الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا مستقبل للعرب دون عودة العراق بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2014-08-31
لا مستقبل للعرب دون عودة العراق بقلم:مروان صباح
لا مستقبل للعرب دون عودة العراق
مروان صباح / غالباً كان متوقعاً رد فعل أولي للمالكي رئيس وزراء العراق الذي تم عزله ، أن يقف كما فعل ، مخاطباً قطاعات الجيش والأمن المتبقية منها والتى تأتمر بأمره ، حيث باشر بمطالبتها بالثبات وعدم الارتباك والانصراف عن التدخل في الشأن السياسي حتى أثناء عزمه تفكيك قرار عزله ، الصادر من رئيس ، هو ، ذاته يبحث عن ما تبقى من جمهورية تبدو شحبت الركائز ، إلا أن جاء التكلف للعبادي بتشكيل مجلس وزراء جديد بهدف إنقاذ ما يمكن انقاذه ، والشيء بالشيء يذكر ، عندما فازت القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي بفارق مقعدين بانتخابات البرلمانية في اذار عام 2010 م ، وجدت نفسها أمام سد منيع لا يقبل الرحيل أو التخلي عن كرسي رئاسة الوزراء ، رغم رغبة ، أطراف ومكونات سياسية برحيله ، بالإضافة ، إلى الدعم التى لاقته قائمة علاوي من دول عربية وأجنبية ، وبالتالي ، من واقع متخم بالواقعية ، سجل العراق في حينه ، المدة الأطول بتعطيل الدستور بسبب رفض المالكي الاستجابة لنداءات التى طالبته بإفساح الطريق لمن اختاره الشعب بتشكيل حكومة جديدة التى كانت وظيفتها من المفترض انقاذ العراق من التجاذبات الطائفية والتأثير الإقليمي ، بل ، مارس سلسلة تجاهلات وأخرى تهديدات وصلت إلى ارسال انذار قوي لإياد علاوي باغتياله جسدياً في أقرب فرصة ، إن استمر بتمسكه بتشكيل عهد جديدة .
اعتمد نوري المالكي ، سابقاً وقريباً ، على جملة رهانات قد يكون محق بها ، بدايةً من قاعدته الحزبية التى مارست عملها منذ عام 1957 م بقيادة السيد محمد باقر الصدر ، حيث ، شكل وجود الصدر في الحزب توازن فكري ضروري بين الشيوعية والعلمانية والقومية العربية وغيرها من افكار مادية ، لكن ، تميز حزب الدعوة عن الأحزاب الأخرى كونه اشتبك بقوة السلاح ، مبكراً ، مع الحزب الحاكم ، البعث ، في السبعينيات من القرن الماضي ، كما أقام علاقة وطيدة مع الثورة الإيرانية وتطورت لاحقاً عندما اقامت الثورة جمهوريتها الإسلامية على الأرض الإيرانية ، كما يدرك تماماً ، رئيس الحكومة المعزول ، بأن القوى السياسية السنية ، التى مازالت منخرطة في العمل السياسي وعلى وجه الخصوص العرب ، ليست لها قيمة شعبية مؤثرة ، بل ، يعتبرها ،هو ، دون سواه ، بأنها فاقدة للقواعد الجماهيرية وبالتالي تحتاج لغطاء حماية سياسية وأمنية يقوم بتوفيرهما ، بالإضافة إلى ذلك ومروراً ، بولايتين ، أستطاع بعلاقاته المزدوجة بواشنطن وطهران ، أن يفرض سيطرته على قوات الجيش والأمن وقد ربطها بأجندات إقليمية ، حيث ، شكل مليشية للحزب وأخريات متفرقة بين المناطق وأوكل إليهم أعمال اجتثاثية مذهبية في مربعات معينة وفي ذات الوقت أدخرها ليوم رحيله عن السلطة كونه يعلم حجم ما ارتكب من فساد وفرقة .
في حدود الاستسلام ، دائماً ، هناك إجراءات استدراكية يعتقد من يستعين بها أنها حبل نجاته الأخير ، لكنها ، في واقعها ، خلاصة ، تبدو بالغة الغرابة ، للوهلة الأولى ، إلا أن قوة مبررها لمن يخلو صندوقه من الاحتياطات التى من المفترض أن تُستدعى في أزمات كهذه ، تدفعه إلى النزول عند حقيقة التغيير التى وافقت عليها دول اقليمية في ذروة اشتباك مستمر على الساحة السورية ، خوفاً من تعاظم وامتداد اذرع الدولة الإسلامية ، داعش ، كأن المسألة ، مجرد تغيير أشخاص دون الفهم والبحث عن جذر المسألة التى تكمن بالأصل في نظام شهدَ البلوغ منذ 2003 م ، وبأن الأمر يتعلق بالجانب السني العربي الذي مورس بحقه أبشع الجرائم والتنكيل فأصبح الغضب حالة تصاحب تلك المناطق التى وقعت ، من أول وجديد ، تحت سيطرة تنظيم داعش ، وهي ، بالأصل أغلبية عربية سنية تحولت إلى حاضنة منيعة من أي استدراجات شبيهة لفترة الصحوات ، لأن ، ما لاقته فعلاً من مجموعة تعاونت مع المحتل ، حيث ، مارست بكل وضوح وعنجهية اقصاء واستبعاد للمناطق السنية العربية من الخدمات بالإضافة للقتل الممنهج والاعتقالات التى يسجل تاريخ السجون سلسلة طرق لم تشهد البشرية سابقاً مثلها من أساليب تعذيب ، وأيضاً ،غيرها قد استحضرت من الذاكرة الكولونيالية التى تكررت في العراق حصراً بمشاهد مماثلة وبين قرار عام سني عربي ، برفض قاطع ، للأغلبية عرب السنة لأي ارتباط سياسي أو أمني مع الهيكل الجديد للدولة ، ومن تجرأ بالتمرد للمقاطعة لاقى الاغتيال يتربص به أو حوصر بين جدران المنطقة الخضراء أو تحول طريداً في بقاع الأرض .
أن تغض الولايات المتحدة الأمريكية البصر عن حزب الله عندما ذهب دون أن يحدد عودته مع مليشيات أخرى طائفية إلى سوريا ، شريطة تحديد مناطق قتاله دون الاقتراب إلى حدود الشريط الإسرائيلي ، بالرغم ، من أن سوريا بأكملها أصبحت ساحة خصبة ومغرية لتنفيذ علميات في العمق الإسرائيلي ، هي ، تستعين بذات الفعل عندما تقصف مواقع دولة داعش ، فقط ، لأنها تقدمت قواتها نحو اربيل كردستان ، بل ، استنفرت العالم أجمع لمحاربة عناصر الدولة بعد تصعيد إعلامي مقصود ، في واقعه ، لا يهدف إلى إنهاء حالة الدولة الحديثة من جذورها بقدر تحريك المنطقة وإستنفارها من خلال تحويل ، الدولة ، إلى فوبيا مزمنة كي تجعل الاشتباك واقع يؤسس إلى مرحلة قادمة مازالت مساحتها وخطوط العرض والطول مجهولة الامتداد ، وقد لا نبالغ حين نقول بأن الدول الإقليمية برمتها تعود إلى ذات الإخفاقات عندما تُكرر الانسياق وراء أهداف لا أهدافها ، بل ، يكشف الزمن عن تواضع في رؤيتها ، حيث ، يجزم المرء بأن هذه الدول مهما على كعب شأنها تفتقد إلى التدبر عندما تقع في أزمات كبرى وهي غير قادرة على الاحتكام للمقاييس في ذروة الاشتباك ، كأنها قطط ابتلعت فأرً افقدها التنفس والأكسجين ، لهذا ، تسجل إنجرار وراء اخر خلف مخططات الولايات المتحدة في رسم منطقة جديد ، حدودها من طباشير ، تارة يعلل الفريق الأول حجته بالدفاع عن معاقل الممانعة ، وآخر ، بهدف حماية الشعب من اجرام المستبد وإلى جانب كيلهما ، محاربة الفكر الجهادي المتناقل والمتواري والعائد بقوة ، حيث ، الأطراف تحولوا إلى حالة لاهثة خلف طبول وإيقاعات أمريكية ، الخلاصة ، لا تعرف أين تبدأ ومتى تنتهي ، بقدر ما تجيد الالتحاق والتورط دون الاستشعار سلفاً بالاستراتيجيات الدولية .
تجميع دول المنطقة خلف محاربة دولة داعش المستجدة بحلتها اليوم والممتدة من تنظيم القاعدة ، لن يفلح بتاتاً ، ومن يظن ، فالظن ، دائماً ، يأخذ المرء إلى الهاوية ، لأن ما تقدمه الإدارة الأمريكية من توفير غطاء جوي ، لن يغير من الواقع كثيراً ، فهو واهم ، بل ، كأنه ملقح من أن يستفيد من التاريخ القريب ، عندما لجأت قوات الحلف الاطلسي إلى علميات مشابها وبالتالي بفعلها هذا ، ضاعفت من قوة الجماعات المسلحة لم تضعفها ، إلا أن ، نوايا الحلف بعيدة عن تلك التى يكررها الأعلام ويواظب موظفين الخارجية الأمريكية إطلاقها هنا أو هناك ، حيث ، تسعى الإدارة الأمريكية اليوم إلى اجتراح ومن خلال البند السابع أساليب خاصة ، حيث ، يتيح لها الانقضاض على مساحة نفطية باتت تحت سيطرة تنظيم داعش لا سواه ، في حين يُجرم القرار الصادر من مجلس الأمن ، التعامل اقتصادياً مع إدارة الدولة الإسلامية ، تكون أغلقت الباب أمام دول أخرى مصنعة للبترول ، في وقت ، تجد الإدارة الأمريكية قنوات خاصة عبر وسطاء كي تستحوذ على نفط بأقل الأسعار دون أن يتأثر السعر ، عالمياً ، هنا ، يسهل هضم أشق تنميطات قد تعتقد الإدارة الأمريكية صعبة ، فكيف بأسهلها ، عندما يكون الأمر متعلق بالجانب النفطي ، فمنذ حرب الخليج الأخيرة ، شهد النفط انفلات جنوني ، استفادت بعض الدول الخليج من طفرته ، إلا أن ، معظم العرب يعانون من ارتفاعه الذي حول ايقاع حياتهم متسارع حتى الجنون ، دون أن يقدم الخليج حلول جذرية باستثناء مساعدات ، تسكيتية ، هذا النجاح بالفعل يندرج في قوائم من خطط بتحويل المنطقة إلى منعزلات ، حيث ، تباعد التعاون العربي أكثر وبات الفارق العيش بين الأعضاء أوسع ، قلة ثرية لا تحمل في طياتها مشاريع استنهاضية وأخرى معدومة تقاوم من أجل البقاء ضمن حدودها المهددة ، فأصبحت المنطقة معزولة عن بعضها البعض وعجينة رخوة وطيعة يمكن اعادة تشكيلها كما يشاء الخباز ، وقد يضرب سوق صدام حسين لنا مثالاً ، هاماً ، عندما اضطر إلى بيع بترول العراق في أسواق كان الغرب يشرف عليها عن بعد بقدر ما هو قريب ، دون شك ، وكما تشير التقرير الدولية ، عند أول انهيار لقوات نوري المالكي في الموصل ، بدأ البترول الكردستاني يتدفق إلى إسرائيل بأسعار مدعومة متحرراً من رقابة الحكومة المركزية في بغداد ، والآن ، الدولة الإسلامية تسوق بترول دولتها في سوريا والعراق بذات الطريقة ، لكن السؤال ؟ ، من هو القادم ، فأن القائمة كما تبدو طويلة ، لا يعرف من سينخرط بالسوق السوداء قريباً .
لا مجال للرهان على عودة الدولة بمعنى الدولة القومية بصيغتها المتحضرة ، مادام النظام في بغداد غير قادر على استقطاب العراقيين في بوتقة جامعة ينصهر فيها كل فرد رغم تبعيته لمربعه ، تماماً ، يرتفع سقف التحدي أمام دولة يتطلع مؤسسيها بأنها متاحة لكل من يرغب التحاق بها رغم اختلاف هويته ، وهذا ، التحدي لا يقتصر على بغداد فقط بقدر أنه يشمل بالفعل المنطقة العربية برمتها ، لهذا ، لا مفر أمام الأنظمة العربية ، إن ارادوا الحفاظ على جغرافية دولهم والوقاية من عدوى العراق وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان إلا بالتخلص من التبعية المطلقة ومن ثم إعادة العراق إلى ما قبل 1258 م ، أي عهد الدولة العباسي ، الذي شهد قوة ونفوذ ، وما لا يتنبه إليه بالأخص المراقبين بأن الأكثرية غاصت في بحر أساليب داعش من قتل ونحر دون الانتباه للسياق المتشابه لسياق قيام الدولة العباسية بقيادة ابو جعفر المنصور ، ولإدراكهم ، أهمية بغداد والعراق عموماً ، حيث ، يعود تقليد الممارس للأنماط والسلوك داعش لما صنعه ابو جعفر المنصور في الأربع سنوات الأولى من حكمه ، حيث ، اشتهر نهج الدولة بالشدة والبأس واليقظة والحزم والإصلاح والاهتمام بمصالح الرعية وقطع الرؤوس لكل من يخالف الطاعة ويشق العصى ، واستناداً لاستقراء الحاضر وما علمنا التاريخ ، لابد من اعادة تقيم أساليب الردع وتحديث انواعه المختلفة والانتباه من تحالفات لا تنفع بقدر ما يمكن أن تُلّحق هدم كامل ، بل ، هي بالتأكيد لا مستقبل لها ، وقد تكون هي لا سواها ، الضربة القاضية ، تماماً ، كما حصل عندما تحالفات الأنظمة العربية عام 2001 م ، ضد رأس وقيادات الفكرية والمسلحة للجماعات المسلحة التى كانت محاصر في تورا بورا ( الغبار الأسود ) وأنفقت المليارات في سبيل التخلص منها ، إلا أن ، النتيجة الآن ، أصبحت فوبيا تطوق الدول .
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف