الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحياة معنى. فما معناها هنا؟ خواطر عن الحرب بقلم: لمى سليم النفار

تاريخ النشر : 2014-08-31
الحياة معنى. فما معناها هنا؟
خواطر عن الحرب

بقلم: لمى سليم النفار
ما الذي علمتني اياه الحياة...ربما يكون هذا السؤال اكبر من سني عمري, ومن تجربتي المتواضعة في هذه الحياة, ولكن الحياة أليست هي ايامنا, بأفراحها واحزانها في هذه الدنيا الواسعة, وكل منا يحاول فيها ان يسعى الى ما يريد, ولكن حتما كلنا نريد هذه الحياة جميلة, فطفولتنا لا تحب الاحزان, ولكن ماذا لو في يوم من الايام جاءت سحابة سوداء وغطت سماء ايامنا؟
كيف ستكون ردود افعالنا عليها...اكيد كل منا يحاول ابعادها عن حياته, ولكن لا احد بمفرده يستطيع ابعاد هذه السحابة السوداء, اذا قررت ان تغزو سمائنا, فماذا بإمكاننا ان نفعل كي لا تكون في سمائنا سحب سوداء؟
الحياة لعبة, ولكن هي التي تلعب بنا, بدل ان نلعب نحن فيها وبها000فكم قاسية الحياة بهذا المعنى هنا...فيا الله اجعل هذه السماء تمطر...كي تذهب السحب السوداء, من كل سمائنا وحياتنا, فربما نستريح من كل ما هو متعب...فما اصعب الحياة هنا...انها قاسية جدا, ولكن يا ترى الا يوجد حلول لهذه المشاكل, لهذه الماسي التي تتواصل حولنا...انا لا اعرف ولكن اعرف ان الحياة ليس بطولها او قصرها, فربما تكون الحياة قصيرة ولكن ايامها بيضاء مفرحة, وقد تكون طويلة وكلها احزان...نحن هنا في غزة منذ ولادتي وحتى الان.. خمسة عشر عاما...لم ار غير الحزن والشهداء والقصف الاسرائيلي, وحده ابي يحاول اخراجنا من هذه الاجواء...بمشوار هنا او هناك. بحكاياته عن الوطن وعن جدي الشهيد, وعن حبه وضرورة حبنا للحياة...ودائما يقول لنا:نحن نقاوم من اجل الحياة الحلوة, الجميلة...نعم نحن نحب الحياة ولا نحب الموت والدمار ولكن لماذا دائما الموت يطاردنا؟
دائما هناك شيء غامض في هذه الحياة, أما من احد يعرف سر هذا الغموض,خصوصا فيما يتعلق بعلاقة هذه الحياة معنا كفلسطينيين...انها اعني الحياة كشخص لا يريد اخبارك عن هويته الشخصية, فكيف نتعامل معها. إنها قاسية وتقسو علينا كثيرا فلماذا يا الله...لماذا؟
دائما عندنا الاطفال الابرياء يقتلون...وهم بعد لا يعرفون شيئا عن الحياة,فلم يشاهدوا الافراح ولا الاحزان,لم يعرفوا شيئا ابدا بعد,انهم خارج الفهم لمعنى الحياة, فتأتي صواريخ العدو الاسرائيلي,لتحطم احلامهم ولعبهم..وغالبا ما تأخذ ابائهم وامهاتهم...يا الله هذا حرام,والله نحن لا نستحق هذا الموت,نحن نريد الحياة,ومن حقنا ان نعيش مثل اطفال العالم في أي مكان...فلماذا يقصفون احلامنا هنا...الم تر يا عالم اطفالنا وهم يصرخون:الارض تطفح بالدم وهم يغرقون ويصرخون:امي ابي الى اين...الى اين؟؟
شهر رمضان كما تقول جدتي هو شهر الخير...ولكن في هذا العام-2014-وفي شهر تموزلم يكن شهرا خيرا اتعرفون لماذا...سأقول لكم فاسمعوني:في كل رمضان يفرح الاطفال بعد الافطار في الفرجة على التلفزيون ,المسلسلات الحلوة وحكايات جدتي,ودروسها لنا عن الدين وقراءة القران,وصلاة التراويح والتسابيح...ولكن في رمضان هذا العام كان الخوف يسيطر علينا,فلا نعرف كيف ننهي افطارنا,لنجلس قرب امي وجدتي كي نحتمي بهم اثناء القصف...في رمضان هذا لم نفرح ولم نعرف طعم الامان وهذا فقط بسبب العدو,الذي لا يكتفي باحتلال ارضنا,بل يقصفنا ويقتلنا بصواريخه الفتاكة...فها هو يحرمنا من الفرح,يقتلنا ويسيل دمنا...يسرق فرحة العيد منا,فالوردة البيضاء بيد اطفالنا تغمست بالدم,ونبت الشوك على اطرافها وفي قلبها,واهلنا العرب من بعيد يتفرجون..فلماذا لا نكون يدا واحدة كي ننتصر على العدو...لماذا يا اهلنا؟لماذا العرب يحاولون ان يكونوا اعداء بعضهم فقط...اليست اسرائيل عدوتنا جميعا؟
هذا العدو يا اهلنا لا يتغير,هو ضدنا جميعا ونحن مهما جرى بيننا سنبقى اهل..فهذا العدو عدونا كلنا,لقد احتل ارضنا وقتل اهلنا...فلماذا مرة اخرى لا نكون يدا واحدة؟
هذه الحرب ليست كالحروب السابقة,جعلت قلبي يتأثر في كل شيء اراه:موت الاطفال ودمائهم التي تسيل,البيوت التي تهدم مشاهد قاسية قلبي لا يتحمل هذا ولكن:ما نهاية هذه الدنيا,هل ممكن ان يموت الشعب الفلسطيني كله؟
طبعا ليس ممكنا...فما ذنب الاطفال كي يموتوا وهم لا يعرفون شيئا بعد عن الحياة ومعناها..؟
نحن لا نحب الموت لاحد,فلا تجلبوا الموت لنا...قبل هذه الحرب لم اكن اعرف معنى الحرب بشكل صحيح,ولماذا تقوم الحرب...لان القصف كان بعيدا,لم أتأثر بالصوت ولا برائحة دخان الصواريخ...ولكن هذه المرة نحن في قلب القصف..من حولنا..وعلى مقربة منا يحدث كل هذا القصف وهذا الموت...وعندما قصف البيت الذي مقابل بيتنا,لا اعرف شعرت بإحساس غريب, أصبحت لا اريد الاكل ولا الشرب...ودائما افكر بتلك الرسائل التي تأتي على جوال ابي...يا ترى رسائل ابي التي تأتي له بالأخبار كم من الاطفال مات,وكم من البيوت هدم,متى تتوقف هذه الرسائل...اريد اخبارا مفرحة متى تأتي الاخبار الجميلة عن وقف الحرب,هل تأتي...ام ماذا...يا الله تعبناوما ذنب الاطفال في هذا الشر العدواني...كلنا يريد تحرير الاقصى...ولكن هل الاقصى لا يتحرر الا بدم الاطفال...فظيعة هذه الحرب سأكتب الكثير عما حصل فيها انها كانت كالعاصفة...التي جاءت من بعيد ومسحت كل شيء...رأيت الشجاعية على التلفاز بيوت منكسرة واناس مشردون في احياء اخرى,في الشوارع ينامون ,يهربون من الموت,والموت يخيم على الناس والحدائق والبيوت...يا الله هل بقي هناك حي اسمه الشجاعية؟
انه غابة من الدخان والدمار...اوجع قلبي,لا اريد ان اراه هكذا اغلقت التلفاز...يا رب الامل في قلبي اصبح صغيرا...ولكن ليس مستحيلا فوسع نوافذه يا الله...يا الله...يا الله...في هذه الحرب اقول:ربما عرفت الجزء البسيط عن معناها ولكن يا ترى هل الاطفال الذين استشهدوا عرفوا ماهي الحرب وماهو النصر؟؟
لا احد يفكر بالأطفال الذين ملأ الخوف قلوبهم..لا احد يفكر بالأطفال الذين فقدوا اباءهم وامهاتهم او فقدوا حياتهم..انهم فقط يفكرون بالنصر...فمن الذي انتصر؟
نحن فقط,الشعب,نحن الاطفال من انتصر على الخوف والحزن والموت,ولكن رغم ذلك لا توجد فرحة نصر بهذه الطريقة البشعة...اليوم الاربعاء وامس الثلاثاء اليوم الذي يسمى يوم النصر..التاريخ 26-8-اغسطس اليوم خرجت الناس في الشوارع تفرح بالنصر...ولكن عندما تعود الى بيوتها ولا يجد الطفل امه او اباه وعندما وعندما الاسرة تعود من الشارع فلا تجد بيتا لها...ماذا تقول؟...هذه ماسي شعبنا الفلسطيني...اتمنى ان نفكر جيدا ماذا نريد ان نفعل لهذا الشعب,بعد هذا الدمار العظيم...اعتقد ساعتها سنعرف معنى الحياة ومعنى النصر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف