حياة لاجىء فلسطيني،أو شجيرة صبار في صحراء العرب!
من الخربوش والخيمة إلى كبير مُترجمي الرياض!
سيرة حياة ذيب ذيبان الزبيدي عرب الصقر
حلقات ينشرها د.ماجد توهان الزبيدي عرب الصقر
( مُستشار علمي سابق للأمم المتحدة بغزة،واستاذ جامعي حاليا)
الحلقة الثانية:الطفل اليتيم والدراسة في القدس
في صيف عام 1935 م انتقل ذيب الزبيدي من مدرسة الرينة الى مدرسة دار الايتام الاسلامية الصناعية بالقدس الشريف التابعة للأوقاف الاسلامية التى يرأسها سماحة الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك و ذلك بجهود السيد / حسن رأفت الحسيني صديق الأسرة . و ما أن بدأ عام 1936 م حتى أعلن العرب في فلسطين اضرابا عاما شاملا ضد حكومة الانتداب المنحازة لليهود والتى تسهل لهم الهجرة و الاستيطان. و قد شمل الاضراب كل مرافق الحياة ، فتعطلت المواصلات بين المدن واغلقت المدارس و سرح الطلاب في دار الايتام الاسلامية كل طالب الى ذويه . فالتحق ذيب الزبيدي بمنزل خاله في بلدة عين كارم غرب القدس حيث كان مخيم المساحة هناك . و بعد قرابة شهر قرر الخال محمود محمد العثاملة العودة بالاسرة الى الرينة ، و استطاع حجز مقاعد في قطار السكة الحديد من القدس الى اللد و منها الى حيفا حيث كان القطار الحكومي هو الوسيلة الوحيدة للتنقل طوال مدة الاضراب الذي امتد لمدة ستة شهور من عام 1936 م .
دار الايتام الاسلامية الصناعية
مع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين ، هرعت الجمعيات التبشيرية الغربية الى البلاد لتنشر سمومها و افكارها التنصيرية بين أبناء المسلمين ، فافتتحت المستوصفات و المستشفيات و المدارس . و كان من أهم و أكبر المدارس التبشيرية مدرسة (شنللر ) الالمانية في القدس ، التى جلبت عددا من الايتام المسلمين و اليتيمات المسلمات و المكفوفين و احتضنتهم لتعليمهم و تنصيرهم . عندئذ قررت ادارة الاوقاف الاسلامية انشاء مدرسة للأيتام ، فافتتحت دار الايتام الاسلامية الصناعية و ذلك لإنقاذ ايتام المسلمين من براثن المبشرين الغربيين : و هكذا تأسست هذة المدرسة عام 1340 هــ الموافق 1922 م .
نوعها : مدرسة علمية صناعية للذكور و الاناث و المكفوفين .
غايتها : جمع شتات أيتام المسلمين و بخاصة ابناء الشهداء و تعليمهم العلوم الابتدائية و الصناعات التى تنقذهم من الفاقة و تعينهم في مستقبلهم .
و هي تابعه لادارة الاوقاف الاسلامية ، و تقدم المدرسة كل ما يحتاجون اليه من مأوى ومأكل و لباس و تعليم علمي و صناعي ( مدرسة داخلية ).
تراوح عدد طلابها قبل نكبة فلسطين بين 250 و 300 طالب و طالبة .
و فيها أربعة أقسام كما يلي :
1 – قسم الدراسة الابتدائية ، عدد صفوفها ستة .
2- القسم الصناعي : و فية 7 صناعات أساسية و صناعتان فرعيتان .
أ ) صناعة الطباعة باللغتين العربية و الافرنجية . ب - صناعة التجليد
جـ ) صناعة النجارة - الاثاث و لها فرعان : الدهان اللوسترو و التنجيد .
د) صناعة الأثاث الخيزران . هـ) صناعة الخياطة الافرنجية .
و) صناعة الاحذية . ز)صناعة المكفوفين : الكراسي الخيزران و الفراشي و المكانس .
قسم الموسيقى : يتعلم القسم الاعظم من الطلاب أثناء دراستهم في القسم العلمي و الصناعي دروس الموسيقى على الالات النحاسية نظريا و عمليا . و قد انخرط عدد كبير منهم بعد تخرجهم في فرق موسيقى الجيش و الامن في عدد من الاقطار العربية .
استئنــــاف الـــــدراسة
استؤنفت الدراسة في دار الايتام الاسلامية عام 1937 م بعد ان انتهى الاضراب ،و بما ان المدرسة أهلية و غير تابعه للحكومة فان منهج الدراسة فيها كان مستقلا تغلب عليه النزعة الوطنية ، يمجد الجهاد و مقاومة الاحتلال و الصهيونية ، و كان المدرسون فيها هم من خيرة الكفاءات الوطنية المشهورة بالإخلاص و الاستقامة . كانت العطلة الصيفية تمتد لمدة ثلاثة شهور .يذهب بعض الطلاب لقضاء العطلة مع ذويهم ، و يبقى في المدرسة من لا أهل له أو من ذويه غير مؤهلين لاستقباله . وهؤلاء تأخذهم ادارة المدرسة ليقضوا العطلة الصيفية في مجمع سيدنا علي بن عليم (الحفيد الخامس لسيدنا عمر بن الخطاب ) الواقع على شاطئ البحر الابيض المتوسط شمال مدينة تل ابيب ؛و هو أثر اسلامي كبير أعد قديما لاستقبال الحجاج المسافرين برا لأداء فريضة الحج هم وجمالهم و خيولهم و مواشيهم .
كان سفر الطلاب سيرا على الاقدام و هم بملابس الكشافه و الجواله ؛ فينطلقوا مع الفجر بعد الصلاة من باب العمود في القدس نحو الشمال الى البيره و رام الله ثم قراها و صولا الى بلدة بيت عور التحتا أو الفوقا الله أعلم ، القريبة من مطار اللد فيبيت الجميع ضيوفا على المختار ، و في الصباح يواصلون المسير باتجاه مجمع سيدنا علي فيصلونه قبل الظهر . هذا في الصيف أما في الشتاء فان العطلة أقصر ، حوالي شهر تقريبا ، و قد دأبت ادارة المدرسة أن تأخذ الطلاب و هم بملابس الكشافه و الجواله سيرا على الاقدام الى المناطق الدافئة – الى مدينة أريحا في الاغوار الشرقية على البحر الميت ، حيث يمتلك الاستاذ مصطفى البديري – أحد معلمي المدرسة مزرعة كبيرة في منطقة رأس العين التي يطل عليها جبل قرنطل الاثري المشهور . و كان الطلاب في هذه الاثناء يمارسون مختلف الألعاب الشتوية و النشاطات كالسباحة في البحر الميت و في عين الفشخه ذات المياه الحلوة و المسابقات الرياضية و كرة القدم و كرة السلة الخ..
و قد تكررت هذة المسابقات الصيفية و الشتوية طوال السنوات التالية من عام 1938 م حتى 1942 م . الى أن تخرج ذيب الزبيدي من المدرسة بتاريخ 30 / 6 / 1943 م .
[email protected]
من الخربوش والخيمة إلى كبير مُترجمي الرياض!
سيرة حياة ذيب ذيبان الزبيدي عرب الصقر
حلقات ينشرها د.ماجد توهان الزبيدي عرب الصقر
( مُستشار علمي سابق للأمم المتحدة بغزة،واستاذ جامعي حاليا)
الحلقة الثانية:الطفل اليتيم والدراسة في القدس
في صيف عام 1935 م انتقل ذيب الزبيدي من مدرسة الرينة الى مدرسة دار الايتام الاسلامية الصناعية بالقدس الشريف التابعة للأوقاف الاسلامية التى يرأسها سماحة الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك و ذلك بجهود السيد / حسن رأفت الحسيني صديق الأسرة . و ما أن بدأ عام 1936 م حتى أعلن العرب في فلسطين اضرابا عاما شاملا ضد حكومة الانتداب المنحازة لليهود والتى تسهل لهم الهجرة و الاستيطان. و قد شمل الاضراب كل مرافق الحياة ، فتعطلت المواصلات بين المدن واغلقت المدارس و سرح الطلاب في دار الايتام الاسلامية كل طالب الى ذويه . فالتحق ذيب الزبيدي بمنزل خاله في بلدة عين كارم غرب القدس حيث كان مخيم المساحة هناك . و بعد قرابة شهر قرر الخال محمود محمد العثاملة العودة بالاسرة الى الرينة ، و استطاع حجز مقاعد في قطار السكة الحديد من القدس الى اللد و منها الى حيفا حيث كان القطار الحكومي هو الوسيلة الوحيدة للتنقل طوال مدة الاضراب الذي امتد لمدة ستة شهور من عام 1936 م .
دار الايتام الاسلامية الصناعية
مع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين ، هرعت الجمعيات التبشيرية الغربية الى البلاد لتنشر سمومها و افكارها التنصيرية بين أبناء المسلمين ، فافتتحت المستوصفات و المستشفيات و المدارس . و كان من أهم و أكبر المدارس التبشيرية مدرسة (شنللر ) الالمانية في القدس ، التى جلبت عددا من الايتام المسلمين و اليتيمات المسلمات و المكفوفين و احتضنتهم لتعليمهم و تنصيرهم . عندئذ قررت ادارة الاوقاف الاسلامية انشاء مدرسة للأيتام ، فافتتحت دار الايتام الاسلامية الصناعية و ذلك لإنقاذ ايتام المسلمين من براثن المبشرين الغربيين : و هكذا تأسست هذة المدرسة عام 1340 هــ الموافق 1922 م .
نوعها : مدرسة علمية صناعية للذكور و الاناث و المكفوفين .
غايتها : جمع شتات أيتام المسلمين و بخاصة ابناء الشهداء و تعليمهم العلوم الابتدائية و الصناعات التى تنقذهم من الفاقة و تعينهم في مستقبلهم .
و هي تابعه لادارة الاوقاف الاسلامية ، و تقدم المدرسة كل ما يحتاجون اليه من مأوى ومأكل و لباس و تعليم علمي و صناعي ( مدرسة داخلية ).
تراوح عدد طلابها قبل نكبة فلسطين بين 250 و 300 طالب و طالبة .
و فيها أربعة أقسام كما يلي :
1 – قسم الدراسة الابتدائية ، عدد صفوفها ستة .
2- القسم الصناعي : و فية 7 صناعات أساسية و صناعتان فرعيتان .
أ ) صناعة الطباعة باللغتين العربية و الافرنجية . ب - صناعة التجليد
جـ ) صناعة النجارة - الاثاث و لها فرعان : الدهان اللوسترو و التنجيد .
د) صناعة الأثاث الخيزران . هـ) صناعة الخياطة الافرنجية .
و) صناعة الاحذية . ز)صناعة المكفوفين : الكراسي الخيزران و الفراشي و المكانس .
قسم الموسيقى : يتعلم القسم الاعظم من الطلاب أثناء دراستهم في القسم العلمي و الصناعي دروس الموسيقى على الالات النحاسية نظريا و عمليا . و قد انخرط عدد كبير منهم بعد تخرجهم في فرق موسيقى الجيش و الامن في عدد من الاقطار العربية .
استئنــــاف الـــــدراسة
استؤنفت الدراسة في دار الايتام الاسلامية عام 1937 م بعد ان انتهى الاضراب ،و بما ان المدرسة أهلية و غير تابعه للحكومة فان منهج الدراسة فيها كان مستقلا تغلب عليه النزعة الوطنية ، يمجد الجهاد و مقاومة الاحتلال و الصهيونية ، و كان المدرسون فيها هم من خيرة الكفاءات الوطنية المشهورة بالإخلاص و الاستقامة . كانت العطلة الصيفية تمتد لمدة ثلاثة شهور .يذهب بعض الطلاب لقضاء العطلة مع ذويهم ، و يبقى في المدرسة من لا أهل له أو من ذويه غير مؤهلين لاستقباله . وهؤلاء تأخذهم ادارة المدرسة ليقضوا العطلة الصيفية في مجمع سيدنا علي بن عليم (الحفيد الخامس لسيدنا عمر بن الخطاب ) الواقع على شاطئ البحر الابيض المتوسط شمال مدينة تل ابيب ؛و هو أثر اسلامي كبير أعد قديما لاستقبال الحجاج المسافرين برا لأداء فريضة الحج هم وجمالهم و خيولهم و مواشيهم .
كان سفر الطلاب سيرا على الاقدام و هم بملابس الكشافه و الجواله ؛ فينطلقوا مع الفجر بعد الصلاة من باب العمود في القدس نحو الشمال الى البيره و رام الله ثم قراها و صولا الى بلدة بيت عور التحتا أو الفوقا الله أعلم ، القريبة من مطار اللد فيبيت الجميع ضيوفا على المختار ، و في الصباح يواصلون المسير باتجاه مجمع سيدنا علي فيصلونه قبل الظهر . هذا في الصيف أما في الشتاء فان العطلة أقصر ، حوالي شهر تقريبا ، و قد دأبت ادارة المدرسة أن تأخذ الطلاب و هم بملابس الكشافه و الجواله سيرا على الاقدام الى المناطق الدافئة – الى مدينة أريحا في الاغوار الشرقية على البحر الميت ، حيث يمتلك الاستاذ مصطفى البديري – أحد معلمي المدرسة مزرعة كبيرة في منطقة رأس العين التي يطل عليها جبل قرنطل الاثري المشهور . و كان الطلاب في هذه الاثناء يمارسون مختلف الألعاب الشتوية و النشاطات كالسباحة في البحر الميت و في عين الفشخه ذات المياه الحلوة و المسابقات الرياضية و كرة القدم و كرة السلة الخ..
و قد تكررت هذة المسابقات الصيفية و الشتوية طوال السنوات التالية من عام 1938 م حتى 1942 م . الى أن تخرج ذيب الزبيدي من المدرسة بتاريخ 30 / 6 / 1943 م .
[email protected]