الأخبار
أخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضات
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قول في الابداع .. ايصال الفكرة أهم من بنية النص بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2014-09-03
قول في الابداع .. ايصال الفكرة أهم من بنية النص بقلم:أسعد العزوني
قول في الابداع .. ايصال الفكرة أهم من بنية النص



أسعد العزوني
..................
معروف أن الجمود موات ، و أن التقليد عمى ، لكنهم قالوا أن في الحركة بركة ، وكما هو معروف ، فإن هناك أدبا حداثيا ، وأدب ما بعد الحداثة ، فالقصة برمتها مرتبطة بالفكرة المراد توصيلها للقاريء ، وماهيتها وسموها ، لذلك فإنني أومن أن ايصال الفكرة هو أهم من بنية النص ، لأن الفكرة تمثل الثابت المقدس ، بينما بنية النص هي عبارة عن المتحرك المختلف عليه..
ما أود الوصول إليه وعن إقتناع كامل ،هو أن التجديد والحداثة الملتزمة هما ديدن الحياة المتطورة ، بدليل أن هناك من يكتب أدب ما بعد الحداثة ، وإن كنا نختلف مع البعض حول مفهوم الحداثة وما بعدها ، لأن الأصل أن تبقى الأصالة قائمة ، مع الاعتناء بها وتطوير أدواتنا عند التعامل معها.
لست في وارد الهجوم على أحد حين اتعرض للنقد ،وأقول أنه لا يوجد لدينا في الوطن العربي نقاد ، وقد قيل أننا لم نر يوما تمثالا لناقد ، بل هناك تماثيل لروائيين وشعراء .
الاجتهاد في مثل هذه الأمور محمود ويثاب عليه أصحابه سواء أصابوا أم أخطأوا ، لكن المطلوب من المجتهدين الالتزام بالثوابت ، لا أن يدعوا الأمور على عواهنها كما اتفق ، ليقال بعد ذلك أن هذا مبدع حداثي متجدد.
لا أبتعد عن الطريق القويم عندما أقول أن فن العمارة ( البناء) متعدد الأشكال ، وهو متطور بدأ بالكهوف ثم مساكن الدولمن ، فالغرف الطينية ، ثم الإسمنتية ، فالشقة فالعمارة ولا ننسى الخيمة عند البدو ،والفيلا والقصور والأبراج، وقديما قيل أن القصر بساكنيه ، والقصر هنا يمثل البناء فيما يمثل الساكنون الفكرة ...وكم من قصر مشيد كانت الحياة فيه غما لا يطاق لتعاسة أهله ، الذين أفتقدوا المحبة والألفة فيما بينهم وشغلتهم المؤامرات والدسائس ، وهذا ما ينطبق على البناء النصي الذي يجب أن يكون ملكا لصاحبه وتقع عليه مسؤوليته.
يجب على الجميع عدم ممارسة الإرهاب الفكري على المبدعين بحجة عدم الالتزام ببنية النص الموضوعة ، فالتغيير سنة الحياة ، ولا أحد يشبه أحدا حتى الأخوة الذين
"نزلوا" من بطن واحد ، وهذا هو سر الحياة ، ألم يقولوا أن البطن بستان ؟
أنا شخصيا لا أريد أن أشيه أحدا ، ولا أرغب في أن يشبهني أحد ، وأومن أن المبالغة في تحسين الشكل والمظهر تعمل على تخريب الجوهر .
لا نريد تلويث سمو الأدب بلوثة ونجاسة التكفير والغلو ، وعلينا إعادة النظر في مقولة المدارس الثقافية ، إذ لا يوجد بناء مقدس سوى بناء القرآن الكريم ،لأنه من لدن حكيم عليم ، تعهد بحفظ نصه من التحريف والتزويرحتى لا يؤول الى نصوص بشرية حاقدة كما هو الحال بالنسبة للكتب الأخرى .
لذلك علينا أن نمنح المبدعين حرية بناء نصهم كما يشاؤون ، شريطة النجاح في ايصال الفكرة بطريقة جمالية تجبرنا على التفاعل معها والتحلق في فضاءات الكاتب ، كما هو الحال بالنسبة لأدب أمريكا اللاتينية ، وعليه فان نظام التابوهات والأبوات الثقافية يجب أن يلغى.
المطلوب من المثقف أن يكون غنيا في مفرداته ، ساميا في أفكاره وخصبا في خيالاته ، ومتجها نحو أهدافه بخط مستقيم ،وهذا لا يعني أن يكون متلاعبا بالألفاظ من أجل تضليل القاريء ، بل عليه أن يكتب باسلوب شيق سلس يسرق القارىء من نفسه ، وينتزعه من مكانه عنوة ليحلق به في الزمكان الذي يريد ،ليكون شاهدا على الأحداث ، وربما مشاركا فيها أيضا بطريقة أو بأخرى، ومنذ أن تعاملت مع الكتاب ، لا أستطيع مغادرة الصفحة الأولى من أي كتاب ، إن لم يجعلني أحلق في الزمكان مع المؤلف ، حتى لو كان المؤلف علما من أعلام الأدب .
لا بد من الإيضاح أن التطرف الأدبي ، له انعكاسات سلبية شأنه شأن التطرف الديني والغلو أو التطرف والغلو السياسي ( التزمت ) لذلك يجب أن لا يشهر من يطلقون على أنفسهم النقاد ،سيوفهم ضد كل مبدع جديد ، بل عليهم أن يتعاملوا معه كمبدع واعد ، لا كظاهرة تخيفهم ، وأن يعملوا على إرشاده ، وأنا لست مع المعارك الإعلامية الأدبية التى تدار هنا وهناك بين الفينة والأخرى.
حرية الابداع مطلوبة شرط عدم التجديف على الله والمساس بالدين والقيم والمسلمات، والمطلوب من القلاع الأدبية أن تحتضن المبدعين وهذا يقودنا الى سؤال يتعلق بالدعم الرسمي : كيف ولمن ؟
هذا يقودنا الى النظرية والتطبيق أو الممارسة ، وما أسهل التنظير وما أصعب التطبيق والممارسة على أرض الواقع ، لأن ذلك يتعلق بالفعل على الأرض ، بينما التنظير ينجزه صاحبه وهو يدخن السيجار ويجلس في مكتب وثير مكيف.
كثيرا ما نسمع من البعض أن فيه الرواية مستعار من الغرب وهو دخيل علينا ، ولا أريد الدخول في نقاش مستفيض حول هذا الإدعاء ، لأنه عندما كان العراق ينتج الحروف المشعة ويضع القوانين الناظمة للحياة ،كان هذا الغرب يتيه حفاة عراة جائعين في الأدغال كما قال المحترم غالوي زعيم حزب الإحترام البريطاني.
لذلك فان التجريب مستمر وسيستمر ، فالرواية نوع سردي ، وكما هو معروف فإن لدينا رصيدا سرديا ضخما ، وكان شكلا روائيا قبل أن نكتشف الرواية الغربية في القرن التاسع عشر وبقيت الرواية حتى خمسينيات القرن الماضي تعتاش على تلك المرويات القديمة ..
التراكم يؤدي الى نقلة نوعية ، وعلينا مراقبة العملية التراكمية لقياس مدى الفائدة المرتجاه من كل محاولة ، حتى نضمن مخرجات صحيحة ، لأن المدخلات هي أساس المخرجات .
وفي هذا السياق يجب الوقوف طويلا عند الأمور التقنية والفنية والسياسية في العمل الروائي ، لضمان الخروج بنص يرضى القارىء ويفيده في الوقت ذاته.
التاريخ مراحل ، واحدة تنهار ، والآخرى تنطلق ، وهكذا فلا شيء ثابت ، ولكن تبقى الفكرة التى تكونه بحاجة ماسة لمن يعتني بها ويقوم بإيصالها الى القارىء.
عندما نتحدث عن القصة القصيرة ، نجد أن الثقافة الرسمية لم تحفل بهذا النوع من الإبداع ، ولا ندري لماذا ، والفن القصصي جديد ، لكنهم اعتبروه نبتا شيطانيا وهناك تساؤل : هل القص هو قالب شكلي يضم عناصر الفن القصصي من لغة وأبطال وفضاءات ؟ مع أن لغة القص محملة بامتدادات هائلة من التاريخ ..
لذلك فإن الزمكانية مهمة عكس الهيكل الشكلي والتراث يفيدنا كثيرا ، لكن الأهم من كل ذلك هو المرجع.
لم يتوصل المعنيون لتعريف موحد للرواية ، بل هناك أكثر من تعريف والفن القصصي له صلة بالواقع ، والواقع الآن كما نرى متعدد الإثنية ، وهناك من يقول أن الرواية الغربية تأثرت بالقص العربي .
لا يجوز التنميط ن ولا يجب أن ننتظر نمطا روائيا غربيا جديدا لنقلده ، بحكم التبعية للغرب المحتل والقوى والمتطور تقنيا ، وكم من نص متواضع فيه انسجام ، بينما هناك نصوص لأعلام أدبية تجأر بالفوضى والعبث .
لذلك يتوجب علينا التركيز على المحتوى والفكرة ، لا على شكل النص والبناء ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف