الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتصار غزة .. بقلم الاستاذ حسني محمد العطار

تاريخ النشر : 2014-08-30
انتصار غزة .. بقلم الاستاذ  حسني محمد العطار
انتصرت غزة .. انتصرت المقاومة .. انتصر الحق على الباطل .. انتصر المظلمون على الظالمين.. الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله .. صحيح أن البعض وقد يكونوا كثيرين لا يعجبهم فكرة الانتصار هذه, ويتساءلون أي انتصار مع الآلاف من القتلى والآلاف من الجرحى, وعشرات الآلاف من البيوت والمؤسسات والمشاريع المهدمة, إننا نخدع أنفسنا حينما نقول انتصرنا.أنا أقول أن معايير النصر والانتصار تختلف من جهة إلى أخرى, والمثل المصري يقول " حبيبك يبلعلك الصلط وعدوك يتمنى لك الغلط ", وهكذا خصمك السياسي أو التنظيمي لا تنتظر منه انصافاً وهذا ما يُؤسف له في الحالة الفلسطينية.
العالم من خلال متابعة ردود أفعاله على عدوان غزة, (وعلى فكرة الذي حدث خلال الواحد والخمسين يوماً الفائتة لم تكن حرباً إنما هي عدوان من قِبل الدولة الصهيونية المجرمة), العالم يقول أن غزة انتصرت, الإعلام الصهيوني يقول أن جيشهم انهزم وشكلوا لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الهزيمة, المحللون السياسيون والعسكريون يقولون أن غزة انتصرت, وأنا أقول غزة لأن كل غزة قاومت والمقاومة كانت هي رأس الحربة في دحر هذا العدوان, حتى طابور المشككين والمتخاذلين والمنهزمين الذين كانوا داخل غزة سأعتبرهم رغماً عنهم من ضمن الذين انتصروا .
من يقرأ التاريخ يعرف أن كل الحروب والمعارك والإعتداءات كانت تنتهي بخسائر على كلا الجانبين, هذا وضع طبيعي لكل حروب الدنيا, إلا أن الأمر المختلف عندنا أننا نعلم يقيناً أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار, وهذا يقلب عندنا الحال من حال حزن إلى حال فرح واستبشار بهؤلاء القتلى, انظر كيف تزف الأم الفلسطينية أو الزوجة أو الأخت الشهيد بالزغاريد, في حين نرى اليهود يلطمون خدودهم ويشقون جيوبهم حين قبرهم لموتاهم, الفرق شاسع .
أما التدمير والخراب والهدم فاليهود هذه سياستهم منذ ثمانين عاماً هم يهدمون ونحن نعمر ونبني, وسنستمر في هذا حتى النهاية.
لقد كانت الأيام الإحدى والخمسين المنصرمة من أيام الله تجلت فيها رحمات الله على شعبنا في غزة, ما بين الصبر وما بين الثبات والصمود, رأى منا الله أحب ما يرى من عباده المؤمنين الصابرين المحتسبين, ما رأيت ولا سمعت
خلال هذه الأيام الصعبة والشديدة جَزِعاً ولا ساخطاً على الله تعالى, ما سمعنا عن لص حاول أن يسرق بيتاً أو متجراً, كانت المساجد تقصف ومع هذا كانت عامرة بالركع السجود, التفت الجماهير المكلومة والجريحة حول قياداتها وحول المقاومة في مشهد لم يذكر لنا التريخ مثله, لم يفكر الناس بالخروج أو الهرب من غزة في اللحظة التي كان الكثيرون قادرين على ذلك من حملة الجنسيات الأخرى, ونحن نعلم أن في غزة قرابة سبعين ألف يحملون الجنسية المصرية فقط, ومع هذا لم يخرج منهم إلا عشرات لم يمنعهم من الخروج إلا حب الوطن الذي ليس له بديل, التلاحم الجماهيري وفتح العائلات بيوتها للعائلات المتضررة أليس ذلك وغيره من أيام الله ورحماته, تلاحم النصارى والمسلمين وفتح الكنائس للمسلمين وتقديم الرهبان وجبات الإفطار والسحور للمسلمين أين يحدث ذلك .
من يريد أن يعرف انتصرنا أم هزمنا عليه أن ينظر إلى وجوه قادة اليهود, ليرى المذلة والخزي والإنكسار والهزيمة مرسومة على تلك الوجوه القبيحة الذليلة, وهذا وعد الله لهم أن يسلط الله عليهم من يذيقهم سوء العذاب إلى يوم القيامة, ونحن أهل غزة على الخصوص وفلسطين بالعموم من يتحقق وعد الله بهم الآن.
لقد أخزى الله بهذا الانتصار الكثيرين من ساسة العرب الذين كانوا إما متعاونين علناً مع الصهاينة ضدنا, أوتخاذلوا عن نصرتنا وهم قادرون على ذلك, وهؤلاء واؤلئك لن بنجوا من عقاب الله, وخزي وعار التاريخ .
كذلك أخزى الله الإعلام والإعلاميين الذين كانوا جهاراً نهاراً يؤيدون العدوان ويباركون ويرسلون التهاني والتبريكات لرئيس وزراء العدو ويخلعون القبعات احتراماً للجنود الصهاينة على قتلهم لأهل غزة, وتدمير القطاع, نسي هؤلاء الساسة وهؤلاء الإعلاميون ماذا فعل الصهاينة بجنودهم وكيف أنهم كانوا يدفنونهم بالمئات وهم أحياء في مقابر جماعية وأمام كاميرات التصوير.
لن تنهزم غزة بإذن الله, لا لأنهم يملكون جيشاً كبيراً ولا سلاحاً فتاكاً, لا وألف لا, ولكن لأنهم فئة آمنت بالله رباً وبمحمد نبياً ورسولاً, وقع عليهم ظلم فهم يدفعونه عنهم, لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً, قضيتهم قضية حق, وجهادهم جهاد مشروع, ليس لهم معارك جانبية مع أحد.
حينما لا يحقق الجيش القوي أهدافه من المعركة يكون منهزماً, وحينما لا ينكسر الجيش الضعيف في المعركة يكون قد انتصر, دخل الكيان الصهيوني خلال الخمس سنوات المصرمة ثلاث اعتداءات (حروب), على غزة, الكل يُجمع على أنه لم يحقق شيئاً من أهدافه, صحيح قتل خلالها الآلاف وجرح عشرات الآلاف ودمر البنية التحتية للقطاع ثلاثة مرات, لكن هل حقق هدفاً من أهداف عدوانه المتكرر ؟ اعتقد لم يحقق .. المقاومة (حماس) ما زالت على أتم جهوزيتها, الصواريخ ما زالت تطلق, مستوطنات غلاف غزة كله تحت رحمة المقاومة, إذن هل حقق الكيان الصهيوني أهدافه, معنى ذلك أنه لم ينتصر أي هزم والحمد لله.
في الجانب الآخر؛ غزة.. المقاومة, حصار خانق قاتل, عربي وصهيوني ثماني سنوات, تخلى القريب والبعيد حرب سياسية واقتصادية وإعلامية من كل الاتجاهات, تقطعت كل الحبال من حولنا وبقي أهل غزة متمسكون بحبل واحد, هو حبل الله لهذا انتصر أهل غزة, وشفى الله صدورهم من عدوهم, وهذه الجولة لها ما بعدها بإذن الله, والموعد القدس وحيفا ويبنا, وكما يقول أخواننا المصريون (اليوم أحلى من امبارح, وبكره أحلى من النهارده), هذه ثقتنا بالله, الله فقط.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف