الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انصار بيت المقدس على سر "داعش"بقلم:جاسم محمد

تاريخ النشر : 2014-09-03
انصار بيت المقدس على سر داعش
أنصار بيت المقدس تخسر حواضنها في سيناء
ـ جاسم محمد
نشرت جماعة "أنصار بيت المقدس" يوم 28 اوغست 2014 على حسابها على موقع تويتر مقطعا مصورا أظهر أحد أعضائها وهو يقوم بذبح أربعة أشخاص قال إنهم من أبناء قبائل في سيناء  السواركة والرميلات وإنهم "قاموا بالتجسس على الجماعة لصالح إسرائيل". وفي حادثة سابقة عثرت اجهزة الامن المصرية شمال سيناء، على جثة مواطن مصري مذبوحا يوم  11 يوليو 2014، بعد ان سبق اختطافه في منطقة الشيخ زويد. العملية تعتبر اشارة الى خسارة التنظيم حواضنه وملاذاته في سيناء
إن جماعة بيت المقدس مثل بقية الجماعات "الجهادية" تحاول استثمار حالة "الزهو" التي تعيشه ماتسمى ب"الدولة الاسلامية" بعد اجتياحها مدينة الموصل في 10 يونيو 2014 وتوسعها اكثر في العراق وسوريا، كونها تعتقد بأن هذه العمليات ممكن ان تحقق لها الشهرة وارتفاع مكانتها بين الجماعات "الجهادية" والحصول على انضمام مقاتلون جدد وبيعات من الفصائل، لكن هذا مستبعد ومستحيل ان يحصل في سيناء بسبب الجده الامني والعسكري وجهود الحكومة الاخرى في محاربة الارهاب وفصله عن حواضنه وملاذاته السابقة. إن الصاق تنظيم بيت المقدس تهمة التخابر مع اسرائيل للضحايا، هي محاولة لكسب تعاطف بعض القبائل ووصف تنظيمها بمحاربته اسرائيل.

انصار بيت المقدس تخسر حواضنها

إن حادثة ذبح مواطنين عزل في سيناء بعد خطفهم، هو اتباع الجماعة ذات اسلوب ونهج وطرق عمل "الدولة الاسلامية" داعش سابقا، والتي تهدف الى اثارة الرعب بين القبائل والمواطنين في سيناء. ومن يقرأ بيان الجماعة بانه ختم بيانه بعبارة" فوالله قد جئناكم بالذبح" هم يبشرون بالتهديد و بالرعب والذبح. هذه العملية رغم انها لم تكن الاولى لكنها سابقة عند هذا التنظيم، رغم ان بيعته الى البغدادي زعيم الدولة الاسلامية لم يتحقق منها بعد. العملية هي نقطة تحول في سياسة الجماعة، بأنها بدئت تستهدف اهداف رخوة ضد مواطنين عزل ولصق الخيانة بهم، بعد ان عجزت بتنفيذ عمليات ارهابية نوعية. العملية تعتبر تراجع امام اجهزة الامن في مصر وخاصة في سيناء في اعقاب جملة اجرائات اتخذتها قوات الامن والجيش في اعقاب عملية ضد نقطة عسكرية قرب واحة "الفرافرة" في الصحراء المؤدية إلى الحدود مع ليبيا غرباً والسودان جنوباً يوم 22 يوليو 2014 والذي اعلن فيها التنظيم  مسؤوليته. ومن المتوقع ان تصعد هذه الجماعة مثل هذا النوع من عمليات الذبح بهدف الترويع واثارة الخوف بين نفوس المواطنين، بعدم التعاون مع اجهزة الامن في سيناء، وليس من المستبعد ان جماعة الاخوان مازالت لديهم مصادر معلومات  داخل اجهزة الامن المحلية في سيناء  وان كانت ضعيفة تستطيع الوصول الى اسماء او تفاصيل الذين يتعاونون مع اجهزة الامن والجيش.
نشرت جماعة "أنصار بيت المقدس"  بياناً عبر حساب يحمل اسمها على موقع تويتر تبنى الهجوم باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام ومصر". وكانت الجماعة أعلنت قبل أيام مبايعتها "الدولة الاسلامية" وتغيير اسمها. البيان ذيل بشعار داعش لكن لم يتسن التأكد من صحته. أعلنت الصفحة غير الرسمية لجماعة "أنصار بيت المقدس" في 30 يونيو 2014 على موقع التواصل الاجتماعى إتمام البيعة لمن أطلقوا عليه "خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي. اما موقع "سايت"  فلم يشر إلى أن جماعة أنصار بيت المقدس غيرت اسمها أو بايعت"الدولة الاسلامية"، وهو ما يشكك في أن الحساب  الذي يدعي "الدولة الإسلامية"مرتبط بأنصار بيت المقدس. التقارير الاستخبارية كشفت بأن عناصر"الدولة الاسلامية" متواجدة بشمال سيناء تلقوا تدريبات بسوريا ويقودون أعمالاً إرهابية بالمنطقة لكنهم باعداد قليلة لايمكن ان يمثلوا تهديدا حقيقيا على امن مصر في هذه المرحلة.

الرابط  "الإخواني الجهادي"

لم تكن النشأة الأولي لدعاة السلفية بعيدة عن جماعة الإخوان، سواء فكرياً أو تنظيمياً. رغم أن السلفية التقليدية من غير الجهادية ترى إن الإخوان تخلوا عن الكثير من مقتضيات الدين في سبيل تحصيل المكاسب السياسية، ويوجهون نقداً لاذعاً إلي مؤسس الجماعة حسن البنا، الذي يبدو في نظر السلفية رجلاً ضل وأضل. كما تلتقي السلفية والإخوان  في اسلمة المجتمع  وتتشابه رؤيتهما للعالم إلي حد كبير، لاسيما بعد ان زحف الفقه السلفي إلى الإخوانية ، وأصبح معتنقو أفكار سيد قطب متحكمين في رقبة الجماعة.

إرتبطت الاخوان المحظورة إتباطا "بإلجهادية" بحكم حربهم المشتركة على الإنظمة العلمانية، حتى احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث اعتبر تنظيم القاعدة من نتاج الإخوان .السلفية "الجهادية" في  مصر وخاصة في سيناء التي تنشط فيها مجموعات السلفية "الجهادية" منذ ثورة 25 يناير وحتى عزل االمخلوع في 30 يونيو 2013، والتي كانت تدعم مرسي بقوة، هذا يعتبر كشفا لرابط خفي بينهما وبين هذه المجموعات وبين الجماعة المحظورة. وتعود هذه العلاقة الى عقد السبعينيات وجماعة الفنية العسكرية  اي "صالح سرية" . قال الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة، إن معظم الكيانات الإرهابية "ما هي إلا مجرد عناصر إخوانية كانت تمارس العنف والبلطجة ضد الأجهزة الأمنية خلال مظاهرات الجماعة، فهي كيانات ضعيفة وهشة".وأكد عكاشة، في تصريح أن "جماعة الإخوان لجأت إلى تحويل أولئك الأفراد إلى جماعات مسلحة؛ لكي توصل للرأي العام أنها قادرة على التواجد بأي شكل ممكن بعد فشلها الذريع فى إيجاد مخرج يضمن لها البقاء سياسيًا أو اجتماعيًا، خاصة بعد الضربات الناجحة من الأمن لعمق الجماعة ونفور واستياء الشعب من بلطجة وإرهاب الإخوان"، على حد قوله.

إن العلاقة مابين القاعدة وألجماعة علاقة تنظيمية وفكرية قديمة تعود إلى المراحل الإولى لتشكيل القاعدة وألحرب ضد السوفيات في افغانستان 1989. وتستخدم إلإخوان في بيعتها السرية ذات العبارة عند القاعدة  وهي  [أبايعك علي السمع والطاعة في اليسر والعسر، وفي المنشط وألمكره‏ ‏والله علي ما أقول وكيل]. فقد سبق ان صرح طارق الزمر القيادي بـالجماعة الإسلامية ورئيس المكتب السياسي لحزب البناء وألتنمية في  12 يونيو  2013 قائلا " إذا سقط مرسي لن يستمر بعده رئيس". وقيادات اخوانية ـ البلتاجي ـ اعلنت من رابعة العدوية"لاتهدأ سيناء الا بعودة المخلوع".هي حرب علنية وتحالف قائم. يشار ان خطوط التماس مابين الاخوان والجهادية متداخلة كثيرا، الفرق بينهما ان "الدولة الاسلامية" عند الجماعة المحظورة كانت مؤجلة و تشترك معها في اسلمة  الدولة والشارع  وتكفير من يخالفهم.

لماذا سيناء

إن التنظيمات"الجهادية" وبينها جماعة انصار بيت المقدس تتخذ دائما من المناطق البعيدة والنائية واطراف المدن مقرات لها ومراكز لنشاطها. اليوم سيناء على غير حالها خلال حكم المخلوع 20012 ـ 2013، فبعد ان كانت تمثل بديلا الى افغانستان ووزيرستان تستقطب مختلف المقاتليين الاجانب ومعسكرات تدريب واعشاش، اليوم الحكومة المصرية تتخذ الاجرائات الصحيحة بمعالجة جذور الارهالب، بالاضافة الى الدعم العسكري.
ما تريده هذه الجماعات الارهابية هي فرض سيطرتها على القبائل والافراد في سيناء، وتريد ان تبعث رسالة ، بان الحكومة غير قادرة على حمايتهم، وهي صاحبة الذراع الطويل. هذه النهج الذي اشتهرت به "الدولة الاسلامية" داعش سابقا، كان يتزامن مع استعراضات داخل المدن والمناطق التي تفرض سيطرتها عليها، لكن في سيناء غياب هذه الاستعراضات، يعكس حجم ضعف هذه الجماعة "بيت المقدس" من حيث عدد التنظيم والامكانيات. هذه النتائج جائت نتيجة جهد عسكري وامني مشترك في سيناء، يشار له بالنموذج المصري في مكافحة الارهاب.

جماعة انصار بيت المقدس مازالت تحصل على الدعم الاخواني المباشر، عبر الحدو الليبية،. تبقى ليبيا تمثل خاصرة سيناء بسبب وجود معسكرات تدريبية لمقاتلين من تنظيم القاعدة بينهم قيادي في القاعدة منهم ثروت شحاته بعد مغادرته ايران عام 2014، وابرزهذه المعسكر هي معسكر "سرت و بنغازي والزنتين". تبقى سيناء مشكلة وتحدي ربما هذا لايتعلق بامكانات  وقدرة الامن والدفاع في مصر، بقدر ما تشهده المنطقة وخاصة شمال افريقيا، ليبيا وتونس والجزائر من تحديات ونتائج تدفع بتداعياتها الى سيناء.
المشكلة ايضا تكمن بفقدان حلقات التعاون الامني والاستخباري المعلوماتي بين مصر وليبيا ودول الجوار التي تشهد الفوضى "الجهادية". الدكتور طارق رمضان، استاذ الدراسات الإسلاميَّة المعاصرة في كلية سانت أنتوني بـجامعة أكسفورد يقول، بان الجماعات الإسلاميَّة في مصر وتونس مثلاً سرعان ما بدأت تعاني من أزمات وأنفجارات داخلية ورؤى مختلفة عمّا اعتادته.
الحادثة لم تكن ايضا بعيدة عن تطور الاحداث السياسية ودور مصر في مكافحة الارهاب محليا ودوليا، كون هذه الجماعات اصبحت مرتبطة ببعض الاطراف السياسية المحلية او الاقليمية، والتي تستخدمها ورقة ضغط لتنفيذ سياساتها ولي الاذرع، مايحدث في سيناء هو تداعيات سقوط وفشل الجماعة المحظورة في مصر اي ظهور الجماعات "الجهادية " في المشهد المصري.

*باحث في  قضايا الإرهاب والاستخبار
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف