الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من التميــز إلـى الابتكار بقلم:د. خالـد الخاجـة

تاريخ النشر : 2014-09-17
من التميـــــــــز إلــــــــــــى الابتكــــــــــــــــــار
د. خالــــــــــــــــــــــــــــــد الخاجــــــــــــــــــــــــة

إن الطريق إلى التقدم والانطلاق إلى العلا ليست له علامات تحدد السرعة، لكنه انطلاق لا حدود تحده أو تحول دون الوصول إلى غاياته غير ضعف الهمة وخور الإرادة وعدم امتلاك الرغبة التي تدفعها طاقة لا تعرف الملل أو الكلل، والأمم الطامحة إلى السير في هذا الطريق لا ترضى أو تقنع بما حققته، لكنها تدور مع رحاه حيثما دارت، ولا تقبل أن تكون على الهامش تنتظر من يفسح لها الطريق، وإلا طال انتظارها ولم تبرح مكانها.
لذلك كان حرص القيادة الرشيدة، منذ وقت مبكر وبرؤية استشرافية، على الدعوة إلى التميز، والتي سارت بين ربوع الإمارات، كما تهب نسمات الخير تحمل غيث الرحمة..
انطلقت سحائب التميز من دبي لتهطل بالخير حيثما شاءت وأنى شاءت، فالخير كله يرجع لأبناء الإمارات، فغسلت بطيب نداها العقول، وشمرت السواعد لتنطلق مسيرة من التنافس في الخير والبناء، بمشاركة أبناء الإمارات أينما كانوا ومهما ضاقت أو اتسعت مسؤولياتهم وتباينت أعمارهم.
وكانت مجموعات التميز في إمارات الخير تعمل كخلايا النحل، كل يؤدي عمله رجالاً ونساء، فالكل في سفينة التميز التي تبحر بهم جميعاً إلى شاطئ النجاة، والأفضلية لأصحاب العطاء الذين يبنون ولا يهدمون، ييسرون على الناس أمور حياتهم ولا يعرقلونها، يقدمون يد المساعدة والخير، لا شوك الأذى والتجريح، عملاً بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس».
وهكذا كانت فرق التميز، التي كان لي شرف الاطلاع على تجاربها الرائدة والمفاضلة بينها، رغم صعوبة القول الفصل في ذلك، فواحة التميز مليئة وغنية بكافة أشكال العطاء والخير، الذي يسعد الناس وييسر أحوالهم ويجوّد حياتهم، وهي غاية المنى ومنتهى الأمل.
الأمر الذي جعل التميز روحاً تسري في كافة مفاصل الدولة بقطاعيها الحكومي والأهلي، روحاً لا تقبل بالمتاح أو النمطية في الأداء أو يكفيها الرضى، ولكن تطمح، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى إسعاد الناس، وهي مرحلة أعلى من الرضى، فقد يرضى الفرد دون أن يسعد.
وتطلع الأشقاء والأصدقاء إلى تجربة الإمارات، التي باتت نبعاً ينهل منه ويتمثله كل راغب في تجويد حياة الناس، وجاءت المؤشرات الدولية من كل حدب وصوب وفي شتى المجالات، سواء في التنافسية أو الكفاءة الحكومية أو إسعاد الناس أو في الشفافية، وغير ذلك كثير، لتوضح لنا أين نحن وكيف ينظر إلينا الآخرون، فلم يعد هناك من يستطيع أن يعيش بمفرده منعزلاً عن عالمه.
ولأن الرضى بالواقع والأنس به، مهما كانت قوته ورسوخه، هو أول مراحل التراجع، كانت الانطلاقة التالية في التحول من التميز إلى التفكير الابتكاري، الذي يعد حاجة ملحة من حاجات العصر الذي تعقدت فيه المشكلات وتشابكت لدرجة تجعل الحلول النمطية والتفكير المعتاد أمراً غير ذي جدوى، ولا بد من التفكير «خارج الصندوق».
وجاء افتتاح «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي» متسقاً مع تلك الرؤية، حين أكد سموه أن التغيرات المجتمعية السريعة، والقفزات التقنية الهائلة، والمنافسة بين الدول، تجعل الابتكار ضرورة يومية في عمل الحكومة.
ورغم أن الحكومة الاتحادية اليوم هي الأكثر كفاءة عالمياً، حسب المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، إلا أن الهدف الجديد هو أن تكون الأكثر ابتكاراً عالمياً، وأن يكون الابتكار عادة حكومية وممارسة يومية وثقافة مؤسسية راسخة.
ولا شك أن هذه الرؤية ترتكز على عدة محاور يجب الوقوف عندها بالنظر والتحليل، أولها «الابتكار الحكومي».
إن الحديث عن الابتكار دائماً يقترن بالأفراد أو على نطاق جمعي محدود، كما أن العمل الحكومي دائماً ما يرتبط بمتلازمة البيروقراطية أو الروتين، وهنا يأتي التحدي الذي يتمثل في أن العمل الحكومي ذاته يكون منبع الابتكار والمصدّر له، وأن يمارس العاملون في المؤسسات الحكومية، الابتكار كجزء من ممارساتهم اليومية.
لا أن يكون مقبرته، وما يفرضه ذلك من مهارات وصفات يجب أن تتوافر في الملتحقين بالركب، وينتفي معها التراخي الفكري وعدم التطوير الدائم للذات، لأن الابتكار الحكومي في أكبر معانيه هو استثمار للطاقات البشرية.
ورغم أهمية الابتكار على المستوى الفردي وضرورته، إلا أنه يظل كومضات الضوء التي تنير المكان لفترة محدودة وتتلاشي، لأسباب كثيرة في مقدمتها غياب الراعي، سواء على المستوى الفكري أو المادي.
فكم من أفكار مبدعة لم تجد من يدفعها لترى النور وينتفع بها الناس فماتت في مهدها، فضلاً عن عشوائية التوجه وعدم وجود رؤية شامله توضح المجالات التي تحتاج أكثر من غيرها إلى الابتكار والإبداع.
فضلاً عن أن الجهد الفردي قد ينير جانباً من حياتنا ولكن لا يصنع تقدم أمة، وهو ما يوضح أهمية أن يكون الابتكار عملاً مؤسسياً، دون أن يعتمد على المبادرات الفردية التي قد يطول انتظارها، دون وجود آلية قادرة على إدارتها وعلى صناعة ورعاية المبتكر.
وخاصة إذا علمنا أن نسبة تسعين في المئة من الابتكار جهد يبذل، وأوضح مثال على ذلك أن أعظم لاعبي العالم في كرة القدم وأكثرهم موهبة، قد يصنع الفارق في مباراة أو اثنتين، وقد يسعد الجماهير بمهاراته، غير أنه من الصعوبة أن يهدي لفريقه بطولة.
من ناحية أخرى، فإن تولي الحكومة مسؤولية صناعة الابتكار ورعاية أصحابه وجعله ممارسة يومية، ستكون له انعكاسات كبيرة على مجالات حياتنا المختلفة، سواء في مناهج التعليم التي يجب أن تعد الطالب المؤهل لمسايرة ركب التقدم، أو في المادة الإعلامية المقدمة التي ترعى أصحاب الأفكار الابتكارية، وإلقاء الضوء على ممارساتهم وإشاعة ثقافة الابتكار في مجتمع لم تعد قيادته تقبل دون الابتكار طريقاً وإسعاد شعبها غاية.
د. خالــــــــــــــــــــــــــــــد الخاجــــــــــــــــــــــــة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف