الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وما النصر إلا من عند الله بقلم:الشيخ الدكتور تيسير التميمي

تاريخ النشر : 2014-08-29
هذا هو الإسلام
وما النصر إلا من عند الله
الشيخ الدكتور تيسير التميمي/قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس www.tayseer-altamimi.com ، [email protected]
في البداية نبارك هذا النصر المبين لأهلنا في غزة أولاً ، فهم الذين حققوه بدمائهم وأرواحهم وأهليهم وممتلكاتهم ، هم الذين صنعوه بتضحياتهم العظمى ، ثم نباركه لأنفسنا ولسائر شعبنا الفلسطيني في كل مكان .
لقد جاء هذا النصر المؤزر بفضل جهاد شعبنا ونضاله وتمسكه بالمقاومة ، وتتويجاً لبطولات شهدائنا الأبرار الذين سطروا في صحائف المجد والخلود أروع أمثلة الجهاد والفداء فأكرمهم الله تعالى بالحياة في الجنان وبالرضا والرضوان ، وهو ثمرة لتضحيات جرحانا البواسل الذين أكرمهم الله بأن أحياهم ليروْا بأعينهم النصر على الطغاة الظالمين ، وهو بإذن الله فرج لأسرانا الصامدين في زنازين القهر والاعتقال ، فعسى أن يكرمهم الله بانقشاع ظلمات السجون ، وبأن يتنسموا عبير الحرية ويلثموا ثرى الوطن ويبصروا نجوم المجد في سمائه .
إن هذا الشعب المجاهد قد هزم بتماسكه ووحدته الوطنية الآلة العسكرية الصهيونية ، وحطم برباطه في أرضه أسطورة الدولة التي لا تقهر والجيش الذي لا يهزم ، فلم تستطع هذه القوة العاتية بجبروتها الصمود في مواجهة مقاومته الضارية وإصراره على مبادئه وثوابته ، فأذعنت أخيراً لشروطه واستجابت لمطالبه ، ثم ولَّت الأدبار بعد أن تعلَّمت على يديه أنها مهما طغت وبغت فلن تتمكن من هزيمته ولا من نزع سلاحه أو القضاء عليه ، فصارت كمن قال الله تعالى فيهم { فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون } فصلت 15 ، بل تعلم الجميع بأن غزة أولاً هي طريق التحرير والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس المباركة .
جاء هذا النصر من الله أولاً ، قال تعالى { وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } الأنفال 10 ، ثم جاء بعد ذلك بثبات أهلنا في قطاع غزة على الرغم من استهداف العدو الصهيوني للمدنيين عن عمد وتخطيط ، فسقط منهم آلاف الشهداء وآلاف الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ ، ودمرت الآلاف من البيوت على أهلها والمساجد على المصلين فيها والمشافي على رؤوس المرضى والمدارس على من تؤويهم في حرب إبادة ضد الإنسانية لم يسبق لها مثيل ؛ استخدمت فيها إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً ، وآلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي زادت ضراوة العدوان وإيذاءه وضرره عن عدة قنابل نووية كما بين الخبراء ، إن هذا الصمود الأسطوري الذي أذهل العالم وأذهل العدو ومن يسانده يستند إلى عقيدة ثابتة ، فأبناء شعبنا وأهلنا في غزة يؤمنون بأن الشهداء الذين ارتقوا إلى بارئهم عز وجل أحياء عنده يرزقون ، ويوقنون بأن الضرر الذي أصابهم لم ينل من قوة عزيمتهم وإرادتهم ، بل أثبتوا أنهم أقوى من الدمار والحصار ، وأشد بأساً من كل خراب ، قال صلى الله عليه وسلم { عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له } رواه مسلم ، فقد تمثلوا قوله سبحانه وتعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } آل عمران 200 .
انتصر أهل غزة ومِنْ ورائهم انتصرت فلسطين على العدو على الرغم من قلة النصير ، بل كانوا يواجهون آلة البطش العسكرية وحدهم في ظل تآمر المتآمرين وتخاذل المتخاذلين ومحاولاتهم تثبيط همم المقاومين والفتَّ في عضدهم ، إلا أنهم ثبتوا ولم يبالوا بذلك ولم يلتفتوا لهذا التباكي على الشهداء والجرحى وعلى الصهاينة أيضاً ، قال تعالى { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } آل عمران 167-168 .
وما زال هؤلاء المرجفون ــ وما أكثرهم ــ يحاولون إلى اليوم إفساد فرحة النصر على غزة وأهلها وعلى شعبنا ؛ فيركزون على التضحيات العظام التي قدمتها غزة المكلومة ويحجّمون انتصارها ويستهجنون الاحتفالات بهزيمة العدو ، وقد تناسَوْا أن ليس هذا هو المعيار الحقيقي في اعتبار الهزيمة أو الانتصار ، فمعظم الحروب التي انتصرت فيها الأمة على أعدائها كانت خسائر المسلمين فيها أضعاف خسائر عدوهم ، والجيش المصري البطل انتصر على الجيش الصهيوني الذي لا يقهر في حرب أكتوبر عام 73 الخالدة على الرغم من أن شهداءه وجرحاه قد فاقوا في العدد قتلى وجرحى الصهاينة ، لذا أقول لهؤلاء : إن غزة وأهلها لا يضيرهم لو كانوا وحدهم في الميدان ، لا يضيرهم لو تخلى عنهم الجميع من الأقارب والأباعد ، لا يضيرهم كل هذا التهوين من انتصارهم وظفرهم بعدوهم رغم قوته المدعومة من القوة العظمى ، فقد عهدنا أهل الحق على مدار التاريخ قليلي الأنصار والمؤيدين ، روى الصحابي أبو ثعلبة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم { إن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلاً يعملون مثله قلت يا رسول الله أجر خمسين منهم ؟ قال أجر خمسين منكم } رواه أبو داود ، وفي رواية ( لأنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون على الخير أعواناً } .
إن غزة وأهلها بما احتملوا وبذلوا حماية لوطنهم ودفاعاً عن أنفسهم ومواطنيهم وصدهم عدوان المعتدي قد أثبتوا أنهم من الطائفة المنصورة التي أخبرنا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله { لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس } رواه أحمد ، فحق لهم أن يفرحوا وأن يحتفلوا ، وحقهم علينا أن نفرح لهم وأن نحتفل معهم .
إن المرحلة القادمة حرجة وحاسمة وتحتاج منا كل اليقظة والاستعداد والتلاحم والتكاتف ؛ بألاَّ نغفل أو ننشغل أو نتشاغل عنها بأي أمر آخر ، وتحتاج منا الحفاظ على هذا الإنجاز الوطني الغالي الذي حققه أبناء شعبنا في غزة هاشم ودفعوا ثمنه باهظاً ، وألاَّ نسمح لأيٍّ كان بحَرْفِنا عن هذا الهدف وهذا السبيل ، لذا نناشد جميع أبناء شعبنا مجدداً الْتزام روح الوفاق والاتفاق استجابة لأمر الله تعالى وتمسكاً بتوجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحرصاً على الأهداف والثوابت الوطنية . إن الحفاظ على هذا الانتصار يقتضينا استمرار الاتحاد وتعزيز الوحدة الوطنية التي تجلت في كتائب المقاومة التابعة لفصائل العمل الوطني الفلسطيني ، والاستمرار في وحدة الرأي والموقف السياسي الذي تجلى بثبات الوفد الفلسطيني المفاوض على شروط المقاومة التي أجمع عليها الشعب الفلسطيني لأنها مطالبه العادلة ، فنيل الحرية ودحر الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية وتحقيق آمال شعبنا الفلسطيني في الاستقلال وإقامة دولته ذات السيادة التامة على كامل أرض وطنه يتطلب منا الحفاظ على هذه الوحدة وحمايتها كل ما أوتينا من قوة وإمكانية ، فهي من أعظم مصادر القوة ومن أهم عوامل النصر ، قال تعالى { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } الأنفال 46 .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف