الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيفية الحفاظ على الأمن القومي بقلم:على حسن السعدنى

تاريخ النشر : 2014-09-16
كيفية الحفاظ على الأمن القومي بقلم:على حسن السعدنى
على حسن السغدنى يكتب
كيفية الحفاظ على الأمن القومي

نظراً لما يُمثلة الإعلام الآن من وسيلة اتصال سريعة الإنتشار، تستطيع اختراق الحواجز والمسافات، وأيضاً اللوائح والقوانين أحياناً، بسبب ظهور وسائل الإعلام البديل المُتمثلة في شبكات التواصل الإجتماعي، والمدونات، والمنتديات، ومواقع الأخبار الإكترونية، وما إلى ذلك... إلى جانب تعدُد وإنتشار القنوات الفضائية بشكل ملحوظ، وعودة الإعلام الشعبي بثوبه الجديد من خلال شاشات العرض، أثناء فترات تصاعُد الأحداث، والتي مرت علينا خلال الفترة الماضية. فقد وجدتُ أن هناك أهمية للربط بين الإعلام المصري، بصورته المُنفتحة الحالية، والأمن القومي، وأيضاً بما يحفظ حقوق الإعلاميين والمُواطنين .. في حرية التعبير عن الرأى، ومُمارسة أوجه الديمقراطية التي نبغيها جميعاً فيما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
فبعد تعدد الأحداث الأخيرة، أثبت الإعلام عملياً .. وعلى أرض الواقع، قُدرته على التأثير في الرأى العام، وتعبئة المشاعر والإنفعالات.. بصورة إيجابية كانت أو سلبية، تجاه مواقف أو أشخاص، أو اتجاهات مُحددة. ذلك الأمر الذي لم يكن ينتبه له العامة، وكان مجرد علم يتناوله الأكاديميين والمُتخصصين، حتى جاءت الثورة ولفتت الإنتباه إلى وسائل الإعلام بأنواعها التقليدية منها والإفتراضية، وأيضاً الشعبية.
ثانياً: الإعلام الحربي :
تبرُز أهمية الإعلام في مُواجهة التهديدات المختلفة التي تُحاول المساس بالأمن القومي للدولة، وكذلك من خلال إبراز دور القوات المسلحة من أجل تحقيق الإستقرار الوطني، والمحافظة على أمن وسلامة البلاد ضد التهديدات الخارجية، وأيضاً أهمية دور الإعلام الحربي من خلال التعاون بينه، وبين أجهزة ووسائل الإعلام بالدولة.
وذلك بالتعاون مع وسائل الإعلام المرئي، والإذاعي، وأيضاً المقروء،... لما لها جميعاً من دور هام، في حل مشاكل الجماهير والقضايا التي تتصل بهم، من خلال تعميق إدراك الجماهير لحجم التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والأمنية، وتوعية الجماهير بدورهم في حل المشكلات التي تواجه المجتمع. وأيضا ضرورة دعم الهوية الثقافية، وإبراز سماتها الحضارية الإيجابية المتعلقة بالقيم والموروثات الشعبية والعادات والتقاليد. مما يصُب في النهاية في عملية دعم الأمن القومي للدولة على المستويات المحلية، والإقليمية، والوطنية.
الإعلام الحربي ودوره في دعم الأمن القومي للدولة :
لاشك أن للإعلام الحربي دور رئيسي ومؤثر، من أجل مُواجهة القضايا الوطنية “سياسية - اقتصادية - أمنية - ثقافية”، والتعامل معها من خلال برامج مدروسة ومخططة جيداً، يؤكد من خلالها على المشاركة في تحقيق الأمن القومي. ولتحقيق هذا الدور يتم التأثير إعلامياً من خلال البرامج الحربية المختلفة التي تُبث عن طريق الوسائل الإعلامية بأنواعها.
ان الإعلام الحربي بجانب عمله التقليدي وقت الحرب، يلعب دوراً هاماً، في بناء الأمن القومي للدولة، وفي تخطيط استراتيجية لذلك؛ على أساس التفاعل مع التحديات والتهديدات المُوجهة للأمن القومي. وكيفية التصدي لها. بجانب دوره الحالي في مُواجهة مشاكل وقضايا المجتمع من خلال الإسهام في مناقشتها، وايجاد الحلول المناسبة لها. بالإضافة إلى مُحاولته للتصدي للغزو الفكري والثقافي المُعادي، الذي يستهدف النيل من وحدة الوطن.
ومن ثم يجب الإهتمام بدوره، وتطويره، والتأكد بإستمرار من أن هذا النوع من الإعلام يُواكب المُتغيرات الوطنية، والإقليمية والعالمية، حتى نضمن نجاحه. وذلك على عدة مستويات،أهمها :
1- السياسي والإقتصادي:
والمُفترض فيه أن يقوم الإعلام الحربي بتعريف المُواطنين بالقضايا الوطنية التي تؤثر على إعداد الدولة سياسياً، وأسبابها وسُبل مُواجهتها، والتأكيد على ارتباط سياسة الدولة وأمنها الوطني بالسياسة العربية، والأمن القومي العربي.
كما أن للإعلام الحربي دور مؤثر من خلال دعم جهود التنمية الاقتصادية على المستوى الوطني. والتأكيد على أن القوات المسلحة لا تُمثل عبئاً مؤثراً على مطالب التنمية؛ بل على العكس يُمكنها أن تُسهم بفعالية لتخفيف العبء عن الإنتاج الإستهلاكي للدولة، من أجل تحقيق الأمن الغذائي الذي يُعتبر شقاً رئيسياً في بناء أمن الوطن والمواطن. إلى جانب دور الإعلام العربي في إقناع الشعب بأن إشراك القوات المسلحة في خطط التنمية، وتنفيذ مشروعات البنية الأساسية للدولة، تأتي كلها في إطار بناء الاقتصاد الوطني، وأن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة لا يؤثر على دورها الرئيسي للإستعداد للحرب. ويُمكن مُشاركة الإعلام الحربي من خلال حلقات النقاش والندوات عبر قنوات التليفزيون، أو من خلال شبكات التواصُل الإجتماعي على سبيل المثال، للتوعية بالمشاكل الاقتصادية التي تُواجه الدولة، وإبراز إسهامات هذه القوات في المشروعات الوطنية. 2- الأمني والحربي:
حيثُ ضرورة التعريف بدور القوات المسلحة في مُواجهة الأخطار الناجمة عن الجريمة المنظمة، وما إلى ذلك ... وأهمية مشاركة القوات المسلحة في هذا الدور من أجل حماية المجتمع. إلى جانب أهمية إبراز العديد من الأنشطة الحربية، من أجل تحقيق الإنتماء الوطني، والتأكيد على استعداد القوات لردع القوى المعادية. وضرورة التعريف بحجم التهديدات المُعادية، وسُبل مواجهتها، والتصدي لها من خلال:
• تغطية الأنشطة الحربية الهامة “مناورات وتدريبات حربية “.
• إقامة المعارض الحربية وعرض نوعيات ونماذج من الأسلحة متطورة التكنولوجيا، والتأكيد على مدي استيعاب أفراد وتشكيلات أفراد القوات المسلحة لهذه التكنولوجيا.
• التعريف بمستوى الكفاءة القتالية التي وصلت إليها القوات، من خلال عرض أنشطة بعض التخصُصات.
• الإرتفاع بمستوى الوعي الأمني لدى أفراد الشعب، وأساليب العدو في الحصول على المعلومات التي تؤثر على أمن الوطن والمواطن.
3- الاجتماعي، والثقافي، والمعنوي :
حيث تقوية وحدة الإنتماء الوطني لدى أفراد الشعب، من خلال وسائل الإعلام الحربية المختلفة، للتعريف بالمناسبات، والأعياد الوطنية والتاريخية، من أجل تحقيق الإنتماء الوطني. والإشتراك في زيادة الوعي الثقافي والفكري لدى المواطنين. ويجب تناول مشكلات المجتمع التي تؤثر على الأمن القومي، والتي تؤدي إلى النيل من قدرات المواطن، وإسهاماته ودوره خاصة ما يتعلق منها بالجريمة المنظمة والإرهاب.
إلى جانب تدعيم التلاحم والثقة بين أفراد الشعب وقواته المسلحة، لإبراز الدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة من أجل المُساهمة في حل مشاكله من خلال عرض بعض النماذج التي تؤديها القوات المسلحة في العديد من المجالات مثل: المُساهمة في محو أمية أفراد المجتمع، وإيجاد فُرص عمل من أجل حل مشكلة البطالة، وإعداد كوادر مهنية وحرفية لتغطية مطالب الدولة من هذه التخصصات.
كما يستطيع أن يلعب الإعلام الحربي دوراً في التعبئة المعنوية، والنفسية للرأي العام، وبصفة خاصة في المواقف والمناسبات الهامة التي تتطلب ذلك، والتي قد تكون رداً على البرامج الدعائية والنفسية المعادية.
ثالثاً: الإعلام والسياسة الخارجية :
يرتبط الإعلام بالدبلوماسية والسياسة الخارجية، ولذلك يجب أن تعمل الدولة على استخدام كافة وسائل الإعلام المتاحة للتأثير على الرأي العام الأجنبي، ولبحث التأييد خارج الحود القومية للدولة.
ولعل التطور المستمر للمكاتب الإعلامية للدول المختلفة في الخارج يُظهِر بشكل واضح أهمية الإعلام والدعاية السياسية، والتسويق السياسي على حد سواء في خدمة سياسات الدول الخارجية، وخدمة أهدافها الدبلوماسية.
وهو الأمر الذي يُحتم علينا، أن نُواكب مثل ذلك الإتجاه، حتى تكون لنا مكاتب اعلامية على قدم المُساواة ، قادرة أيضاً على التأثير المنشود. وقد وضح في الفترة الأخيرة وبالأخص بعد سقوط حُكم الإخوان أهمية الإهتمام بالإعلام الدولي وما يبثه لشعوب العالم من معلومات وبيانات خاطئة أو مُتحيزة في بعض الأحيان، يُمكن أن تضُر بأمننا القومي؛ إذا لم نتصدى لها أولاً بأول.
رابعاً: الإعلام كأداة في عملية التفاوض:
يُعد الإعلام أداة من أدوات خلق رأي عام مُساند، أو معارض لقضية يدور حولها التفاوض، وخلق اتجاهات مُعارضة، أو مؤيدة للقضية محل التفاوض، أو لأحد أطرافها. ومن ثم فهو يلعب دوراً هاماً في عمليات التفاوُض، حيث يُقدم للأطراف المُشاركة فيها رؤية أولية. كما أنه يُمثل مصدراً للمعلومات بالنسبة للقادة السياسيين، والدبلوماسيين، وكل من لهم صلة بالعملية السياسية في المجتمع. ويكون ذلك من خلال الصور الآتية:-
الأولى: أن يُستخدم الإعلام كأداة من أدوات الضغط، من خلال:
1- تسريب بعض الأخبار والمعلومات، التي لا يُرغب في نشرها قبل التوصل إلى الإتفاق النهائي.
2- تقديم أخبار كاذبة تُمثل إحراجاً لأحد الأطراف المعنية في عملية التفاوض.
3- تسريب أخبار عن التوصل إلى نتائج قبل نهاية التفاوض.
الثانية: حين يُستخدم الإعلام كأداة لفرض موقف معين على أحد الأطراف، وذلك من خلال: دفعهِ إلى تبني موقف سياسي معين.
الثالثة: عندما يُستخدم كأداة من أدوات التلاعب بالمواقف، وذلك من خلال: تجاهُل هذه الحقائق وطرح آراء ومعلومات، وأفكار جديدة.
وهناك عدة إستراتيجيات يعتمد عليها التفاوض الدولي، عند التعامل مع الإعلام، من أبرزها: استراتيجية تجاهل الإعلام، وإستراتيجية الإهتمام بالإعلام، وأيضاً إستراتيجية التعتيم الإعلامي، والضغط على الإعلاميين.

-    باحث فى العلوم السياسية والاستراتيجية
-    مستشار سياسى للمجلس العربى الافريقى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف