قالب الطين حلاً بقلم حماد صبح
بعد كل عدوان إسرائيلي تخريبي على غزة تواجهنا مهمة بناء ما هدم من المنازل والمرافق الحيوية فتكشف عن عمق مشكلة نقص الأسمنت أو حتى انعدامه لامتناع إسرائيل عن تصديره وتوقف وروده من الأنفاق بعد تدميرها خاصة إثر الحرب الثالثة . ولا وجود طبعا لمصانع أسمنت في غزة . بعد عدوان 2008 ، وحينها لم تكن الأنفاق دمرت كليا ، اقترح قالب الطين حلا لمشكلة بناء ما هدم ، وبنيت بعض المنازل أخذا بالفكرة . ويبدو أنها عادت للحياة هذه الأيام بعد العدوان الإسرائيلي الثالث الذي دمر أكثر من 10000منزل كليا وجزئيا بصورة فاقت العدوانين السابقين الأمر الذي فاقم المشكلة وجعلها أقسى وألح . الشتاء يقترب وآلاف العوائل بلا منازل ، ومنازل الإيجار في غزة محدودة جدا ، والإيجار ذاته لا يناسب عوائل كثيرة ماليا ونفسيا واجتماعيا ومهنيا ؛ لأنه يبعد بعضها عن الأرض التي تفلحها وتسترزق منها . وورود الأسمنت ينتظر مفاوضات قد تطول ولا تقدم المجدي من الحلول . فهل يمكن الاستعاضة بقالب الطين حلا ولو إلى حين خاصة في المناطق الريفية ؟ الحروب بطبيعتها جلابة مشكلات ، ولكنها جلابة حلول أيضا إذا واجهنا تلك المشكلات بتفكير إيجابي إبداعي لا ينحبس في دائرة الشكوى والشلل . من أسس هندسة المعمار الاعتماد على مواد البيئة المحلية في البناء . صحيح أن بيئة غزة صغيرة فقيرة في المواد التي تؤهلها لما بتعلق بمشكلات البناء وحلولها إلا أن الضرورة الملزمة توجه إلى الاعتماد على ما لدينا من هذه المواد ، وأهمها الطين . ومعروف أن منازل الطين معتدلة الحرارة صيفا دافئة شتاء . ووفر التطور حلولا لمشكلاتها القديمة مثل تعرض جدرانها الخارجية للتعرية بفعل قوة المطر وغزارته . وتتوفر الآن إمكانات تسقيف أفضل مما مضى حين كان يعتمد على الخشب والحطب المغطى بطبقة من الطين . يمكن الآن استعمال الأسبستوس أو الزنك أو سواهما مما يستحسن من وسائل التسقيف . وقد يعاد النظر في قالب الطين القديم بحجمه الكبير وسمكه وثقله . يمكن اختيار قالب أصغر حجما وأقل سمكا يجعل البناء أسهل وأسرع . ولا يمنع البناء بالطين إضفاء لمسات جمالية على المنزل زخرفة ولونا . ومنازل الطين من الناحية الأمنية أقل ضررا عند القصف من منازل الأسمنت ، وإنقاذ ساكنيها أيسر عند انهيارها عليهم . والمهم العاجل أن تجد آلاف العوائل التي محا العدوان الإجرامي منازلها أو جعلها عديمة الصلاحية للمعيشة؛ مسكنا يؤويها في الشتاء المقترب .
بعد كل عدوان إسرائيلي تخريبي على غزة تواجهنا مهمة بناء ما هدم من المنازل والمرافق الحيوية فتكشف عن عمق مشكلة نقص الأسمنت أو حتى انعدامه لامتناع إسرائيل عن تصديره وتوقف وروده من الأنفاق بعد تدميرها خاصة إثر الحرب الثالثة . ولا وجود طبعا لمصانع أسمنت في غزة . بعد عدوان 2008 ، وحينها لم تكن الأنفاق دمرت كليا ، اقترح قالب الطين حلا لمشكلة بناء ما هدم ، وبنيت بعض المنازل أخذا بالفكرة . ويبدو أنها عادت للحياة هذه الأيام بعد العدوان الإسرائيلي الثالث الذي دمر أكثر من 10000منزل كليا وجزئيا بصورة فاقت العدوانين السابقين الأمر الذي فاقم المشكلة وجعلها أقسى وألح . الشتاء يقترب وآلاف العوائل بلا منازل ، ومنازل الإيجار في غزة محدودة جدا ، والإيجار ذاته لا يناسب عوائل كثيرة ماليا ونفسيا واجتماعيا ومهنيا ؛ لأنه يبعد بعضها عن الأرض التي تفلحها وتسترزق منها . وورود الأسمنت ينتظر مفاوضات قد تطول ولا تقدم المجدي من الحلول . فهل يمكن الاستعاضة بقالب الطين حلا ولو إلى حين خاصة في المناطق الريفية ؟ الحروب بطبيعتها جلابة مشكلات ، ولكنها جلابة حلول أيضا إذا واجهنا تلك المشكلات بتفكير إيجابي إبداعي لا ينحبس في دائرة الشكوى والشلل . من أسس هندسة المعمار الاعتماد على مواد البيئة المحلية في البناء . صحيح أن بيئة غزة صغيرة فقيرة في المواد التي تؤهلها لما بتعلق بمشكلات البناء وحلولها إلا أن الضرورة الملزمة توجه إلى الاعتماد على ما لدينا من هذه المواد ، وأهمها الطين . ومعروف أن منازل الطين معتدلة الحرارة صيفا دافئة شتاء . ووفر التطور حلولا لمشكلاتها القديمة مثل تعرض جدرانها الخارجية للتعرية بفعل قوة المطر وغزارته . وتتوفر الآن إمكانات تسقيف أفضل مما مضى حين كان يعتمد على الخشب والحطب المغطى بطبقة من الطين . يمكن الآن استعمال الأسبستوس أو الزنك أو سواهما مما يستحسن من وسائل التسقيف . وقد يعاد النظر في قالب الطين القديم بحجمه الكبير وسمكه وثقله . يمكن اختيار قالب أصغر حجما وأقل سمكا يجعل البناء أسهل وأسرع . ولا يمنع البناء بالطين إضفاء لمسات جمالية على المنزل زخرفة ولونا . ومنازل الطين من الناحية الأمنية أقل ضررا عند القصف من منازل الأسمنت ، وإنقاذ ساكنيها أيسر عند انهيارها عليهم . والمهم العاجل أن تجد آلاف العوائل التي محا العدوان الإجرامي منازلها أو جعلها عديمة الصلاحية للمعيشة؛ مسكنا يؤويها في الشتاء المقترب .