الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رسالة تربوية بقلم:ابراهيم ياسين

تاريخ النشر : 2014-08-30
رسالة تربوية بقلم:ابراهيم ياسين
رسالة تربوية :
من المواقف الصعبة التي واجهتها في عملي مرشدا تربويا ، قد يستغرب البعض من المقدمة ويسال سائل ما الصعوبة التي يواجهها من يعمل في هكذا مهنة ؟؟ ولكن الجقيقة تقول ان المرشد التربوي يتعامل مع طلبة في مراحل عمرية مختلفة كل مرحلة له...ا مشاكلها وسماتها الخاصة وصعوباتها ، واذا كان ذا حضور قوي ويتمتع بشخصية آسرة يجذب طلابه للحد الذي يعتبرونه قدوتهم ومرجعيتهم عندها تصبح الامانة ثقيلة على عبء المرشد وكل تصرفاته واقواله يجب ان تكون مدروسة وموزونة لانها ستجد طريقها الى آذان الطلبة وتأخذ موقعها محفورة بذاكرتهم ، لذا يتطلب منه الامر أن يجيد العزف على أوتار القواعد المهنية التي تحكم علاقته مع الطالب بذكاء ، والتعامل مع الناشئة هي مسؤولية وطنية قبل ان تكون اخلاقية وقانونية لان الطلبة هم ثروة الوطن ومستقبله الواعد وهم من سيقود عربة التغيير ، قد أكون اطلت في المقدمة قبل الولوج في الموضوع ..
حضر الى مكتبي أحد الطلاب ، كان في الصف السادس حينها اي ان عمره اثنا عشر ربيعا ، قرع الباب بثقة ويمشي بخطوات واثقة رغم صغر سنه ، القى التحية ورحبت به بطريقة مهنية واذنت له بالجلوس ، باشرني بطرح سؤال مباشر هل الحب " حرام ام حلال ؟؟ السؤال ذات معاني وابعاد واسعة عندما يصدر من طفل في الصف السادس بقف على اعتاب المراهقة ويقف خلف السؤال حدث او قصة سيتمخض عنها ولادة العديد من الاسئلة ، أجبته بحذر شديد : الحب عاطفة انسانية نبيلة ترتقي بالانسان الى اعلى المستويات " طبعا بلغة تتناسب مع فهمه " وضربت له العديد من الامثلة على الحب النبيل مثل حب الوطن ، وحب الوالدين ، وحب الناس وحب الخير لهم ، كنت أتحدث اليه وعيناه ترقبني ويصغي لي بامعان ويضع كل حواسه معي ، كان طفلا شديد الذكاء ويمتلك من الدهاء ما يزيد عن حاجته في مثل هذه السن مع العلم ان تحصيله الدراسي متوسط ، لم تعجبه امثلتي وعقب على كلامي بكل ثقة وجرأة أنا أقصد ان يحب الرجل أمرأة ؟؟ طلبت منه اذا رغب بتوضيح الامر اكثر لكي افهم جيدا المقصود ، بدأ بسرد حكايته وانا منصت له بشكل واعي ، قال لقد تعرفت على فتاة من عمري وصفي جارة لاحدى عماتي واجلس معها ونتحدث والتقي بها مرة كل شهر تقريبا وتحدث عن مشاعره اتجاهها وانهى قصته قائلا هذا الحب الذي اقصده وأسالك عنه ، لا انكر ان وضوحه وصراحته سبب لي الارباك في بادئ الامر ، واجبرني على العد للعشرة قبل ان اتفوه باي كلمة ، كان المطلوب مني ان اتعامل بحذر شديد وتكون اجاباتي مدروسة جدا ، وعملت جاهدا ان تكون الاجابة على مسارين ، المسار الاول هو عدم تشويه فكرة الحب كقيمة انسانية لدى طفل صغير مقبل على الحياة والاستخفاف بمشاعرة والطعن بشرعيتها والمسار الثاني يجب أن يعلم ان تصرفه سابق لأوانه في مثل هذا العمر دون الخوض بتفاصيل المنظومة الاجتماعية والثقافية للمجتمع والتي تقع تحت يافطة " الحرام والعيب " والمشكلة الكأداء كانت صغر سنه وعملية اختيار الكلمات للنزول الى وعيه والامر الثاني دهاءه برغم صغره ، استمر النقاش تقريبا ساعتين كلما اغلقت بابا فتح لي أبوابا حيث كان يمارس ضغط هائل لانتزاع مني شرعية لقاءه بها ، وفي لحظة كنت اشعر انه يقود النقاش والجلسة حتى استجمع افكاري مجددا واعيد السيطرة على قيادة الجلسة حتى انهيت معه على ترتيب مهني اجتهدت ان يكون الصواب ﻻن في مهنة اﻻرشاد ﻻ يوجد واحد زائد واحد تساوي اثنين وانما لكل انسان سماته وخصائص شخصيته ويتمايز بسلوكه عن غيره اي انه كائن فريد بنوعه ، كان طفلا بارعا بالنقاش ويعرف ويعي هدفه جيدا ولكن كل هذا لا ينفي عنه صفة البراءة والطفولة ، لقد ارهقني واتعبني ، كان امانة بين يدي شعرت انه يمثل كل الطفولة بالوطن والعبث به كمن يعبث بمقدرات وطن ، غادر المكتب وتنفست الصعداء ، كان هدفي من سردي لهذه القصة ايصال رسالة تربوية هامة جدا وهي يخطئ بعض الاهالي او حتى المربين في المدارس عندما يطنون ان الاطفال قليلي الذكاء ويمكن تمرير اي شئ عليهم واحيانا لا يراقبون تصرفاتهم امامهم بناء على الاعتقاد السابق ...
عزيزي المربي ، عزيزي ولي الامر : الاطفال لا يقلوا ذكاءً عن البالغين ولكن تنقصهم الخبرة ولذا يتطلب منا ان نكون حريصين على كلماتنا وافعالنا امامهم وان نكون دقيقين بأي معلومة نوصلها اليهم لأنها تعمل تشكيل لوعيهم وشخصيتهم وهذه العملية يجب ان تخضع لدقة ومسؤولية عالية ، الطفل كالارض البور ما تزرع به سينمو وستحصده مستقبﻻ فاحرصوا على ان يكون زرعكم مثمرا حتى تقطفوا الثمار في المستقبل .... أطفالنا فلذات اكبادنا هم نصف حاضرنا وكل مستقبلنا

المرشد التربوي : ابراهيم ياسين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف