معادلة معاني عميقة للانتصار 29-8-2014
بقلم : حمدي فراج
اكتست الساحة السياسية الفلسطينية والاسرائيلية بكم كبير من التصريحات والتعليقات والتحليلات اثر التوصل الى ما أسمي بوقف اطلاق النار بعد خمسين يوما من الاعتداء الهمجي الوحشي الاسرائيلي ، هي نفسها الخمسين يوما من الصمود الاسطوري الفلسطيني الذي صنعته المقاومة الفلسطينية النوعية الفتية والتي لم تقتصر على اطلاق الصواريخ بهذا الكم النوعي الكبير الذي ابتدأ بدك حيفا وانتهى بها وفق اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس .
لم يكن هنية هو الوحيد الذي القى خطاب النصر ، فقد سبقه آخرون وتبعه آخرون ، وسيتبعه آخرون وآخرون بمن فيهم من سيشكك بالنصر ، لكن النصر النسبي ، هو طعم يتذوقه اصحابه ويشعرون بحلاوته ولذته ، تماما كما هي الهزيمة وطعمها المر التي تذوقتها اسرائيل وبدا انعكاس ذلك جليا على محياهم وسحناتهم .
لا يقاس النصر بمقياس الاهداف المباشرة الموضوعة للتحقيق من عدمه ، فهذه ميكانيكية من النوع السهل البسيط الذي تسعى اليه الدول ذات النفوذ والقوة العاتية ، ومن ضمنها دولة اسرائيل ، التي ترى انها انتصرت لأنها قتلت وجرحت الآلاف ، وقصفت و دمرت وبطشت واستعرضت وانها لم تذعن ولم تلبي اي مطلب من مطاليب المقاومة ومن ضمنها الميناء والمطار واطلاق سراح الاسرى .
وكل السجالات والردود الزعاماتية الفلسطينية التي ستنبري للرد على الاسرائيليين من هذا الثقب ستقع في المحظور ، لأن الانتصار لا يقتصر على بناء مطار وميناء سيخضعان اولا واخيرا للرقابة الاسرائيلية ، حتى لو حملا اسم "الكرامة" كما في معبر الجسر مع الاردن ، او معبر رفح مع مصر ، ان نفق بدون رقابة اسرائيلية اكثر شرفا من مطار او ميناء او معبر بالمواصفات الاسرائيلية، لانها ببساطة ، مواصفات احتلالية تتنافى وابسط مفاهيم الحرية والكرامة وحقوق الانسان .
اما من ضمن مناحي الانتصار الذي استطعمته المقاومة وجماهيرها في كل من غزة والضفة ، *هذا الالتفاف حولها وهذا الاحتضان العظيم ، فمن هنا لا تغترف التضحيات وفق المعلم غسان كنفاني ، فحسب ، بل ايضا المقاومين انفسهم ، قادة وافراد ، ولهذا تستمر المقاومة لأنها بمعين لا ينضب . ** لم تعد يد اسرائيل الوحيدة المطلقة في استهدافنا ويدنا مغلولة ، فلقد اصبحت يدنا مطلقة الى حد ما في استهدافهم ، ولهذا قال الزهار سنبني مطارنا بدون موافقتهم ، وحين يستهدفوه نستهدف مطارهم ، وهذا قول صحيح سبقه اليه حسن نصر الله قبل عدة سنوات . *** المقاومة هي التي كشفت عن وجه اسرائيل الحقيقي التي تحاول ان تظهر به امام العالم على انه بريء ومتحضر وديمقراطي وانساني وانها في كل حروبها كانت ضحية تدافع عن نفسها من الارهاب الفلسطيني واحيانا العربي واحيانا ثالثة الاسلامي . لقد عبر عن ذلك خالد مشعل خير تعبير حين اضاف : ان المفاوضات هي التي من شأنها ان تجمّل هذا الوجه القبيح ، يأتونا ببدلات وياقات وروائح عطر ، في حين أن اياديهم ملطخة بدم الاطفال .
بقلم : حمدي فراج
اكتست الساحة السياسية الفلسطينية والاسرائيلية بكم كبير من التصريحات والتعليقات والتحليلات اثر التوصل الى ما أسمي بوقف اطلاق النار بعد خمسين يوما من الاعتداء الهمجي الوحشي الاسرائيلي ، هي نفسها الخمسين يوما من الصمود الاسطوري الفلسطيني الذي صنعته المقاومة الفلسطينية النوعية الفتية والتي لم تقتصر على اطلاق الصواريخ بهذا الكم النوعي الكبير الذي ابتدأ بدك حيفا وانتهى بها وفق اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس .
لم يكن هنية هو الوحيد الذي القى خطاب النصر ، فقد سبقه آخرون وتبعه آخرون ، وسيتبعه آخرون وآخرون بمن فيهم من سيشكك بالنصر ، لكن النصر النسبي ، هو طعم يتذوقه اصحابه ويشعرون بحلاوته ولذته ، تماما كما هي الهزيمة وطعمها المر التي تذوقتها اسرائيل وبدا انعكاس ذلك جليا على محياهم وسحناتهم .
لا يقاس النصر بمقياس الاهداف المباشرة الموضوعة للتحقيق من عدمه ، فهذه ميكانيكية من النوع السهل البسيط الذي تسعى اليه الدول ذات النفوذ والقوة العاتية ، ومن ضمنها دولة اسرائيل ، التي ترى انها انتصرت لأنها قتلت وجرحت الآلاف ، وقصفت و دمرت وبطشت واستعرضت وانها لم تذعن ولم تلبي اي مطلب من مطاليب المقاومة ومن ضمنها الميناء والمطار واطلاق سراح الاسرى .
وكل السجالات والردود الزعاماتية الفلسطينية التي ستنبري للرد على الاسرائيليين من هذا الثقب ستقع في المحظور ، لأن الانتصار لا يقتصر على بناء مطار وميناء سيخضعان اولا واخيرا للرقابة الاسرائيلية ، حتى لو حملا اسم "الكرامة" كما في معبر الجسر مع الاردن ، او معبر رفح مع مصر ، ان نفق بدون رقابة اسرائيلية اكثر شرفا من مطار او ميناء او معبر بالمواصفات الاسرائيلية، لانها ببساطة ، مواصفات احتلالية تتنافى وابسط مفاهيم الحرية والكرامة وحقوق الانسان .
اما من ضمن مناحي الانتصار الذي استطعمته المقاومة وجماهيرها في كل من غزة والضفة ، *هذا الالتفاف حولها وهذا الاحتضان العظيم ، فمن هنا لا تغترف التضحيات وفق المعلم غسان كنفاني ، فحسب ، بل ايضا المقاومين انفسهم ، قادة وافراد ، ولهذا تستمر المقاومة لأنها بمعين لا ينضب . ** لم تعد يد اسرائيل الوحيدة المطلقة في استهدافنا ويدنا مغلولة ، فلقد اصبحت يدنا مطلقة الى حد ما في استهدافهم ، ولهذا قال الزهار سنبني مطارنا بدون موافقتهم ، وحين يستهدفوه نستهدف مطارهم ، وهذا قول صحيح سبقه اليه حسن نصر الله قبل عدة سنوات . *** المقاومة هي التي كشفت عن وجه اسرائيل الحقيقي التي تحاول ان تظهر به امام العالم على انه بريء ومتحضر وديمقراطي وانساني وانها في كل حروبها كانت ضحية تدافع عن نفسها من الارهاب الفلسطيني واحيانا العربي واحيانا ثالثة الاسلامي . لقد عبر عن ذلك خالد مشعل خير تعبير حين اضاف : ان المفاوضات هي التي من شأنها ان تجمّل هذا الوجه القبيح ، يأتونا ببدلات وياقات وروائح عطر ، في حين أن اياديهم ملطخة بدم الاطفال .