الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذاكرة مؤلمة بامتياز!!بقلم رامي الغف

تاريخ النشر : 2014-09-01
ذاكرة مؤلمة بامتياز!!بقلم رامي الغف
ذاكرة مؤلمة بامتياز!!!

بقلم/ رامي الغف


حين أعود بالذاكرة, إلى السنوات السبع المنصرمة, وأسترجع تلك الأيام من عمر انقسام شطري الوطن, لا أجد في ذاكرتي أي إنجاز يذكر سوى صور الموت والدمار والحروب, لدرجة إني أتمنى أن تُمحى كل تلك السنوات دفعة واحدة, لكن النسيان يأخذ وقتاً طويلاً, بل أن تلك الأيام تركت أثراً في نفس كل فلسطيني يشعر حقاً بانتمائه إلى هذا الوطن, والحديث هذا لا ينطبق على كل من ينتمي لحاشية الحكام, فهؤلاء المتهافتين والمنتفعين على القصاع, ليس لهم انتماء سوى للمصالح, متى ما رحل ولي نعمتهم, التفوا حول غيره.

تزدحم الذاكرة بصور مؤلمة, عن الوطن الفلسطيني بأكمله, أرامل تتسول في الميادين والتقاطعات, أطفال يحملون بأيديهم علب صغيرة, من البسكويت يتجولون بين السيارات طلباً للرزق, تركوا المدارس وحملوا أعباء تثقل أكتافهم, أصوات الانفجارات التي أصبحت أبرز يوميات أهل غزة, قوافل الشهداء اليومية, ومناظر الدم حين يصبغ شوارع غزة ورام الله والقدس, المتقاعدين الذين يقلبون الصحف بحثاً عن بارقة أمل بزيادة راتب, أو ربما سُلفة يمكن أن تؤمن له ثمن العلاج, أو مصاريف دراسة الأبناء.

طوابير الشباب من الخريجين, تقف على أبواب المؤسسات والوزارات, والدوائر الحكومية والأهلية والخاصة، يبحثون عن فرص عمل معلن عنها, في موقع ما, أو عن طريق الصحيفة, ليجدوا في نهاية اليوم, أن الإعلان مجرد مسرحية, تم الاتفاق عليها مسبقاً, فيكون الشباب مجرد غطاء لأقارب المسئولين والمتنفذين, ممن خصصت الدرجات الوظيفية لهم مسبقاً, لذا يجد الخريجين أنفسهم مضطرين, أما للعمل في تنظيف الشوارع, أو البيع في المحال التجارية براتب بخس, لتتبخر كل أحلام ما قبل التخرج.

ننتقل بالذاكرة إلى صورة أكثر ألماً, أطفال أستشهد ذويهم, ومن كان مسئول عن إعالتهم, بسبب العمليات الإرهابية الصهيونية, ليجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها يبحثون عن رغيف العيش, فلا يكفي أن الاحتلال حرمهم من الأب أو الأخ أو الأم التي كانت مسئولة, عن إعالة العائلة بعد أن ترملت مبكراً, ليجدوا أنفسهم انتقلوا بعد اليتم إلى التشرد والحرمان, فراحوا يفترشون, الأرصفة ويلتحفون السماء يطلبون العطف والإحسان, فقد يتمهم الاحتلال وشردهم الإهمال الحكومي.

الكهرباء بطبيعة الحال, لن تصبح ذكرى نأمل أن تكون كذلك في حكومة الحمد الله الجديدة, بل هي في الحقيقة كابوس يطارد أهل غزة على وجه الخصوص, تصريحات ووعود, تملأ وسائل الإعلام في الشتاء, لتتبخر جميعاً مع حلول الصيف اللاهب, بالتزامن مع شهر رمضان, الذي يحل منذ عدة سنوات موسم الصيف, فيصوم الشعب الفلسطيني, تحت حرارة الصيف, وعدم توفر الكهرباء والمياه.

بعد معاناة الكهرباء والماء والمواد البترولية يحل الشتاء, وطوال العام نسمع عن مشاريع وبرامج واستراتيجيات واستعدادات ووو, تغرق مع أول زخة مطر, بينما يجلس الساسة والقادة الأفذاذ, يتفرجون عبر الشاشات على انهيار السقوف الطينية, فوق رؤوس ساكنيها وغرق الأحياء المكتظة بمياه المجاري.

وسط كل تلك الصور المؤلمة, تبقى صور الحرب الأخيرة على غزة, وهي الأكثر ألماً وحسرة, وما تبعها من صور المهجرين والنازحين, والشهداء والجرحى والأرامل والبيوت المهدمة والأحياء المدمرة, والمزادات التي أقيمت لإعادة الإعمار, تلك الصور لم تصبح ذكريات بعد, بل هي يوميات ما زلنا نعيشها ونستيقظ بها على أنين المشردين بالمدارس والمؤسسات.

تلك أبرز يوميات الشعب الفلسطيني, طوال سبع سنوات من عمر الانقسام البغيض, لتبقى تلك الذكريات المريرة, والسنوات الأكثر مرارة, فجوة في ذاكرة التاريخ الفلسطيني نأمل أن تُمحى, بعد انتهاء الحرب على غزة وإتمام ملف المصالحة وتشكيل حكومة الحمد الله الجديدة, التي نأمل أن ينتفع أعضاؤها من أخطاء من سبقهم, فالشوارع امتلأت بالعائلات المهجرة والمدارس أصبحت ملاذ المشردين عن بيوتهم المدمرة والمقابر قد امتلأت من الشهداء والمشافي ازدحمت بالجرحى والمعاقين, ولون الحداد في غزة هو الأبرز, في يوميات أهل غزة, والوطن الفلسطيني بحاجة لسنوات وسنوات لإعادة ما دمره الاحتلال.

*آخر الكلام/
اعملوا جميعا من اجل فلسطين الموحدة المستقلة قبل فوات الأوان فإن الفرص تمر مرور السحاب.

الإعلامي والباحث السياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف