الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ابتسامة .. لا تموت بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2014-09-18
( ابتسامة .. لا تموت )
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
------------------------


إهداء متواضع :
إلى روح المرحومة .. الأديبة الراقية .. ابنتي الغالية / فاطمة الحسن ( ابتسامة زهر ) رحمها الله .
----------------------------------------
تنويه : يصادف يوم : 15/9/2014م الذكرى الرابعة لوفاة المرحومة .. الابنة الغالية / ابتسامة زهر ( فاطمة الحسن ) رحمها الله ... والتي بكيتها يومها وما زلت كما لم أبك أحدا في حياتي ... وهذا نص متواضع رمزاً للوفاء ...
===================

( ابتسامة .. لا تموت )

هي .. صاحبة ابتسامة رائعة .. راقية .. زرعتها في كل القلوب المحبة من حولها... حقاً بأن لا أحد منهم رأى تلك الابتسامة .. وحقاً بأن لا أحد منهم رأى صاحبة الابتسامة ... ولكن الجميع أحسوا بها .. شعروا بها.. تسيطر على كل حواسهم ومشاعرهم .. تبث فيهم الحب والحياة .. وتسيطر على كيانهم . تدغدغ أحلامهم وصحوتهم .. فينتشون .. ويسعدون ..
كانت تسابق الزمن .. في سباق عجيب غريب... تحاول أن تكتب ..تكتب .. وتكتب .. تريد أن تزرع في كل مكان كلمة ... وفي كل منتدىً حرفا .. تماماً ... كما زرعت في كل قلب .. ابتسامة حب .. وزهرة أمل..
عرفتها ... فعرفت فيها الطيبة ... الرقة ... العذوبة ... البراءة .. الطهارة .. النقاء ..
طفلة حسبتها في البداية .. ولكني عرفت بأنها امرأة بالغة .. ناضجة .. مكتملة .
مغرورة ظننها في البداية .. فإذا بها المثال الحيّ للتواضع .. والعذوبة والرقة ..
رحالة حسبتها .. تجوب البلاد من شرقها إلى غربها ... لتأتينا بكل ما هو رائع الحرف .. وتتحفنا بلك ما هو راقي الكلم ... فإذا بها حبيسة الجدران الأربعة ..
لم يكن لها في الدنيا من صديق .. سواه .. حاسوبها الذي أصبح يلازمها كظلها .. والذي أصبح كجزء منها .. بل لعلها كانت تلازمه كظله .. والتي أصبحت كجزء منه .
رفاقها ... كل من كانت تلتقيهم بلا استثناء .. من خلال جهاز الحاسوب خاصتها .. كانت تحب الجميع .. والجميع كان يحبها ..
أحبها البعض حب الرجل للمرأة ..
أحبها البعض .. حب القارئ للكلمة ..
أحبها البعض حب المعجب بالأديب .. أحبها الكل حب الصديق لصديقه ..
وبدوري .. أحببتها كثيرا ... كثيرا .. حب الأب لابنته .
الحب بمجمله كان يسعدها .. يفرحها .. كلمة صغيرة كانت تدخل إلى قلبها السرور والسعادة طوال اليوم .. قليلة الكلام والحديث مع محدثها .. كثيرة العطاء لقارئها .. رائعة الحب لجميع من حولها .
أكثر من أخ .. صديق .. قارئ .. معجب .. أحبها .. أحبها حب الرجل للمرأة .. حب الذكر للأنثى .. رغم انه لم يرها مرة .. ولكنه رآها من خلال كلمات الحب الراقية التي تنهمر من قلمها .. من قلبها .. بدوري .. كنت أبتسم في قرارة نفسي ( لأني كنت أعرف سراً قد لا يعرفه الكثيرون ) ... وأقول في سري ... ها هو رصيدها من المحبين والمعجبين ..بل ومن العشاق قد زاد واحدا ؟؟!!
أول ما كنت أفعله عندما كنت أفتح جهاز الحاسوب المتواضع القديم خاصتي ... في الصباح أو المساء .. كنت ألقى بنظرة متأنية على لوحة الأصدقاء .. فأرى اسمها .. بريدها .. مضيئاً باللون المعتاد .. فأبتسم .. وأتمتم في نفسي ..
" لله ردك يا ابتسامة .. أتعشقين الحاسوب والحديث من خلاله للجميع بمثل هذا الحد ؟؟ ليل نهار ..؟؟!! أتعشقين الكتابة والحرف غلى مثل هذا الحد ؟؟!! فألقي عليها بتحية الصباح .. تحية المساء ..فتسعد .. وتبتهج .. وتلتقيني بكلماتها المعهودة :
" هلللللللللللللللللللللللللللا بابي "
فأسعد لسعادتها .. أحادثها .. أطمئن عليها .. وأسألها السؤال التقليدي .. :
" ما جديدك في الكتابة يا أستاذة .. يا ابنتي الحلوة ؟؟ "
فتقول ببراءة ورقة وحبور : سوف تراه بعد قليل على صفحات المنتديات .
كانت لا تمل الكتابة .. لا تمل الحب ... لا تمل الابتسامة..
زرعت الابتسامة الرائعة في كل قلب ... في كل نفس ... في كل روح .. بدوري .. تمتمت في نفسي مليون مرة .
" إن مثل هذه الابتسامة لا تموت .. ولن تموت "
كانت تسقط منها بعض الكلمات أثناء الحديث.. فأقولها .. أكررها لها .. على سبيل المداعبة البريئة ...
قالت لي ذات مرة : " تيب " .. وهي تقصد بها " طيب " .. أي موافقة.. وكم كانت تكثر من تكرار هذه الكلمة الطيبة ..
تلقفت منها تلك الكلمة التي سقطت .. وأخذت أداعبها بها في كل مرة ... فأقول لها بدوري" تيب " ... فتضحك وتسعد ..
تضحك ضحكتها المعهودة .. " ههههههههههههه " أو من خلال تلك الرسومات والرموز التي تصور الضحك .. التي كانت تعبر عن النفسية الراقية ... والقلب الطفولي البريء لها .
سقطت منها ذات مرة كلمة أخرى .. عندما قالت لي : " يا صديقي " .. فقالتها : " يا سديكي " فاكتملت لعبة المداعبة من ناحيتي .. فكانت أداعبها بالعبارة مكتملة :
" تيب .. يا سديكي "
فتضحك كطفلة غضة .. وتسعد ... وتفرح .. وتنتشي ..
كانت تحب الكتابة باستمرار .. لا تتوقف عن الكتابة بالمطلق .. كل وقتها كان في الكتابة ... كل حياتها كانت في الكتابة ... كل سعادتها كانت في الكتابة ..
قبل الليلة الأخيرة بليلة .. حادثتها .. اطمئننت عليها .. قلت لها بأن صديقة لك تهديك السلام ..وهي تحبك كثيرا .. قالت لي وبسرعة غريبة ..." إنها فلانة " .. وقد كانت بالفعل هي الصديقة .. فلقد كانت ابتسامة رائعة الذكاء والفطنة أيضا ...
طلبت منها أن أجمعها بها .. فقالت .. لا .. فأنا سوف أفعل ذلك .. وقامت بجمعنا سوية للحوار ... وكانت كأسعد ما يكون المرء .
في الليلة الأخيرة ... حادثتها .. كانت تجيبني بصعوبة بالغة ... تكتب الحرف ..الكلمة بعد وقت طويل .. حسبتها مشغولة كالعادة .. بالكتابة ... بمحادثة الأصدقاء .
شكت لي أنها متعبة .. شكت بأن الدنيا " حر " .. " شوب " لا يطاق .. طلبت منها تشغيل " المكيف " .. أخبرتني بأن " المكيف " عطلان " .. " خربان " ؟؟؟!!! ... طلبت منها أن تشغل " المروحة " ... قالت لي بأنها تشغلها بالفعل ... ولكن المروحة لا تجدي نفعاً في مثل هذا الجو الخانق من أيام صيف البحرين الملتهبة ..
حاولت أن أسري عنها .. أن ألاطفها ..لعلي أخفف عنها شيئاً .. تكلمت معها طويلا .. أجابت بحروف متقطعة بعد لأي شديد .. ثم تحدثت معها لوقت طويل .. طويل جدا .. ولم يصلني الرد .. بكلمة .. بحرف ..
اعتقدت جازماً بأنها انشغلت بكتابة ما هو جديد كعادتها .. أو أنها انشغلت بالحديث لصديق.. صديقة .. معجب .. محب .. عاشق ... أو أنها ذهبت لتناول شيء من الماء البارد أو المشروب المثلج ..عله يخفف عنها الحرارة و " الشوب " ..
أخيراً ... اعتقدت بأنها نامت .. من التعب والإرهاق والحر ..
من المؤكد بأنها في اللحظات الأخيرة قبل أن تنام ... كانت تعانق الحاسوب خاصتها .. وتحتضنه .. ومن المؤكد بأنها كانت .. ما تزال تكتب ... كلمة .. حرفا ..
ولكن الحقيقة بأن ابتسامة .. لم تكن تفعل هذا ولا ذاك .. لأنها كانت تحتضن الحاسوب بالفعل .. وكانت تحاول الكتابة بالفعل .. وكانت تودعه الوداع الأخير بالفعل ... لأنها كانت لحظتها ... تموت ؟؟!!.
---------------------------------

تنويه : عذراً أيها السادة الأفاضل .. فلقد سهى عليّ أن أقوم بالتنويه .. بأن بطلة النص .. كانت " مقعدة " .. وكانت تجلس دوماً ... على " الكرسي المتحرك " ... وهذه الحقيقة يعرفها البعض .. ولكن البعض الآخر لا يعرفها .

تنويه : ( يا غائب متى تعود ؟ ) هذا هو الغلاف الخاص الذي اتخذته رمزا لصفحتها وحسابها ابتسامة زهر " فاطمة الحسن " رحمها الله ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف