الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العظمة بقلم:رحاب محمود بدر

تاريخ النشر : 2014-09-15
العظمة
كتبت/ رحاب محمود بدر
(العظمة) . . . ليست لبس أنيق مستورد من سويسرا ،وعطر نفاذ مقطنه فرنسا ،ساعة براقة تعادل ملايين الدولارات .
للأسف هكذا يظن البعض
يعتقد الكثيرون فى المجتمعات العربية أن العظمة تكمُن فى التعالى على الناس وتفاخر مـَن يدعى العظمة بما يملكه من مميزات او صفات او مواهب او مال او سلطة او . . . إلخ
إن المفهوم السائد لدى كثير من العرب أن من لا يتفاخر فهو ليس لديه ما يتفاخر به !
فهل يقول النهر انا نهر ! . . . أم أن الظمئان حين يرتوى بمائِه يُدرك وقتها أن هذا نهر !
وهل يقول البحر انا أملك من الخير ما بطن ! . . أم أن البحار حين يُبحر يعلم أن الخير فى باطنه كثير وأن لديه من المفاخر ما كَثِر لكن عظمته فى كتمانه وبساطته !
هكذا العظمة تكمن فى البساطة وقلة الثرثرة ،فالعظيم دائما لا يحتاج للحديث الكثير عن نفسه فمن أراد أن يكتشف عظمته ابحر فى حياته حتى أدرك كم يخفى هذا الشخص خلف بساطته وتواضعه عظمة كبيرة .
دائما نــُردِد كلمات كالتواضع ،البساطة ،.... ،لكننا نجهل حقيقة معانيهم فلو علمنا حقيقة معانيهم ما خدعتنا المظاهر وكثرة اللغو والاحاديث ،إن العظمة تكمُن فى إكتشاف الناس مكانة العظيم بأنفسهم دون حديثه عن نفسه وإدعاءه رفعة مكانته وسمو عظمته او إجبار الناس على تعظيمه .
إن فرعون هو صُنع التعظيم بالإكراه ثم مات فرعون فصنعنا غيره ! . . . فإن الفرعنة ليست نبته ربانية نمت فى حقول المجتمعات العربية دون تدخل من الإنسان ،وإنما هى بذرة غرسها العرب فى مجتمعاتهم تلك البذرة هى نواة ثمرة عقيمة تُسمى افكار خاطئة احتلت عقولنا منذ قديم زماننا . . حتى أن تلك الأفكار إجتازت مرحلة الفكرة ووصلت إلى حد انها أصبحت معتقداتنا وعاداتنا الفكرية والإجتماعية !
فأصبح من عادة الشعوب العربية تعظيم مــَن يُجبرهم على تعظيمه بالإكراه ،ومن يخدعهم بلغو الحديث وحسن المظهر ، وتحقير من يتباسط معهم ويحترم إنسانيتهم .
فلو كانت الظروف والأقدار والفرص ميزت شخص عن آخر ،فى النهاية جميعنا فصيل واحد (بنو آدم) من أب واحد وأم واحدة (آدم،حواء) ،بدايتنا واحدة (ولادة) ونهايتنا واحدة (موت) ،تلك هى الحقيقة التى تناسيناها حتى نسيناها ،التى نتج عن نسيانها تمييز المجتمع الغربى على العربى ،الأبيض على الأسمر ،الغنى على الفقير ،والقوى على الضعيف .... إلخ
فأصبحت المساواة التى تنادى بها حقوق الإنسان هى اصداء كلمة تترنن فى سماء العالم ثم تختفى ،مجرد كلمة على ورق ،وفى نظر الكثيركلمة مساواة فى حد ذاتها كلمة غير عادلة لأصحاب النفوذ والمال والسلطة فيتسائلون كيف يتساوى الغنى والفقير فى المعاملة ؟ .. كيف يتساوى القوى والضعيف ؟!! .. كيف يتساوى ...... إلخ
على الرغم من أن الغنى خُلِق ليعطف على الفقير ،وخُلِق القوى لينصر الضعيف ،إلا أن هذا لا يحدث بل وأكثر فأضحت كلمة مساواة كلمة شاذة يشمئز منها الكثيرين ،على الرغم من أن كل الأديان نادت بالمساواة !!
فلم يقُل محمد (ص) عليه افضل الصلاة والسلام يوما انا الصادق الأمين ،إنما لقبه الناس بهذا اللقب لما اكتشفوه فيه من الصدق والأمانة ،فلم يُلقب محمد (ص) بهذا اللقب لأنه قال على نفسه امين ولا لحسن مظهره ،ولا للغو الناس بالكلمات ،إنما الناس هم الذين اكتشفوا عظمته دون أن يوجههم هو لها ،برغم هذا لم يتعالى يوماً على قومه بتميزه بينهم ،لم يظلم يوما ضعيف ،لم يذل يوما فقير ، ولم يخضع يوما لظالم .
إنما أدرك تمام الإدراك أن رسالته الدينيه هى جزء من رسالته الإنسانية ،لقد بعث الله لنا بشرا من بيننا رسولنا لنا ولم يُرسل لنا ملكاً برسالته
فلو سألت نفسك يوماً عن السبب لأدركت أن الإنسانية هى اعظم رسالات نبينا المُختار .0
العظمة الحقيقية تكمُن فى بساطة التعامل مع كل إنسان ،وقدرته على توصيل رسالته الإنسانية اولاً .
فكم من رجُل عظيم وعالِم جليل لم يلقى الإحترام الذى يـُـلاقيه الفاسدين والظالمين فى مجتمعاتنا العربية !!
فابحثوا عن العظماء بينكم ،لن تـُدركوهم بمظهرهم ،ولا لغوهم بالحديث ،ولا تكبرهم ،ولا حديثهم عن انفسهم . . .
إنما ستجدونهم خلف بساطتهم يختبئون
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف