الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المناظرة وتكريس ثقافة الاختلاف: "المقاومة في غزة تدفن مسيرة أوسلو"بقلم: د.فيحاء قاسم عبد الهادي

تاريخ النشر : 2014-09-14
المناظرة وتكريس ثقافة الاختلاف: "المقاومة في غزة تدفن مسيرة أوسلو"بقلم: د.فيحاء قاسم عبد الهادي
 بقلم: د. فيحاء عبد الهادي

إلى أي مدى يستطيع الإنسان العربي اليوم أن يعبر عن رأيه بحرية؟ وإلى أي مدى يستطيع الإنسان العربي أن يناقش الآخر، وأن يستمع إليه، وأن يحترم الرأي الآخر، حتى لو خالف رأيه؟
وإذا كانت معظم الدول العربية تضمن دساتيرها مبدأ احترام الحريات وحقوق الإنسان، فما هي الأدوات التي تعمق هذه المفاهيم، وتجعلها نمط حياة؟

من بين الأدوات التي تربي الإنسان على الاستماع إلى الآخر، ومقارعة الحجة بالحجة، وتكريس ثقافة الحوار، والاختلاف؛ فن المناظرة السياسية، التي يندر الاهتمام به، وممارسته، والتدريب على أصوله في العالم العربي. ومن البديهي أن الجدل والحوار يحتاجان بيئة ديمقراطية، وأنه كلما ازدادت سطوة الاستبداد؛ ضاق هامش الديمقراطية، وجرى تكميم الأفواه.

*****

كان مفرحاً ومبهجاً أن أشهد مناظرة سياسية فلسطينية، في رام الله، في إطار التضامن مع النائب خالدة جرار، التي لم ترضخ لأمر الإبعاد، الذي صدر بشأنها، ومارست حقها الطبيعي في اختيار مكان سكنها، مسترشدة بمبادئ الديمقراطية.

تمَّت المناظرة في ساحة المجلس التشريعي، حيث مقر نواب الشعب، الذين انتخبوا، بشكل ديمقراطي، كي يجسدوا الديمقراطية.

كان لقاء التضامن سياسياً بامتياز، وديمقراطياً بما يليق بالمكان والزمان والشابات المنظِّمات/ لجنة الشابات في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية.

اقترحت الشابات موضوع المناظرة: "المقاومة في غزة تدفن مسيرة أوسلو"، واختارت المتناظريْن، أحدهما يوافق على المقولة، والآخر يعارضها، وحددت قواعد المناظرة بشكلها العلمي، حيث يبدأ الموافق: د. أحمد قطامش، ويليه المعارض: د. نبيل عمرو، بطرح وجهتي نظرهما في وقت محدد، وتتواصل المناظرة، بالاستماع إلى رأي الجمهور المشارك.

وبعد رد كل منهما على الجمهور؛ أتي دور لجنة التحكيم العلمي، الذي يقيِّم التزام كل من المتناظرين بالوقت المحدد، والمنطق، وحجة الإقناع. كما شارك الجمهور بالتقييم من خلال ورقة وزعت عليه.

*****

بدأ د. أحمد قطامش المناظرة بخلفية فلسفية عميقة، استعرض بعدها مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، التي جرى فيها استخدام أسلوب المفاوضات، التي أفضت إلى أوسلو، التي جزأت الوطن الفلسطيني، كما جرى استخدام العمل العسكري، والعمليات الاستشهادية، منذ الانتفاضة الثانية. وقدمت غزة في مواجهة العدوان نموذجاً لشكل مقاوم جديد؛ الأمر الذي يشير إلى أن المقاومة دفنت أوسلو؛ لأنه في لحظات تغلب نموذج الانتفاضة بأشكالها كافة. وتنبأ باستمرار الأسلوبين، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لم يستسلم؛ بل قاوم باستمرار، وناضل طويلاً من أجل الحرية، وهذا ما يشير إلى أن المواجهة سوف تستمر حتى نيل الحقوق الفلسطينية.

وعقب د. نبيل عمرو، على الموضوع بتأكيده على ضرورة الوحدة الوطنية، وتنسيق الجهود، لمواجهة الاحتلال، كما دعا إلى الحوار حول استراتيجيات العمل الوطني، وحث التنظيمات السياسية على مراجعة برامجها وأساليب عملها. وأشار إلى أن أمريكا هي التي أفشلت المفاوضات. وعرَّج على الوضع العربي والدولي، والتغييرات التي حدثت بعد الثورات العربية، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من التأييد العالمي، من أجل نيل الحقوق الفلسطينية. وأكَّد أهمية الدعوة إلى استفتاء شعبي على أي حل سوف تقدمه القيادة الفلسطينية.

وثمَّن صمود الشعب الفلسطيني في غزة، داعياً إلى التقييم الموضوعي، الذي يربط الحاضر بالماضي، مذكراً بأن الشعب الفلسطيني لم يكف يوماً عن الصمود البطولي في مواجهة المؤامرات والعدوان.

*****

هل حققت المناظرة أهدافها؟
هل استطاع كل فريق أن بيرز حججه، داعماً أو معارضاً موضوع المناظرة؟ وأن يؤثر في الحضور، بشكل يجعلهم/ن يغيرون وجهة نظرهم، أو حتى يشككهم بها؟
هل استطاع أحدهما نقض حجة الآخر؟
وهل استمع الجمهور إلى الحجج التي طرحت بذهن صاف، وبموضوعية، بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف في وجهات النظر؟ وبغض النظر عن رأيهم/ن في شخصيات المتناظرين وخلفياتهم السياسية؟

بداية، لم نستمع إلى حجج متعارضة، ولم يفحم أحد المتناظرين الآخر، كما تقتضي أصول المناظرة؛ لأن المناظرة لا تتم إذا أعلن الطرف المعارض أنه لا يعارض موضوع المناظرة، وأنه متفق مع الطرف الآخر، الذي يفترض أن يكون مختلفاً معه بشكل جذري.

أصول المناظرة السياسية أن يتم عرض الفكرة، وحجج المعارضة، حتى لو لم يؤمن بها من يقدمها. وبراعة المُناظِر أن يقنع الناس بأطروحته، حتى لو لم يؤمن بها. والهدف العلمي والديمقراطي يتحقق في هذه الحالة حين يناقش الناس الأفكار ولا يناقشون الأشخاص.

أعتقد أن المناظرة حققت بعض أهدافها، إذ حشدت جمهوراً واسعاً تفاعل مع المناظرة وموضوعها، وأرست تقليداً ديمقراطياً رائداً يمكن البناء عليه؛ لكن التعليقات الجانبية التي تناولت الخلفيات السياسية للمتناظرين، ومواقفهم المعلنة المعروفة، ثم الأسئلة التي طرحها الحضور، تبيِّن أن أنهم/ن يناقشون الأشخاص، وليس الأفكار، وأن النقاش يدور حول بعض الأفكار التي لم ترد في المناظرة، وأن الحكم على براعة المتحدثين، وحججهم، قد تم مسبقاً، وقبل الاستماع إلى المناظرة.

*****

يؤدي الاختلاف مع الأشخاص إلى الحقد والضغينة والعداء، وأحياناً يؤدي إلى الاغتيال.

أما الاختلاف مع الأفكار فيتيح النقاش الموضوعي، والاستماع بعقل مفتوح، كما يتيح إمكانية البحث عن الحقيقة، دون اللجوء إلى العنف.

في حين يمكن اغتيال الأفراد؛ هل يمكن اغتيال الأفكار؟!

* كاتبة وباحثة فلسطينية من مدينة نابلس. - [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف