" .. لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟!! .... "
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان " علاونة "
===================
تنويه :
هذه الصورة القلمية الواردة في النص .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
------------------------
" .. لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟!! .... "
طفل هو بكل المقاييس ... طفل غض بريء .. له أحلام كبار .. كأحلام الرجال .. بل لعلها أكبر بكثير ..
كان يحلم بأن يرى قريته .. التي طالما حدثه عنها والده .. يحلم بأن يرى زيتون كرمهم الكبير الواقع في أطراف القرية والممتد حتى حدود القرية المجاورة ... كان يحلم بأن يرى بيارتهم الكبيرة .. التي كان والده يزهو بها ويفتخر ويتولى أمر الزراعة فيها والإشراف عليها والعناية بها بنفسه . كان يحلم بأن يرى الأشجار .. الأطيار .. الأنهار .. الأزهار .. كان يحلم بأن يرى كل شيء .
كان يحلم بأن يرى نفسه شاباً يافعاً .. رجلاً قوياً.. يحمل الشهادة العليا في الطب .. يخدم وطنه .. أهله .. طبيب ماهر .. ذائع الصيت .. طبيب متخصص في علاج العيون .. كان يحلم أن يرى نفسه بالزيّ الأبيض المميز للأطباء .. النظارة المميزة .. الشخصية المميزة .. كل ما هو مميز .
قذيفة حمقاء غادرة تحط على المنزل .. تحطمه تماماً .. وتحطم الأحلام الطفولية البريئة .. تفقأ عينيه ؟؟!! .. تقتل أحلامه العريضة .. تئد براءته ..
تحدث لمن حوله وهو على سرير المرض بروح عالية .. بنفسية رائعة .. راح يسرد لمن حوله أحلامه التي لا تنتهي .. أحلام القرية .. البيارة .. الأشجار .. الأطيار .. الأنهار .. الأزهار .. راح يؤكد للجميع بأنه يراها .. ليس حلماً .. بل واقعاً.. فهي مرسومة ... محفورة .. منحوتة .. في أرجاء نفسه وقلبه ..
مد يده ناحية عينيه اللتين كانتا مغطاتين القطن والأقمشة ... راح يسأل بإلحاح غريب :
- لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟!! لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟؟!!!
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان " علاونة "
===================
تنويه :
هذه الصورة القلمية الواردة في النص .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
------------------------
" .. لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟!! .... "
طفل هو بكل المقاييس ... طفل غض بريء .. له أحلام كبار .. كأحلام الرجال .. بل لعلها أكبر بكثير ..
كان يحلم بأن يرى قريته .. التي طالما حدثه عنها والده .. يحلم بأن يرى زيتون كرمهم الكبير الواقع في أطراف القرية والممتد حتى حدود القرية المجاورة ... كان يحلم بأن يرى بيارتهم الكبيرة .. التي كان والده يزهو بها ويفتخر ويتولى أمر الزراعة فيها والإشراف عليها والعناية بها بنفسه . كان يحلم بأن يرى الأشجار .. الأطيار .. الأنهار .. الأزهار .. كان يحلم بأن يرى كل شيء .
كان يحلم بأن يرى نفسه شاباً يافعاً .. رجلاً قوياً.. يحمل الشهادة العليا في الطب .. يخدم وطنه .. أهله .. طبيب ماهر .. ذائع الصيت .. طبيب متخصص في علاج العيون .. كان يحلم أن يرى نفسه بالزيّ الأبيض المميز للأطباء .. النظارة المميزة .. الشخصية المميزة .. كل ما هو مميز .
قذيفة حمقاء غادرة تحط على المنزل .. تحطمه تماماً .. وتحطم الأحلام الطفولية البريئة .. تفقأ عينيه ؟؟!! .. تقتل أحلامه العريضة .. تئد براءته ..
تحدث لمن حوله وهو على سرير المرض بروح عالية .. بنفسية رائعة .. راح يسرد لمن حوله أحلامه التي لا تنتهي .. أحلام القرية .. البيارة .. الأشجار .. الأطيار .. الأنهار .. الأزهار .. راح يؤكد للجميع بأنه يراها .. ليس حلماً .. بل واقعاً.. فهي مرسومة ... محفورة .. منحوتة .. في أرجاء نفسه وقلبه ..
مد يده ناحية عينيه اللتين كانتا مغطاتين القطن والأقمشة ... راح يسأل بإلحاح غريب :
- لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟!! لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟؟!!!