الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسفة الهزيمة والانتصار في العدوان على قطاع غزة بقلم يحيى قاعود

تاريخ النشر : 2014-08-29
فلسفة الهزيمة والانتصار في العدوان على قطاع غزة

بقلم/ يحيى قاعود

في الحروب بين الدول، نستطيع معرفة من المنتصر ومن المهزوم بكل سهولة، وذلك وفقاً لمقاييس النصر والهزيمة، ونستطيع أن نتعرف على كافة التفاصيل من خلال الوثيقة الموقعة بين الطرفين المتحاربين، والتي دائما تسمى "وثيقة الاستسلام"، فحينما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها واستسلمت اليابان للولايات المتحدة،  قال الإمبراطور الياباني هيرو هيتو أثناء توقيع وثيقة الاستسلام "المهزوم لا يقرأ الشروط"، وبالمقارنة مع ما حدث في غزة يكون الوضع مختلف تماماً، لأن ما حدث هو عدوان إسرائيلي جديد يضاف إلى سجل مجازر قوات الاحتلال الصهيونية، فالهزيمة التي منيت بها فلسطين واحدة فقط وهي هزيمة عام 1948، وما بعدها هو عدوان مستمر على مدن وقرى المواطنين الفلسطينيين، وهنا يصعب تحليل من المنتصر أو المهزوم في هذا العدوان، إلا أننا سوف نتناول الأبعاد السياسية والعسكرية لهذا العدوان، وما تم تحقيقه من خطوات في طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

 وقد اتفقت الفصائل الفلسطينية بإعلان النصر في العدوان على غزة، واختلفوا في مقاييس النصر، فنجد البعض أعلن بأن المقاومة وصواريخها هي التي انتصرت، والبعض الآخر أعلن بأن صمود الشعب هو من انتصر في هذا العدوان، وتكلل هذا النصر بتحقيق بعض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقاً للمبادرة المصرية. إن العدوان الإسرائيلي بدأ بهدف سياسي وهو: إفشال الوحدة الوطنية وتعطيل عمل حكومة التوافق، وبالتالي إضعاف السلطة في الضفة الغربية، ووضع العراقيل في غزة مع زيادة واشتداد الحصار على غزة، وانتهى الهدف الإسرائيلي بالعمل العسكري ضد المدن والمحافظات الفلسطينية، وقد بدأ العدوان في الضفة الغربية ومن ثم انتقل للقدس وإحراق محمد خضير، وأخيراً عدوان عسكري على غزة.

ويكمن جوهر النصر الحقيقي في إفشال الأهداف الإسرائيلية، وتحقيق الأهداف الفلسطينية، ومضمونها:

أولاً: تحقيق المصالحة الفعلية على أرض الواقع، وجعل الاختلاف السياسي نوع من الرقابة والمتابعة لعمل سير الحكومة، وإنهاء حقبة زمنية سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني استمرت لأكثر من ثمان سنوات.

ثانياً: رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وإعادة الاعمار بالسرعة الممكنة، لإنقاذ المواطنين في الشروط الحدودي من حر الصيف وبرد الشتاء، ولعدم وجود إيواء حقيقي لهم سوى بناء بيوتهم، وإفشال نظرية "كي الوعي" الإسرائيلية.

ثالثاً: متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مبادرة القاهرة، وتحصيل ما يمكن تحصيله بالمفاوضات السياسية.

إن العمل العسكري والكفاح المسلح ليس هدفاً بحد ذاته، وإنما هو وسيلة لتحقيق هدف سياسي، حتى يصبح العمل العسكري ذات جدوى ويعطي نتائج إيجابية، لابد من تحقيق أهداف سياسية، مقابل العدوان وما خلفه في قطاع غزة، نعلم بأن الأهداف المراد تحقيقها هي حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني، ولكن التعنت الإسرائيلي المدعوم من القوى العالمية والغربية، لا يريد منح الفلسطينيين حقوقهم، وما قدمته غزة من مقاومة في وجه جيش الاحتلال، كبيراً جداً يتناسب مع تاريخ نضالها العسكري والسياسي من أجل القضية الفلسطينية، فمنذ احتلالها عام 1967 وهي تشكل معضله أمنية لإسرائيل بل وقد تمنى إسحاق رابين بأن تغرق غزة في البحر، فقد بدأت الانتفاضة الأولى منها عام 1987، التي كانت نواة العمل المقاوم بدءاً بالحجارة ووصولاً للعمليات الفدائية، وعندما اقتحم شارون المسجد الأقصى في اليوم التالي انتفضت غزة من أجل الحقوق المشروعة، فكانت انتفاضيه الأقصى 2001.

إن الانتصار الحقيقي يبدأ بتحقيق خطوات نحو الدولة الفلسطينية المستقلة، أقول مشروع الدولة الفلسطينية، وما تم تحقيقه من أهداف في اتفاق القاهرة، وما تم تطوره من سلاح في يد المقاومة، هو خطوة تجاه الدولة، ولذا هو انتصار رغم كل المعاناة والألم والثمن الذي ندفعه وسوف ندفعه في تحقيق الهدف الأسمى وهو: الانتصار بنهاية الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية بعد الهزيمة عام 1948. وهذا يتطلب منا الوعي بالمقاومة وشروطها وأنواعها الثلاثة، فهناك المقاومة المسلحة التي تتصدى لقوات الاحتلال الصهيوني، والمقاومة السياسية التي تكللت باتفاق القاهرة ولا بد من الضغط للحصول على كل حقوقنا المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية مع إسرائيل، وكذلك المقاومة الشعبية والتي هي الداعم الرئيس للمقاومة المسلحة والسياسية لأنها تقوم على عنصر أساسي وهو الإنسان، لهذا يعتبر الصمود والصبر الذي يقدمه أهلنا في غزة وباقي مدن الوطن لهو أعظم انتصار في وجه الآلة العسكرية الصهيونية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف