخ .. تولول .. تبكي .. تئن.. في يدها تحمل وعاء الشاي .. تدور بين القبور دورات سريعة متعاقبة يصاحبها صوت الصراخ والنداء المتكرر .. لم تلبث أن تقف عند أحد القبور .. تهدأ قليلاً عن الحركة .. وعن الصراخ.. تـتأمل القبر بتمهل .. تتمتم بكلمات هامسة رقيقة .. فيها نشيج البكاء .. ونبرة الألم والحزن ..
- هيا ابنتي .. هيا طفلتي .. انهضي .. قومي .. أُخرجي من القبر .. فها أنا قد أتيت لك بما تطلبين .. بما تريدين .. ها هو " إبريق" الشاي .. هيا انهضي .. هيا .. لتشربي الشاي ..؟؟!!
http://www.youtube.com/watch?v=sy6wxhlYZAU