فلسطينيون بلا عنوان .. بقلم : كرم سمير ابو زنادة
حين تولد يكتب اسمك , ومع اسمك يكتب وطنك
فاسمك ووطنك قرينان لا فكاك من احدهما عن الاخر.. فكما لاسمك اهمية في تعريفك من بين ملايين البشر ..فوطنك هو انت بالفعل..
حين اجلس كل صباح ..في شرفتي ..ارتشف كاس الشاي ..يطير فكري الى مسافات شاسعة , لاداعب نفسي كان يا ما كان في هذا الزمان.. زمن التيه ..والحليمُ حيران ..زمن رقص الكلاب على جثث الأسود ...!!
زمنٌ يُكتَب فيه تاريخ أمّتنا وتُرسم فيه خارطة طريق حرّيتنا بأقلام الصّهاينة اليهود ... ومداد حبر تلك الأقلام دماء العرب والمسلمين !!! زمن كما تهوى أنفسُهم وتعشقُ جيوبهم .. في هذا الزمن فقدت ولدي محمد صاحب الهوية الفلسطينية وهرعت لابحث عنه بين الاحياء الشرقية لوطني , بحثت بين ازقة المخيم حتى القى ولدي محمد لكني لم التقي به بعد , عدت الى منزلي الاسبستي الا بغربان تطير على ذكريات المنزل وسرقت منه احلامنا لتسويه بالارض , لتخطف ابنائي وامي وابي مني لنبقي وحدنا نقارع الالم , وقفت معربداً على ما تبقي من ركام منزلي , اجتمعنا والحزن سوياً ! جاءت جدتي المسنة لتروي لنا قصة الم شاهدُ عليها نافذة البيت الملقاة على قارعة الطريق , طارت الى هناك بفعل شرارة الغربان التي تلوثُ صفاء السماء , اصطحبت جدتي لنعاود البحث على ولدي محمد على امل اللقاء به , والا بمكبرات المسجد تعلو لتنعي ولدي محمد , وقفت ساجً صامتً لم احرك ساكن لاعيد مجد ولدي محمد , شدني الحنين لجمال صوته الذي يعلو في الصباح الباكر , اما عن جدتي فحدث بلا حرج , تقول جاءوا بمحمد من هناك , نظرت الى الناحية الغربية من المخيم , جاء محمد محملاً على الاكتاف مزينُ بالعلم الفلسطيني الانيق صاحب الالوان الاربعة , ينادون بصوتهم يعلون بالتكبير والتهليل , مات محمد حاملاً ما تبقي احلامه , رحل كما رحل منزلى , جدتي باتت تبكي دماً على حفيدها الى ان اصطفاها القدر ليحملها الى بارئه , لتلتحق بمحمد وتجلس بجواره مع الانبياء والصديقين , ذهبت عائلتي وذهب ولدي محمد من ثم اختار جدتي رفيقة له في عليين , وتركوني انا الفلسطيني المهجر وحدي لاجابه الالم بين حنين الابناء وذكريات جمعتنا سوياً , رحلت من جديد الى خيمة من القماش جاءوا بها من بلاد الغرب لتستر احلامي , لم يكتفي اجرام الغربان بعد فجاءوا ليحرقوها من جديد وبقيتُ دون مأوى , لا املك سوى الاحلام الملونة بالدم والاشلاء , لابقي فلسطيني بلا عنوان
حين تولد يكتب اسمك , ومع اسمك يكتب وطنك
فاسمك ووطنك قرينان لا فكاك من احدهما عن الاخر.. فكما لاسمك اهمية في تعريفك من بين ملايين البشر ..فوطنك هو انت بالفعل..
حين اجلس كل صباح ..في شرفتي ..ارتشف كاس الشاي ..يطير فكري الى مسافات شاسعة , لاداعب نفسي كان يا ما كان في هذا الزمان.. زمن التيه ..والحليمُ حيران ..زمن رقص الكلاب على جثث الأسود ...!!
زمنٌ يُكتَب فيه تاريخ أمّتنا وتُرسم فيه خارطة طريق حرّيتنا بأقلام الصّهاينة اليهود ... ومداد حبر تلك الأقلام دماء العرب والمسلمين !!! زمن كما تهوى أنفسُهم وتعشقُ جيوبهم .. في هذا الزمن فقدت ولدي محمد صاحب الهوية الفلسطينية وهرعت لابحث عنه بين الاحياء الشرقية لوطني , بحثت بين ازقة المخيم حتى القى ولدي محمد لكني لم التقي به بعد , عدت الى منزلي الاسبستي الا بغربان تطير على ذكريات المنزل وسرقت منه احلامنا لتسويه بالارض , لتخطف ابنائي وامي وابي مني لنبقي وحدنا نقارع الالم , وقفت معربداً على ما تبقي من ركام منزلي , اجتمعنا والحزن سوياً ! جاءت جدتي المسنة لتروي لنا قصة الم شاهدُ عليها نافذة البيت الملقاة على قارعة الطريق , طارت الى هناك بفعل شرارة الغربان التي تلوثُ صفاء السماء , اصطحبت جدتي لنعاود البحث على ولدي محمد على امل اللقاء به , والا بمكبرات المسجد تعلو لتنعي ولدي محمد , وقفت ساجً صامتً لم احرك ساكن لاعيد مجد ولدي محمد , شدني الحنين لجمال صوته الذي يعلو في الصباح الباكر , اما عن جدتي فحدث بلا حرج , تقول جاءوا بمحمد من هناك , نظرت الى الناحية الغربية من المخيم , جاء محمد محملاً على الاكتاف مزينُ بالعلم الفلسطيني الانيق صاحب الالوان الاربعة , ينادون بصوتهم يعلون بالتكبير والتهليل , مات محمد حاملاً ما تبقي احلامه , رحل كما رحل منزلى , جدتي باتت تبكي دماً على حفيدها الى ان اصطفاها القدر ليحملها الى بارئه , لتلتحق بمحمد وتجلس بجواره مع الانبياء والصديقين , ذهبت عائلتي وذهب ولدي محمد من ثم اختار جدتي رفيقة له في عليين , وتركوني انا الفلسطيني المهجر وحدي لاجابه الالم بين حنين الابناء وذكريات جمعتنا سوياً , رحلت من جديد الى خيمة من القماش جاءوا بها من بلاد الغرب لتستر احلامي , لم يكتفي اجرام الغربان بعد فجاءوا ليحرقوها من جديد وبقيتُ دون مأوى , لا املك سوى الاحلام الملونة بالدم والاشلاء , لابقي فلسطيني بلا عنوان