الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صبحي فحماوي يوقع روايته سروال بلقيس في معرض عمان الدولي للكتاب

تاريخ النشر : 2014-09-15
صبحي فحماوي يوقع روايته سروال بلقيس في معرض عمان الدولي للكتاب
صبحي فحماوي يوقع روايته (سروال بلقيس) في معرض عمان الدولي للكتاب—

في جناح "مكتبة كل شيء الحيفاوية" احتفل الروائي صبحي فحماوي وبعض القراء بتوقيع روايته الثامنة بعنوان (سروال بلقيس) وابتدأ الحفل بكلمة للسيد صالح عباسي مدير عام الدار، قال فيها إن رواية (سروال بلقيس) من أهم الروايات الصادرة عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، وما يميزها بساطة أسلوب الكتابة، وبلاغته، وكذلك السرد الدرامي الذي لا يترك للقارىء فرصة لالتقاط أنفاسه، قبل أن ينتهي من قراءتها كاملة..وهي من الروايات النادرة التي تصور أحداث 24 ساعة—تبدأ وتنتهي خلالها..في مخيم فلسطيني حديث الإنشاء عام 1951—ورغم أن مكان المخيم غير مذكور تحديداً، فالمكان مختوم على جبهة كل مخيم عربي.
       وعن هذه الرواية كتب الناقد المغربي- د. عبد الجبار العلمي: "سروال بلقيس " للروائي صبحي فحماوي--صورة مشرِّفة للمرأة الفلسطينية...ترصد رواية " سروال بلقيس" معاناة الشعب الفلسطيني في المخيمات، وتصور بكثير من الصدق والواقعية والمرارة الوضع اللاإنساني الذي يعرفه واقع الحياة فيها، وذلك إثر تعرضه للطرد والتشريد والتهجير من لدن الاستعمار الإسرائيلي المحتل لأرضه بدعم من العصابات الصهيونية وحلفائها من القوى الاستعمارية العالمية سنة 1948 .  ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن القضية الفلسطينية موضوعة حاضرة في كل أعمال الكاتب الروائية، إلا أنها تتفاوت في درجة هذا الحضور، ففي بعضها تحضر بشكل جزئي ضمن قضايا أخرى تكون هي المهيمنة، وذلك من خلال شخصيات ذات أصول فلسطينية طالها التشريد والتهجير في أرض الشتات، وظلت دائماً مهمومة بالقضية، حالمة بالعودة إلى أحضان الوطن، أو من خلال الإشارة إلى أحداث فارقة تتصل بالمقاومة والكفاح داخل أرض فلسطين وخارجها، كما هو الحال مثلا في روايتيّ " الإسكندرية 2050 " الصادرة عام( 2009 ) و " على باب الهوى " الصادرة ( 2014 ) . أما بعضها الآخر ، فتحتل فلسطين تاريخاً وقضية ومأساة شعب، الموضوع الرئيس أو المهيمن فيها، وهذه الأعمال هي: "عذبة " ( 2005 ) ـ حرمتان ومحرم " ( 2007 ) ـ " قصة عشق كنعانية " (2009)  ، "الأرملة السوداء"، " سروال بلقيس" ( 2014 )
ومما قاله صبحي فحماوي: " تسألونني لماذا تكتب كثيراً عن المخيمات، وكانت آخر رواياتك "سروال بلقيس" تصور حياة 24 ساعة فقط في المخيم؟ أقول لكم: ألا ترون معي أن معظم بلادنا العربية تحولت إلى مخيمات..ليست مخيمات الفلسطينيين وحدها، أو مخيمات السوريين في كل البقاع، أو السودانيين، أو الصوماليين، أو الليبيين، أو حتى مخيمات (البدون) التي لا بقاع لها من أقصى المشرق العربي، وحتى أقصى مغربه...
وكانت د. نجود عطالله الحوامدة- من جامعة جرش قد قالت عنها بعنوان:  الشخصية المحورية في رواية سروال بلقيس: " وليس من المجاملة في شيئ، القول، بأننا نجد الشخصيات المحورية في اعمال الروائي صبحي فحماوي، تتمتع بالمواصفات الملائمة لدورها في الرواية، حتى غدت ذات وجود حقيقي وهويات ناطقة. وليست رواية (سروال بلقيس) بدعا  بين روايات فحماوي الأخرى، بل هي نموذج لحيوية الشخصيات، ولوضوح الأبعاد النفسية والاجتماعية، التي تتمتع بها،والتي تلائم أجواء الرواية.  إن البيئة التي تدور فيها أحداث الرواية، من البؤس والشقاء على كل الصعد، بحيث يعسر أن يحتمل العيش فيها إنسان سوي، الا مضطرا أومنفيا، فكيف به، وقد كتب عليه أن يعيش طوال حياته، وأن تكون له أسرة ، وأن يولد ويربى، ويمارس كل فعاليات وجوده في مخيم يخلو من الماء،ومن الحمامات ومن مرافق النظافة،ومن فرص العمل،إلا إذا كانت من جنس الأعمال الشاقة، والأشق من ذلك، ألا تنأى عن هذا الإنسان مدنه الآمنة، التي أغتصبت منه إلا مسافة قليلة ظلت معها صور مساكنه الحبيبة فيها، بحدائقها وبساتينها ومعاملها، ومرابع طفولته وصباه وبها أحلامه شاخصة في مخيلته،تحضر بإلحاح كلما مرت به زوبعة معاناة، أو حزبته حاجة أو اضطهدته سلطة، وكثيرا ما يحدث ذلك.
وعن هذه الرواية كتب القاص العربي الفلسطيني محمود شقير : بعنوان "سروال بلقيس" رواية تفضح واقعًا بالغ القسوة: بدءًا من عنوانها إذ تضعنا أمام مفارقة. ذلك أن كلمة سروال حين يتبعها اسم علم مؤنث قد تحيل إلى حقل الجنس وما يحيط به من توقّعات، كما أن اسم بلقيس قد يستدعي ما اختزن فيه من تراث له علاقة بملكة سبأ. ثم نكتشف بعد قراءة السطور الأولى من الرواية أننا أمام وقائع أخرى غير التي قد يوحي بها العنوان للوهلة الأولى. نحن هنا أمام بشر يعانون من شظف العيش ومن عذاب مقيم.سبب هذا العذاب ناتج عن انهيار المجتمع الفلسطيني بعد النكبة الكبرى التي وقعت في العام 1948 وشردت مئات الآلاف من الفلسطينيين. ثمة أناس همهم الأساس كيف يمكنهم البقاء على قيد الحياة، وكيف يمكنهم تأمين لقمة العيش لهم  ولأبنائهم. كل شيء أصابه الدمار، وهؤلاء الذين أصبحوا لاجئين يحاولون البدء من نقطة الصفر من دون كلل أو ملل. وفي هذه الحالة لن نتوقع منهم بطولات كبرى. ثمة انحياز إلى تحقيق الاحتياجات الأولى من طعام وشراب ومسكن، ومن انصياع لرغبات الجسد التي لا يمكن تجاهلها لوقت طويل.
في هذه الرواية يضعنا صبحي فحماوي أمام الحقائق العارية من دون رتوش أو تمويه. ورغم تعاطفه مع شخوص روايته، إلا أنه يضعهم في دائرة الضوء ليكشف عمق الهزيمة التي حلت بهم بعد تهجيرهم من ذاك الجزء من وطنهم الذي تعرض للاغتصاب، ولا يخفف من وطأة الهزيمة بقاؤهم في مخيم على الجزء الباقي من أرض وطنهم بعد النكبة. هنا في المخيم، لا توجد خصوصية من أي نوع كان. كل شيء عرضة للانتهاك، فاختلاء الرجل بزوجته لا يتم إلا بصعوبة، ولن يسلم في كثير من الحالات من تلصص الأعين حينًا، ومن مداهمات رجال الأمن حينًا آخر، وقضاء الحاجة في الخلاء لا يتم إلا عبر مخاوف النساء من انكشاف أجسادهن أمام رجل قادم للغرض نفسه. ولا ننسى خطر الزواحف والوحوش التي تهدد أمن الناس.
ومما قاله الروائي الناقد-نازك ضمرة  بعنوان:  الشتات والشقاء، حين يجتمعان في رواية (سروال بلقيس)-من جديد يثبت صبحي فحماوي نفسه روائياً مجددا ومنوعا، ففي روايته المعنونة (سروال بلقيس) أكد فحماوي على انغماسه الكلي في وصف التراجيدي وتقاسيم الهموم الفلسطينية والتشريد الظالم والتهجير القسري مترافقا مع إبادات جماعية، وتطهير عرقي في مواقع عدة من فلسطين، من مثل خربة خزعة ودير ياسين. وفي روايته هذه ظل ممسوساً بأهمية الأرض والمكان وبهم اللاجئ وعذابات التهجير وتمنن الجمعيات الخيرية وهيئات الأمم المتحدة على المحرومين، بنية التخفيف عنهم، وظل  الأعداء ومن يناصرونهم آملين أن ينسى الفلسطينيون وطنهم واراضيهم وخيراتهم وبيوتهم وتاريخهم وايام راحتهم وسعادتهم في اوطانهم، في ظل السلام والأمن الذي كانوا ينعمون به قبل وصول الغزاة الأجانب.
إن رواية (سروال بلقيس) هي حكاية امتزجت الوقائع التاريخية فيها بالخيال المجنح أحياناً ونحن نتابع سرداً  ووصفاً مطولا وشرودا أحيانا لمختلف أنواع المعاناة للآنسان الفلسطيني المهجر، فمرارة الواقع جاءت في وصف دقيق للخيام المنصوبة والمتجاورة كأنها أشباح أو شواهد آلاف القبور في صحراء العلمين المخيفة، لكن وصف الكاتب الهادئ والمؤثر للحياة والطعام البسيط وكيفية المنام في الخيام، وتجسس الناس على بعضهم واكتشاف ما يفعل الجار الملاصق اوما يقوله، جعل القارئ جزءا مكملا للنص، ولم يتوقف فحماوي عند وصف حياة الأسرة والخيام والجوع والعري، بل تناول ظروف العمل وطرق كسب الرزق بسرد حي مثير للشفقة ودقيق، وكأنك ترى وتعايش الفئة من الناس الذين تناولتهم اهتمامات صبحي، ولم ينس كاتبنا سوء المعاملة والتفرقة التي كان اللاجئ  يلقاها سواء في سوق العمل او على المستوى الرسمي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف