الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسيرات الغضب من باب الزاوية الى راس الجورة ومقياس البقاء بقلم: م.طارق ابو الفيلات

تاريخ النشر : 2014-08-29
مسيرات الغضب من باب الزاوية الى راس الجورة ومقياس البقاء بقلم: م.طارق ابو الفيلات
باب الزاوية هي منطقة تقع في وسط مدينة الخليل وتعتبر تاريخيا مركز المدينة التجاري وجغرافيا تعتبر في وسط الخليل الا ان تواجد الاحتلال والمستوطنين في قلب المدينة جعلها منطقة حدودية تطل مباشرة على مستوطنة تبتلع وسط المدينة محروسة بمئات من الجنود الغزاة.
وراس الجورة هي المدخل الشمالي للخليل وتبدأ مباشرة بعد برج المراقبة ألاحتلالي المطل على الطريق الالتفافي الذي يقوم على حراسته عشرات من الجنود الغزاة ومئات كاميرات المراقبة وفي راس الجورة بوابة الحدود التي تمنع الدخول والخروج بمجرد اغلاقها.
اهل الخليل يعرفون هذه المعلومات لكنني سردتها للتوضيح لمن قد يقرا مقالي من محافظات اخرى لتوضيح الصورة وتبيان القصد.
مسيرات الغضب انطلقت في كل مدن الضفة والقيت عشرات الاف الحجارة والاف القنابل الحارقة على جنود الاحتلال واشعلت الاف الإطارات وآلاف المفرقعات (دخلت في قاموس المواجهات مؤخرا) وفي كل نقطة احتكاك ومواجهة يتكرر نفس المشهد :ملثمون غاضبون وحناجر تصرخ وأعلام تعانق الشمس وحجارة تنهمر كالمطر وزجاجات حارقة تملا المكان باللهب وضباب اسود يسد الأفق من إطار مشتعل وقنابل غاز ورصاص مطاطي ورصاص حي وجنود وبنادق قنص وسيارات إسعاف تصرخ ومسعفون يتراكضون وصحفيون يتوافدون وكاميرات تصور وتبث وعالم يتفرج وحياة تتوقف وساحة حرب مصغرة وحالة حرب مختصرة وملاك موت يرفرف باجنحتة فوق الفلسطينيين لينقض معلنا استشهاد احد الغاضبين أو احد المارة أو عجوز في بيته خنقه الغاز وهكذا دواليك.
يتكرر المشهد هنا وهناك ومع كل عدوان إسرائيلي يزداد الغضب وتكثر المسيرات وتتكرر المواجهة ويتجدد المشهد وتتوقف الحياة العادية وتفوح رائحة الموت وينتشر الخراب في مواطن النزال .
باب الزاوية بحكم تواجد قوات الاحتلال فيه كثرت فيه المواجهات وتعطلت فيه الحياة مع كل مواجهه وكذلك راس الجورة مع فارق ان مواجهات باب الزاوية أكثر واكبر لكن المشهد واحد حياة تتوقف وسكون يتبدد ومحلات تغلق وتجارة تبور بل ان بعض المحلات والمساكن قد تتعرض لخراب مباشر او حريق أو قنبلة غاز او إطار مشتعل يغير لون الطلاء بلون اسود كأنه يعلن الحداد.
تجار باب الزاوية علا صوتهم وجهروا بشكواهم وأعلنوا النفير والنذير دفاعا عن أموالهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم وأعلنوها منطقه منكوبة وستصبح مهجورة إذا ما بقي الحال على ما هو عليه.
لا أجادل في أنهم محقون في طرحهم ولم يجانبوا الصواب عندما قالوا لا يمكن ان نصمد في هذه الظروف فساحات الحرب لا تصلح للتجارة ولا تؤمن للسكن فإما وضعت الحرب أوزارها وإما تصرفنا كما يتصرف المدنيون في كل الحروب من هروب ونزوح وترك للبيوت والمتاجر.
اجتمع أهل الرأي والمشورة في غرفة تجارة الخليل لبحث الأمر وتدارك الخطب وكنت هناك انوي الاستماع ولم يخطر ببالي التعليق فهذا امر فيه جانب سياسي وانأ في السياسة بطيء الفهم سريع النسيان.
وبدا النقاش بطرح عقلاني مفصل من رئيس الغرفة وتناول كل جوانب الموضوع وأسهب في إظهار الأرقام والإحصائيات وتعاقب المتحدثون وكل أدلى بدلوه وأجمعت الآراء أن استمرار هذا الوضع سيؤدي الى ما لا تحمد عقباه وانأ اتفق معهم جميعا.
لكن معظم الكلمات تطرقت الى موضوع خطير جدا والى طرح لم أجد له تبريرا الأمر الذي اضطرني الى اتخاذ قرار آن اسأل وافهم لعل هناك آمر عاب عني.
من يريد آن يقاوم فليقاوم لكن ليس في باب الزاوية بل عليه التوجه الى راس الجورة فهناك سيجد الجنود وبإمكانه ان يشعل تلك البقعة ولن يتذمر احد او يتضرر احد.
وتكرر الطرح من أكثر من متحدث واتفق أكثر من خطيب على ان المسيرة اذا وصلت باب الزاوية فان من فيها هم مأجورون او مدسوسون بل عملاء وذهب البعض الى استخدام مفردات قاسية.
وقال آخرون لا تحفظ على المقاومة ولكن اذهبوا إلى الطرق الالتفافية او مباشرة الى أبواب المستوطنات والأفضل الذهاب إلى راس الجورة.
انا من سكان راس الجورة لكن ما طرح من أنها المكان الأمثل للاحتكاك مع العدو جعلني أظنها في إطراف صحراء سيناء او في أقاصي الربع الخالي وكأنها منطقة مهجورة يمكن للمقاومين الاستفراد بالعدو دون ان يتضرر أي فلسطيني.
طبعا راس الجورة هي مربع المطاعم حيث يوجد حوالي ثلاثين مطعم وعده مقاهي ومحلات تجارية تفوق بعددها ومساحتها تلك التي في باب الزاوية ومع ذلك لا باس بنقل ساحة النزال الى هناك ولما سالت بماذا سنجيب سكان وتجار راس الجورة عندما يصيبهم ما اصاب تجار باب الزاوية وكيف سنبرر لهم اننا نتبنى ان المقاومة هناك هي عمل وطني وان نفس الفعل في باب الزاوية هو عمل فوضوي وان من يحرق اطارا في راس الجورة يكون بطلا واذا قام نفس الشخص بنفس العمل في باب الزاوية نتهمه بالخيانة وللأسف لم يجبني احد.
وهنا أتساءل كيف نعرف ونحدد المقبول والمرفوض؟
كيف نميز الغث من السمين؟
باي مقياس نقيس وبأي مكيال نكيل؟
هل لدينا مرجعية وطنية تحكم ممارساتنا؟
كيف نقرر ان نفعل هذا ا وان نترك ذاك؟
طرحت السؤال ولا زلت انتظر الجواب مع ان الجواب عندي.
نحن قوم خلطنا الأمور يبعضها فلم نعد نميز بين الهدف والأمل فاخطانا الهدف وضيعنا الأمل.
لكل أمه أمل ورؤيا وحلم غالبا ما يكون بعيدا لذلك تضع الأمة أهدافا قريبة فورية لتحققها وبتحقيق كل هدف نقترب من الأمل حتى نحقق الأهداف ويصبح الأمل واقعا.
الصهاينة من مئات السنين كان أملهم وحلمهم ورؤيتهم دولة لهم على تراب فلسطين,نصبوا أهدافا وعملوا على تحقيقها تباعا ووصلوا الى تحقيق الأمل فكانت لهم دولة على أرضنا,وأصبح لديهم أمل جديد يتمثل في تهجيرنا واستخلاص الأرض لهم خالصة منا ووضعوا أهداف تقودهم إلى هذا الحلم ويداو يحققون الأهداف وصولا الى الحلم.
ونحن أيضا أملنا وحلمنا أن نتحرر وان نصبح دولة مستقلة ذات سيادة وهو حلم وأمل يراه البعض بعيدا في ظل ميزان القوى الحالي لكنه أملنا وحلمنا ورؤيتنا ونضع نصب أعبننا أهدافا بتحقيقها نقترب من تحويل الحلم إلى واقع.
هدفنا الأول والاهم حاليا هو البقاء على هذه الارض والثبات عليها وعدم تفريغها وإقناع شبابنا ان الهجرة تعني ضياع أمل التحرر وانتهاء حلم الاستقلال.
إذا نريد البقاء.
فمقياسنا ومرجعيتنا هي قانون البقاء ومقياس البقاء
فكل ممارسة مهما كانت نخضعها لمقياس البقاء فان قبلها وأكد لنا أنها تساهم في تعزيز البقاء وترسيخ الوجود وتدفعنا إلى التجذر ولا تساهم في تهجيرنا آو نزوحنا او دفع شبابنا العاطل عن العمل الى طلب الهجرة او تجعل الرحيل هي الغاية والهدف تكون ممارسة مقبولة علينا ولو رفضها كل العالم.
وكل ممارسة مهما كان نوعها او مبررها تؤدي الى تهجير الناس او افراغ الارض او تعسير الحياة وخلق واقع طارد للبقاء مهجر للمال او للشباب مسبب بانحراف البوصلة من الصمود الى الهروب هي ممارسة مرفوضة.
من هنا أطالب باعتماد مقياس البقاء كمرجعية لكل تصرفاتنا وممارساتنا بكل أنواعها من سياسية او اقتصادية او اجتماعية او أخلاقية فما قبله مقياس البقاء قبلناه وما رفضه رفضناه ولا نختلف بعد ذلك على أمر للبقاء فيه القول الفصل.
فلنتفق على شكل المسيرات التي تخدم هدف البقاء وعلى شكل المواجهات التي تخدم هدف البقاء وعلى شكل الاقتصاد الذي يخدم هدف البقاء وعلى شكل التعليم الذي يخدم هدف البقاء وكل من لديه سلوك يستطيع ان يبرره ويبين كيف يخدم هدف البقاء فكلنا اذان صاغية.
م.طارق ابو الفيلات
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف