الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زكية خيرهم الشنقيطي في نهاية سري الخطير مونولوج السرد الذاتي بقلم:رجب الطيب

تاريخ النشر : 2014-09-17
زكية خيرهم الشنقيطي في نهاية سري الخطير مونولوج السرد الذاتي بقلم:رجب الطيب
زكية خيرهم الشنقيطي في نهاية سري الخطير
مونولوج السرد الذاتي
 
 رجب الطيب

بإقرارها أو بإعترافها بأن نحو 90% مما جاء في نصها " نهاية سري الخطير" , إنما يعبر عن معاناتها الشخصية , وأن " غالية " بطلة النص , إنما تعبر عن زكية خيرهم التي عاشت في مجتمع شرقي مليء بالتناقضات الأجتماعية _ كما ورد في حديث لها مع العربية نت
تكون الكاتبة زكية خيرهم الشنقيطي قد وفرت كثيرا على الناقد أو القاريء المتابع حين يبدأ في محاورة نصها الموسوم ب " نهاية سري الخطير " ومحاولة الولوج الى مكنوناته الدلالية , للوقوف عند أسرار النص ومفاتيح قرائته التي تنطوي على إثارة غير محدودة على كل حال , وأن كان ذلك الأقرار _ المشار إليه _ قد أزاح الستارة عن تقدير القاريء المحترف , أن النص إنما هو سيرة ذاتية , فيه مواصفات وسمات ذلك النص المكتوب على ذلك النحو , حتى لا يتم التعامل معه وفق تقنيات أخرى , تدخل به الى حقل جنس سردي آخر .
كما هي في الواقع هي في النص :
نكاد نجزم ونحن لا نعرف الكاتبة شخصيا , على أن صفات شخصية " غالية " أنما هي صفات زكية في الواقع , من حيث أنها كانت فتاة " ملتزمة " أخلاقيا ودينيا , رغم سعيها المحموم " للحرية " , وتوقها الذي لا حدود له للتحقق عن طريق العلم , في النص , والأدب _ ربما _ في الواقع , " نحن هنا سنحاول أن نستخدم هامش ال 10 % الى أبعد الحدود " وذلك لفتح المجال أمام النص ليتشكل وفق معايير التخييل وأحتياجاته , وحيث ان حادثة نزع أو ازالة ختم العذرية أو غشاء البكارة قد تم في الواقع , كما حدث في النص , وكان ذلك الحدث حل عقدة الحبك السردي , في نهاية مطاف النص , فأنه يمكن القول , بأن أساس ما نستنتجه من صدق أدبي في النص أنما يعود الى أن القصة واقعية تماما , كما اعتاد بعض كتاب القصة الطويلة أو الرواية , قبل عقود على القول !
المونولوج تكنيك السرد الذاتي :
كان يمكن بالطبع لقاريء محترف , فضلا عن الناقد الأدبي أن يرجح أن " نهاية سري الخطير " انما هو نص للسيرة الذاتية , أكثر منه نصا روائيا متخيلا أو تم نسجه وفق أدوات حرفة الكتابة الروائية , بناء على عدد من المعطيات , منها , أن النص مكتوب وفق ضمير الأنا , وأن السرد الحكائي يدور وفق تقنية المونولوج الذاتي الداخلي , لبطلة النص " غالية " حيث لم يكن هناك فارق أو حتى تبادل للأدوار بين : الكاتبة , الراوية , والبطلة , ثم ان السرد كله يندفع وفق تقنية اليوميات المتتابعة , وليس هناك أهتمام بالأحداث التي تدور حول الشخصيات الأخرى , والتي كان حضورها , فقط لأضاءة الشخصية المركزية او المحورية لبطلة النص , ففي الرواية يكون الأمر مختلفا من حيث تنوع وتعدد الأصوات وحتى الرواة , وفق أكثر من ضمير : مخاطب , غائب , الأنا ,, بتعدد الشخصيات , حيث حتى أن اللغة تتعدد وتتنوع وفق ثقافة متعددة لشخصيات مختلفة .
في هذا النص هناك أقل من 5% منه كتب وفق ضمير المخاطب , حين كانت الكاتبة او الراوية تجلس على بعد سنتمترات من الشخصية , كمراقب , وحدث ذلك على الأغلب حين انتقلت الأحداث الى امريكا , حيث هناك بات الضغط النفسي على البطلة أقل , وبات بمقدور البطلة في النص , الكاتبة في الواقع ان تناقش الأمور بينها وبين نفسها , كما هو الحال بينها وبين زملائها الجدد بمن فيهم الأميركي لوتشيو , بروية أكبر .
كذلك من سمات السرد الذاتي أو السيرة الذاتية , عدم الأهتمام باحد مكونات النص الروائي , وهو المكان , وحتى الزمان , فهنا بالكاد أكتشفنا ان زمن الحدث كان قبل نحو عقدين حين تمت الأشارة الى أتفاق أوسلو , حين عرض عادل على غالية أن ترافقه الى عاصمة النرويج , كذلك حين كانت هناك اشارة الى الحصار الأطلسي على ليبيا مطلع تسعينيات القرن الماضي , وكذلك كانت هناك أشارة دلت على زمان النص الممثل وهو حديث لوتشيو معها واشارته الى مايكل جاسكون .
عشرة أعوام تفصل بين زمن  الحدث الواقعي وبين  زمن كتابة النص , المنشور عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2004 في بيروت , ثم عشرة أعوام أخرى , تطرح سؤالا عن مشروع زكية خيرهم الشنقيطي الروائي , حيث هنا, يمكن الأشارة الى أن الفارق بين كاتب السيرة الذاتية وكاتب الرواية ,  أن الأول يحتاج وقتا كي يعيد ترتيب اوراقه للكتابه عن ما يثيره كقاريء اول لها , فيما كاتب الرواية المحترف , يمكنه ان يكتب عن أحداث متخيله او حتى عن أحداث يمكنه ان يحصل عليها بأية طريقة , من خلال بناء روائي تتحقق فيه معايير البناء الروائي . أما المكان فبالكاد تحددت ملامحه حين كانت تجري السيارة عبر صحراء الجزائر منتقلة بها ورفاقها من ركاب وسائقي السيارات الثلاث من المغرب لليبيا , وأذا كان من الطبيعي أن لا تظهر معالم مكان هو عبارة عن طريق تسافر عبرها الشخصية , فأن الأمر نفسه _ أي عدم الأهتمام بالمكان _ كان يظهر حين تكون الشخصية في طرابلس , صبراتة , فاس , السعيدية , حتى أهتمامها بتمثال الحرية لم يدفعها الى وصفه " جغرافيا " او بدقة التفاصيل , وذلك لآن أهتمام السرد الذاتي أو الروي في السيرة الذاتية , يكون بمتابعة الحدث , وليس لتشكيل الأجواء ومنها المكان , لتتبع التغيرات التي تحدث على الشحصيات في داخلها أو فيما بينها .
قوة النص / إيقاعه السردي
على اي حال يمكن القول بان كتابة السيرة الذاتية تحتوي على عنصر الصدق والتشويق , وكان _ برأينا _ احد أهم عناصر قوة هذا النص , هو إيقاعه السردي العالي والسريع , حيث كانت تتابع الأحداث كما لو كنا نشاهد فيلما سينمائيا , فكان عامل التشويق بالغ الحضور والوضوح , ولا نبالغ لو قلنا بأن من يبدأ في قراءة هذا النص لن يقوى على تركه , فكأنما هو مكتوب دفعة واحدة , دون توقف , لذا يشعر القاريء برغبة عارمة في قرائته دفعة واحدة أيضا .
شوائب لا تعيب النص
وحيث ان النص مكتوب بالعربية الفصحى , فأننا لا نجد بدا من محاكمته على هذا النحو , ومن يقرأ نصا لكاتبة مغربية , حتى لو كانت من أم سودانية واب موريتاني , لكنها ولدت وعاشت طفولتها وصباها في المجتمع المغربي وخضعت لقوانينه , عاداته وتقاليده , يتوقع ان يجد مفردات او حتى لهجة مغربية بين طيات النص , حدث هذا الأمر قليلا , في بعض المفردات , حيث تتابع الدفق السردي وفق العربية الفصحى , ولكن مع أخطاء لغوية ونحوية كثيرة _ أشارت خيرهم هنا الى المدقق الذي كان همه فقط ان يحصل على المقابل المالي , ونيتها اعادة تدقيق النص عند إعادة طباعته مرة أخرى _ , هناك أيضا أستطالات أنشائية , يمكن مع حذفها ان تتحقق رشاقة أفضل للنص _ وقد أشارت الكاتبة أيضا الى هذا الأمر حين قالت بأن الطبعة الجديدة ستكون في عدد صفحات أقل , ونحن بدورنا نشير الى أن كثيرا من الحوارات التي دارت بين الكاتبة / الرواي , أو البطلة وبين عديد من الشخصيات , خاصة في الفصول التي تتناول وجودها في امريكا وكان الهدف منها , تقديم صورة عن الأسلام , إنما هي زائدة , ولا ضرورة نصية لها !
عتبة النص / عنوانه :
تلقائية خيرهم , وعفوية غالية , والتي تظهر في نص مكتوب وفق طريقة " الهواة " بما فيها من صدق وحرارة , ظهرت على عنوان النص " نهاية سري الخطير " والذي يتم تداوله احيانا ب " سري الخطير " كان يمكن التفكير في عنوان أكثر جاذبية وإبهارا , ونحن نظن أن كلمة الخطير هذة تجيء وفق منطق المبالغة الأنشائية , التي عادة ما تنطوي عليها ثقافات محددة في المنطقة العربية , وتحديدا الثقافة المصرية / الليبية , حيث يلاحظ ان الأخوة المصريين يستخدمون هذة الكلمة كثيرا وفي الأشارة لأي أمر عادي , طبعا كان سرها المتعلق ببكارتها خطيرا جدا بالنسبة لها , ولكن كان يمكن مثلا البحث عن عنوان أدبي أكثر او له طبيعة روائية , مثلا , كان يمكنها التفكير ب " السر في بير " , صندوقي الأسود , وما إلى ذلك .
الخلاص الذاتي : فيلم هندي
يمكن القول بأن  القاريء يتابع " غالية " بتشويق وتعاطف لا حدود لهما , فهي مسكونة منذ صغرها , بهاجس فقدانها لعذريتها , دون سبب محدد , وهي طوال النص لا تكف عن البكاء , كما انها دائما تشعر " بألام " في المعدة _ اظن ان هذا احد اعراض الإكتئاب النفسي _ الذي وصل بها الى ذروته حين حاولت الأنتحار , حين تقدم احد أبناء العائلات الصديقة لعائلتها لخطبتها , وحيث ان النص بدأ بسرد قصتها , منذ لحظة رفض أبيها عودتها للدراسة في أمريكا _ لا نعلم هنا لم وافق قبل عام , ورفض في العام التالي _ طبعا هذا الأمر يحتاج تبريرا دراميا في النص الروائي , ولكنه في السرد الذاتي _ اليوميات , المذكرات أو السيرة الذاتية _ لا يحتاج لذلك .
المهم أن غالية وهي تبحث عن حريتها , إنما كانت تبحث عن مساواة بين كونها فتاة أو أنثى وبين أخيها كونه ذكرا , لذا فأن إحتجاجها كان محدودا , هي لا تقبل ان يقرر أبواها مصيرها ومستقبلها , وان يحصرانه في تزويجها , في الوقت ذاته تمنع نفسها من عدم أرضائمها أو عن عقوقهما , وهي وإن كانت ترفض العادات والتقاليد الشرقية للمجتمع العربي / الإسلامي , إلا أنها تدافع عن الأسلام كعقيدة وكملتزمة اخلاقيا _ شوهدت هنا تواظب على الصلاة  , وهكذا فان فكرة الحرية لم تكن مكتملة لديها , فهي بحثت عنها في المغرب العربي الممتد من المغرب الى ليبيا مرورا بالجزائر وتونس , عبر الصحراء التي بدت كسراب " هاجر " , وحيث انها كانت تتطلع لها وتظن ان تجدها _ أي  الحرية ,  في امريكا , حريتها العلمية والمتضمنة منظومة الأخلاق , أخلاق المساواة بين الجنسين , وجدت نفسها ملاحقة من الرجل , وفق أكثر من نسق _ سمير والدكتور نبيل , ثم ملاحقة من لوتشيو ومن التحلل الأخلاقي الأمريكي , وفي النهاية وجدت ضالتها في الغرب الأوروبي وليس الأمريكي , حيث تواضع النظام الملكي النرويجي , الذي يسمح للمارة عبور الحديقة الملكية والتحدث للملك وإلتقاط الصور التذكارية معه , هكذا كان في واقع حال زكية  خيرهم , وفي منطق نصها أيضا .
مختصر القول , بأن هذا النص وهو يدعو الى الحرية , وقع في شرك حد من فرصة إنطلاقه بعيدا , وكان هذا " الشرك " مزدوج الأضلاع أو ثنائي التركيب , فخلاصها , أي البطلة والكاتبة او المرأة عموما التي تتمتع بموهبة وذكاء وعقل في المجتمع الشرقي الباحثة عن التحقق , ليس إلتحاقا بالرجل , ولكن تحقيقا لذاتها العلمية او الأدبية كان خلاصا فرديا , هنا وجدنا غالية تذهب شرقا عبر الصحراء , ثم غربا الى أمريكا فاوروبا , ولا تتكيء في مغامرتها أو مواجهتها إلا على الرجل _ كان هنا واحدا من عدة شخصيات : سمير , الدكتور نبيل , ثم أنطون , ولوتشيو , ثم عادل _ ولم تفكر , اي لم يحدث لا في الواقع ولا النص ان رافقت او فكرت في مرافقة واحدة من زميلاتها أو صديقاتها , اللواتي لابد ان تكون قد وجدت واحدة منهن , على الأقل ضمن العشرة الأوائل الذين فازوا بمنحة التحصيل الجامعي في أمريكا .
و(حتى حين قدر لها ان تصادق أمرأة _ انجل ) لم تفعل إلا كمساعد لها , أي ان غالية كانت أقوى من أمرأة وأضعف من رجل , تساعد النساء وتحتاج مساعدة الرجال .
وهنا كانت البطلة تجد نفسها في مأزق حين أحبتهم كلهم _ سمير , نبيل , لوتشيو وعادل _ ولكن وفق مستويات متفاوتة , كانت خلالها أنانية , فهي تحتاج مساعدة سمير ونبيل , وحتى عبد اللطيف  برعايتها ماليا واجتماعيا , لكن دون ان تقوى على ان تمنحهم المقابل الذي يسعون إليه وهو جسدها , إن كان وفق منطق الحب _ سمير , أو وفق منطق الزواج / الحلال _ نبيل . والشق الثاني من المأزق او الشرك الذي أشرنا إليه , كان عبر الهرب من المشكلة , بدلا من مواجهتها , فغالية تفكر منذ بداية النص حتى آخره ان تهرب من المغرب ومن مواجهة لحظة الحقيقة , لحظة إكتشاف انها ليست عذراء في ليلة دخلتها من أي زوج !
وللتدليل على ما نذهب إليه يكفي لنا أن نشير الى أنه كان يمكنها _ مثلا أن تبحث عن حل للمشكلة مع أختها سلمى , التي كانت قد اوحت لنا , بانها ربما كنت تعرف سرها , حين أرسلت الرسائل اليومية لنبيل ودعته للمغرب لأنقاذ أختها , كما كان يمكنها أن تبحث الأمر مع اختها العنود التي تعرف بالسر منذ أخبرتها وهي في السابعة عن بقعة الدم في سروالها الداخلي , فطلبت منها أن لا تخبر أحدا ولو كان امها , والتي أستغربت من كونها عذراء ,  حين خرج نبيل لهم بمنديل عليه دم من جرح أحدثه في ذراعه .  وكان حتى يمكنها أن تقيم تحالفا مع فاطمة زوجة أبن الأيمان , لمواجهة الرجل الذي تخلصت منه قبل أن تصل للحدود الليبية  . وكان يمكن أخيرا أن تفكر في " الحل " الذي تفتق به أخيرا  عقلها _ لأعتبارات دراما النص , في النهاية , ونقصد بذلك ان تذهب للطبيب النسائي المختص , حيث كان  يمكنها ان تفعل ذلك في المغرب , تونس , ليبيا , أوحتى أمريكا في المرة او السنة الأولى التي لم يتطرق لها النص أو فيما بعد , قبل أن تلتقي بعادل .

[email protected]
16 / 9 / 2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف