* الحقيقة كما يراها القارئ *
محمد سعيد حتامله
أخي القارئ : يقال ان كتابا مهما الف قبل سنوات تحدث فيه المؤلف عن العرب وعن تاثيرهم في التاريخ , وما حققته القومية العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين , من امجاد وكرامات كانت مذهلة واسعة . ولكن كما افاد المؤرخون , ان هذين القرنين شهدا انهيار الاتحاد السوفياتي , ونهاية عصر الأيديولوجيات , وبدء صدام الحضارات , وفرض شرق اوسطي جديد , ومولد عصر العولمة , ونهاية التاريخ والأنسان الأخير . اما عن القومية العربية فانها لم تمت , ولكنها اطلقت من الشعارات حول نهضتها , وديمقراطيتها , ووحدتها القومية واتحادها الوطني , والأمة العربية الواحدة واشتراكيتها , وتنميتها الشمولية , ونفط العرب للعرب , وعن سوقها العربي المشترك , وازالة الكيان الصهيوني من ارضها العربية ,وغير ذلك من الشعارات التي لم يتسع لها الفضاء . هذه الشعارات لم تتحقق في ظل الهزائم والأنكسارات التي مني بها العرب فاضطروا للتخلي عنها نهائيا بعد انخراطهم في مفاوضات السلام مع اسرائيل تبعا لمؤتمري اوسلو ومدريد . التي دخلها العرب مع العدو من موقع العجز والضعف , لم تنفعهم في التفاوض سلما او حربا , ولا حتى في القدرة على اطلاق الشعارات او ترديدها بعد شطبها من المواثيق والمناهج المدرسية . الأمر الذي اغرى اسرائيل بالتصلب في مواقفها ورفضها لكل اشكال التنازلات السياسية والجغرافية , واصرارها على استغلال هذا الضعف لتبني دولة اسرائيل .
هكذا كانت الساحة السياسية العربية مشبعة بالشعارات القومية التي ترفض التفاوض والاعتراف باسرائيل او الصلح معها . اما الشعارات وما رافقها من ركائز الصمود فقد تم تدميرها نهائيا في عصر العولمة الأمريكية (العصر الذهبي للعرب ) التي توهم العرب فيها على دعم يجعلهم قادرين على انتزاع مكاسب في مفاوضات السلام , او يمنحها فرص التسلح الامر الذي أدى الى انفجار الصدامات العربية-العربية , وبين الفصائل الفلسطينية , نتيجة السياسات العربية الخاطئة التي اتسمت بالعقلانية والكرم العربي الأصيل مع عدو غادر لئيم .
وهكذا نجد ان هذا العدو – اسرائيل – بعد ان اطمأنت لهذه السياسة , وحولت منظمة التحرير الى جيش نظامي , بدأت بالتخطيط لتصفية القوى المسلحة في غزة وفي جنوب لبنان لأبادتها ,والبقية عند القارئ كما يعرفها ويفهمها.
محمد سعيد حتامله
أخي القارئ : يقال ان كتابا مهما الف قبل سنوات تحدث فيه المؤلف عن العرب وعن تاثيرهم في التاريخ , وما حققته القومية العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين , من امجاد وكرامات كانت مذهلة واسعة . ولكن كما افاد المؤرخون , ان هذين القرنين شهدا انهيار الاتحاد السوفياتي , ونهاية عصر الأيديولوجيات , وبدء صدام الحضارات , وفرض شرق اوسطي جديد , ومولد عصر العولمة , ونهاية التاريخ والأنسان الأخير . اما عن القومية العربية فانها لم تمت , ولكنها اطلقت من الشعارات حول نهضتها , وديمقراطيتها , ووحدتها القومية واتحادها الوطني , والأمة العربية الواحدة واشتراكيتها , وتنميتها الشمولية , ونفط العرب للعرب , وعن سوقها العربي المشترك , وازالة الكيان الصهيوني من ارضها العربية ,وغير ذلك من الشعارات التي لم يتسع لها الفضاء . هذه الشعارات لم تتحقق في ظل الهزائم والأنكسارات التي مني بها العرب فاضطروا للتخلي عنها نهائيا بعد انخراطهم في مفاوضات السلام مع اسرائيل تبعا لمؤتمري اوسلو ومدريد . التي دخلها العرب مع العدو من موقع العجز والضعف , لم تنفعهم في التفاوض سلما او حربا , ولا حتى في القدرة على اطلاق الشعارات او ترديدها بعد شطبها من المواثيق والمناهج المدرسية . الأمر الذي اغرى اسرائيل بالتصلب في مواقفها ورفضها لكل اشكال التنازلات السياسية والجغرافية , واصرارها على استغلال هذا الضعف لتبني دولة اسرائيل .
هكذا كانت الساحة السياسية العربية مشبعة بالشعارات القومية التي ترفض التفاوض والاعتراف باسرائيل او الصلح معها . اما الشعارات وما رافقها من ركائز الصمود فقد تم تدميرها نهائيا في عصر العولمة الأمريكية (العصر الذهبي للعرب ) التي توهم العرب فيها على دعم يجعلهم قادرين على انتزاع مكاسب في مفاوضات السلام , او يمنحها فرص التسلح الامر الذي أدى الى انفجار الصدامات العربية-العربية , وبين الفصائل الفلسطينية , نتيجة السياسات العربية الخاطئة التي اتسمت بالعقلانية والكرم العربي الأصيل مع عدو غادر لئيم .
وهكذا نجد ان هذا العدو – اسرائيل – بعد ان اطمأنت لهذه السياسة , وحولت منظمة التحرير الى جيش نظامي , بدأت بالتخطيط لتصفية القوى المسلحة في غزة وفي جنوب لبنان لأبادتها ,والبقية عند القارئ كما يعرفها ويفهمها.