الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثقافة الرقي بقلم :باسل الهرباوي

تاريخ النشر : 2014-09-18
ثقافة الرقي  بقلم :باسل الهرباوي
الثقافة كلمة عريقة في العربية، فهي تعني صقل النفس والمنطق والفطانة , وايضاً الثقافة هي العلومُ والمعارفُ والفنون التي يُطلب الحذق فيها وهذا التعريف في معجم المعاني الجامع وهناك تعريفات كثيرة ولكن نقتصر على البعض منها ونريد الان تعريف الرقي وهومن وجهة نظري في هذا التعريف البسيط:

الرقي هو الارتقاء بالأخلاق ,العلم ,العمل الدائم بالمنهجية الصحيحة وتعلم الدين الصحيح الذي يتوافق مع العادات والتقاليد التي تتجه بنا الى منطق المنهجية الصحيحة بحيث يتجه البناء الى تطوير المجتمع فكرياً , أخلاقياً ,علمياً وثقافياً.

وهنا تعريف أو ايضاح أخر بأنه يرمز الرقي إلى جودة التحسين - والذي يتضمن إظهار الذوق السليم، الحكمة والبراعة، بدلًا من الفجاجة، والغباء والابتذال.
واذا حاولنا ربط الرقي بالرتبة العليا والامتياز والوجاهة فأعتقد أن كل ذلك مرتبط بالعمل بالمنهجية الصحية.

والان أريد التعريف الذي اعتقد انه الامثل بثقافة الرقي وهي دمج الثقافة العامة التي تنبني مع الانسان في حياته مع الارتقاء الحقيقي الذي يبنى على العلم, الاخلاق والوعي الصحيح.
وهناك تعريفات كثيرة ولكن كثرة التعريفات لا تزيد الشيء أهمية اذا حاولنا الوصول الى المفهوم الصحيح للشيء.

قصة صغيرة عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) تبين مدى رقي الاسلام وأخلاق الاسلام بالتعامل وملخص القصة عندما تبول رجل بالمسجد فأمر الرسول الصحابة بتركه ومن ثم بعد ما تبول ذلك الأعرابي نصحه رسول الله وبين له إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر وإنما هي للصلاة وقراءة القرآن والتكبير . وهنا يبين سماحة ورقي الاسلام وكيفية التعامل مع الناس.

ثقافة الرقي المصطنع هي الثقافة المنقولة عن الدول الغربية ومجتمعات أخرى بمظهرها الخارجي دون الرجوع الى أساس هذه الثقافة. وربما تكون مخالفة للدين , وحضارة البلد والعادات والتقاليد ولكن الذين يصطحبون هذه الثقافة يعتقدون أنها تأخذهم الى مفهوم الرقي ويعتقدون أنهم أكثر رقياً وينسون أن أساس الرقي هو الرقي بالأخلاق والعلم .ومن أمثلة ثقافة الرقي المصطنع: اللباس ,تغير طريقة الكلام ,تغير طريقة الكتابة, فنون مستوردة نطبقها ظاهرياً دون فهمها بصورة صحيحة ,قص الشعر ,وغيرها أشياء كثيرة. وأعتقد أن أحد الحلول هي مطابقة المنطق الصحيح , وايضاً قراءة التاريخ بصورة صحيحة لان التاريخ يعزز انتمائنا لحضارة البلد الذي نعيش فيها وكما ذكرنا أن قراءة التاريخ ينمي العقل ويستطيع الانسان استنباط المنطق الصحيح للتفكير.

ثقافة الرقي الخطأ فتجد أن نسبة عالية من الشباب والبنات العرب يقلدون ثقافات الاجانب دون أن يعرفوا ما مرجع هذه الثقافة ويتركون عادتهم وتقاليدهم ويخيل لهم أنهم في الاتجاه الصحيح للرقي , وينسون عادتهم وتقاليدهم وأيضاً ينسون أنهم عماد المجتمع وأنهم في الغد القريب هم الذين سوف يوجهوا المجتمع وتهوي بهم هذه الثقافة الى منحدر خطير جداً لانهم يذهبون الى طريق التقليد الاعمى دون أن يعرف حتى مصدر هذه الثقافة ومحاولة بناء علاقات مع أناس يعتقدون أنهم أكثر منهم رقي ,ومن أوجه هذا الرقي الذي يكمن في مخيلتهم وهو رقي مصطنع وخطأ وهذه يسبب احياناً مشاكل كبيرة ومنها:

1- اللباس هو تاريخ وأصالة نتوارثها من جيل الى جيل فيجب الحفاظ عليها ,وهناك باعتقادي عدة فئات لهذا اللباس ومنها فئة من يعتقد بنفسه الرقي في تغير لباسه حتى لو لم يتناسب معه ومع مجتمعه ومع الدين الاسلامي ,وهناك فئة أخرى تكون طبيعة البيئة التي يعيشون فيها أحياناً تؤل في اللباس الى قلة الوعي والعادات الغربية التي لا تتطابق مع ديننا الاسلامي ولا مع العادات والتقاليد العربية ,وأنا هنا أعتقد أن الفئة الاولى أكثر خطورة لانهم يعلمون أنهم في الطريق الصحيح ويميلون عنه ,أما الفئة الثانية فأحياناً تكون طريقة الباس مع عدم وعي في العادات والتقاليد والدين الاسلامي فهنا يجب على الفئتين الرجوع للرجوع للدين الاسلامي والعادات والتقاليد العربية.

2-تغير طريقة الكلام والكتابة والاتجاه الى طريقة أخرى في الكلام مثلاً من مدينة لمدينة ومن بلد لبلد أو من العربية الى انجليزية مرقمة في الكتابة.

-من اللغة العربية الى الانجليزية مرقمة في الكتابة وهو اسلوب جديد أنا هنا لا أنفي أنني أستخدم ذلك الاسلوب أحياناً ولكن لا أعتمده هو اسلوب خطأ هو ممكن استخدامه بالدول الأجنبية بسبب أن لوحة المفاتيح لجهاز الحاسوب لا تحتوي على حروف عربية ولكن لماذا الان الجميع يعتبروه مصدر للرقي أنا أفضل في هذه الحالة الكتابة باللغة الانجليزية.
-تغير اسلوب الكلام بغرض اكتساب الرقي وهو اسلوب خاطئ ومحرج لذلك أعتقد أن الافضل تهذيب الكلام حتى يظهر الانسان بصورة أفضل وألطف ولأفضل تغير اسلوب الكلام كتقليد لمدينة معينة أو دولة معينة الذي يعتقد المقلد أنهم أكثر منه رقياً .
تغير اسلوب الكلام بالتكلم بالغتين مثلاً العربية والانجليزية في أن واحد فهو لو كان من باب التسهيل والمصطلح العلمية التي يصعب قراءتها بالغة العربية أو مصطلحات لا يفضل قراءتها بالغة العربية فهو اسلوب مقبول أما اذا كان من باب اكتساب الرقي فهو غير مقبول لان الرقي في الاخلاق والعلوم وتعلم أسس وأخلاق الديانة الاسلامية وليس باللباس و وتغير الكلام وغيرها.

وهناك حالات ممكن أن تكون في اطار لا يشمل اكتساب الرقي ومنها:
-العيش في بلد أخر مما يكون من نتائجه تغير اللهجة بسبب البيئة المحيطة .
-تفضيل بعض اللغات والسبب في ذلك لربما يختار أي شخص لغة معينة ,لجمال اللهجة مثلاً ويفضل دون القصد باكتساب الرقي.


3-فنون مستوردة : وهي فنون تخلق في بيئات أخرة نستوردها بالمفهوم الخارجي دون الاطلاع على الهدف من هذا الفن الذي خلق له ومنها وعلى سبيل المثال ستاند اب كوميدي فأغلب القائمين عليه يعقدوه أنه فن بتشبيك الاحداث والكلام لتعطي صورة كوميدية ولم يتجه الى الهدف من هذا الفن أو أنه ينطبق مع الشريعة الاسلامية أو لا ,وفنون تنشأ في بيئات أخرى يجب الاطلاع عليها وعلى منشاءها والبيئة التي نشأت بها وهل هي تنطبق مع بيئتنا , مع العادات والتقاليد الخاصة بينا مع تاريخنا مع أدياننا ؟ أو لا
وقد قرأت في أحد المقالات حيث كنت أبحث عن هذا الفن أن تاريخ هذا الفن ارتبط بالنوادي الغربية وذاع أكثر لدى فئات الشباب، ولكنه تميز هناك بمضامينه الحادة التي لا تتقبلها تقاليدنا وأعرافنا، ومن هنا هو يحاول أن يقدم نسخة تلائم مجتمعه، ولكن من دون أن يفقد فنه من خصائص تأثيره.
استاند اب كوميدي فكرته الأساسية هي ذكر الامور الحياتية بطريقة ساخرة ولكنها من الواقع الذي نعيش به.

وهناك أنواع كثيرة من الفنون المستوردة التي نستوردها بالمفهوم الخطأ دون الاطلاع على أساسها وأعتقد أن الاناس الذين يتعاملون مع ذلك الفنون يعتقدون أن مصاحبتهم لهذا الفن يعطيهم الهيبة والمكانة ولا ينظرون الى أسباقهم من الاناس الذين حاولوا صناعة الفنون الوهمية وأنا هنا لا أذكر جميع الاشخاص المصاحبين لهذا الفن فهناك أشخاص يحاولوا أن يتعلموا ذلك الفن بالمفهوم الصحيح له ولكن للأسف قلاله في مجتمعاتنا العربية وأنا هنا لا أنهي الى الانتماء لهذا الفن أو لأي من فنون أخرى ولكن أحبذ أن يكون أي فن من الفنون المستوردة ملائم مع ديننا ,ومع العادات والتقاليد المنطقية ذات المنهجية الصحيحة , لان ديننا يذكر أشياء منذ 1400 سنة الان يكتشفوها العلماء في البلاد المتقدمة مثل أميركة, ودول أوروبا, اليابان ,وغيرها من بلاد العالم الاول , ويجب والاعتزاز ببلادنا رغم الالم التي نعيش بها في الوطن العربي الا أنها تبقى الأم .


4- طريقة قص الشعر: وهو تقليد أعمى حتى ولو لم تنطبق مع الشكل العام للشخص الذي يقص شعره بطرق لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا ولا تتناسب مع شكل الشخص الذي يقص شعره ولكن هو تقليد أعمى فقط و للأسف لا يجد أي توجيه من المجتمع المحيط ولا من العائلة أحياناً المحيطة به ,بل نجد أن العائلة في بعض الأحيان تشجع ذلك الشخص على هذه القصة التي لا تتناسب معه , ونحن نعلم أن العائلة هي عماد البيت وعماد المجتمع لهذا الشخص ,وأحياناً يكون هناك توجيه ولكن بأساليب خطأ في اسلوب التوجيه أوفي طريقة توجيه الكلام أو غيرها من الطرق الخطأ فكما ذكرنا في السابق عن رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ) في التعامل مع الرجل الذي تبول في المسجد هذه الصورة للتعامل الصحيح الذي غالباً ما يكون عنه منتج صحيح , منتج التغير الصحيح.

وربما قد ذكر البعض وهناك أشياء لم نذكرها ,والحل لجميع المشاكل هو الاطلاع على التاريخ والثقافات والاعتزاز بالعادات والتقاليد ولا ننسى أن العرب هم أساس العلوم والثقافات, وايضاً البيت, أفراد العائلة وطريق التعامل مع بعضهم البعض له دور كبير في التغير وحلول المشاكل .

وفي النهاية مع أن ذلك الموضع في غاية الأهمية ويحتاج الى نهاية تغير في أنفسنا وأنا لا أرجح هنا بأن هناك انسان لا يخطأ بل كل انسان خطاء ولكن دائماً علينا استدراك الخطأ ,ومن ناحية أخرى علينا المراجعة الدائم لتاريخنا العظيم وأخذ المفهوم الصحيح له وأن نكون مغيرينا الى الافضل دائماً, وأعتقد قد ذكرت بالسابق عبارة صغيرة في الماضي على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك الخاص بي وأنا وواكد أنها عبارة صحيحة وهي (عندما تنظر للذين يتركون أخلاقهم الغربية ويتجهون للإسلام والذين يتركون الاسلام ويتجهون للأخلاق الغربية فاعلم أن الفئة الاولى يعلمون والاخرى لا يعلمون) وقبل أي شيء أريد أن أذكر أن ليست كل الأخلاق الغربية سيء ولكن هنا بالعبارة أذكر الأخلاق السيئة التي لا تتناسب مع الدين الاسلامي والمجتمعات العربية , وهنا أستعجب بصراحة هل أصحاب التغير الذي يقلدون العادات والتقاليد العربية ويتبعون الدين الاسلامي بمناهجه التي يحث دائماً على التسامح والعلم والعمل وأشياء كثيرة مفيدة في حياتنا ومنهجيات صحيحة والتي كان من نشأتها التطور والازدهار هل نهجهم خطأ وهو يعيشون في أكثر بلاد العالم رقي مثل امريكا وأوروبا واليابان وغيرها من بلاد العالم الاول؟ أو هم يتجهوا الى الطريق الصحيح ونحن الذي لا ندري؟!! عموماً خطوة التغير تتطلب الرجوع بنا الى شيء صغير تاريخنا وتاريخ ازدهارنا ومنها مثلاً أننا أصحاب الأرقام الموجودة الأن في أوروبا وأمريكا واليابان وأغلب بلاد العالم هي أرقام عربية منشأها عربي ويستخدمونها الان في العالم المتقدم وأن سمعت من أستاذ قد درسني في كلية الهندسة أنه في أول محاضرة له في أحد الجامعات الالمانية أن برفسور كان يدرسه أحد المواد الجامعية ذكر أن هذه الارقام أصولها عربية , وهنا يكفي بنا الرجوع الى ذلك الشيء والاعتزاز بثقافتنا وعروبتنا ,وأيضاً الشيء المهم جداً هي طريقة التوجيه الصحيح في البيت لا بنائنا وبناتنا .
في المضمون الصحيح من التوجيه هو أن تكون الأم والأب الاقارب للأولاد على قدر من التوجيه الصحيح يعني أن تكون العائلة على قدر من الوعي والثقافة وأن لا يحاولوا أن يبنوا في عقليات أبناءهم الثقافات الخاطئة وأن تكون العادات والتقاليد مبنية على الأسس التي تتوافق مع ديننا , تاريخنا المشرف وعاداتنا وتقاليدنا التي تبني على الاسس المنطقية المنهجية الصحيحة وأنا أتمنى من الاباء أن يكونوا أكثر وعي وحرص في تفيهم الابناء بين التميز بين الطبقات الاجتماعية والوعي بين والرقي والطبقات الاجتماعية العليا ,فالرقي كما ذكرنا سابقاً هو الارتقاء بالأخلاق ,العلم ,العمل الدائم بالمنهجية الصحيحة وتعلم الدين الصحيح , أما الطبقات الاجتماعية تختلف تماماً فأحياناً تصل الى طبقة اجتماعية عليا ويكون السبب في ذلك هي المادة أي أن الوصل لدرجة اجتماعية عليا ممكن أن يكون اعتماده على درجة امتلاك للمال أما الرقي فيحتاج من أي انسان الى التغير والعمل في الطريق الصحيح أي مواكبة التقدم العلمي ومواكبة الثقافة الصحيحة التي تتناسب ديننا وعادتنا وتقاليد والتي تكون اكثر فائدة للمجتمع.
بقلم: باسل الهرباوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف