الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

داعش نتاج غياب الدولة بقلم: نبيل ياسين

تاريخ النشر : 2014-09-16
داعش نتاج غياب الدولة بقلم: نبيل ياسين
داعش نتاج غياب الدولة : نبيل ياسين

ان اكبر مفاجأة فجرتها داعش باحتلالها الموصل بالطريقة التي تمت بها تكشف عن حقيقة صادمة ، وهي ان لا وجود لدولة عراقية في القرن الحادي والعشرين اي بمواصفات الدولة المعاصرة بغض النظر عن طبيعة الانظمة السياسية، لقد حلت العائلة وعلاقات العوائل بعضها ببعض اولا محل الدولة وبعدها حلت العشيرة وروابطها في المنطقة محل الدولة. وبعد ذلك حلت الاحزاب الحاكمة وعلاقاتها الداخلية محل الدولة ، وكل ذلك يتم باصرار منقطع النظير وبتقصد علني على تجاهل طبيعة النظام السياسي بعد ٢٠٠٣ باعتباره نظاما يقوم على دستور معترف به شعبيا ويعترف قانونيا بحقوق جميع المواطنين وبسلطتهم باعتبارهم الارادة العامة التي تخرج منها الحكومات وتكتسب شرعيتها منها،

نعم لا وجود لدولة عراقية في ظل الهيمنة Hegemony بمفهومها السياسي والايديولوجي المستعمل في الفكر السياسي ، والذي يشير الى حالة سلبية تتنافى مع الديمقراطية، وتكرس سلطة الفرد او الحزب الحاكم او الاحزاب الحاكمة . وبغياب الدولة تحل المحاصصة، اذ تتقاسم هذه المحاصصة مفهوم وغنائم ومؤسسات الدولة فيما بينها. ولذلك نجد الصراع حادا على وزارات النفط والمالية ووزارات الخدمات لاستغلال الموارد الهائلة لها من جهة واستغلالها هي نفسها لكسب موارد اعلى من خلال مقاولاتها ومشاريعها شبه الوهمية والتي لم يخرج منها شيئ للمواطنين سواء في حقل الكهرباء او النقل او السكن او الصحة او البلديات.

على النقيض من ذلك تحقق داعش بديلا صلبا يقوم على (التضحية) في الميدان. وتعتبر الميدان حقلا لزراعة القادة والزعماء. وفكر التوحش الذي تتبناه داعش وتطبقه في الواقع لا يقوم على العلاقات العائلية ولا الحزبية ولا العشائرية رغم وجود مقاتليها من هذه العناصر. تقدم داعش تحريضا تثقيفيا مثل هذا :(وحياة القتال تلك الحياة التي يقدم المؤمن فيها المعاني الطيبة فيسهل الإيثار وتسقط الأنانية وتذهب الأثرة أما الدعوى مجاهدة النفس في حالات الرخاء والأمن والدعة فهي مشوبة بكثير من المغالطات.. ) . إن هذا النوع من التربية هو الذي سيخرج الجيل القادر على حمل أمانة هذا الدين وينقل الأمة للالتحاق بدرب الجهاد، وهو الذي سيخرج من خلاله القادة الحقيقيون للأمة وذلك لأن الكلام على المنبر سهل وفي الصحف أسهل وفي الكتب أسهل وأسهل أما أن يُهدم البيت وتُشرد الأسرة وتمزق الأم والأخت إلى أشلاء فذلك لا يقدر عليه إلا الأفذاذ من الرجال والقيادات العظيمة والجنود الأشداء لا يخرجون إلا من مثل هذا الجو، الأمة فقط تنتظر قائداً قادراً على اتخاذ القرارات الحاسمة الصحيحة ، لا يهاب المفاسد المزعومة مثلما فعل أبو بكر قيل له الكل ضدنا، أمامنا المرتدون وأمامنا الروم والفرس فلا تنفذ بعث أسامة وإن كنت فاعلاً لكونه أمر نبوي فتألف مانعي الزكاة ممن لم يرتد صراحة ، فقال وقد أمسك بخناق عمر رضي الله عنهما : ( أجبار في الجاهلية خوّار في الإسلام ؟ والله لو حدث من المفاسد أن جرت الكلاب نساء المؤمنين لأنفذن بعث أسامة ولأقاتلن من منع عقالاً ) هل تسلم أبو بكر القيادة لكونه عرض برنامجاً انتخابياً لم يُعرض برنامج مثله من الآخرين ؟ وكيف كانت له القدرة على اتخاذ القرار الحاسم ؟ ألم تقدمه الأعمال في ميزان الوحي وفي قلوب وعقول الأصحاب ؟ أليس لأنه دفع تكاليف المسيرة كلها بجوار الرسول القائد صلى الله عليه وسلم وخاض معه جل الغزوات مسيرة الدماء والأشلاء والجماجم ، مثل هؤلاء الرجال فقط هم الذين يستطيعون فهم القضية وتقدير الأمر والقدرة على اتخاذ القرار الحاسم الذي يقول عنه العسكريون في كتب الحرب : ( القرار الحاسم هو القرار الذي يحتمل وقد يُرجَّح من اتخاذه وقوع كارثة ولكن يجب اتخاذه لاعتبارات أخرى ولا يقدر على ذلك إلا القائد الحقيقي ) والأمة تنتظر مثل هؤلاء القادة ومثل ذلك القرار منذ سنين الذبح, وهؤلاء القادة لا يخرجون إلا عن طريق هذا النوع من التربية , وقد خرجت طلائعهم - والحمد لله - وننتظر المزيد بإذن الله وفضله. في مثل هذا الجو سنتربى وتتربى معنا الأمة على مواجهة الأهوال العظام التي ترافق الحروب بصلابة وشجاعة)


دولة داعش ضد الدولة .. تأخر الدولة المدنية

تتقدم داعش كلما تاخرت الدولة. بل ان تطبيق فكر التوحش وادارته لا يقوم الا بغياب الدولة وهي تقضم ما تبقى منها وتحيله الى انقاض. لنفكر بشكل اوضح. كان أمل الدولة المدنية يقترب من وضع مقدماته منذ عام ٢٠١٣ وكان من المفروض ان تستجيب نتائج الانتخابات لرغبة جمهور الناخبين لكن طمع الكتل السياسية وقدرتها على التلاعب بالنتائج بعد التلاعب باستغلال موارد واجهزة ووسائل الحكم وانعدام التمسك باخلاقية التنافس الحر والطبيعي وازدراء الناخبين  والتلاعب باصواتهم اظهر نتائج اخرى انعدمت فيها رغبة التغيير والحصول على مقدمات الدولة المدنية.

وشهدت الفترة اللاحقة للانتخابات والتي سبقت احتلال داعش للموصل سخطا شعبيا مستنكرا للنتائج من جهة ومحتجا على تغييب مقدمات التحول المدني نحو الدولة، وباحتلال داعش سقطت فكرة الدولة المدنية التي كشفت داعش غياب الدولة اصلا حتى وهي ممثلة شانها شان دول الشرق الاوسط بالجيش واجهزة الامن

بعد تقدم داعش تأخرت مقدمات الدولة المدنية عدة سنوات اخرى. بل ان تكاثر الجماعات المسلحة بسبب التصدي لداعش سيدفع مقدمات الدولة المدنية الى الوراء عدة سنوات اخرى.

على الارجح كانت هذه القضية مدروسة وتم الاعداد لها بمشاورة محلية واقليمية ودولية، ان امرا ما يحدث في مملكة الدانمارك كما يقول شكسبير في هاملت، ان امرا ما يحدث في جمهورية العراق ، وما يحدث ليس مفاجئا وليس طارئا وليس مؤبدا ايضا،

ما هو الحل. هذا هو السؤال الذي يواجهني به كثير من الناس والقراء والمتابعين والذين يسعون للتعرف على اسباب ما يحدث في الواقع وكيفية الخروج منه.

لا يتعلق الحل بيد طبقة سياسية مصرة على ابقاء هذا الواقع للتمسك بالسلطة ومكتسباتها. اما الحل فهو واحد من أمرين: اما الانهيار التام لبلد اسمه العراق بحيث لا يعود موجودا سواء تم تقسيمه اليوم او غدا . بحيث ينهار وسبب هذا الانهيار هو اسلوب تعامل الطبقة السياسية مع واقع انتجته هي وتتراكم اخطاؤه وتتعقد ازماته .او البدء بمراجعة حقيقية للاخطاء والاخفاقات والبدء لمشروع بناء الدولة العراقية على الاسس الدستورية.

اليوم لايبدو غريبا ان تصر الولايات المتحدة على التمسك بهذه الطبقة .

ماذا قدمت وسائل الاعلام للشعب العراقي هل قدمت له ثقافة التعرف على نظم العيش ونظم الادارة وتعريف العراقيين باسس تنظيم المجتمعات وحياة الناس والقوانين الاجتماعية ام انها تصخب مع العشاير والاحزاب والطوائف في تصعيد للعنف والتشنج والعداوات والنكايات ،، هل حقا هذه طبيعة الحياة في العراق اين وظيفة الاعلام ورسم السياسات الاعلامية لتكريس صمامات الامان في المجتمع. كم برنامج مسح واقع الخدمات الصحية ووضع المستشفيات وقوانين التامين الصحي والنواقص  حتى اذا فعل صحفي ذلك فانه يفعله نكاية بحزب او وزير وليس انطلاقا من المنفعة الوطنية لوسائل الاعلام

يمكن وصف الوضع العراقي انطلاقا من هذه الوقائع والمظاهر بانه كارثي وينذر بتحطم اعمق للاصول والعناصر العادية والضرورية للدولة. لا يمكن ان نتصور مجتمعا من ثلاثين مليون نسمة يعيش في حالة من عدم الاستقرار لاكثر من عقد من الزمن . ولا يمكن ان نتصور مجتمعا معاصرا يعيش يوميا ، وعلى مدى عشرة اعوام ، تهديدا مباشرا بالقتل عبر التفجيرات والاغتيالات او عبر الاعتقالات غير القانونية. ولا يمكن ان نتصور مجتمعا يعول على حماية من القوات الحكومية ثم يكتشف هذا المجتمع ان الجيش عمليا عاجزا عن الاحتفاظ بواحدة او اكثر من مدن البلاد، فكيف بكل البلاد، علما ان الجيش يكلف خزينة العراق ما يفوق ١٥% من مجموعها التصاعدي دون جدوى. ولا تبدو حتى الان، اية امكانية لاعادة بناء البلاد، وبضمنها قواته المسلحة، في ظل تجاذبات المحاصصة وتصعيد المشاعر الطائفية واحتكار جهاز الحكم احتكارا كارثيا يعيد انتاج وتدوير الفشل وعدم الكفاءة. ولا يعقل ايضا ان لا يكون في العراق اليوم وفي المعارضة امس سوى هذا العدد المحدود الذي يتداول الوزارات كتداول الكرة منذ عشر سنوات حتى الان. ان هذه الظاهرة في الواقع تشير الى ان داعش تتفهم بشكل جيد القدرات المحدودة في الوضع السياسي العراقي الراهن وتتصرف على اساسه مدركة عجز الفريق الحاكم عن ردعها بدون دعم سياسي ولوجستي وعسكري من الولايات المتحدة كما يحدث الان. 

هناك عدد كبير من الظواهر التي لم يدركها بعض قادة الاسلام السياسي الذين تعاملوا مع الولايات المتحدة تعامل الرفض وحاولوا ابراز الندية التي تصوروا انها الاسلوب الوحيد الدال على الوطنية . من هذه الظوهر عدم تقدير مصالح العراق التي تتطلب تحالفا دوليا قويا في منطقة تشهد صراعا اقليميا حادا خاصة في وقت استعادت فيه تركيا طموحاتها العثمانية واقدمت فيه السعودية على دعم عدم الاستقرار بحجة النفوذ الايراني، وتحولت فيه قطر من دولة صغيرة منسية الى ان تملك طموحات لاعب شطرنج سياسي يحرك البيادق ويسقط انظمة ويتحكم عبر ريع الغاز بدول ، ويسعى الى تنفيذ مشروع انبوب نبوكو او نبوخذ نصر للغاز باضافة غاز ليبيا ولبنان المنتظر عبر اسرائيل وكردستان الى ميناء جيهان لتصبح تركيا بديلا عن خط غاز اذربيجان الروسي.

تلك خارطة اقليمية لايستطيع العراق وحده اللعب فيها بدون تحالف قوي وتفاهمات وتبادل مصالح للدفاع وليس للهجوم .


ما هو بديل داعش؟

لا نحتاج الى عقل كبير ووقت طويل لنفهم ماذا تريد داعش، ما نحتاجه هو صناعة ظروف كالتي سادت في وقت سابق في العالم العربي في الثلاثينيات وما بعدها لا تسمح لداعش باحياظ ظروف الغزو والتدمير باسم الجهاد، واذا كانت لدى داعش (كنموذج للحركات والتنظيمات الاسلامية المتعصبة والمسلحة) ايديولوجيا لاجتياح البلدان وتدمير الدول لانشاء مناطق لادارة التوحش فان الرد العسكري وحده لن يقتل داعش بل يمكن ان يدعم ايديولوجيتها، ان احد اهم الحلول هو تحرير الدولة من نموذجها الديني الذي يجتهد كل طرف بتقديم نموذج مغاير يعتبره النموذج الصحيح، ان دولة الانسان التي تقوم على الاصل الواحد للبشر والذي يضم بدوره شكلين لهذا الاصل، الشكل الاول هو الاخوة في الدين والاصل الثاني هو المساواة في الاصل اي "اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" لا وجود لصنف ثالث يفرض نفسه بديلا عن هذين الصنفين لانه سيمارس التكفير والقتل لصناعة صنف ثالث حاول كل البرابرة والطغاة صنعه، ومن يريد ان يفرض صناعة صنف ثالث احتاج الى رسالة ودعوة غير رسالة ودعوة محمد بن عبد الله التي انتهت واختتمت بها النبوة في التاريخ، هذه مشكلة الاسلام اليوم، ان كل من حمل السلاح وكفر المجتمعات يطمحون الى اجتراح وابتداع رسالة دينية اخرى والا فهذا هو الاسلام الذي يصلي ويصوم على اساسه المسلمون ويؤمنون بلا اله الا الله وبمحمد رسول الله فلماذا يحتاج المسلمون اليوم الى دين جديد ورسالة جديدة ونبي جديد يخشي اعلان نبوته، وبهذه المناسبة اسوق حكاية تاريخية ترقى الى زمن المامون فقد القي القبض على امراة ادعت النبوة  وجيء بها الى الخليفة الذي سالها : الم تسمعي بحديث رسول الله ص الذي يقول (لا نبي بعدي) قالت نعم سمعت بحديث رسول الله ص فسالها اذن كيف تدعين النبوة قالت ان رسول الله قال لا نبي بعدي ولم يقل لا نبية بعدي،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف