الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تعبيرات أسامية في مسيرة القضية حتى إنتصار غزة بقلم:سعدات بهجت عمر

تاريخ النشر : 2014-09-18
تعبيرات أسامية في مسيرة القضية حتى إنتصار غزة بقلم:سعدات بهجت عمر
تعبيرات أسامية في مسيرة القضية حتى إنتصار غزة

سعدات بهجت عمر*
   لقد حاول اللفظ اللغوي أن يُعرّف ما حدث بفلسطين عام 1948، وأن يُرمز الى فظاعته بإطلاق (النكبة) كتعريف يصف حقاً ما جرى للشعب الفلسطيني نتيجة لهزيمة الأنظمة العربية القائمة آنذاك، وقد حاول التعبير اللغوي بعد مضي ستة أيام من حرب حزيران 1967 أن يصور الحجم الحقيقي لما حلّ بالأنظمة العربية التي حاولت التصدي للعدوان الاسرائيلي، وخرج هذا التعبير اللغوي (بالنكسة) كتعريف لهذه الهزيمة.
   أما التعبير الثالث فقد انطلق من شدّة المعاناة والحصار الكاملين للشعب الفلسطيني فهو تعبير إستراتيجي للسيادة الفلسطينية الفاعلة لإقامة الدولة المستقلة، لقد حوّلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة بعد احتلالهما سنة 1967 الى مستعمرة إقتصادية، وقد أتاح قيام السلطة الفلسطينية في العام 1994 تأسيس شركات محلية لتقديم خدمات وطنية بدل إستيرادها من إسرائيل مثل الإتصالات الفلسطينية وانتاج كهرباء غزة وغيرها الكثير، وعلينا أن نتصور أن قيام الدولة الفلسطينية سوف يؤدي بالطبع الى الاستقلال الفلسطيني في كافة المجالات الخدماتية.
   وجاءت إنتفاضة الأقصى لتؤكد على الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي عكسياً أن هذه الانتفاضة مُرشحة لتفرض جلاء الاحتلال بالكامل عن الأراضي التي احتلت في العام 1967 بما فيها القدس لأن إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن قهرها بقوة السلاح وهي الرافضة لسياسات الإذلال والقهر، وهي تعتبر أن هذه المرحلة حاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يتطلع الى الخلاص من الاحتلال والدخول في مرحلة بناء الدولة المستقلة كتعبير لغوي فلسطيني مكتوب بالدم .
   إن مُعطيات ووقائع إنتفاضة الأقصى هي التي تُفسّر لنا الفارق الجوهري بين شعاري إنهاء الإحتلال والدولة. فإنهاء الاحتلال معناه إجبار إسرائيل على الإنسحاب العسكري والمدني (إنهاء الاستيطان والغاء قانون مصادرة الاراضي التي شدد عليها الرئيس ابو مازن و جعل مستقبل المفاوضات مرهون بذلك ) من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 بدون قيود ما يسمح بالتالي للسلطة الوطنية بإعادة صياغة الإقتصاد الوطني على أسس إنهاء التبعية لرأس المال الإسرائيلي، ومن المؤكد أنه ترتب على التعبيرين الأول (النكبة) والثاني (النكسة) تصورات سياسية وتوقعات وأساليب عمل دقيقة لمعالجتها اهمها جاء مما سمي أنذاك بالمدرسة البراغماتية التي تزعمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومن طريف الأمور أن تنتبه إسرائيل الى هذه المقارنة وتسخر من هذا التشخيص وتعزوه فيما تعزوه الى هذا التناقض الواضح في الفكر العربي، والى البلبلة الفكرية العربية، والى رغبة العربي المعاصر في الجري وراء الفاظٍ كاذبة لارتياحه النفسي الى تضليل نفسه حيث سخر الساسة الصهاينة من التشخيص العربي لآثار حرب حزيران بمقارنتها بنكبة 1948، وحاول هؤلاء الساسة أن يبرهنوا عن ضخامة الهزيمة العربية الحزيرانية بالقياس الى نكبة 1948.
   إزاء هذه البلبلة والفوضى الفكرية والرسمية نستطيع أن نلمس الشعور العفوي للشعب العربي الذي طالب بالتحرير الكامل وأصرّ في كل مواقفه السياسية والإجتماعية على ضرورة التحرير، وكان بشعوره يتجه الى التساؤل من تقاعس هذه الدول التي اختبرت الاصلاحات العديدة والتحولات التاريخية والإجتماعية التي أوصت بأن الضعف الذي أدى الى النكبة قد تحوّل الى قوة ضاربة قاضية، وما علينا إلا أن نتساءل والشعب الفلسطيني يُقتل كل يوم، أين هذا الشعور العربي الشعبي؟.
وفي أعقاب النكسة يبقى موضوع المجابهة مع إسرائيل رهن التقدير العلمي للقدرة العربية التكنولوجية، ولم يخرج عن الطريق أو عن أسلوب إستكمال هذه القدرة الذي شقّته الحركات القومية التقدمية، والأنظمة الأخرى، وكان لهذا المنطق أن يصطدم بالواقع في حزيران 1967، وكانت النكسة إلا أن تصدّي المقاومة الفلسطينية في أعقاب الهزيمة للكيان الصهيوني في معركة الكرامة آذار 1968 على ضعفها وحداثتها عبّر عن تيار مخالف وأصيل في آن واحد. فقدمت المقاومة آنذاك العديد من النصوص ذات الأهمية لمسيرة الشعب العربي الفلسطيني وهي :
أولاً: لأول مرة منذ بداية الصراع مع الصهيونية قدمت أول بديل عاقل للمجتمع الذي تطمح الى إقامته في فلسطين، وعلى بساطة هذا البديل، إلا أننا نستطيع إعتباره أول محاولة فكرية عربية جادة.
ثانياً: أن الطريق للوصول ولتحقيق هذه الفكرة وترجمتها عملياً في مجتمع فلسطيني لا بد وأن تلتزم بالثورة الشعبية، وأن الكفاح المسلح هو أسلوب هذا التحرير.
ثالثاً: إن الثورة الخلاقة لابد وأن تُبطل مفعول التفوق التكنولوجي والعسكري للعدو الاسرائيلي حينما تُنمّي القدرة الوحدوية للشعب الفلسطيني الثائر.
رابعاً: إن هذه الثورة لابد وأن تكون شاملة على المستويين الفلسطيني والعربي، وان تشكل الطليعة الثورية للمجتمع العربي.
خامساً: إن الصراع الحقيقي في المنطقة العربية على إختلاف هوياتها، وبين ما يرتكز إليه المجتمع الصهيوني، والاسباب التي تحول دون تقدم هذه الشعوب، ولهذا كان من السهل للتفكير المقاوم أن يربط عضوياً بين إسرائيل وأميركا والامبريالية العالمية والعرب أصحاب المصالح الضيقة أنظمة وأسلوباً في العمل.
هنا وبعد واحد وخمسين يوماً من العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة وتدمير البشر والحجر والشجر والاستغاثات العديدة من أهلنا في القطاع لا للحصر منها الجريح الذي فقد ابناءه وزوجته في خزاعة عندما أطلق نداءه للرئيس محمود عباس، وعندما أحرج قال أي رئيس، وكان هذا على شاشة الميادين، يأتي الرئيس أبو مازن ليكرس في القاموس أن السياسة في المحصلة الفلسطينية هي فن الممكن، والممكن الذي تعدنا به المفاوضات اليوم تحويل تضحيات الشعب الفلسطيني الجبارة الى أرصدة رابحة في حساباتنا الراهنة والمستقبلية، وتحويل هذه التضحيات الى أعباء حقيقية على إسرائيل، والوحدة الفلسطينية كما حدد معالمها الرئيس أبو مازن هي الرصيد الفصل بين أيدي الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية الذي بمقدوره إستنزاف الارادة السياسية لإسرائيل، ويجعل الاحتلال شديد الكلفة حتى لا تستطيع إسرائيل إحتماله، وهذا ما يُرغمها على البحث عن حل سياسي، وعندما تُرغم إسرائيل على التفتيش عن مثل هذا الحل ينفتح أفق جديد لعملية تفاوضية قائمة على الأسس الصريحة للشرعية الدولية والتي تتسلح بها السلطة الفلسطينية عند ذلك تصبح الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الواقع الممكن، ويُبعد شبح غزة ستان وآل ستان.
*كاتب و صحفي فلسطيني مقيم في لبنان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف