الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قيمة المتاع من قيمة أصحابه !! بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2014-08-30
قيمة المتاع من قيمة أصحابه !! بقلم:حميد طولست
قيمة المتاع من قيمة أصحابه !!  

مدخل ، يقول المثل المغربي الدارج : "على وجه الجلدة كيتباس لكتاب !!"

إن ما حدث قبل أيام للصديق والزميل الإعلامي المقتدر الأستاذ عزيز باكوش ، من تعرض أمتعته وأمتعت باقي المسافرين معه على متن الرحلة k617  القادمة من الدوحة عبر اسطمبول ، من فضائع التبخيس والعبث والاستهتار ، والتي برع في تعرية ما اقترن فيها من المآس بالمهازل ، أمام الرأي العام ، في مقالته المنشورة على الفيسبوك وفي العديد من المواقع الإلكترونية ، والتي استهلها بقوله : " لم أسجل كمسافر مغربي العبث الحاصل والاستهتار والتبخيس الذي تحظى به أمتعة المسافر مثل ما هو عليه الحال بمطار محمد الخامس بمملكتنا السعيدة " ليؤكد مقولة أن قيمة الإنسان تختلف من بلد لآخر وتخضع لعدة عوامل اهمها غنى الدولة ، وقوتها العسكرية والسياسية وجبروتها في العالم ، بالإضافة الى عامل مهم وهو خضوع نظامها السياسي لمذهب الديمقراطية الليبرالية الذي يعطي للإنسان الأهمية التي يستحقها ، وليدفع كل غيور على هذا البلد - الذي نريده في مقدمة البلدان التي المتقدمة والتي تحترم إنسانها-  للتساءل عن سبب حال التدهور المزرية التي نحن عليها اليوم ، ويقف حائرا ، عاجزا يبحث عن الحلول يمكنها وقف هذه الفوضى والاستهتار بالوطن والمواطن الذي  يشهده مغربنا الحبيب ،  ويطحن كل مقوماته بلا رحمة وبقسوة قلّ نظيرها ،الموروثة مما عرفته من سياسات مجرّدة من الأخلاق ، مشبعة بالأنانيّات المتجذّرة التي تمنع بعض المسؤولين من تقدير المسؤوليات المنوطة بهم ، وتجعلهم لا يبالون بما يتسبب فيه اهمالهم لها من ضيق ومعاناة للآخرين ، تلك السلوكيات التي كنّا نعتقد بأنّها ستنقرض مباشرة بعد مصادقة الشعب على الدستور الجديد وبالإجماع...

ربما تكون خدمات مطار محمد الخامس ، أو الجزء الأكبر منها على الأقل ، ليست في المستوى المطلوب ، ولا ترتقي إلى جودة خدمات بعض المطارات العالمية من حيث التعامل مع المسافرين ،كما جاء في مقالة الأستاذ باكوش ، ولا تتناسب وحجم الوصلات الإعلانية الإشهارية المدفوعة الأجر مسبقا ، والتي لا تعتبر كثرتها دليل جزم أو تأكيد على أن المادة المسوقة -مطار محمد الخامس هنا ، أكبر مطار دولي بالمغرب - يسير في أحسن الظروف ، ويقدم لزبائنه الخدمات المعلنة في الوصلات الإشهارية ، والذي تبقى حقيقة الوضع فيه لا يطاق ، كما لو كنا بمحطة تابعة لأحد الأسواق المغربية النائية ، حيت يطال أمتعة المسافرين التخريب والسرقات والعبث بمحتوياتها ، وبشكل يبعث على القلق ويفضح مدى قيمة الإنسان عند المسؤولين ، -كما في المثل الذي اتخذته عنوانا لهذه المقالة ، والذي المثل المغربي الدارج "على وجه الكتاب تتباس الجلدة " -ويفرض - اليوم وقبل الغد - خلخلة وضع المسؤولين على خدمة المسافرين قبل  أن يتفاقم الوضع المأزوم أصلا والناتج عن السياسات غير المعقلنة التي تعاقبت عليه وعلى البلاد منذ الاستقلال ، والتي لازال يصر عليها بعض حملة "الطولكي ولكي " كما سماه باكوش ، ومن هم على شاكلة من بعض المسؤولين ،حتى بعد اقرار على الدستور الجديد –كما اسلفت - وبعد الانتفاضات الشعبية التي هزت مختلف مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، والتي لاشك كان السبب الرئيس فيها مافيات الشر والفساد من حاملي "الطالكي ولكي" الذين لبسوا "قشور الحضارة " التي لم ينتجوها قط ، وكانت أعظم انجازاتهم هي ثقافات الانحراف المنافية للأخلاق والقيم ، والذين ينطبق عليهم  المثل الفرنسي L'habit ne fait pas le moine."، أي أن الجبة أو العمامة لا تصنع الفقيه ، خلاصة القول هو أنه لا يفصل بيننا وبين أن نكون سوى ان نكف عن تقديس جهلنا وطاعة ما صنعته أيدينا من أصحاب "الطولكي ولكي " الذين تقدموا شكلا ، وتأخروا سلوكا ، وانحطوا خلقا ،  الذين ساهموا في تفاقم الأحوال وتعقيد الأوضاع وتأزيم الأمر ، واستنزاف الطاقات والموارد والثروات التي أدت إلى ثورات الربيع العربي.

وأنا هنا لا اعمم لأن الأخيار والطيبين يشكلون الأغلبيّة الساحقة في هذا البلد الكريم ، لكنّ تفرّق الأخيار وخجل الطيبين ، جعل الشر ينتصر على الخير الذي هو بحاجة للدعم قبل أن يضلّ ويتحول إلى شاة جرباء ضائعة ، تصيب القطيع بعدوى جربها. وقبل الختم لا يسعني كمواطن مغربي معتز بوطنيته التي يعد الحفاظ عليها واجبا شرعيا ومسؤولية وطنية .. إلا أن أتعاطف مع الأستاذ عزيز باكوش ، وأدين معه تلك الفضاعات المهولة التي تتسبب للبلاد والعباد في مصائب وأزمات ترهن المستقبلها ، والتي يجب تسميتها بأسمائها الحقيقية ، والتي هي هنا وفي كل أحوالها وظروفها تدخل في خانة ومسمى : "التنصل عن القيام بالمسؤولية ، والتهرب من القيام بالواجب بشكل يثير الأسى والغثيان في الوقت ذاته " والتي يعاقب عليها القانون في البلدان التي تحترم نفسها ..

صحيح أن الشعب المغربي صبار إلى درجة تجعل من صبر أيوب أمام صبره غير نقطة في بحر ، لكن وكما تقول أم كلثوم : "للصبر حدود" تجعله ينتهي -مهما كانت قوته - أمام استفحال المشاكل وتشعبها وتطور الأزمات التي تخلق الاضطرابات ،  الممزقة لبنية المجتمع ونسيجه الاجتماعي ..

وبقدر ما أشعر بالأسى والأسف على الاستهانة بكرامة المواطن المغربي والتعالي عليه من طرف أصحاب "الطولكي ولكي" المسؤولين على السهر على أمنه وسلامته ، والذين غالبا من نحشرهم في خانة المخزن والحكومة ، وكل الدوائر الرسمية ، لنتخذ منها شماعة لكل فشل او شر ألم بنا ، بقدر ما أحمل أنفسنا مسؤوليات ما يحدث لنا ، وأطرح السؤال فماذا عنا نحن ؟ وماذا عن منظماتنا الحزبية والنقابية ؟ وماذا عن إطاراتنا و أجهزتنا ؟  فلا شك أنها ، وكيفما كانت تقديراتها للظرفية والمعيقات ، تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية في ما يحدث لنا ، لتقاعسها عن تلقين الشغيلة المنضوية تحت الويتها واجب احترام المواطن ، واتقدير كرامته ، كأهم رسالة نضالية ، فلا ينحصر دور النقابات  في مقاطعة جلسات الحوار وتاصدار بيانات الإدانة والشجب من حين لآخر ، بل هي ملزمة باتخاذ ما يكفي من الإجراءات التنظيمية الكفيلة بتقوية البنية التنظيمية لمنخرطيها وإطاراتها أفقيا وعموديا ، و تربيتهم على احترام الغير ، بدل خلق عمال وموظفين من طينة أصحاب "الطولكي ولكي" ، أن المنظمات النقابية الديمقراطيين هي المسؤول الأول والأخير على مواجهة الأمراض التنظيمية بما يكفي من الحزم والجهد والعمل لتخليص الأجهزة من المتسلطين عليها من أصحاب "الطولكي ولكي" ..

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف