الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخوارج تاريخ وعقيدة بقلم:محمد فاروق الإمام

تاريخ النشر : 2014-09-17
الخوارج تاريخ وعقيدة بقلم:محمد فاروق الإمام
الخوارج تاريخ وعقيدة
الحلقة الرابعة
فتنة الخوارج وما نتج عنها من شق صف المسلمين
محمد فاروق الإمام
لقد أجمعت مصادر التاريخ على أن الفتنة التي تمخضت عنها الانشقاقات التي عصفت بجسد هذه الأمة ومزقت صفها، تعود إلى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه. وكانت هذه الفتنة الغطاء الذي تحرك في ظله دعاتها، ولتجر فيما بعد مسلسلاً دموياً طال الخليفة عثمان نفسه، ومن بعده الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وبعد أن تطاولت الأيدي الآثمة على رموز الدولة الإسلامية لم يعد هناك من شيء يمنعها أو يحد من غلوائها في تحدي الإسلام عقيدة وفقهاً وعبادة وإمامة.
ووجدت هذه الأيدي مطيتها في أصحاب الجهالة والعصبية حصاناً تركبه، ودرعاً تلبسه، وسيفاً تشهره.
لقد حدثت اختلافات بين المسلمين من يوم أن قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن اختلافاتهم كانت تهوي صاغرة أمام كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينهي النزاع على خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قُبض، حيث اجتمع الأنصار في سقيفتهم يريدونها فيهم، وهم يرون أحقيتهم فيها، فقد ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيدوه وآووه. ولكنهم تراجعوا عندما ذكّرهم أبو بكر الصديق بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش"، وسلم الأنصار للقول الفصل، ولم يعلنوا الثورة أو التمرد وهم أصحاب الأرض والمنعة.
وهذا علي رضي الله عنه عندما جاءه خبر بيعة الناس لأبي بكر، خرج في قميص له ما عليه إزار ولا رداء عجلاً، كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه. ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتاه فتجلله ولزم مجلسه.
لقد كانت غاية أصحاب الفتنة ومفتعليها وقف المد الإسلامي والحد من الفتوحات (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
قلنا إن بداية الفتنة - كما أجمع على ذلك رواة التاريخ - كانت قد أخذت تشرئب بأعناق مفتعليها كما تشرئب الديدان برؤوسها من المستنقعات الطينية في النصف الثاني من عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وقد عرف عن عثمان رضي الله عنه بحبه لقرابته، فولاهم وقربهم واستشارهم، وأُخذ على عثمان رضي الله عنه عزله لسعد بن أبي وقاص عن ولاية العراق، وعزله لعمرو بن العاص عن ولاية مصر، وتقريبه لمروان بن الحكم، وتوليته لعبد الله بن أبي السرح على مصر، الذي كان فظاً غليظاً متعالياً قاسي القلب، مما أثار الناس على عثمان رضي الله عنه، فقد كان أول من انتقض وسار عليه أهل مصر رعية ابن أبي السرح.
وجاء أهل مصر متمردين ثائرين، بعد أن ضاق صدرهم بما يفعله فيهم عبد الله بن أبي السرح، ويئسوا منه أن يثوب إلى رشده ويقيم العدل فيهم، وإن اليأس يفتح باب الشر، ويشق طريق الفتن ومن ثم القتل والاقتتال، لأن العدل هو الحاجز المتين بين الخير والشر.
وكان عثمان رضي الله عنه - كما روت كتب التاريخ - رقيق القلب ليناً مع ولاته وعماله، رغم سوء إدارتهم وظلمهم. وقد تسلم عثمان الإمارة بعد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان شعاره: "خير لي أن أعزل كل يوم والياً، من أن أبقي والياً ظالماً ساعة من زمان".
هذا التحول بين عهد عرف بالشدة والعدل إلى عهد عرف برقة القلب واللين في التعامل. جعل الناس يتسرب اليأس إلى نفوسهم والشك إلى يقينهم في أن يغير عثمان رضي الله عنه ما حل بهم من جور الحكام وظلم الولاة.
أيضاً لم يكن عثمان رضي الله عنه حازماً في وجه معارضيه، بل ترك لهم الحبل على الغارب، ظناً منه أنه يسوس الأمة بلينه وشفقته بعد عهد من القسوة والشدة، فجاءت النتائج بعكس ما كان يؤمل، كما منع الصحابة من التصدي لرؤوس الفتنة الذين أحاطوا بداره يريدون رأسه، منعاً لسفك الدماء، ومنعاً من أن يرى المسلمين يقتل بعضهم بعضا.
رحمك الله يا عثمان ما أرق قلبك وما أشفقك، أبيت سفك الدماء فكان رأسك الشريف الثمن، وجسدك الطاهر المهر، وكنت أول الفداء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف