الأخبار
الأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويا
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمريكا رأس الحية بقلم:ابراهيم ابوعتيله

تاريخ النشر : 2014-08-31
أمريكا رأس الحية بقلم:ابراهيم ابوعتيله
أمريكا رأس الحية

تعود بي الذاكرة إلى ما يزيد على أربعين عاماً حين كنا صغاراً نهتف بصوتٍ عالٍ ... أمريكا راس الحية ( الثعبان )... لم أكن حينها أعرف عمق معنى هذه العبارة ... ولا مدى ارتباطها بقضية العرب المركزية ..، نعم ، كنت اسمع الكثير عن ممارسات امريكا وعشقها لسفك الدماء والتدمير، وعن آثارها وبصمتها التدميرية في كل بقاع العالم ، ومن منا يمكن ان ينسى فعلتها وجرائمها بحق سكان امريكا الأصليين ومن منا يمكن أن ينسى هيروشيما وناغازاكي أو أن ينسى فيتنام أو ما فعلته في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا وغيرها وغيرها الكثير ولن أبالغ أو أضيف شيئاً حين أقول واردد بأنها ... الشيطان الأكبر ... وبلا منازع ...
ومع بدء العدوان على غزة ، ضخت أمريكا المال دون حساب في جيوب وصناديق الصهاينة لتعويضهم عن خسائرهم المادية والاقتصادية ، وعوضتهم عن خسائهم في السلاح ، بل وأمدتهم بأحدث التكنولوجيا ليستمروا في ضرب المقاومة وليتمكنوا من إبادة الشعب الفلسطيني كما فعلت هي بالهنود الحمر ، أذهلتهم غزة بمقاومتها ، اذهلهم الشعب الفلسطيني في غزة بصموده وتضحياته ، أغاظهم ذلك الصمود ، اصطنعوا مسرحية الخلاف مع الكيان الصهيوني ، طالبت الكيان قولاً لا فعلاً بوقف اطلاق النار ولكنها كانت تخبئ الكثير ...
بدأت المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني والعصابات الصهيونية مع استمرار اعمال الإجرام التي يمارسها الصهاينة بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ .. مستخدمين بذلك أحدث انواع الأسلحة الأمريكية ، وكالعادة صدق البعض منا مقولة الخلاف بين امريكا والصهاينة ، فنحن قوم نتميز بطيبة القلب ، ألم يكن ذلك سبباً في كل ما أصابنا من كوارث عبر التاريخ قديمه وحديثه ، ألم يصدقها العرب وقادتهم ، ألم تنسق معهم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وصولاً إلى تحولهم إلى قياديين في السلطة " الوطنية " الفلسطينية ، وفي كل مرة كانت أمريكا تزيد من ضغطها على تلك القيادة من أجل تقديم المزيد من التنازلات مشيراً بأن أمريكا وربيبتها " اسرائيل " قد حصلتا على الكثير من هذه التنازلات مقابل مساعدات ارتبطت بالحد من الكرامة الوطنية ، علما بأن أغلب تلك المساعدات قد جاءت من جيوب آخرين غير أمريكا لكنها كانت بمباركة أمريكية حيناً وبايعاز أمريكي أحيانا .
وكانت نتيجة تلك المفاوضات غير المباشرة التوصل ، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وموافقة الصهاينة على فتح المعابر والسماح بالصيد لمسافة ستة كيلومترات على ان يستكمل بحث بقية المطالب الفلسطينية التي لم تتجاوز بحال من الأحوال سقف اوسلو بعد شهر من تاريخ وقف إطلاق النار ، وبينما بدأ الفلسطينيون يرفعون غبار العدوان ودفن بقية من شهدائهم الذين تجاوز عددهم الألفين ومائة شهيد ومعالجة جرحاهم الذين تجاوزوا العشرة آلاف ولم ينتهوا من حصر البيوت المهدمة التي وصلت وفقاً للتقديرات إلى خمسين ألف بيت.
وبينما كان الفلسطينيون يحضرون أنفسهم للجولة الحاسمة من المفاوضات ، إذ بأمريكا تفاجئ العالم ، بتقديمها مشرع قرار لمجلس الأمن ، ولعل أهم مافيه تلبية أكبر هدف من أهداف الكيان الصهيوني وهو نزع سلاح المقاومة ، ويؤكد أن "أي عملية لحل الوضع في غزة بطريقة دائمة وذات مغزى يجب أن تؤدي في النهاية إلى إقامة قطاع غزة كمنطقة خالية من أي مسلحين أو عتاد حربي أو أسلحة غير ما يخضع للسيطرة التامة والمشروعة للسلطة الفلسطينية " وفق ما قررته اتفاقية أوسلو "، مع تفكيك وتدمير أي أنفاق عبر حدود قطاع غزة" وبمشروعها هذا فهي تريد وضع ابناء الشعب الفلسطيني في غزة فيما يشبه محميات الهنود الحمر في أمريكا وحيدين ومعزولين ومجردين من أبسط حقوقهم في الدفاع المشروع عن النفس.
إذن فمشروع القرار الأمريكي هو في حقيقة الأمر المرحلة الثانية من العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، مجسداً القول بأن المرحلة الأولى لم تكن أبداً من فعل الكيان الصهوني وحده بل كان بمشاركة ومباركة ، أمريكية واضحة ، فالعدوان أولاً واخيراً هو عدوان صهيوأمريكي بإمتياز ولمن لا يعرف دهاليز المؤسسات الدولية أقول أن اللوبي الأمريكي الصهيوني يتحكم في الكثير من مقدرات الأمور ويصل في الكثير من الأحيان إلى مبتغاه الذي يتعارض مع مصالح الدول النامية ، والفقيرة حيث أن مجلس الأمن وفي كثير من الحلات اصبح مجلساً لأمريكا تتخذ به القرارات بعد استشارة غيرها من الدول فإن جاءت على هواها تحظى بكذبة مقولة الشرعية الدولية وإن لم يحظى اقتراحها بالقبول فلديها الوسائل الكثيرة لتحقيقه .
وهنا ومن واقع خبرتي وتجربتي الذاتية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) أورد مثالين اولهما مماطلة الولايات االمتحدة الأمريكية في اقرار الحق في الغذاء للشعوب تحت الاحتلال فبعد مفاوضات مستفيضة استمرت أكثر من سنتين تم إقرار الخط التوجيهي رقم 16/3 على النحو التالي ( في حالات الاحتلال ينص القانون الدولي ، من بين جملة أمور ، على أنه : يجب على القوى المحتلة أن تضمن الإمدادت الغذائية والطبية للسكان باستخدام كافة الوسائل المتاحة لها كما يتعين عليها وبصورة خاصة أن تجلب الأغذية والمخزونات الطبية وغيرها من السلع اللازمة عند الضرورة إذا كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية وإذا لم تتوفر الإمدادات الكافية لقسم من السكان أو لجميعهم يجب على القوات المحتلة أن تقبل بخطط الإغاثة بالنيابة عن هؤلاء السكان وأن تسهل تنفيذها بجميع الوسائل المتاحة لها ) " الخطوط التوجيهية الطوعية لدعم الإعمال المطرد في غذاء كاف في سياق الأمن الغذائي القطري الذي اعتمدها مجلس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) في دورته السابعة والعشرين بعد المائة تشرين ثاني / نوفمبر 2003 (http://www.fao.org/3/a-y7937a.pdf )"
وبطبيعة الحال لم تقم عصابات الصهاينة بمراعاة هذا الخط التوجيهي ولم تطلب أمريكا من تلك العصابات ذلك بحجة أن تلك الخطوط هي خطوط توجيهية طوعية ، علماً أن الحق في الغذاء هو حق كفلته كافة الدساتير والقوانين الدولية والإقليمية والقطرية ، وربما السبب المخفي وراء ذلك هو ما ورد في المثال الثاني الذي أورده ايضاً من واقع خبرتي في منظمة الأغذية والزرعة للأمم المتحدة ( الفاو ) حين رفضت أمريكا وحلفاؤها من الاتحاد الأوروبي ومن يمشي في فلكهما أثناء انعقاد لجنة الأمن الغذائي العالمي في دورتها السادسة والثلاثين 11-16 أكتوبر تشرين الأول 2010 إضافة كلمة ( المحتلة ) للأراضي الفلسطنية في الفقرة 25- 6 المتعلقة بنشر وثيقة عن حالة الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تقرير لجنة الأمن الغذائي العالمي ، الدورة السادسة والثلاثون ، روما 11-16 تشرين الأول / أكتوبر 2010 (http://www.fao.org/docrep/meeting/021/k9551A.pdf " مما يدل على نية أمريكا المبيتة باعتبار تلك الأراضي أراض تابعة أو ملحقة بالكيان الصهيوني يفعل بها ما يشاء .
ومن هنا أقول ومع تخوفي من تمكن أمريكا من استصدرا ذلك القرار ، فإن الواجب يقضي من الجميع تكثيف التواصل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن ، ومنها دول ساندت قطاع غزه وكشفت عدوانية الكيان الصهيوني، لمنع اصدار ذلك القرار ، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
30/8/2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف