الأخبار
عشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قمر صبري الجاسم شاعرة لا تكتب الشعر بل تعيشه وتصنع منه ذاكرة للمكان

تاريخ النشر : 2014-09-02
قمر صبري الجاسم شاعرة لا تكتب الشعر بل تعيشه وتصنع منه ذاكرة للمكان
قمر صبري الجاسم شاعرة لا تكتب الشعر بل تعيشه وتصنع منه ذاكرة للمكان

ابوظبي – جمال المجايدة /

صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي ديوان شعري جديد للشاعرة السورية المتميزة قمر صبري الجاسم التي برزت في برنامج أمير الشعراء للشعر العربي الفصيح، إحدى برامج اللجنة، بعنوان "قصص قصيرة جداً"، وقد لفتت الشاعرة في عنوان الغلاف إلى أن جميع الأشخاص الواردة قصصهم في القصائد أسماء وهمية من بنات أشعارها.

ويقع الديوان في 127 صفحة من القطع المتوسط، أهدته الشاعرة إلى شرطي المرور بطريقة ظريفة ومحببة إلى القلب في دلالة على أنه يحق للشعراء ما لا يحق لغيرهم، وهنا كانت البداية في حقل معجمي لغوي متميز ورشيق في آن بحيث يمكننا التنقل بخفة في كل كلمة من الديوان وكانها تحكي وتروي قصصنا اليومية التي تحدث معنا.

وهي تكثّف اللغة في أقصر حروفيتها ولا تقصر عن المعنى في إحالة الوجود إلى أسبابه الأولى، وحكاية البشرية في اختزال الشعر حقائق لا تراها العين المجردة ولكن تراها العين الشاعرة بكثير من القلق الوجودي والافتراضي في الوجوه العتيقة التي ألفتها عيوننا قبل أن نجيء إلى هذا العالم.

ومن أسماء بعض قصائدها الجديدة "لقراصنة الحب، ولي احتضاري، كل شوق، رؤى حالمة، حفل مأساوي، حينا، قصيدة صمت، أرصاد الحرية"، وغيرها الكثير من القصائد التي تنوعت في مضامينها ومعانيها.

هي شاعرة لا تكتب الشعر بل تعيشه وتصنع منه ذاكرة للمكان ما بين جسر المشاعر وزجاج القلب أو نوافذ العيون حين ترى ما لا يعرفه الناس، ولها لغة غير اللغة تشبه الحبر الأبيض لكتابة ما اختبأ في اللاوعي من مشاعر حميمة لا يدرك معناها إلاّ هي حين تكون عينها على الذكرى وحين تعانقها القصيدة.

وللشاعرة حلم اكتمال القصيدة في لغة لم تكتبها بعد، تظلُّ في البرزخ بين البوح وعدمه، والإفصاح والإخفاء، كما لحظة الولادة الأولى لقصيد تغنيه الشاعرة وتخفيه معاً.

وقمر صبري الجاسم شاعرة وإعلامية سورية من مواليد حمص، حاصلة على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة دمشق، شاركت بالعديد من المهرجانات الشعرية على مستوى الوطن العربي، تكتب بالدوريات المحلية والعربية ومواقع النت المختصة، كما شاركت بنجاح في برنامج أمير الشعراء الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية ويبث على قناة أبو ظبي، فازت بالعديد من الجوائز الأدبية،كما ترجمت لها قصائد إلى اللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، صدر لها العديد من الكتب منها وريقات مبعثرة عام 2002، للعاطلين عن الأمل شعر فصيح عام 2004، نياشين على صدر قبري، عام 2005، أمواج عارية وشيء من هذا القليل 2010.

قمر صبري الجاسم تكتب للبشر جميعاً إلا لذاتها، تكتب للمساحة الزمنية المنتمية إلى الماضي الحلم بشقيه المفرح والمحزن معاً، مستحضرةً صوره في الماضي والذكريات، والحلم يبتعد بها إلى فضاءات أكبر من القصيدة نفسها، كأنه يريد أن يقول في الحالة ما تتصوره عين الشاعرة بتأثير إملاءات قلبها على القلم أن يكتب ظَنَّ البشر، في استكانة وردتهم، واغترابهم القديم في المجهول بحثاً عن الكنوز المرصودة، يحرسها جنيُّ الحكايات، القابض على كلِّ روح، يحمل خنجراً وقنينةً فيصرخ مارد البحر فيه كأنه "السيرانا" في الأساطير اليونانية تفزع البحارة، وتوجّه مراكبهم إلى صخر جزيرتها لترتطم بها وتتحطم هناك.

وتبحث قمر عن وجهها الآخر الشعري، المتخيل في احتمال الصورة في الذاكرة، واحتدام الذاكرة في المرآة، لأنها تكشف عن عوالم شاعريةٍ تبدأ بلفظة "آهٍ" شعرية تحتمل كل القلق الوجودي الذي يمتاز به الشعراء وشماً على جلدهم، وجرحاً في الخاصرة، لما يقتضيه قلقهم الجنوني من اغتراب حتى عن ذواتهم في حيرتهم ومنفاهم الأول في القصيدة.

وقمر صبري الجاسم في ديوانها الجديد هذا تبحث في اللا تحقق، كأنها لا تسعى إلى أن تجد ما تبحث عنه، لأنها تبحث فيها، فالدائرة الشعرية داخل نصها تقع في النسيان، ولا يمكن للنسيان أن يرسم وجهة للقصيدة، فالنسيان محوٌ وغياب، والقصيدة ذاكرة وكتابة، والكتابة تحقُّقُ البناء اللغوي والدلالي معاً، والدلالة في نص قمر صبري الجاسم، هي دلالة الحضور في الغياب، لأن النص يبحث عن الشكل الجديد للوجهة قبل الوجه، والوجه الجديد ذاكرة قديمة للنخيل خبّأتها أدراج الشجر، في ملامح الحقول التي امتلأ القلب بريح تحمل روحها، وترشدها إلى دروب جديدة للشاعرة نحو مدينتها خارج الكلام.

بهذا تكتب الشاعرة قمر قصيدة الليل لتحرسه، وتمحوه بالبياض المعبّر عن خلجات الشاعر في توحّده به، كأن الشعر عندها يستقي من الليل ما تبقى له من مجده القديم في خطاب الخيل والليل والصحراء، وهي وريثة هذا التراث الحافل بالقيم الشعرية، وإن قاربت فعل "السورياليين" من الشعراء العرب، فلأن القصيدة عندها عالم من التضاد بين "أناها" والآخر، في كل مفردات الصراع الإنساني الأزلي في سبيل استرداد حق النصف الآخر من البشرية، ووجود اللغة الخارجة على قانون الرتابة واليومية، المستمدة من العادية جديداً مختلفاً كما في نصها الرافض والمتمرد بامتياز ضد التكرار، والأنثى الشاعرة صديقة الزهر والفراشات، تكتب ربيع القصيدة وتحيل صحراء العدم بياضاً مفتوحاً على احتمالات الفرح والخصب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف