الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إيران بين روسيا وحلف الأربعين..بقلم:سهيل كعوش

تاريخ النشر : 2014-09-17
إيران بين روسيا وحلف الأربعين..بقلم:سهيل كعوش
بثت وكالات الأنباء مؤخراً أخباراً تتعلق بعدم رضى إيران عن حلف "الأربعين" لمكافحة الإرهاب, واعتراضها على العمليات العسكرية الأمريكية المزمعة لضرب تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية. وقد أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران, علي خامنئي هذا الموقف في تصريح رسمي, تبعه تعهد من تنظيم ما يسمى بحزب الله العراقي بقتال الأمريكيين في حال وطأت أقدامهم أرض العراق, تنفيذا, على ما يبدو, لأوامر المرشد الأعلى. وقد أوحت تطورات الأحداث, وما صحبها من تصريحات رسمية وغير رسمية, بأن الروس دخلوا على الخط, وبأن هناك حلفاً إيرانياً روسياً مضاداً قد تشكل.

لمعرفة سبب تغير الموقف الإيراني الذي هلل سابقاً للتدخل الأمريكي, حتى
ذهبت بعض المراجع الإستخبارية, مثل موقع ديبكا الإسرائيلي المشهور بمبالغته, للقول بأن بعض عمليات القصف الأمريكي على داعش تعتمد على معلومات إيرانية, وبأن الفريقين خاضا معاً معركة جلولاء التي استعصت على الجيش العراقي والبيشمركة الكردية في وقت سابق. لمعرفة السبب, علينا أن ننظر إلى الموقف الروسي أولاً, ثم إلى طبيعة العلاقة الإيرانية بواشنطن المتلجلجة بين صراطي الصراع والتحالف.

تخوض روسيا بوتين مع الولايات المتحدة وحلفها الغربي حروباً على الجبهات الإقتصادية والسياسية والاستراتيجية, حققت فيها انتصاراً اقتصادياً بإفشال مساعي شركات التنقيب عن النفط الطفلي الأمريكية في الشمال, والنجاح في تسويق الغاز الروسي وفقاً لرغبة موسكو, والهيمنة على مقدرات الجمهوريات الإسلامية في الجنوب. أما على الجبهة السياسية, فقد استطاعت روسيا, بحلفها مع الصين وإيران, حماية نظام بشار الأسد من السقوط باستعمالها الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمرتين متتاليتين, ومده بما تحتاج المعركة من أسلحة متطورة. إلا أن روسيا تقف الآن عاجزة في أوكرانيا, أمام تحدٍ عسكري مباشر من حلف الناتو, وأعتقد جازماً بأن الروس يعتبرون عمليات الناتو المزمعة في العراق وسوريا تلويحاً باستعمال القوة في أوكرانيا أيضا, لو تجرأ بوتين على اجتياز خطوط أوباما الحمراء. لهذا السبب, لم يفكروا كثيراً في إعادة تحالفهم مع إيران, على أسس مجابهة أكبر هذه المرة, بعد أن خاضا معاً معركة الحفاظ على النظام السوري المتآكل.
ولكن من غرائب السياسيين وعجائبهم أن بوتين تشدد في موقفه المؤيد لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي بحماسة فاقت حماسة الأمريكيين أنفسهم.

أما العامل الثاني فيتعلق بمعادلة التحالف والصراع الذي تحكم العلاقة الإيرانية
الأمريكية, ونحنُ نرى اليوم تجديداً في الرغبة الإيرانية لاستخدام القوة الأمريكيةالماحقة لتحقيق أهداف إيران الاستراتيجية بعد أن نجحت سابقاً في الهيمنة على العراق وفق هذا المنطق. لهذا, لا نستبعد أن يكون الإيرانيون قد قدموا لحلفائهم الألداء معلومات استخبارية هامة, رغم مبالغات ديبكا, وبأن يكون على أرض العراق قوات إيرانية وعناصر أمريكية يعملون معاً من أجل هدف ظاهرٍ معلنٍ هو القضاء على الإرهاب, وأهدافٍ أخرى باطنية, تخص كل طرف على حدة.
وبالرغم من الإعتراف الأمريكي بالهيمنة الإيرانية على العراق, فإن لانقلاب الإيرانيين المفاجئ أسباباً أولها الخوف من احتمال انشاء قواعد أمريكية دائمة في المنطقة بعد رسم حدودها الجديدة , وثانيها المراوحة الغربية في قضية الملف النووي, والبطء المتعمد في رفع العقوبات الإقتصادية, ومن ثم موقف إدارة أوباما من نظام بشار الأسد, حيث تأمل طهران بإعادة تأهيله وتجديد شرعيته الدولية. ولأن لعبة السياسة أشبه بلعبة الشطرنج فارسية الأصل والمنشأ, فلا ينسى الإيرانيون كيف استغلتهم إدارة جورج بوش في تحقيق انتصاراتها المدوية في أفغانستان والعراق, ورفضت بعد ذلك عرضهم لتعاونٍ أمني استراتيجي, وتعاملت معهم بطريقة فوقية, وكيف نجحوا هُم أخيراً في قلب قواعد اللعبة, واستغلوا الاحتلال في تحقيق مآربهم الخفية.

وأخيراً, بتنا نرى هذا الحشد من المتحالفين والمتصارعين فوق أرضنا العربية, والهدف استباحة ثرواتها, وتقطيع أوصالها, ورسم حدودِ دولِ طوائف فاشلة, وشعوبنا مغلوبة على أمرها, تتعرض لكافة أنواع الإرهاب والتصفية. أما حكامنا, فلا يملكون صداً ولا رداً, انضوى بعضهم تحت جناح التحالف خوفاً وطمعاً, وتطوع آخرون بلعن الإرهابِ المصطنع نفاقا, فيما آثر آخرون الصمت على قاعدة: سلامة الإنسانِ في حفظِ اللسان...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف