الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسطاسية

تاريخ النشر : 2014-08-31
إسطاسية آخر ما كتب الراحل خيري شلبي، وإسطاسية هو اسم لسيدة قبطية ثكلى قُتِل ابنها ولم تستطع العدالة الأرضية أن تجلب لها حقها وتم الإفراج عن المتهمين لعدم كفاية الأدلة فلجأت إلى القضاء الأعلى وإلى السماء. ونجحت في إقامة حداد دائم في قريتها وفي القرى المجاورة لمدة ست سنوات أصبح الناس محاصرين بصوتها بما فيه من حزن والتياع، متأثرين به إلى حد كبير ووصل الأمر إلى قناعتهم بأنه إذا كان تأثرهم بلغ هذا الحد، فما بال السماء وهي منبع العدالة، والتي لابد أن تستجيب لهذه المرأة الثكلى ولهذا الدعاء المتواصل كل يوم. وأصبحت القرية تعيش في حالة توتر، وتكاد تعرف الجاني لكنها تعرفه بشكل غامض ينقصه التحديد وتريد أن تتحدد الأمور وأن ينتهي البلد من حالة الذنب التي تعيش فيه كلها وأن تأخذ العدالة مجراها وأن تصمت هذه السيدة التي يشبه ندبها صوت الضمير والإلحاح الذي يضرب في قلوب الناس ليل نهار، كأنه يتوعدهم بالأذى إذا لم يشاركوا في البحث عن قاتل ابنها.
تدور أحداث الرواية في قرية من قري قري كفر الشيخ قريبة لما يُعرف بالبراري، ومعظم سكانها ليسوا من الفلاحين المستقرين. كانت منطقة البراري تعيش على الصيد والقنص، وفجأة أعطت الحكومة هذه الأراضي الشاسعة للذين يقدرون على زراعتها ومن يستصلح قطعة أرض يتملكها. ووضع القادرون أيديهم على هذه الأراضي الشاسعة وهم ليسوا فلاحين في الأصل فاختلط الحابل بالنابل وأفسدوا العلاقات. يقول عنهم خيري شلبي علي لسان أحد الشخصيات في الرواية "لقد تخمرت فيهم روح الصحراء الغدارة القاسية، روح الإغارات الدائمة للقنص والسلب والسبي وتقطيع الرقاب بغير حساب لخطف النياق والأغنام والقوافل، لقد صدعوا بنية المجتمع في شمال الدلتا وطبعوه بلون من العنف أشد فتكا ووحشية من المغول والتتار، إن التحاقهم بالمجتمع المدني الحضري أغراهم به فأساءوا استغلاله، صحيح أنهم تماهوا معه قليلا فاستصلحوا الكثير من الأراضي البور في البراري بمياه جوفية وطلمبات وماكينات، إلا أنهم في المقابل نشروا في البراري شريعة الغاب وسيادة القوة الغاشمة."
تبدأ الرواية بعودة حمزة حامد البراوى بطل الرواية إلى القرية بعد أن حصل علي ليسانس الحقوق، ليجد "إسطاسية" أرملة المقدس جرجس غطاس تدعو فجر كل يوم على من قتل ولدها محفوظ الحلاق، وتدفع نداءات إسطاسية وحرقتها حمزة البراوى لفتح التحقيق فى قضية مقتل ولدها التى حفظت ضد المجهول، بحثا عن العدالة وتحقيقها وتدريبا له علي عمله المتوقع في النيابة، خصوصا عندما يشعر أن نظرات أهل البلدة تتهم عائلته كلها بهذه الفعلة الدنيئة، فالراوى ينتمى إلى عائلة "البراوى" التى يرصد شلبى عبر روايته تاريخها فى القتل والإجرام، حيث يتسبب العمدة "عواد البراوى" عم حمزة الذى كان شريك محفوظ القتيل فى ماكينة المياه فى إشعال المنافسة بين عائلة البراوى وعائلة عتمان، والتى يمثلها الجزار عبد العظيم عتمان، والذى يعرف بكراهيته للأقباط، وتزداد هذه الكراهية بعد أن يدخل "محفوظ" شريكا فى ماكينة المياه مع العمدة.
كانت عائلة العمدة متهمة فى نظر الناس بمسئوليتهم عن مقتل محفوظ على الأقل بالإهمال والطرمخة على الجناة الحقيقيين الذين لا شك من وجهة نظر الناس أن العمدة يعرفهم أو يعرف كيف يكشفهم.
بعد أن تسمع إسطاسية نبأ مقتل ابنها محفوظ، تتهم الجزار عبد العظيم عتمان الذى يكره الأقباط بأنه القاتل، لكن المقدس عازر صبحى ينفى عنه التهمة، ويبرئه، ثم تتهم عائلة أبو ستيت بمقتل محفوظ، لكن محاميهم الماهر أثبت أنهم كانوا فى دمياط وقت حدوث الجريمة، وقرب نهاية الرواية تتكشف الخيوط عندما تقرر زوجة العمدة الاعتراف لحمزة أن زوجها لا يفعل شيئاً دون مشورة أخيه عابد، الذى يعد أس بلاء العائلة كما تصفه، ويكشف سيد أبو ستيت صديق عابد وعواد العمدة، الذى كان ينفذ لهم كل الشرور، باقى ما غمض من القصة، حيث اعترف لحمزة بكل أخطائه السابقة لأنه سيذهب بعد أيام للحج تكفيرا عن ذنوبه، ويقول أبوستيت للبطل إن قاتل محفوظ جرجس غطاس ابن إسطاسية هما ابنا عمه العمدة عمار وعبد الغنى عواد البراوى، المسجونان فى قضية أخرى لم يكن لهما بها أدنى علاقة، وقد انتهز العمدة شجارا دار بين عبد العظيم عتمان ومحفوظ ابن إسطاسية. ومن هنا فإنه اعتقد أن قتل محفوظ ستلصق تهمته بعتمان حتما، واحتال عابد البراوي على المعلم جرجس غطاس أبوالضحية وأخذ أرضه، ولكن الابن محفوظ أظهر للعمدة أوراقا تثبت أن هذه الأرض ملك لعمته ماتيلدا غطاس وبالتالى لا يمكن التصرف فيها بالبيع أو الإيجار، خاصة أن محفوظ هو الوارث لها ومن بعده تعود ملكيتها إلى الكنيسة.
تنتهى الرواية بزواج حمزة من ابنة خاله راندا، التى انتقلت للعيش مع أمه فى الريف، وافتتح حمزة مكتبا للمحاماة فى بلدته، لتكون أولى قضايا المكتب من إسطاسية ضد عمه عابد البراوى بشأن الأرض التى اغتصبها، حيث جاءته إسطاسية ومعها كل الأوراق التى تثبت حقها فى هذه القضية، وافق حمزة انتصارا للحق وبتشجيع من زوجته راندا، متسائلا فى نهاية الرواية: "هل هى صدفة أن يتحول طموحى فى النيابة العامة إلى طموح فى مهنة المحاماة، وأن تكون قضية إسطاسية هى أول قضية تدخل مكتبى؟"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف