الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النصر كتبته دماء الشهداء.. لا الخـُطــَب العصماء؟ بقلم: عبد الهادي شلا

تاريخ النشر : 2014-08-30
النصر كتبته دماء الشهداء.. لا الخـُطــَب العصماء؟ بقلم: عبد الهادي شلا
النصر كتبته دماء الشهداء.. لا الخـُطــَب العصماء؟!
عبد الهادي شلا
يوم الثلاثاء 26 اغسطس،آب 2014 ..توقفت الحرب التي استمرت واحد وخمسون يوما متواصلا على قطاع غزة من أقصاه إلى أقصاه وفي كل الإتجاهات حرقت الأخضر واليابس وراح ضحيتها مايزيد عن ألفين شهيد وعشرات الآلاف من المشردين والجرحى..حطت الحرب رحالها..أو هكذا حتى هذه اللحظة ..نقول توقفت.

خرج أهل غزة المصابين بكل أنواع الإحباط من العالم،وفي قلوبهم حسرة وألم على فراق عائلات كاملة وبيوت كانت شاهدة على ما جرى حتى ساوتها آلة الحرب بالأرض وعادت إلى أصلها.. التراب.

نقلت لنا الفضائيات..فرحة الناس تشق طريقها من بين حطام الروح و الحزن يكسو الوجوه في مسيرات رافعين الأعلام ومهللين.

ومن منا يحب الحرب؟!

إنها الشيء الكريهه الذي يصر الإنسان على التعامل معه ،ويحاول أن يتفاداه تحت كل الظروف فالقوي يتمادى في غطرسته،والضعيف يصبر ولكن إلى حين فينفجر وعندها تتساوى الحياة والموت عنده مادامت الكرامة ستمتهن والأرض تسلب.

هكذا كان قدر شعب فلسطين كله،ولكن هذه المرة إنفرد العدو بقطاع غزة وسط صمت عالمي مطبق إلا من قليل من شعوب تعرف الحق فوقفت بالصوت بجانب الشعب المحاصر والذي تعرض لإبادة بمعنى الكلمة.

نعم صمدت المقاومة و لنقل بصورة مميزة فكانت يدا واحدة على مدى أيام الحرب التي أطلق عليها العدو إسم( الجرف الصامد) واستمرت واحد وخمسون يوما.

كان العمل السياسي يسير جنبا إلى جنب مع المقاومة التي وصلت إلى مالم يكن يتوقع العدو،بل أسقط في يده حين إضطر إلى إغلاق مجاله الجوي وأفرغ المدن والقرى القريبة من حدود غزة من سكانها من جراء إطلاق الصواريخ على بلداته.

فرحة أهل غزة اليوم..عادت بي إلى العام 1957 حين انسحبت قوات العدو الصهيوني من القطاع الذي احتلته إبان العدوان الثلاثي على مصر.

أذكر كيف خرج الناس في يوم شديد المطر لم تشهده غزة من قبل مستبشرين بخيرات السماء وهم يرددون (السماء تغسل رجسهم وهم ينسحبون ). هكذا سمعتهم بأذني الصغيرة..!

كانت الزغاريد تتردد والتهاني تتبادل بين الجميع،وخرجت الأسلحة التي عجز العدو عن اكتشافها وهويبحث عنها بين أيدي الناس وانطلقت الأعيرة النارية بزخم شديد تعبيرا عن الفرح حتى نـُقل عن "موسى ديان" وزير دفاع العدو في ذلك الوقت أنه قال:"ما كان يجب الإنسحاب من غزة " وذلك لأهميتها أول لسبب أخر في نفسه!

الفرق بين الإحتلال 1956 وبين الحرب 2014 ،لايقارن فذاك الزمن لم تكن غزة بهذه التركيبة السكانية المعقدة والتي وصل عدد سكانها اليوم إلى حوالي المليونين،ولم يكن فيها مقاومة بالمعنى التنظيمي الكبير الذي هو عليه الآن وإنما مجموعة مقاومين لم يزد عددهم عن أربعين"فدائيا" كانوا تحت إمرة الضابط المصري الشهيد"مصطفى حافظ" الذي سجل إسمه في تاريخ فلسطين بعد أن انفجرت فيه رسالة ملغومة من قبل العدو الصهيوني،وقد أطلق إسمه على المدرسة الثانوية للبنات في حي الرمال.
ولكن هذا العدد القليل من الفدائيين كان مصدر إزعاج وقلق لدولة الإحتلال أنذاك.

اليوم الفرق واضح فرغم القوة الكبيرة والتنظيمية للمقاومة فقد واجهت دولة قوية جدا ومدججة بأقوى أنواع الأسلحة الفتاكة فكان الفرق واضحا ،وما أطال أمد الحرب سوى إصرار المقاومة على تحقيق نصر تعرف أنه ليس النصر الكامل وإنما هو نصر مرحلي يؤدي بالصبر والثبات إلى تحقيق نصر أكبر مع إدراك وجود قوى عالمية كبيرة تمد العدو بسخاء بكل ما يحتاجه كي تصبح له دولة يمكنهم الإعتماد عليها في تثبيت مصالحهم في المنطقة العربية كاملة ولمدى بعيد.

وسيبقى السؤال قائما: هل ما تحقق من ثبات ونصر "محدود" يتساوى مع العدد الهائل من الشهداء والجرحى؟

اليوم يشهد القطاع وقد اتسعت مساحته وكثر عدد سكانه نفس الفرحة بإندحار آلة الحرب خاسئة خاسرة برغم فداحة الخسارة في الأرواح ،وهذا قدر الشعوب التي لا تتنازل عن حقها المشروع في الأرض وفي الحياة الكريمة.

وهل ستكون المقاومة بكل فصائلها جزء من"دولة فلسطين" التي اعترف بها العالم كعضو مراقب وتلتزم بما أتفق عليه دوليا،من التصرف بما سيصلها من الدول المانحة للإعمار وإصلاح البنية التحية للقطاع قبل غيره من المدن الفلسطينية،وأن لا يكون هناك تنازع على إدارتها كما تتسرب الأخبار إلينا؟

نتمنى ألا تأخذ الجميع فرحة "إنتهاء الحرب" وويلاتها بعيدا بل أن يكون الجميع واقعيون في تقدير الإمكانيات المتاحة وما تحقق من مكاسب "معنوية" في هذه الحرب وتطويعها لقوة سياسية يستطيعوا بها تحقيق قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس.

فالنصر كتبته دماء الشهداء.. لا الخـُطــَب العصماء!.

هنيئا لك ياغزة..ويا شعب غزة،ويا مقاومة ،والجنة لكم شهدائنا الأبرار.

27 أغسطس/آب 2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف