الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جاسم عاصي كتابان جديدان، قراءة بقلم: د. حسين سرمك حسن

تاريخ النشر : 2014-09-15
جاسم عاصي كتابان جديدان، قراءة بقلم: د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز كتابان للناقد "جاسم عاصي"
-------------------------------------------
         قراءة : د. حسين سرمك حسن
    بغداد المحروسة – 12/9/2014
عن دار تمّوز للطباعة والنشر بدمشق صدر للناقد العراقي "جاسم عاصي" كتابان جديديان هما :
-    "هو الذي روى" 
-    و"أنساق المعنى" .
الكتاب الأول : "هو الذي روى" عن القاص الكبير الراحل "محمود عبد الوهاب" بعنوان ثانوي هو "سيرة نصّ محمود عبد الوهاب" الذي وصف الناقد عالمه القصصي في "المقدّمة" بأنه :
(يمتلك تلقائية سردية ، متأتية من بساطة الأسلوب وعمق اللغة ، لا سيّما في اختيار موقع المفردة التي تذهب بالجملة نحو مناحي القراءة والتأويل خارج سياقها الخطي . فهو عبر هذا وذاك من خصائص النص ، أو جملة المكونات له ، أعطت لنصّه خواص ، يمكننا أن نقول إنه انفرد ، كما هي في قراءة القاص (مهدي عيسى الصقر) في كونهما يتعاملان بدقة في صياغة الجملة القصصية ، معتمدين على شفرة المفردة وتأثيرها على سياق الجملة ثم المعنى من هذا يمكن لقراءتنا أن تحدّد مواطن التميّز في نصّه) (ص 11) .
ويرى الناقد أن مميزات نصّ محمود عبد الوهاب هي :
1-العنوان :خصوصا انه قد وضع كتيباً معروفاً عن فن العنونة هو "ثريا النص" . وعناوين محمود إيهامية تبتعد عن الدلالة المباشرة (دروكوكو ، عابر سبيل ، الكلام عما جرى ، إمرأة ، توليف ... وغيرها) .
2-الإستهلال : حيث يعمل على إدامة الصلة بما هو حادث ويوحي بزمنين : الأول سابق والثاني لاحق ، فيضفي على الشخصية خاصية ذاتية لا بد من متابعتها .
3-الحوار : القائم على أساس الإيقاع النفسي فيأخذ صيغة القطع والإبتعاد لفرض نوع من الايهام.
4- تشكيل المشهد : حيث تنوب عين القاص عن عين الكاميرا ، ويكتفي المشهد بنفسه ، ويقوم على تعدد اللقطات التي هي أقرب الى السيناريو.
5- التكثيف والاختزال : بتكثيف اللغة واختزال الاسلوب لصالح المشهد حيث يبحث عن المفردة المؤثرة لصياغة جملة مكثفة تختزل المشهد.
6- المعاني وتركيزها : حيث من النادر ان يبتعد القاص عن محور الشيخوخة وتقادم العمر في نصوصه ، ولا يعني بهذا ذاته البشرية حسب ، بل كهولة المكان وترهل الزمان أيضاً .
وقد تضمن الكتاب (142 صفحة) خمسة مباحث هي :
-    رغوة السحاب... استنطاق الذاكرة.
-    قطار محمود عبد الوهاب الصاعد.
-    الفعل القصصي بين بلاغة التعبير والاشارة.
-    وحدات القص وخصائصها.
-    صورة الشخصية بين الذات والآخر.
أما القسم الاخير من الكتاب فقد ضم إحدى عشرة قصة للراحل كمختارات تشكل مجموعة قصصية تخدم القراء والباحثين.
أما الكتاب الثاني : "انساق المعنى" ،  فيشير عنوانه الثانوي الى أنه : "قراءات في سرديات عزت الغزاوي" . وقد افتتح الناقد جاسم عاصي مقدمة الكتاب بعبارة للروائي الفلسطيني الراحل "عزت الغزاوي" يقول فيها :
(إن الرواية لم تعد رفاهية لقضاء الوقت تهب نفسها بسهولة ، بل اصبحت عالما متشابكاً يخفي وراء شكله الخارجي طاقات إشارية وبوحية كبيرة) ويبرّر الناقد اختياره لهذه العبارة بالقول :
(حين واجهتُ روايات الكاتب الست ، لم يستوقفني أول الأمر إلّا تشابك العوالم داخل كل نص روائي ؛ هذا التداخل لم يكن ليقود الى تشظي وضياع بقدر ما يمنح غنى ومعنى ، فالتعقيد - إن ورد - يأتي عبر بنية عامة لواقع صعب ومضطرب ومتشابك ، هو واقع القضية ، وواقع شعب ووطن مُصادَر) .
ثم يستهل الناقد كتابه بمقالة للروائي الراحل عنوانها "الرواية والمسافات" اعتبرها مداخلة في الدرس الرؤيوي لفن الرواية وطرائق كتابتها .
تلت ذلك الفصول السبعة التي تكون منها الكتاب (298 صفحة) وهي :
-    الفصل الأول : "الخصائص والسمات" ، لتحديد سمات الفن السردي للغزاوي خاصة في مجال الزمان والمكان والشخوص والبناء الأسطوري والحكائي.
-    الفصل الثاني : "المكان وأسئلة النص وافكاره" تناول فيه نص "رسائل لم تصل بعد" من حيث استفادته من بينة النص الروائي.
-    الفصل الثالث : "الدلالات والمفاهيم" ، وخصّصه لرواية "سجينة" .
-    الفصل الرابع : "التمركز على المغيَّب" ، وتناول فيه رواية "الحواف" من خلال مستويين : الواقعي والأسطوري .
-    الفصل الخامس : "المكان بين أسسه الواقعية والأسطورية" ،  وكان من نصيب رواية "جبل نبو" .
-    الفصل السادس : "النص بين المرويات والتماثل" حول مستوى أداء الرواة في رواية "عبد الله التلالي" .
-    الفصل السابع : "قناع الشخصية .. قناع المكان" حول البناء العلاماتي لرواية "الخطوات" .
وفي "خاتمة القراءات" (ص 293 – 295) طرح الناقد جاسم عاصي استنتاجاته حول الفن الروائي للغزاوي ، فأشار الى أنه تجرأ على إحداث انزياحات كثيرة في متن الرواية العربية من أجل تأسيس متن روائي جديد من جهة ، وتأكيد الانزياح الخاص بالرواية الفلسطينية من جهة أخرى من خلال  مغادرة التجارب الغنية لأميل حبيبي وغسان كنفاني ، وخصوصاً من خلال استثمار وتوظيف الموروث الذي تجلى في جانبين هما : آلية الاشتغال ، والتناص في المعاني .
ويختم جاسم  كتابه بالقول :
(عموماً نرى إن روايات عزت الغزاوي تشكل ظاهرة في النثر العربي ، لاسيما في تعامله مع لغة السرد تعاملاً يسوده الحذر والانتقاء ورهافة الحس).

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف