الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشهداء..هوية ذات سمة خاصة في هوية فلسطينية ليس اسماء وارقام فقط بقلم: ابتسام اسكافي

تاريخ النشر : 2014-09-15
الشهداء..هوية ذات سمة خاصة في هوية فلسطينية ليس اسماء وارقام فقط
ابتسام اسكافي

شهداء فلسطين ومنذ سنوات طويلة يتم التعامل معهم بطريقة تقوض سماتهم الحقيقية التي تعكس تميزهم عن غيرهم؛ نتيجة للظلم الواقع عليهم احتلاليا وتصنيفهم على انهم مجرد ارقام، كما عدم القدرة الذاتية على فرض الاطار المناسب وتعميق المسمى الذي يناسب تضحياتهم وتوصيفهم توصيفا حقيقيا يتناسب مع قضيتهم التاريخية.
 
فتاريخيا كان من السهل على اسرائيل ان تصنفهم كارقام "مقابر الارقام" فالبترقيم يتم تجريد الشهيد من سماته الهوياتية الخاصة بعد ان يتعرض إلى عملية تفكيك من خلال القتل واستبعاد كافة الجوانب الانسانية حين يذوب جسده واسمه وروحه وكيانه، ثم التركيب من خلال العامل القابل للقياس، أي الرقم كعنصر مادي حيث ينحل خلاله التركيب الانساني إلى عالم الارقام.

وإذا كان من السهل علينا وصفهم كاسماء؛ فاننا نظلمهم؛ ففي ذلك تحديد للشخص باسمه فقط، ففي مجتمعنا الفلسطيني كما العربي تتشابه الاسماء وليس في ذلك عيب؛ بل في ذلك اختصار للكل في الجزء أي لهوية الشهيد في اسم؛ فالكل الخاص يعني ثقافتة الشخصية أي هويته التي تعني سعة معرفتة عن غيره، حتى المشابه له، لأن ثقافة الشخص وعلمه وخبرته وتجاربه النضالية والحياتية الخاصة به والمتكونة في الزمان والمكان تعني السمات والخصائص التي تميزه عن غيره حيث تتكون لكل شخصية سمات وفق مجموعة من الأصول والجذور التاريخية والدينية والأدبية والتربوية والاقتصادية والمعرفية واهمها الثقافية، وللشهداء والمناضلين تعني وجود محطات بارزة في حياتهم تجعل لهم هوية خاصة في النضال من اجل فلسطين وليس مجرد اسم نختصر فيه الكل أي الهوية ذات السمات الخاصة.
واذا كان هناك سؤال حول ماهية السمات الخاصة بهم وكيف هم هويات وليسوا ارقام واسماء فالجواب يكون واضحاً، فعلى الصعيد الوطني هم جزء من الشعب الفلسطيني يتأثرون بما يتأثر به ويحملون ما يحمل من هموم لكنهم يؤثرون في المجتمع بما يحملونه من هم وطني وما يمثلونه من رمز من خلال خصوصية الحياة القاسية التي عاشوها مناضلين مقاتلين أي حين عاشوها في المعتقل او باحات التدريب والقتال حين سهروا حتى ننام وحين استبسلوا من اجل الوطن تاركين خلفهم امهات واباء وعوائل وزوجات، وحين تركوا خلفهم دموعا لا تجف ان كانوا شهداء صغار وحين يتركون خلفهم ذكريات خاصة مختلفة عن اية ذكريات وهذا يقودنا إلى ان التحولات التي تركها الشهداء خلفهم قابلها تحولات تمس الجوانب الحياتية كافة وليست الخاصة فقط وذلك حين يسقطون بالمئات والالاف.
الطريقة التي يقتل فيها كل شهيد تشكل رمزا مختلفا عن غيره بالنسبة لكل حالة وتشكل انموذجا مختلفا، خاصة شرخ الفقدان والحرمان في كل اسرة فلسطينية كل على حدا، تشكل انسلاخا خاصا عن الاهل والبيت والوطن، تشكل رموزا هوياتية خاصة تنتشر على طول الارض الفلسطينية وعرضها فالشهيد ابو خضير له رمزية هوياتية خاصة به والجعبري له رمزية خاصة به وايمان حجو لها رمزية خاصة كما لكل شهيد سقط في ارض غزة رمزية خاصة تعبر هوية خاصة متكونة في الهوية الجمعية الفلسطينية.
إن مجموع هذه الرموز الوطنية الخاصة بكل شهيد تعبر عن الثقافات التي تتكون معهم وحولهم في اطار الكل الفلسطيني اي هي التي تشكل معالم الثقافة الوطنية العامة في احد صورها النضالية في فلسطين.  على الرغم من وجود محطات اخرى بارزة تختلف من شخص لآخر ومن مدينة إلى اخرى؛ لكنها كلها تشكل معالم هذه الهوية وخصوصيتها الفلسطينية العامة.

اذا، فهذه الخصوصية لكل شهيد وفي البيئة المكونة لهويته وثقافته وتجربته الخاصة هي التي تفرض نفسها كسمات خاصة كلية وليست جزئية، وهي التي تؤثر فينا كخصوصية يتركها الشهداء من خلال نضالاتهم التي تميزهم عن غيرهم وصمودهم وصبرهم على العذاب داخل دوامة العنف التي تفرض عليهم عملية: التجريد، والتفكيك، والتقويض، وثم التركيب الرقمي والجزئي الذي يمارسه الاحتلال في الصراع الدائر بهدف استلاب بل وطمس ومحو امتلاكنا لمقومات الخصوصية الفلسطينية في سماتها الخاصة كافراد وسماتها العامة كوطن وشعب، ومنع الاستمرار في البقاء.

وشهداء كشهداء فلسطين لهم خصوصية لاتوجد في دولة او وطن آخر؛ لأنهم اكتسبوا ثقافتهم النضالية من قضية لم يشهد التاريخ مثيلا لها، وتكونوا وطنيا عبر معالم واضحة تشكلت وفق أسس واقعية لا يمكن تجاهلها، وحقائق شخصية لا يمكن إنكارها او تبديلها او ايجاد شبيه لها فكل منهم كبصمة الاصبع يترك اثرا على جبين الوطن إلى جانب من سبقة ومن سيلحق به أي لكل منهم بصمته الوطنية النضالية الخاصة حتى وان كان جنينا قتل في بطن امه، فكل منهم معلم من معالم الوطن.
ولهذه المعالم انعكاسات خاصة؛ فاذا كان الشهيد طفلا فهو اذاً معلما للطفولة البريئة ويوضع في اعلى درجات القداسة فعندما يتم قتله فهذا يعني قتل البراءة وما تحتويها من مضامين نفسية وانسانية وحياتية وتعني قتل المستقبل في مهده...
والمَعلَم الثقافي؛ يعني ان الشهيد جامعيا او اكاديميا او معلما او مسؤولا...هو معلم مقدس خسره الوطن فعندما يقتل المتعلمون فهذا يعني قتل للعلم والثقافة،    وهذه معالم لا تخضع للاسماء والارقام فقط بل تعني ثقافة المدينة وثقافة الوطن والثقافة هي لب الهوية التي لا تخضع ويجب ان لا تخضع لعوامل السياسة والسيادة السياسية الخارجية حيث لها سماتها الفلسطينية الخاصة.

وحين يقتل السياسي؛ فهو معلم من معالم السياسة وحين يقتل رجل الدين فهو معلم من معالم الدين وحين تقتل الام او المعلمة فعي معلم من معالم التربية الاسرية قبل التعليمية، وكلهم يشكلون معلما من معالم الوطن أي معالم وطنية وسياسية وثقافية ونضالية وتربوية واسرية وانسانية جامعة متكونة في الزمان والمكان الفلسطيني المتشكل والمشكل والجامع للهوية الوطنية الفلسطينية حيث اساس هذا المجموع يقوم على هدف واحد هو استكمال بناء مشروع الهوية الوطنية الفلسطينية وجلب الحرية لكل الأفراد.

فعندما يشتشهد هؤلاء فهم بالاساس اصحاب رسالة يدركونها او لا يدركونها؛ فهي رسالة عنوانها الحقوق الفلسطينية والواجبات الوطنية التي دفعوا ثمنها من اجل حقوقنا اي لكي تكون حقوق مضمونة. فالحقوق المضمونة تستوجب نضالات مضمونة النتيجة وهم يقدمون كل شئ من اجل حصاد كل شئ فلسطيني لذلك فكل منهم ياخذ على عاتقه ان يكون شهيدا ويبايع الوطن ان يكون شهيدا من اجل الوطن.
وهنا تكمن بعض من اسس خصوصية سمات الهوية الفلسطينة النضالية التي يمثلها الشهداء بتضحياتهم ودمائهم بل وتشكل حروف وابجديات اساسية في الهوية التي يتم ترسيخها بدماء الشهداء؛ وهذا يعني ان الشهداء ليسوا مجرد ارقام او اسماء متشابه فهناك ملايين من اسم محمد ومحمود واحمد وعيسى وموسى وابراهيم واسماعيل وحسن وحسين...وانما هي معيار حقيقي لثقافة نضالية فلسطينية في اطارها الثقافي كما السياسي، وركيزة اساسية في تشكل الهوية الفلسطينية
واذا ما قارنا او حاولنا تطبيق هذا الاساس على اسس اخرى نجد اللاجئين اساس من تلك الاسس ونجد المعتقلين وما قاموا بترسيخه على الارض ايضا اساس من تلك الاسس حيث لكل مناضل خصوصية نضالية ارقت العدو كحالة خاصة منفردة تعبر عن الكل الفلسطيني ونجد في كل الشهداء الفلسطينيين اساس من تلك الاسس وهي في مجموعها تشكل اساست لبنية اساسية تعكس بعد ذو تاصيل وطني واضح يمتد عبر تاريخ القضية الفلسطينية حيث كل منهم يستند إلى خصوصية ذات سمات خاصة تعكس خصوصية الوطن وهويته الفلسطينية وخاصة النضالية منها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف