الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أوباما يسطو على شابلن بقلم:د. أحمد الخميسي

تاريخ النشر : 2014-09-18

أوباما يسطو على شابلن 

د. أحمد الخميسي

عام 1921 قدم شارلي شابلن فيلمه الشهير" الصبي" وفيه يعثر رجل عاطل على طفل رضيع ملقى في الشارع، فيتولاه برعايته وعطفه. حين يبلغ الطفل سن الخامسة يصطحبه الرجل ليساعده في عمله كبائع زجاج جوال. يعمل الاثنان بالطريقة التي اخترعها شابلن: على الطفل أن يملأ جيوبه ويديه بالحجارة الصغيرة، ثم يصوب حجرا إلي زجاح إحدى النوافذ، يحطمه ويبادر بالفرار. بعدها بلحظات يطلع شابلن من الناحية الأخرى حاملا على ظهره ألواح الزجاج. يمشي متمهلا كأنه يمر بالمصادفة. أما ربة البيت التي تهشم زجاجها فإنها تقف وتتلفت حولها لعلها ترى الفاعل فلا تجده، لكنها تلمح شابلن يتهادى على الرصيف الآخر، فتشكر السماء على حظها السعيد وظهور" المنقذ" عند الحاجة. ومع أن نحو مئة عام قد انقضت على الفيلم إلا أن تأثيره مازال ممتدا ليس فقط إلي الفن بل وإلي نهج السياسة الخارجية الأمريكية. الطريقة التي أضحك بها شابلن العالم هي أن تخترع المشكلة لكي تستفيد من حلها، وهي الطريقة ذاتها التي يتبعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حين يصطنع تنظيما إرهابيا مثل " القاعدة "، وتنظيما آخر أشد ترويعا مثل " داعش"، ثم يمر بعد ذلك حاملا أسلحته على ظهره لينقذ العالم من المشكلة التي خلقها لينتفع بأرباحها! 
أمريكا هي التي حرثت الأرض لظهور تلك التنظيمات حين شنت حربها على العراق ودمرته تمهيدا لتقسيمه، كما دمرت ليبيا، وقسمت السودان، وأشعلت الحرب في  سوريا، وهدمت"الدولة" في تلك البلدان لكي تسهل عمل" داعش" وحركته، ثم مولت تلك التنظيمات الإرهابية كما فعلت من قبل مع " القاعدة" وأقامتها من عدم. والآن يتقدم الرئيس الأمريكي أوباما بمشروع " تحالف دولي لمحاربة داعش" بغطاء عربي مبديا استعداده لتوجيه الضربات الجوية إلي التنظيم في سوريا قائلا " لن أتردد في اتخاذ الإجراءات ضد داعش في سوريا والعراق". وتأتي هذه الخطوة بعد ثلاث سنوات من فشل المحاولات الأمريكية الحثيثة لإسقاط النظام السوري بحرب داخلية، ومن ثم يتحدث أوباما في الوقت ذاته عن " تصفية داعش" و" دعم المعارضة السورية المعتدلة بالسلاح". وتأتي هذه الخطوة بعد أن نضجت الأوضاع في العراق لقطف ثمار الغزو الأمريكي وتقسيمه إلي ثلاث دويلات: كوردستان في الشمال، والسنة بمحاذاة سوريا، والشيعة جنوبي العراق. من ناحية أخرى يظهر التحالف في مواجهة روسيا لتصفية حليفها السوري في الشرق الأوسط . ومن ثم فإن المستهدف ليس داعش بل سوريا والعراق أساسا وإضعاف شوكة روسيا دوليا في ظل الخلافات القائمة معها. ومع أن قرار مجلس الأمن رقم 2170 الصادر في 15 أغسطس الحالي ينص صراحة على " احترام استقلال وسيادة الدول التي تنشط داعش على أراضيها "، إلا أن أوباما يتحدث صراحة عن أنه سيوجه ضرباته حيثما يشاء مذكرا بتاريخ السياسة الأمريكية الطويل في تجاهل قرارات مجلس الأمن والاستهزاء بأية شرعية دولية مستعينا بكل الأكاذيب الممكنة عن مكافحة "الإرهاب". لقد خلقت السياسة الأمريكية كل ذلك الإرهاب ، والآن يمر باراك أوباما بالمصادفة يعبر أمام النوافذ المحطمة حاملا سلاحه على ظهره ليعرض علينا دور المنقذ ! أما نحن فعلينا أن نشكر السماء على حظنا السعيد لظهور مشروع التحالف في الوقت المناسب!    
كانت طريقة الفنان العظيم شارلي شابلن هي " اصطنع المشكلة وتقدم لتربح من حلها"، بها أضحك الملايين وأسعدهم، والآن يسطو باراك أوباما على تراث شابلن مستخدما الطريقة ذاتها، لكن ليصل إلي نتيجة أخرى تماما بعيدة هذه المرة عن الضحك أوإسعاد الناس. نتيجة مشبعة بالدموع والقتلى والمزيد من التخلف الحضاري.   
***
أحمد الخميسي . كاتب مصري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف