الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شمس العرب تسطع من غزة مرة ثالثة!!بقلم: ياسين السعدي

تاريخ النشر : 2014-08-31
شمس العرب تسطع من غزة مرة ثالثة!!بقلم: ياسين السعدي
هدير الضمير
شمس العرب تسطع من غزة مرة ثالثة!!
ياسين السعدي
تحت هذا العنوان: (شمس العرب تسطع من غزة) كنت قد كتبت مقالا في جريدة القدس الغراء يوم الأحد بتاريخ 2512009م؛ صفحة 18 على إثر العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة وأطلقت عليه اسم (الرصاص المصبوب)، بينما أطلقت عليه المقاومة الفلسطينية اسم (الفرقان)، واستمر العدوان بشكل جنوني من السابع والعشرين من كانون الأول 2008م إلى الثامن عشر من كانون الثاني 2009م.
اعتادت إسرائيل في كل عدوان على توجيه الضربات المؤلمة بما تسميه: (قوة الردع)، أي الضربات المدمرة. وهو المنهاج الذي اتبعته إسرائيل قبل قيامها وبعد إعلان قيامها سنة 1948م. لقد دأبت على توجيه الضربات الصاعقة والسريعة بحيث تشل قدرة العدو و (تضبعه)، بينما لا تتعطل الحياة الطبيعية لمواطنيها مع ضمان أمنهم، لأنها تتفوق في الجو، ولها اليد الطولى بحيث تقصف الطائرات الإسرائيلية الأهداف التي تعتقد أنها تصيب الجهة المستهدفة بحالة من الاستكانة وعدم المقاومة ورفع راية الاستسلام.
لكن غزة في تلك المرحلة كانت قد أنشأت منظومة صاروخية متطورة، سواء بالتصنيع المحلي أو الحصول عليها من مصادر مختلفة. لذلك ثبتت المقاومة وواصلت التحدي إلى أن توقف العدوان، وخرجت غزة من الحرب وهي تشعر بأنها صار لها مقدرة على الدفاع عن نفسها وحماية القطاع، وأنها باستطاعتها أن توجع العدو وتجبره بالتالي على طلب وقف القتال أو، على الأقل، الموافقة على قبوله حين يعرض عليه؛ تفاديا لزيادة المعاناة التي يعيشها المستوطنون في ما يطلق عليه (غلاف غزة).
كانت الخسائر المادية للغزيين من التدمير كبيرة في ذلك العدوان وخسائر المواطنين الأبرياء مرهقة حيث بلغ عدد الشهداء 1417 شهيداُ و5450 جريحاً.
كتبت في حينه: (النكبات الكبيرة تحيي الأمم الكبيرة. ونكبة غزة كانت أكبر من أن يتصورها عقل ويدخل في دائرة المعقول؛ قياساً على ما أصابها من الدمار في العمران والخسائر في الأرواح. إن نكبة غزة زلزال مدمر من صنع الإنسان أصاب هذا الشريط الضيق من مساحة فلسطين، والذي يضم أكبر كثافة سكانية في هذه الدنيا الواسعة). ثم نوهت إلى النكبات التي ابتليت بها غزة، خصوصاً في مسيرة الصراع مع إسرائيل، ولكن المقاومة لم ترضخ ولم ترفع راية الاستسلام.
ثم كانت الجولة الثانية في العام 2012م بعد اغتيال أحمد الجعبري، القائد العسكري من حماس، حيث بدأ التراشق بالصواريخ وغارات القاذفات الإسرائيلية في عملية أطلقت إسرائيل عليها اسم (عامود السحاب)، بينما أطلقت المقاومة عليها (حجارة السجيل)، ودامت مدة أسبوع وخرجت المقاومة منها في وضع جعلها محط أنظار الشعوب العربية التي تتوق إلى مواجهة الصلف الإسرائيلي ومنازلة العربدات الإسرائيلية التي تمارسها في المحيط العربي.
كانت الخسائر المادية والبشرية أقل من المغامرة السابقة. ومع ذلك أثبتت المقاومة أنها قادرة على رد العدوان وصد المعتدين، واعتبر المواطنون أن وقف القتال يعني أن إسرائيل شعرت أن مواصلة الحرب مغامرة غير محسوبة العواقب المادية والبشرية، ولذلك خرج المواطنون يهتفون للمقاومة ويعلنون أنها هي سيل الخلاص مما يعيشه الغزيون من حصار قاتل.
كتبت مقالاً بالعنوان نفسه: (شمس العرب تسطع من غزة مرة أخرى) لأن الضمير العربي شعر بأن غزة قدمت لهم (الدرس النموذجي) في المقاومة وعدم الاستسلام للإرادة الإسرائيلية التي صار لها حضور واضح وعلني في صنع الأحداث وتوجيهها في المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح الذين زرعوها ويرعونها.
دبت روح جديدة في الجسد العربي وصار الكتاب والمفكرون والمتنورون العرب يتكلمون لغة جديدة ولهجة جديدة فيها الأنفة والشعور باسترداد الكرامة؛ لأنهم أدركوا أن الاستكانة أمام إسرائيل تعني الموت والاضمحلال، وأن مداراة إسرائيل تزيدها تكبراً وتجبراً.
مغامرة جديدة
في الثامن من تموز الماضي بدأ نتنياهو مغامرة جديدة وهو يظن أن الحرب هذه المرة قد تختلف قليلاً عن سابقتيها في 2009، و2012م، وأنه سوف يدمر ويوجع كثيراً وخصوصاً في استهداف المواطنين وتدمير منازلهم على رؤوسهم، وملاحقة الذين يفرون من الموت المحتم، بينما طائرات نتنياهو ومدافعه تقصفهم في المدارس والمساجد، وحتى المستشفيات التي لجأوا إليها طلبا للأمان.
تعودت إسرائيل على الانقضاض السريع والعنيف في كل مراحل صراعها مع العرب عموماً، والفلسطينيين خصوصاً، وهذا ما حدث في غزة، كما شاهده العالم كله على مدى واحد وخمسين يوماً مليئة بالدمار والدماء والأشلاء. لقد تمادت إسرائيل في ممارسة التقتيل والتدمير، ظناً منها أن الناس سيخرجون صارخين يطالبون بوقف قصف الصواريخ الفلسطينية التي وصلت إلى (حيفا وما بعد حيفا)
لكن الشيء المذهل الذي لم تعرفه إسرائيل ولم يألفه العرب في عصرهم الحديث في صراعهم مع إسرائيل، هو هذا الصمود العظيم أمام آلة البطش الإسرائيلية الجبارة، وهذه البطولات التي سطرها المقاومون في غزة، والتفاف المواطنين حول المقاومة، مما غيَّر موقف كثير من الدول، وخصوصاً دول أمريكا اللاتينية، التي كانت متأرجحة في تضامنها مع الفلسطينيين، وجعل العالم كله يقف مشدوهاً أمام البطولة الفلسطينية الفذة، بقدر ما هو مصدوم أمام ما اقترفه الاحتلال من قتل ودمار.
ترسخ الوعي العميق في الضمير الفلسطيني؛ بأن إسرائيل لا توافق على إقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت هزيلة. وترسخت قناعة الغزيين بأن إسرائيل سوف تواصل إحكام الحصار على غزة، خصوصاً بعد التطورات السياسية في مصر وانشغال الوطن العربي بهمومه الذاتية، ولذلك كان التلاحم كبيراً بين المقاومة والمواطنين.
لقد استغلت إسرائيل الفترة الحرجة التي يمر به الوطن العربي وقامت بمغامرتها الكبرى في غزة ومارست أقسى وأقصى درجات العنف والدمار لتركيع الشعب الفلسطيني أولاً، ولكي يكون ذلك درساً للذين يمانعون التطبيع، أو يتمنعون عنه،
ما حدث في غزة بشقيه: البطولة الفلسطينية الأسطورية ومشاهد الدمار والدماء والأشلاء، جعلت من غزة بؤرة الجذب لمشاعر الشعب العربي والأمة الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية في العالم كله، فشاهدنا ما شاهدناه من مظاهر التأييد للمقاومة، والتنديد بالممارسات الإسرائيلية.
لقد جعلت غزة العالم يشعر أن فلسطين وطن له شعب يحب الحياة ويعشق الحرية ويستبسل في الدفاع عنها، وأنه شعب صلب؛ عصي على الانكسار، وغير قابل للذوبان.
أحداث غزة لها ما بعدها، وسوف تسجل في التاريخ كحدث كبير ومثير في الوقت نفسه، وسوف يذكر التاريخ أن شمس العرب قد سطعت مرة أخرى من غزة. فطوبى لغزة هذا النصر العظيم، بالرغم من فداحة الثمن، ونستمطر شآبيب الرحمة تتنزل على شهداء غزة، ونسأل الله الشفاء العاجل لجرحاهم.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف