الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية بقلم:د. رياض حسن محرم

تاريخ النشر : 2014-08-30
الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية بقلم:د. رياض حسن محرم
الحوثيون فى شمال اليمن يشكلون تاريخيا جزءا أساسيا من المذهب الزيدى، هذا المذهب الذى خرج من عباءة المذهب الشيعى الإثنى عشرى باعتقاده فى إمامة "زيد بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب" خلافا لتسلسل الأئمة الإثنى عشر، ويتمركز الزيود فى منطقة صعدة باليمن وحكموا اليمن لقرون طويلة آخرهم بيت "حمبد الدين" الذى حافظ على نظام الإمامة الزيدية باليمن حتى سقوطها وقيام النظام الجمهورى عام 1963 بالثورة على آخر أئمة الزيديين من آل حميد الدين باليمن وهو الإمام أحمد وإبنه البدر واعلان الجمهورية، ويعتبر الزيديون هم اقرب المذاهب الشيعية الى الفقه السنى وذلك فى إعتقادهم بعدم عصمة الأئمة من آل البيت وأنه لا عصمة الاّ للأنبياء فقط "كما يذهب السنة الشوافع باليمن" كما لايقرون باقى المذاهب الشيعية فى قضايا أساسية كالتقية والرجعة والبداءة وإهانة الصحابة وخاصة الشيخين وعائشة.
خاض الحوثيون معارك فقهية حادة مع شيوخ الزيدية منذ أن أسس "بدر الدين الحوثى" ما يعرف بتنظيم "الشباب المؤمن" فى صعدة عام 1991 الذى سعى من خلال إنشائه الى جمع علماء الزيدية فى اليمن تحت لواء واحد والتقريب بين مذهبهم والمذهب الإثنى عشرى المنتشر فى إيران والعراق، ويعد بدر الدين الحوثى الأب الروحى للحوثيين باليمن وينتمى لما يعرف بالزيدية الجارودية "نسبة الى أبى الجارود زياد بن زياد" وهى إحدى فرق الزيدية الثلاث وسافر بدر الدين الأب الى إيران بعد انتهاء معارك 1994 بصحبة إبنه البكر حسين حيث مكث فيها حتى عام 2002 وعاد الإبن الى اليمن قبل أبيه وكانت أول خطوة له بعد عودته تغيير اسم التنظيم من "الشباب المؤمن" الى "أنصار الله" منتحلا فكرا جديدا أقرب الى المذهب الإثنى عشرى الجعفرى منه الى الأفكار الزيدية وذلك رغم أن المذهب الإثنى عشرى لا يعترف ب"زيد بن على" كأحد الإئمة المعصومين، ودخل "حسين الحوثى" الذى خلف أبوه فى صدام حاد مع علماء الزيدية الذين أصدروا بيانا بعنوان "ضلالات الحوثى وأتباعه" إتهموه فيه بمخالفة أصول المذهب الزيدى وتحوله بشكل كامل الى المذهب الإثنى عشرى.
أدى مزج الزيدية بالاثنى عشرية عند الحوثيين الى ما إشتقاق مذهب مهجّن يمكن تسميته بالمذهب الحوثى الذى تتمثل مرجعيته فى خطب ومقالات "حسين الحوثى" التى تختلف عن المذهبين الزيدى والاثنى عشرى وإشتق له مرجعيته ومصادره الجديدة وقدّر له أيديولوجية مختلفة عن فكر الزيدية وفقه الإثناعشرية بمذهبية قرآنية مباشرة، وقد غض نظام صالح نظره لمرحلة طويلة عن نشاط الحوثيين محاولا استخدامهم كعنصر توازن فى خريطة الواقع السياسى اليمنى وذلك خلال صراعه السياسى مع "حزب التجمع الوطنى للإصلاح" السنى المعارض ذو الإتجاهات الإخوانية والحركات السلفية والقاعدة من جهة أخرى والسماح له بالقيام بدور إجتماعى وخيرى مخففا العبئ عن الدولة التى إضمحل دورها وتآكل فى تقديم الخدمات الإجتماعية من تعليم وصحة وخلافه، وساعد ذلك على تمدد نفوذ الحوثيين وتمكنهم من إكتساب أنصار جدد وبسط سيطرتهم على مناطق جديدة مستفيدين من تراجع الحكومة ومستفيدين من الدعم المادى الخارجى خصوصا من إيران بما سمح لهم بتجنيد عناصر شبابية متحمسة وتقديم خدمات شخصية ورواتب لهم بالتوازى مع رفع شعارات برّاقة ضد أمريكا وإسرائيل مثل ( الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام).
تحول التنظيم سريعا من مجرد الدعوة الفكرية الى تخزين الأسلحة والتدريب عليها مع وجود سوق مفتوح للسلاح باليمن وانتشاره المفرط بأيدى الجميع حيث يباع بالأسواق دون رقابة (إفتخر صالح بوجود مليونا قطعة سلاح بأيدى المواطنين) ودخل الحوثيين صراعات متواصلة وممتدة مع النظام والقبائل اليمنية وعلى رأسها قبيلة "حاشد" بقيادة "آل الأحمر" وخاضوا 7 جولات من الحروب فى الفترة الممتدة من 2004 الى 2014 على النحو التالى:
(المعركة الأولى) نشبت فى يونيو 2004 وقتل فيها "حسين الحوثى" الذى يظن أتباعه غيبته وأنه إختفى لفترة وسيعود.
(المعركة الثانية) فى مارس 2005 لمدة اسبوعين بقيادة الأب بدر الدين الحوثى.
(المعركة الثالثة) اندلعت فى نوفمبر 2005 بقيادة "عبد الملك الحوثى" الشقيق الأصغر لحسين الحوثى.
(المعركة الرابعة) فى يناير 2007 بعد عملية طرد اليهود القاطنين بصعدة ورفع شعار الإنفصال.
(المعركة الخامسة) وتعد من المعارك الهامة فى تاريخ الصراع حيث إتسعت رقعة الصراع الى مديرية "بنى حشيش" القريبة من صنعاء ذات الأغلبية الزيدية.
(المعركة السادسة) إشتعلت فى أغسطس 2009 ويظهر من خلالها تصاعد المخاطر ليس على اليمن وحدها بل لإمتداد تلك المعركة داخل حدود السعودية فى "جبل الدخان" المتداخل بمنطقة جيزان وسقوط ضحايا من الحرس الوطنى السعودى والاعلان عن اكتشاف مخازن أسلحة مهربة من إيران.
(المعركة السابعة) حدثت فى مارس 2014 وتعد من أخطر المعارك بين الحوثيين والدولة ودارت فى محافظة "عمران" وتم خلالها دحر اللواء 310 مدرع العالى التسليح وقتل قائده العميد حميد القشيبى والإستيلاء على كامل أسلحته وعلى محافظة عمران بأكملها التى لا تبعد سوى 50 كم عن صنعاء وقتل وجرح العديد من قبيلة "حاشد" القوية وإجبر أفرادها على الفرار خارج المنطقة وانتهت المعركة بإستيلاء الحوثيين على معظم الجزء الشمالى من اليمن.
فى كل معركة دارت خرج منها الحوثيون أكثر قوّة وتماسكا وكسيا للأنصار وبتوسع جديد رغم أن الجيش اليمنى أكثر عددا وتسليحا وربما يرجع ذلك الى تشتت الجيش بأكثر من صراع مع جهات عدة فى الداخل من ناحية والتفوق الإديولوجى والإلتزام العقيدى لدى الحوثيين والدعم الإيرانى والقطرى المباشر وغير المباشر من جهة أخرى.
يستمر التصعيد الحوثى بعد المكاسب الأخيرة على الأرض فى عمران والجوف وكتاف مستفيدين من ضعف السلطة ومشاكل المرحلة الانتقالية وعدم تحقق أهداف الثورة على نظام صالح محاولين ركوب موجة الجماهير للمطالبة بالغاء قانون رفع أسعار المحروقات وإقالة حكومة "باسندوة" الفاشلة، ونجحوا فى التحالف مع قوى سياسية راديكالية مثل "الحراك الجنوبى" و"الحزب الاشتراكى اليمنى" وبعض القوى اليسارية والقومية واستطاعوا استقطاب حزب "المؤتمر الشعبى العام" بقيادة على عبدالله صالح ومشاركته فى مخيمات الإعتصام المسلحة حول صنعاء وداخلها، ويهدد الحوثيين حاليا بفتح معركة مباشرة بينما يحاول الرئيس "عبد ربه منصور هادى" التفاوض معهم ودعوتهم للمشاركة فى السلطة، وما زال الحوثيون يحققون خطوات واسعة نحو الإستيلاء على الحكم ولكن ذلك سيعمّق الإنقسام الطائفى ويفتح جحيم الحرب الأهلية بدعم مباشر من ايران للحوثيين وتدخل دول الخليج بقيادة السعودية ومن خلفهم جميعا الامبريالية الامريكية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف