غزة وجع العربي
موسى حوامدة
غزة وجع العربي المعاصر، وجع المؤمنين بأنها جزء من كل، قطعة من وطن مغتصب، غزة في عين العدو، شوكة في خاصرة الحركة الصهيونية، رأس حربة المقاومة الإنسانية كلها، في مواجة استيطان استعماري أوربي قديم جديد، وفي مواجهة احتلال صليبي مريض تحوَّط بالزيف والأباطيل ليجمع عصارة حقد الآخر ضد هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة، وضد من يعيشون عليها وحولها.
فالعدوان على غزة ليس عدوانا على هذا الجزء الصغير، من أرض فلسطين، بل عدوانٌ على وطنها العربي الكامل الممتد من الرخاوة إلى البلادة، ومن الصمت المريب إلى السكوت المسيس والمدروس.
غزة وجع أيضا للعربي الجديد، العربي الانتهازي المستسلم والراضخ والباحث عن رضا السيد والمتفوق، وجع للعربي الحاكم الراغب في إسكات صوت الكرامة والعدالة والمقاومة، كي لا تتفجر لديه براميل الخوف وأصوات الجموع ، المطالبة بحق الرعايا في العزة والانتصار، وخلع معطف الذل والجبن، ورمي وشاح المهانة للأبد.
لم يكن الربيع العربي خطيراً، من قبل ولم يكن مزعجاً، حين كان العربي يقتل أخاه العربي، أما وقد انطلق الربيع في فلسطين، وفي غزة، وصار يمكن للفلسطيني أن يدافع عن نفسه، ويوقع قتلى صهاينة، كما يقتل ويوقع رعباً وخوفاً، ويملك زمام أموره، فهذا جنون، لم يكن متوقعاً ولا محسوباً، ولم يكن مخططاً له، أن تنتقل حالة الربيع من «فوضى خلاقة» إلى مقاومة عادلة ومشروعة، ومن قبيل شعب مضطهد، ومصصم على نيل حقه وحريته، فهذا هو المفاجأة الحقيقية لصناع الربيع والمخططين له، ولذا لم يكن على جدول صناع الربيع العربي انفجار هذا الثقب الصغير بما هو غير متوقع، ولا مدروس ولا محسوب.
غزة وجع العرب جميعاً، وجع المطالبين بصمتها، وسكوتها والمتفاجئين بعزتها، وقوتها، وعدم استسلامها، ورفضها للإنحناء وستر عوراتهم، وهؤلاء هم الأقسى في كيل الحقد لها، لأنها كشفت عوراتهم كشفاً، وفضحت انسلاخهم، عن أمتهم وتسليمهم مقاليدهم لغيرهم، ولأنهم يخافون بعض شعوبهم، جنَّ جنونهم، كلما طال أمد الحرب لأن استمرار الحرب والقتل في شعب أعزل، حرك مشاعر بشر مذهولين عن السياسة، بعيدين عن ألاعيبها القذرة، ولذا فار دم البعض وخشي الخلفاء والولاة انفلات الأمور، وتكاثر المفاجآت، فطلبوا من العدو تشديد الضرب، حتى إنجاز المهمة، وحين تعثر الاحتلال، واكتشف أنه يُدفع إلى خسارة معنوياته، وسمعة جيشه، لملم عاره وذله وانسحب مُهدداً باستمرار القصف من الجو. والتصميم على منع انطلاق الصواريخ وتجريد المقاومة من سلاحها، رغم أنه يعرف أن السلاح هو الإرادة نفسها.
غزة فضحت الجميع، كشفت عورات المهانين المذلين، وكشفت عن معادن الأنقياء والبشر الطيبين في مختلف رقاع المعمورة، ولذا بات الأمريكي اللاتيني أقرب لجبهة المدافعين عن غزة، من أقرب الأقربين لها.
غزة تستحق الشكر، لا لكل الأسباب التي تستحق عليها الشكر، بل لكونها جمعت العرب جميعاً في الرغبة، بإسكات صوت الحرب، وإيقاف اسرائيل لهمجيتها ووحشيتها ضد الشعب المحاصر في غزة؛ الفريق الأول من العرب، يريد لمملة الفضيحة، وإسكات أبواب القلق والخوف، من المفاجآت اللامتوقعة، والفريق الثاني يخشى عليها، وعلى أطفالها ونسائها وهشاشة بيوتها من الدمار، أكثر ويتمنى لأهل غزة أن يلتقطوا أنفاسهم قليلاً لعلهم يهيئون للحرب القادمة مفاجآت أكثر خطورة وفعالية.
غزة وجع العربي، ولكنها بداية عهد جديد، عهد بدأ فيه الفلسطني قادرا على رد الصاع وتكليف المحتل جزءاً ولو يسيراً من ثمن احتلاله، وهذا يؤسس لعصر مختلف وعصر جديد.
[email protected]
موسى حوامدة
غزة وجع العربي المعاصر، وجع المؤمنين بأنها جزء من كل، قطعة من وطن مغتصب، غزة في عين العدو، شوكة في خاصرة الحركة الصهيونية، رأس حربة المقاومة الإنسانية كلها، في مواجة استيطان استعماري أوربي قديم جديد، وفي مواجهة احتلال صليبي مريض تحوَّط بالزيف والأباطيل ليجمع عصارة حقد الآخر ضد هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة، وضد من يعيشون عليها وحولها.
فالعدوان على غزة ليس عدوانا على هذا الجزء الصغير، من أرض فلسطين، بل عدوانٌ على وطنها العربي الكامل الممتد من الرخاوة إلى البلادة، ومن الصمت المريب إلى السكوت المسيس والمدروس.
غزة وجع أيضا للعربي الجديد، العربي الانتهازي المستسلم والراضخ والباحث عن رضا السيد والمتفوق، وجع للعربي الحاكم الراغب في إسكات صوت الكرامة والعدالة والمقاومة، كي لا تتفجر لديه براميل الخوف وأصوات الجموع ، المطالبة بحق الرعايا في العزة والانتصار، وخلع معطف الذل والجبن، ورمي وشاح المهانة للأبد.
لم يكن الربيع العربي خطيراً، من قبل ولم يكن مزعجاً، حين كان العربي يقتل أخاه العربي، أما وقد انطلق الربيع في فلسطين، وفي غزة، وصار يمكن للفلسطيني أن يدافع عن نفسه، ويوقع قتلى صهاينة، كما يقتل ويوقع رعباً وخوفاً، ويملك زمام أموره، فهذا جنون، لم يكن متوقعاً ولا محسوباً، ولم يكن مخططاً له، أن تنتقل حالة الربيع من «فوضى خلاقة» إلى مقاومة عادلة ومشروعة، ومن قبيل شعب مضطهد، ومصصم على نيل حقه وحريته، فهذا هو المفاجأة الحقيقية لصناع الربيع والمخططين له، ولذا لم يكن على جدول صناع الربيع العربي انفجار هذا الثقب الصغير بما هو غير متوقع، ولا مدروس ولا محسوب.
غزة وجع العرب جميعاً، وجع المطالبين بصمتها، وسكوتها والمتفاجئين بعزتها، وقوتها، وعدم استسلامها، ورفضها للإنحناء وستر عوراتهم، وهؤلاء هم الأقسى في كيل الحقد لها، لأنها كشفت عوراتهم كشفاً، وفضحت انسلاخهم، عن أمتهم وتسليمهم مقاليدهم لغيرهم، ولأنهم يخافون بعض شعوبهم، جنَّ جنونهم، كلما طال أمد الحرب لأن استمرار الحرب والقتل في شعب أعزل، حرك مشاعر بشر مذهولين عن السياسة، بعيدين عن ألاعيبها القذرة، ولذا فار دم البعض وخشي الخلفاء والولاة انفلات الأمور، وتكاثر المفاجآت، فطلبوا من العدو تشديد الضرب، حتى إنجاز المهمة، وحين تعثر الاحتلال، واكتشف أنه يُدفع إلى خسارة معنوياته، وسمعة جيشه، لملم عاره وذله وانسحب مُهدداً باستمرار القصف من الجو. والتصميم على منع انطلاق الصواريخ وتجريد المقاومة من سلاحها، رغم أنه يعرف أن السلاح هو الإرادة نفسها.
غزة فضحت الجميع، كشفت عورات المهانين المذلين، وكشفت عن معادن الأنقياء والبشر الطيبين في مختلف رقاع المعمورة، ولذا بات الأمريكي اللاتيني أقرب لجبهة المدافعين عن غزة، من أقرب الأقربين لها.
غزة تستحق الشكر، لا لكل الأسباب التي تستحق عليها الشكر، بل لكونها جمعت العرب جميعاً في الرغبة، بإسكات صوت الحرب، وإيقاف اسرائيل لهمجيتها ووحشيتها ضد الشعب المحاصر في غزة؛ الفريق الأول من العرب، يريد لمملة الفضيحة، وإسكات أبواب القلق والخوف، من المفاجآت اللامتوقعة، والفريق الثاني يخشى عليها، وعلى أطفالها ونسائها وهشاشة بيوتها من الدمار، أكثر ويتمنى لأهل غزة أن يلتقطوا أنفاسهم قليلاً لعلهم يهيئون للحرب القادمة مفاجآت أكثر خطورة وفعالية.
غزة وجع العربي، ولكنها بداية عهد جديد، عهد بدأ فيه الفلسطني قادرا على رد الصاع وتكليف المحتل جزءاً ولو يسيراً من ثمن احتلاله، وهذا يؤسس لعصر مختلف وعصر جديد.
[email protected]