الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العدوان على غزة كان بمثابة الغربال الذي اسقط زوان العنصرية بقلم:تميم منصور

تاريخ النشر : 2014-09-02
العدوان على غزة كان بمثابة
الغربال الذي اسقط زوان العنصرية
تميم منصور



عبر اكثر من مسؤول اسرائيلي واحد عن قلقهم من استفحال حالات تفشي العنصرية بكافة مظاهرها وتبعاتها من العنف ضد المواطنين العرب ووقف التعاون معهم ، خاصة بين طلاب المدارس وابناء الشبيبة وقطاعات كثيرة داخل المجتمع الاسرائيلي .
يحاول هؤلاء المسؤولين وفي مقدمتهم وزير التربية والتعليم الراب " شاي بيرون " الذي ينضح بالعنصرية خلق توازن مشبوه ومشوه بوجود تعصب قومي لدى الطرف الثاني من مواطني الدولة وهم المواطنون العرب ، مع ان هذا بعيداً عن الحقيقة لأن كافة المدارس بمختلف مراحلها في الوسط العربي ملتزمة بمناهج التدريس الفارغة من كل المضامين والقيم والانتماءات القومية والوطنية التي تفرض عليها من قبل اجهزة الظلام التي تسيطر على القسم العربي في وزارة المعارف ، وهذه الحقيقة يعرفها وزير التربية الحالي وكافة الوزراء الذين سبقوه في هذا المنصب ، هذا اذا اخذنا بعين الاعتبار ايضا بان غالبية المؤسسات التربوية في الوسط العربي هي غالبا ما تبادر لإقامة فعاليات مختلفة لرفع مداميك التعايش مع الطرف الآخر ، ليس لأنها الطرف الاضعف بسبب سياسة التمييز القومي التي تمارسها وزارة المعارف ، بل بسبب قناعة غالبية مدراء المدارس العربية بأهمية هذا التعايش لأنه جزءاً لا يتجزأ من المواطنة الصالحة، لعل هذه السياسة توقف مد العنصرية وتردع الكثيرين من حليقي الرؤوس الصهاينة وتلامذة الفكر السلفي التكفيري من الربانيم الذين لا يترددون بإصدار الفتاوى التي تدعوا الى ملاحقة المواطنين العرب ونبذهم .
ان قلق الوزير بيرون المصطنع هو وغيره وحده لا يكفي، دون اتخاذ خطوات جريئة وعملية لمحاربة ظاهرة ارتفاع منسوب العنصرية التي يقر بها بيرون وغيره داخل صفوف المجتمع اليهودي ، خاصة خلال العدوان البربري على غزة ، وخلال البحث عن الفتيان الثلاثة الذين تم اختطافهم .
ان هذا التخوف قد جاء متأخراً ولا يعدوا اكثر من تحذير كاذب ، اعترف هذا الوزير الذي يعتبر وزيراً للسياسة اكثر منه وزيراً للتربية بأنه اوكل معالجة موضوع العنصرية في المدارس الخاصة اليهودية منها الى المدرسين وحدهم لعلاجها مع الطلاب ، واعترف بأن المعلمين لا يملكون الآليات اللازمة والملائمة لمواجهة اوباء العنصرية ، أي ان الوزير يريد محاربة العنصرية دون القضاء على مسبباتها ، وهو يعرف اكثر من غيره بأن التمييز القومي يعتبر من مقومات وجوهر الصهيونية الفكري التي صنعت النكبة ، فالنكبة وما يعانيه ضحاياها من المواطنين العرب الذين واجهوها بالثبات والتمسك بوطنهم هي من تداعيات العنصرية منذ قيام اسرائيل حتى اليوم .
ان استفحال ظاهرة العنصرية خاصة في الآونة الاخيرة كانت بمثابة الغربال الذي سقط منه زوان اليمين الفاشي ، في حين تم الكشف عن معدن القوى اليهودية الذين تصدوا لاعتداءات وبطش قوى اليمين المدعومة من جهات امنية مختلفة ، لكن هذا لم يمنعهم من التعبير عن مواقفهم من خلال المظاهرات التي قاموا بها في شوارع تل ابيب وحيفا والقدس ، معبرين عن استنكارهم للعدوان الهمجي على قطاع غزة ، ان موقفهم هذا اذهل الكثيرين وأظهر أن موقفهم هذا اشرف بكثير من قطاعات شعبية بقيت مترهلة خاملة مخدرة في اكثر من دولة عربية واحدة.
لا يمكن مواجهة العنصرية وقطع دابرها بالتمنيات والنوايا – فالنوايا الحسنة قد تؤدي الى جهنم – او بالطرق والاساليب التي يتحدث عنها بيرون وغيره داخل المجتمع الاسرائيلي ، لأنها متجذرة في نفوس غالبية طلاب المدارس اليهودية وفي نفوس غالبية ذويهم ، هنا لا بد من طرح سؤال الى وزير المعارف ، هل بإمكان المعلمين العنصريين من اليهود - وما اكثرهم- محاربة العنصرية ؟ ان فاقد الشيء لا يعطيه ..!! ورافض التسامح والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني العيش في وطنه لا يمكن ان ينعق سوى بالمزيد من العنصرية ..!! هل ينتظر بيرون من المعلمين في المدارس الدينية التابعة لحركة شاس وغيرها من الاحزاب الدينية الأخرى التوقف عن زرع بذور الكراهية للعرب بين طلابهم ؟ هل ينتظر جناب الوزير من المعلمين الذين يعيشون في المستوطنات الكولونيالية محاربة العنصرية وهي بالنسبة لهم تعتبر فصلا من فصول التوراة الاسرائيلية وتأكيداً لتقديس فكرة أرض اسرائيل الكبرى ..؟! يقدسونها ويؤمنون بها فكراً وعملاً .
هل ينتظر سيادته من السلك الاكاديمي في " جامعة هرئييل" كما يسمونها محاربة العنصرية وهو يدرك بانها الجامعة الوحيدة في العالم التي اقيمت فوق اراضي محتلة .
ان الوزير بيرون معروف بإصراره على اتباع سياسة المزيد من أسرلة المدارس العربية ، كما طالب بوقف تعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية .
العنصرية والتمييز القومي في اسرائيل مرتبطتان بمكونات الدولة ومؤسساتها ، ومرتبطة ايضاً باستمرار الحروب وغياب أي نوع من الثقافة التي تدعوا للمساواة الحقيقية بين كافة المواطنين دون أي اعتبار لانتماءاتهم الدينية او القومية ، من غير الممكن ان يشعر الاسرائيليون بمرارة العنصرية الا بعد الاكتواء بنيرانها وهذا لا يتم الا باتساع هوة الفوارق الطبقية داخل المجتمع ومن خلال استمرار اليمين الفاشي بالسيطرة على الحكم .
اذا كان الوزير بيرون جادا في محاربة العنصرية فان يقظته جاءت متأخرة لأنه من غير الممكن اطفاء نيرانها ما دامت اسرائيل تصر على اعتبار نفسها دولة الشعب اليهودي فقط ، هذه هي العنصرية بكل مقاييسها .
السلطات الاسرائيلية مستمرة في محاولاتها لتغييب الهوية العربية وشطب الثقافة والحضارة العربية ، آخر هذه المحاولات المطالبة بإسقاط اللغة العربية وعدم الاعتراف بها كلغة رسمية في مؤسسات الدولة ، وقد سبق ذلك مصادرة هوية جغرافية الوطن وتاريخه ، ومصادرة اسماء نباتاته وطيوره وجباله واوديته واشجاره وزواحفه ، واستعارة اسماء مشوهة مستوردة ،ترفضها الجبال والاودية والاشجار والطيور والزواحف، اذأ كيف يقبلها ابناء الوطن الاصليون .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف