الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

راية الدم ... الدم لا يُزيّف و الغيم لا يكذب بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2014-09-02
راية الدم ... الدم لا يُزيّف و الغيم لا يكذب بقلم : محمود حسونة
الصباح فضي لامع ، السماء الآن ناعمة نقية جدا ، و الهواء هادئا كثيرا ، أنا في حلم اليقظة ، أتحسس قلبي المنهك ، شكرا إلهي ما زال قلبي يدق !!
لأول مرة أحاول أن أشرب قهوتي الصباحية المرة الداكنة من على شرفة البيت ، بعد انقطاع دام صيفا محترقا ، أمثْل أمام نفسي ، في قيلولة عميقة مرهفة ، و أبدأ في البحث عن ابتسامة ، عن فرح خجول ، عن حقيقة ولو كانت وهما !!
نادى المنادي : أغلق عينيك لترى ميراث القصف وسط صحراء الركام في داخلي و خارجي !!
(نم يا حبيبي ساعة ً حتى نموت
هي ساعة للانهيار
هي ساعة لوضوحنا
هي ساعة لغموض ميلاد النهار
كم كنت وحــــدك ، يا ابن أمّي )
أفتح عينيّ في داخلي !! تكتظ الصور والظلال المهجورة ، تتشابك الأغصان اليابسة المشرعة كالبنادق ، ترفّ رايات الحمام الحمراء ، في داخلي و خارجي ، أرض حزينة ، وسماء آب تقطر مطرا حمضيا بلون البرتقال !! ومشيعون لم يسأموا ، ولاجئون مكدسون ، يتنزه الموت بينهم شاملا مختالا !!
) ويا موت انتظرْ، يا موتُ
حتّى أستعيد صفاء ذهني في الربيع
وصحّتي، لتكون صيّاداً شريفاً لا
يصيد الظبي قرب النبع )
في داخلي و خارجي صيف لاهب في لقطة أخيرة و غريبة ، صيف يتغذى على دمنا الثلجي الحزين ، يغتسل الماء بدمنا !! إذا حضر الماء بطل التيمم !! الدم ثلج !! الدم لا يُزيّف .
(آه ، يا دمنا الفضيحة ، هل ستأتيهم غماما ...
هذه أمم تمر ُّ وتطبخ الأزهار في دمنا ... )
في داخلي و خارجي ناس متعبون بأرواح عارية ، وعيون ناعسة مليئة بالحكايا ، يحملون قلوبهم و أوجاعهم على ظهورهم ، يتسكعون حيارى من غضبة الحلم ، تهشمهم خيول الريح ، يبحثون عن فجر يليق بعيونهم الحالمة ، يخترعون حياتهم ، يفتشون عن حقائب مدرسية وسط الشظايا ، يستغيثون من وحل هائل ، و يرددون أغنيات الرحيل و العودة !!
( يخرج الشهداء من أشجارهم ، يتفقدون صغارهم
يتجولون على السواحل ، يرصدون الحلم والرؤيا
يغطون السماء بفائض الألوان ، يفترشون موقعهم
يسـمـّون الجزيرة ، يغسلون الماء ، ثم يطرزون حصارنا )
يصيح الألم و الأمل و الحرية : يا هذا خذ حصتك من الألم و انتظر حصة ليست بالأخيرة .
التقط وردة واحدة متبقية من أثر أهازيج فرح الجنائز ، ولا تبرح الحطام ، فعمّا قريب سيحلق نسر حديدي يدميك ، أو عصفور فوق السياج ينقر جدار الحصار اليابس ، وقت الفجر الذي يليق بعيونكم الهائلة ، فالغيم لا يكذب ، آه من دكتاتورية الجغرافيا !!
( كنّا وردة السور الطويل وما تبقى من جدار
ماذا تبقى منك غير قصيدة الروح المحلّق في دخان القيامة ؟!! )
في خارجي داخلي ، يطل القمر على السهرة من بين الغيوم الماكرة مقنعا خجلا ، من المُسوخ الذين يتلون على مسامعه فصلا جديدا من الجحيم ، وقصصا جديدة عن العبث و القيء ، وعن الأذرع الفولاذية التي تمتد لمهد الورد تبحث عنه في ضوء عاصف عبر ثُقب الليل المكدس ، ولا يرسلون حمامةً إلى البرّ لتعود بأخضر الزيتون ، مسوخ ينصّبون أنفسهم آلهة قتل ، يحتسون نخب الدم على مهل و يتلذذون !! والقطعان تنتشي ، وتستلذّ ، وتستزيد ، فالازدهار الوحيد عندهم هو في الدعارة التي انتقلت من البيوت السرية إلى الساحات و الباحات !! نحن قتلى بالطبع ، لكننا لن نموت!!
( حياتنا عبء على ليل المؤرّخ كلّما
أخفيتهم طلعوا عليّ من الغياب ...
حياتنا عبء على الرسّام أرسمهم
فأصبح واحداً منهم ، ويحجبني الضباب
حياتنا عبء على الجنرال كيف يسيل
من شبحٍ دم؟!! وحياتنا
هي أن نكون كما نريد ، نريد أن
نحيا قليلاً، لا لشيء بل لنحترمَ
القيامةَ بعد هذا الموت... واقتبسوا
بلا قصدٍ كلامَ الفيلسوف: الموت
لا يعني لنا شيئاً، نكونُ فلا يكونُ
الموت لا يعني لنا شيئاً يكونُ فلا
نكونُ
ورتّبوا أحلامهم
بطريقة أخرى ... وناموا واقفين!)
يخيم صمت مديد أبيض في صحراء القلق ، صمت رث لا يليه كلام و لا لغو ، وهدوء الضحايا المليء بالدم وبالحجارة ، هدوء يمزقه زغاريد الوداع ، هدوء يجرفه الريح الملتهب ، فيتحطم ملجأك الأخير تحت سيف اللهب .
أقلب الفنجان ، ألعق بقايا دمي المتخثر ، وأنتظر ما سيقوله المنجمون !!
( لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك )
صدق المنجمون و لو كذبوا !! أمد إصبعي لأنظف بقايا القهوة المرّة السوداء من الفنجان .
كذب المنجمون ولو صدقوا .

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف