الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عذرا سيّدتي بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2014-09-18
عذرا سيّدتي  بقلم: حسين أحمد سليم
عذرا سيّدتي

بقلم: حسين أحمد سليم
(آل الحاج يونس)

تتجلّى عظمة الله تعالى في عظمة بدائع صنعه في الأكوان و الأفلاك و الأحياء والأشياء, ما ظهر منها و ما بطن, و ما تراءى لها و ما إستتر. وتتراءى قدرته سبحانه في وحدة خلقه, بوحدة نسائج الخلق و عناصر التّكوين. ما يعكسإستنارة للعاقل المُتفكّر وعيا و عرفانا, أحاديّته الصّمديّة المطلقة, ويثبّت بما لا يقبل الشّكّ, لا من قريب و لا من بعيد, أنْ لمْ ولنْ ولا يكون له كفوا أحد, منذ البدء في الأزل وحتّى المنتهى في الأبد, و يبقى وجهه نور السّماوات و الأرض بعد فناء الكلّ. له ما شاء وما يشاء في مشيئته, الّتي شاءها رحمة ومودّة وحكمة وعدالة...

حوّاء الأنثى الأولى و مثيلاتها, صنيعة العليّ القدير العظيم, من نفس قبضة طينة آدم الأوّل المادّيّة, من أديم الأرض, من خلاصة التّراب, من الصّلصال, من الحمأ المسنون كالفخّار, و الّتي جعل فيها ما فيها من ميول و شهوات و رغباتو إغراءات جسديّة. و الّتي نفخ الله فيها من روحه ومضة نفس نابضة بالحياة, و ضمّخ ثناياها و دمّج فيها ما فيها من القداسة و الطّهارة و السّموّ و التّرقّي, عروجا للعلا في أرحبة الخالق.تنتعش و ترتعش إستنارة بسيّالات من أثير شفيف, لتخوض تجارب الحياة, و ترود الفراديس الإلهيّة الموشّاة باللينوفار المقدّس. حوّاء الأنثويّة الذّكيّة, زوجة النّفس الذّكوريّة الذّكيّة, الّتي سوّاها الله سبحانه من نسائج آدم بعلها, وجعلها قرينة له, و قرينا لها, تؤنس وحدته, و يؤنسها, و تتكامل به و بها يتكامل, لتولد الحياة من الحياة, و تستمرّ برضا الله و تقواه, فيُعرف الله تعالى ويُوحّد, و يُعبد سبحانه, حقّ وحدانيّته و عبادته الّتي أمر بها الخلق طرّا...

حوّاء الأنثى, ركن الأساس في منظومة العيش بدنيا الفناء و صولا لعالم البقاء, و الّتي ذكركِ الله في كتابه السّماويّ القرآن, و منحكِ ما شاء له المنح, تقديرا لكِ و تكريما في سورة النّساء, و بعض آيات أخر مباركات, رفع فيها من شأنكِ كإمرأة من جنس النّساء, و ميّزكِ عن قرينكِ التّوأم آدم من جنس الرّجال, و جعل منكِ نصف الحياة و نصف المجتمع و نصف الإستمرار, و زادكِ قداسة و طهارة في الحمل و الإنجاب و مرارة الأوجاع, و إحتضار الطّلق و الولادة و الأمومة و الحنان و البذل و التّضحية و العطاء. و أسبغ عليكِ قبساتَ من مسحاتِ الجمال, شاءها ومضاتَ من كمالِ جماله المطلق. عجنها بالسّحر و الفتنة و الإغواء و الإغراء, تحفيذا للجذب و الإندماج و التّفاعل و التّماذج و التّلاقح و التّكامل في قداسة اللقاء, مودّة و رحمة من لدن الباريء, زرعها طمأنينة عند ذكره في الصّدور المؤمنة...

حوّاء المرأة الأنثى, المخلوقة رحمة و مودّة و حكمة و قدرا لا بدّ منه, و ضرورة كاملة متكاملة من أساسيات البقاء النّسبيّ و الإستمرار في قيام صروح الهدف الأسمى. إنعكاس تجلّيات عظمة في بدائع الصّنع لكينونتكِ المادّيّة و الرّوحيّة و الجماليّة بأمر الله, بتطابق و توافق و تناغم و إنسجام جماليّ هارمونيّ روحي ساحر فاتن, متموسق أثيريّا بشفافيّة على وتريّات ترانيم أسرار الحياة في كنه الوجود. حوّاء السّحر و الفتنة و الإغواء في كلّ ما تطوي عليه كينونتكِ, جمالكِ كمالكِ, كيفما تشكّل ووُلِد و كان و مهما كان تشكيلا و وِلادة و كينونة. لأنّ في تشكيله و خلقه و نفخ نسائم الحياة فيه, تتجلّى عظمة الله و قدرته في بدائع صنعه للجمال, الّذي شاء و أودعه أمانة قدريّة في كينونة جسدكِ السّاحر المتكامل المتناسق, و توّجكِ مؤتمنة على الأمانة, ليبلونّكِ في محنة منظومة الجمال, و يُحاسبكِ حكمة و عدالة و رحمة على قدر حفظ الأمانة...
جمالكِ حوّاء الأنثى هويّتكِ و سمة كينونتكِ في تشكيل كمالكِ, جسدا و روحا و نفسا و خلقا عظيما و تقرّبا لله تعالى. فكوني الأمينة المؤتمنة على الأمانة, وكوني صادقة الوعد و العهد و القسم و الإلتزام, طاهرة الفكر و التّفكّر و القول و العمل, نبيلة الأحاسيس و المشاعر, منضبطة الأداء في مسارات الإجراءات العمليّة و الفعليّة, مقوننة الرّؤى و التّطلّعات و الآمال المرتجاة, واقعيّة التّفكّر و المُتطلّبات.أبدا لا يُغويكِ الشّيطان الأكبر اللعين بوساوسه المتعاظمة, الّتي لا تنقطع من محاولاته في الإغراء لكِ و تزيين الشّهوات و فعل الشّرور, و ممارسة الأخطاء بالإنحرافات عن قوامة الإستقامة, و تحريضا على فعل الغشّ تمويها للشّوائب, و ما يتراءى لكِ إفتراضيّا من النّواقص أو من القبح و البشاعة, جموحا و إستعراضا في لعبة التّجميل و خرافة التّحسين السّريع الزّوال, و عبادة المساحيق و مؤثّرات الطّلاء الّتي ما أنزل الله بها من سلطان, تغييرا وتبديلا لِسنّة الله في بدائع صنعه, الّتي تتجلّى عظمة من عظمته في جماليات تكوينكِ, و تشكيل سحرك الطّبيعيّ في كامل مفاتن جسدكِ, سيّما وجهكِ الّذي هو وجه الحياة و وجه الجمال و الكمال و وجه أمّتي, الّذي تتجلّى في تشكيله عظمة صنع الله في تكوين إشراقات عناصره, الجبهة الوضّاءة بسمة العبادة, الحاجبان السّيفان, و العينان الرّافلتان, و الوجنتان الورديّتان, و الخدّان الأسيلان, و الأنف الفاتن الجمال, و الشّفتان الكرزيّتان, و اللمى السّاحرة عند أطراف الشّفتين, ناهيكِ عن العنق الملود, و أنسام الشّعر في الجدائل, و مشهديّات الإبتسامات على المحيّا, ولوحة الثّغر الفريدة السّحر و الجمال... ففي كلّ ناحية من نواحي جسدكِ و مفاتن جسدكِ, تتجلّى عظمة الخالق في عظمة بدائع الصّنع في السّحر و الجمال...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف