" رحلة من الجحيم إلى الموت "
بقلم : مها زكريا ابو شماله
ظنوا أن الحياة هناك ، وأن لا أحلام هنا تتحقق ، ولا واقع يقبل بهم ؛ فـ كان القارب ملاذهم الأخير للهروب من اللاحياة إلى الحياة
كيف لا وكل منهم ذاق الأمرين في عُمرٍ لم يتجاوز العقدين !
حاول ، غيّر ، وفكر .. ولم يجد أمامه منفذ سوى الهروب من واقع لم يكن له مكان فيه
صعد على متن القارب دون أن ينظر خلفه ، لم تمنعه وطنيته ، ولم تقيده الأعراف ، كان كل ما يشغل باله هو الهروب والهروب فقط ، وكيف يتردد وهو لم يترك خلفه سوى الذكريات السيئة " كمان يظن "
كان يرقص فرحاً ، نبضات قلبه تكاد تُسمع من حوله ، كـ طفل صغير ذاهب الي مدينة الملاهي بعد انتهاء السنة الدراسة والتخلص من عبء الدراسة والامتحانات ..
أفكاره تتطاير ، وعقله تصدع من شدة التفكير . . خيالات وأحلام ، أمنيات وتنهيدات
" حياة كريمة بلا حروب أو حصار ، تعليم ، عمل ، وربما زوجة أيضاً " كانت تلك المغريات دافع كل شاب غزي صعد على متن القارب
تحرك القارب ، سار للأمام ، اتجه إلى المجهول . .
لم يتراجع أحدهم عن قراره ، ولم يطلب أيٍ منهم العودة
الكل ينتظر بشغف الوصول الي شاطئ " ايطاليا "
ولكن . .
حدث ما لا يحمده عقباه !
" لقي 15 فلسطينيا مصرعهم غرقا فيما تم انقاذ 72 آخرين إثر غرق مركب قبالة شاطئ العجمي بالإسكندرية "
كان ذلك خبر استوقفني في إحدى الصفحات الإخبارية عبر الفيس بوك !!
وهنا ! .. لا تحدثوني عن وطنيتكم ، ولن أسمع اتهاماتكم أو انتقاداتكم أو لومك ؛ لم يخطأ أحدهم حين قرر العيش ، ولم يرتكب تلك الجريمة الي تستحق موته
ربما لم أكن لأُقدم على ما شرعوا لفعله ، ولكن أبداً لن أعاقبهم على قرار اقترفوه . .
قد أضاع الفقر والقهر عقول فذة ، أخرجهم من طوعهم وجردّهم من إنسانيتهم ، ظنوا أن الحياة سـ تبدأ من هنا ، ولكن بعض الظن إثم !
ربما كان يجدر بهم إيجاد الوسيلة والطريقة الأمنية السليمة ، ولكن قدّر الله وما شاء فعل
" ربي لا نزكي عليك أحد ، لكَ ما أعطيت ولكَ ما أخذت . . "
بقلم : مها زكريا ابو شماله
ظنوا أن الحياة هناك ، وأن لا أحلام هنا تتحقق ، ولا واقع يقبل بهم ؛ فـ كان القارب ملاذهم الأخير للهروب من اللاحياة إلى الحياة
كيف لا وكل منهم ذاق الأمرين في عُمرٍ لم يتجاوز العقدين !
حاول ، غيّر ، وفكر .. ولم يجد أمامه منفذ سوى الهروب من واقع لم يكن له مكان فيه
صعد على متن القارب دون أن ينظر خلفه ، لم تمنعه وطنيته ، ولم تقيده الأعراف ، كان كل ما يشغل باله هو الهروب والهروب فقط ، وكيف يتردد وهو لم يترك خلفه سوى الذكريات السيئة " كمان يظن "
كان يرقص فرحاً ، نبضات قلبه تكاد تُسمع من حوله ، كـ طفل صغير ذاهب الي مدينة الملاهي بعد انتهاء السنة الدراسة والتخلص من عبء الدراسة والامتحانات ..
أفكاره تتطاير ، وعقله تصدع من شدة التفكير . . خيالات وأحلام ، أمنيات وتنهيدات
" حياة كريمة بلا حروب أو حصار ، تعليم ، عمل ، وربما زوجة أيضاً " كانت تلك المغريات دافع كل شاب غزي صعد على متن القارب
تحرك القارب ، سار للأمام ، اتجه إلى المجهول . .
لم يتراجع أحدهم عن قراره ، ولم يطلب أيٍ منهم العودة
الكل ينتظر بشغف الوصول الي شاطئ " ايطاليا "
ولكن . .
حدث ما لا يحمده عقباه !
" لقي 15 فلسطينيا مصرعهم غرقا فيما تم انقاذ 72 آخرين إثر غرق مركب قبالة شاطئ العجمي بالإسكندرية "
كان ذلك خبر استوقفني في إحدى الصفحات الإخبارية عبر الفيس بوك !!
وهنا ! .. لا تحدثوني عن وطنيتكم ، ولن أسمع اتهاماتكم أو انتقاداتكم أو لومك ؛ لم يخطأ أحدهم حين قرر العيش ، ولم يرتكب تلك الجريمة الي تستحق موته
ربما لم أكن لأُقدم على ما شرعوا لفعله ، ولكن أبداً لن أعاقبهم على قرار اقترفوه . .
قد أضاع الفقر والقهر عقول فذة ، أخرجهم من طوعهم وجردّهم من إنسانيتهم ، ظنوا أن الحياة سـ تبدأ من هنا ، ولكن بعض الظن إثم !
ربما كان يجدر بهم إيجاد الوسيلة والطريقة الأمنية السليمة ، ولكن قدّر الله وما شاء فعل
" ربي لا نزكي عليك أحد ، لكَ ما أعطيت ولكَ ما أخذت . . "