الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بضاعة قديمة لسفير سابق بقلم: عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2014-08-30
بضاعة قديمة لسفير سابق  بقلم: عريب الرنتاوي
    كتب عريب الرنتاوي

انعقدت رهانات واشنطن السورية، على قيام "معارضة معتدلة" تقاتل "الطاغية" و"الإرهاب" سواء بسواء... سوريا تتجه بعد أربعة أعوام من الأزمة والتأزم، إلى "ثنائية قطبية"... من جهة النظام يتقدم ويعزز ومواقعه، ومن جهة ثانية، تتقدم "داعش" وتعزز مواقعها، وكل ما (ومن) يقع بين هذين القطبين، إلى تناقص وتآكل، بمن في ذلك جبهة النصرة والجيش الحر.
 
هذا الواقع، على ما يبدو، ما زال غير مقنعٍ لدبلوماسيين وباحثين ومسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، آخرهم كان روبرت فورد، سفير واشنطن السابق إلى سوريا، الذي استقال لعجزه عن الدفاع عن سياسات إدارته غير المقنعة، وبالذات استنكافها عن توجيه ضربات للنظام وتزويد المعارضة بأسلحة كاسرة للتوازن ... اليوم يعود فورد لتقديم أطروحاته القديمة، وكأن شيئاً لم يتغير منذ العاشر من حزيران / يونيو الماضي وحتى يومنا هذا.
 
سياسياً، يقترح فورد، وإن لم يقل ذلك صراحة ونصاً، توظيف تقدم "داعش" لإقناع النظام وحلفائه، بتغيير سلوكهم السياسي، والانصياع لمطلب تشكيل حكومة انتقالية، بمشاركة المعارضة ومنشقين عن النظام، ولدلالة على جدية مقترحه، يرى فورد أن سيناريو إزاحة المالكي والمجيئ بالعبادي، يبدو قابلاً بل ونموذجياً، لإعادة الإنتاج في سوريا.
 
أما عمليا، فلا يكف الدبلوماسي الأمريكي عن "حشد التأييد" لنظرية تسليح المعارضة المعتدلة، حتى تتمكن من إرغام النظام على الجنوح لخيارات الحل التفاوضي التي أسقطها في جنيف ... حيث سيكون بمقدورها ضرب مواقع استراتيجية للنظام وقواته المسلحة ومطاراته ومقار قيادته، بما يفرض عليه "رفع الراية البيضاء"، وبعد ذلك يمكن أن تنطلق عملية سياسية وتنتهي إلى حكومة توافقية، تتفرغ لمقارعة "داعش".
 
لا شك أن فورد، مثل كثيرين غيره، يعوّلون على نجاح "داعش" في إقناع حلفاء الأسد بالتخلي عنه، كما حصل للمالكي... وفي ظني أن طهران وموسكو لن تفعلا ذلك، إلا أذا طرقت "دولة الخلافة" أبواب دمشق، وقد لا تفعلا كذلك ... ليبقى السؤال: هل ستنتظر واشنطن، ومن ورائها حلف إقليمي ودولي وازن، حتى تتمدد "داعش" إلى هذا الحد، قبل الشروع في توجيه ضربات كبرى لها؟ ... أحسب أن "داعش" باتت تضغط على خصوم الأسد، بمثل أو أكثر مما تضغط به على النظام السوري نفسه، ولهذا يبدو النظام على درجة عالية من الثقة والارتياح.
 
ما أخفقت واشنطن في انتزاعه من النظام من خلال "المعارضة المعتدلة"، تسعى اليوم في لانتزاعه تحت ضغط داعش أو بسيوفها ... والأرجح أن هذه المقاربة، تجد لنفسها صدى في أروقة صنع القرار الأمريكي والأوروبي ... أوباما ومن بعده كالعادة، فرانسوا هولاند، رفضا أن يكون للنظام السوري موقع في الائتلاف الدولي – الإقليمي لمحاربة الإرهاب، وقبلهما كان وزراء خارجية خمس دول "اعتدال" عربي، تتفق على أنه لا "مكان للأسد في مستقبل سوريا"، ولكن ماذا يعني ذلك؟ ... ألسنا أمام سيناريو العراق – 2003 وأفغانستان 2002 حين قاتلت واشنطن نيابة عن طهران، وقدمت العراق وبعض أفغانستان، هدية على طبق من فضة لإيران، ومن دون مشاركتها أو التنسيق المسبق معها؟ ... بالأسد أو من دونه، فإن حرب واشنطن على داعش، ستقدم خدمة جليلة للنظام، وستزيح عن كاهله، أعباء حرب قاسية لم يخضها بعد... وهذه واحدة من سخريات الأقدار والتاريخ، التي ازدهرت في هذه المنطقة، وراج سوقها في العشرية الأخيرة من السنين.
 
فورد، وفي معرض استعراض خبراته وخزان معلوماته عن الوضع في سوريا، يبشر بقرب انهيار النظام، وهو يحشد عدداً من المعطيات التي تؤشر على ضعفه وقرب انهياره ... بل أنه ما زال يبشر بعمليات انشقاق واسعة ونوعية عن صفوفه ... مع أن المرء ليس بحاجة لأن يكون سفيراً سابقاً لدى سوريا، لكي يعرف أن هذه المعلومات تنتمي لعامين مضيا ... حيث لم تسجل منذ ذلك التاريخ عمليات انشقاق عن النظام، بل رأينا مصالحات وطنية وجنود يعودون إلى وحداتهم أو قراهم ... كما أن "المعارضة المعتدلة" ذاتها، وصفت حقبة قيادة أجمد الجربا للائتلاف الوطني (المعارضة المعتدلة) بأنها الحقبة التي خسرت فيها المعارضة، معظم مناطق سيطرتها ونفوذها، وأمكن للنظام فيها أن يحقق اختراقات ميدانية استراتيجية (انظر سجالات كيلو–الجربا)، وما لم يحرزه النظام من مكاسب، أمكن لـ "داعش" أن تحرزه على محاور وجبهات أخرى، فما الذي يتحدث عن فورد؟
 
نحن بالطبع، كنا نأمل، ومنذ بواكير الأزمة السورية وبداياتها، أن تكون لدى النظام، مقاربة وطنية أكثر انفتاحاً على المعارضة الوطنية السورية، وأكثر استعداداً لفتح باب المصالحة والإصلاح ... بل ورأينا أن الانتخابات الرئاسية التي قيل فيها ما قيل، قد تقنع النظام نفسه، بتوسيع دائرة المشاركة وجذب قوى سورية معارضة معتدلة إلى صفوفه ... لكن النظام، يأبى كعادته، إلا أن يخيب ظنون أصدقائه قبل أعدائه، ولقد استمعت لدبلوماسيين روس، تحدثوا بمرارة عن المصاعب التي تواجه روسيا في إقناع النظام بإبداء قدر أوسع من المرونة والانفتاح، ودائماً من دون جدوى.
 
ولا زلنا نعتقد، أن تمدد "داعش" يوفر فرصة ذهبية للنظام والمعارضة المعتدلة (الوطنية) لبناء الائتلاف واسع وعريض لمواجهة هذا الخطر الوجودي ... وأحسب أن كلا الفريقين ما زال عالقاً على رأس الشجرة التي صعد إليها قبل أربع سنوات، يراهن كل منهما على "داعش"، لإقناع الطرف الآخر بالنزول عن قمة هذه الشجرة قبله.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف